تستلقي على سريرك ، وتغمض عينيك ، ولكنك لا تشعر برغبة في النوم ، لأن هناك ما زالت في رأسك تتحرك أفكارك ، وهمومك ، وانشغالاتك..
إنك لا تملك أن تحلم ، فقد أدركت بعد زمن مضى من عمرك ، أنك ما عدت في زمن الأحلام ، وأن ساعاتك التي انقضت ، مرت وأنت تعيش حياتك في أوهام
ولكنك اليوم تشعر بأنك في حاجة إلى حقيقة ، تستحق أن تعيش لأجلها ولا تنام
فهي الحل الوحيد الذي سيخلصك من الظلام الذي يعشش في داخلك سنوات ..
إنها شمعة واحدة وسط موكب الشموع التي كنت توقدها في الماضي ، والآن اكتشفت بأنها كانت تخدعك ، وفي كل مرة تنطفئ تعود إلي سابق عهدك ، وتختفي حولك كل الصور الجميلة ، ولا يتبقى لك إلا أن تعيش لحظات تتعبك ..
كنت دائما تصمم على أن تحافظ على ضوء الشموع موقدة ، تجاهد لكي تحميها بضمة كفيك ، تصنع حولها سياجا ، وتتشابك أناملك ، كنت تعتقد حينها بأنك تقدر أن تهبها عمرا يسعف ما انقضى من عمرها وهي تذوب وتح
كررت هذا وفشلت ، ولكنك ما يئست من محاولاتك ، فلطالما شهدت مولد شموعك ، ولطالما انتظرت وداعها الأخير ، وكنت في كل مرة يراودك إحساس جميل سرعان ما ينقلب لنقيضه، إنه مولد أمل وانتظار نهايته ، إنها إشراقة شمعة وأفولها .
.
إنك اليوم ما عدت تقدر على أن تنام ، لأنك تبحث عن شعاع جديد يظل معك ولا يهجرك ، يخلصك من خوفك ، من خجلك وترددك ، من أحاسيسك المتناقضة ، من كل هواجسك وأوهامك ..
يحررك من وحدتك وغربتك ، من كرهك للحيطان التي تكتم على أنفاسك ، وللون الطلاء القاتم ، ولكل الأشكال والصور العتيقة التي عافتها نفسك ، ولكل الأشياء التي ما عدت تشعر بوجودها ولا بطعمها الحلو يسعدك ، ولا بإحساس روحك ، وتفاعلها وانسجامها معك ..
صحيح أنك مازلت تحتفظ بشموع جديدة تنير ظلمة حياتك ، وظلمة المكان حولك ، ولكن سيظل بداخلك حنين ، وشوق يعتريك لاكتشاف جديد ، لتحصل على شمعة ليست ككل الشموع ، فهي غالية نفيسة ، عمرها أطول من عمرك .. شمعة تبحث عنها لأنك تعلم أنها صادقة وفية ، فلن تكره صحبتك ، ولن تجدها تتذمر من استخدامك لها طول الوقت ، لن تطلب منك مقابلا لمعروفها . ولن تمن عليك بما تجود به من شعاعها ، لن تطالبك بحقها في المساواة مثلك ولا بالتحرر من رباطك ، لن تجدها يوما تطلب منك أن تبتعد ، أو تفر منك وتهجرك ، لن تختار شخصا آخر غيرك ، لتنير حياته وإن كان يحتاجها أكثر منك ، لأنها اختارت وجودها معك لتهديك وترضيك وتريحك وتسعدك .
إن الشمعة التي توقدها بنور إيمانك هي التي تغير مسار حياتك ، وخارطة طريقك ، وبوصلة اتجاهك ، هي التي تهبك الحقيقة الوحيدة التي تؤلف بداخلك عقيدة صحيحة ، وعزيمة أكيدة ، وجرأة تدفعك ، فتتخلى عن خجلك وأنت تتحدث عن تفاصيلها ، وعن ترددك وضعفك وأنت تناضل لأجلها ، تزيدك عزة وفخرا إذا ما ارتبطت بها ، تضاعف قوتك وشجاعتك إذا ما دافعت عنها ، تكرمك وتبذل لك بسخاء ، إذا ما وهبتها نفسك ونفيس أوقاتك .
إنها الشمعة التي تفتح بصيرتك على الدنيا من جديد ، كأنك مولود تقبل على الحياة ببراءة ونقاء ، وبعمر كعمر الزهور ، تتفتح قريحتك فلتعمل ، وتنتج ، وتنجح ، فتبدأ تنظر إلى زوايا من حياتك كانت مظلمة ، تتحول بهدايتك مشرقة
ستصطدم بأحداث ومواقف وشدائد ، ولكنك ستظل ثابتا ، رابط الجأش جسورا ، مقدما بخطواتك إلى الأمام ، وبدون استسلام تثابر وتواصل طريقك .
إنها آيات تخاطب قلبك وعقلك وجوارحك ، فيلهج بها لسانك ، فتشعر بأنك عند كل حرف ، تكتشف حقيقة تتجدد في كل مرة بمعنى مختلف .
حين تعرف حقيقة الإيمان والمؤمنين كما وصفهم الحق سبحانه : ((ألم ذلكَ الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وألئك هم المفلحون)) البقرة:1-5
ستصل حينها إلى نفس المعاني التي اكتشفها هؤلاء ، حين عرفوا حقيقة الإيمان فأدركوا معنى الهداية والفلاح ، وراحة الروح وبلسم النفس ..
إن الوهم الذي يؤرق كل واحد منا هو بعده عن الله ، وفراره من معرفة الله ، ولهذا ننحرف عن طريق الهداية ، نعيش في ظلام لا ينتهي ولا يتبدد ، فتستمر بداخلنا معاناة همومنا ، و نزيف آلامنا ، وأنين جراحنا ..
إنه بلاء واختبار من الله لنا ، كلما انشغلنا عن الآخرة بالافتتان بزهرة الدنيا وأموالها وزخرفها .
إنه عقاب يعذب به سبحانه من شغله لهوه عن حقيقة وجوده والنهوض بواجبه .
لهذا نبه الحق سبحانه عباده المؤمنين حتى لا يكون مصيرهم هذا العقاب فقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)) المنافقون : 9
إنها حقيقة عميقة في حياتنا ، تمس وشائج متشابكة ودقيقة في تركيبنا العاطفي ، حقيقة أننا مهما أوقدنا من شموع الدنيا الملهية بفتنها ، المشغلة عن ذكر الله، سنظل نعيش الضنك والعنت وألف وهم ووهم لا ينتهي أبدا ، إلا شمعة الحقيقة الإيمانية هي التي تظل تنير حياتنا .
إنها الحقيقة الوحيدة التي تحررنا من حصاد خسائر الدنيا ومتاعبها ، التي وصفها لنا الحق سبحانه فقال :(( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً)) الكهف:45
وقال سبحانه : (( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)) الحديد:20
إن الوهم الحقيقي نعيشه حين تشدنا الدنيا ببهرجها، وتشغلنا بمتعتها ولذتها
وحين نصدق بأن ما ُيزيّن لنا وما ُيحبب إلينا على أنه الحقيقة ، في حين أن الحقيقة الوحيدة هي التي توصلنا إلى معرفة الله والعمل لأجل إدراك ما عند الله
إن عمر هذه الحياة الدنيا بكل متاعها الزائل كعمر الشموع التي نوقدها وتنطفئ كلاهما فيه زخرف وبهاء وفتنة ، ولكنه عمر قصير
إنك لا تملك أن تحلم ، فقد أدركت بعد زمن مضى من عمرك ، أنك ما عدت في زمن الأحلام ، وأن ساعاتك التي انقضت ، مرت وأنت تعيش حياتك في أوهام
ولكنك اليوم تشعر بأنك في حاجة إلى حقيقة ، تستحق أن تعيش لأجلها ولا تنام
فهي الحل الوحيد الذي سيخلصك من الظلام الذي يعشش في داخلك سنوات ..
إنها شمعة واحدة وسط موكب الشموع التي كنت توقدها في الماضي ، والآن اكتشفت بأنها كانت تخدعك ، وفي كل مرة تنطفئ تعود إلي سابق عهدك ، وتختفي حولك كل الصور الجميلة ، ولا يتبقى لك إلا أن تعيش لحظات تتعبك ..
كنت دائما تصمم على أن تحافظ على ضوء الشموع موقدة ، تجاهد لكي تحميها بضمة كفيك ، تصنع حولها سياجا ، وتتشابك أناملك ، كنت تعتقد حينها بأنك تقدر أن تهبها عمرا يسعف ما انقضى من عمرها وهي تذوب وتح
كررت هذا وفشلت ، ولكنك ما يئست من محاولاتك ، فلطالما شهدت مولد شموعك ، ولطالما انتظرت وداعها الأخير ، وكنت في كل مرة يراودك إحساس جميل سرعان ما ينقلب لنقيضه، إنه مولد أمل وانتظار نهايته ، إنها إشراقة شمعة وأفولها .
.
إنك اليوم ما عدت تقدر على أن تنام ، لأنك تبحث عن شعاع جديد يظل معك ولا يهجرك ، يخلصك من خوفك ، من خجلك وترددك ، من أحاسيسك المتناقضة ، من كل هواجسك وأوهامك ..
يحررك من وحدتك وغربتك ، من كرهك للحيطان التي تكتم على أنفاسك ، وللون الطلاء القاتم ، ولكل الأشكال والصور العتيقة التي عافتها نفسك ، ولكل الأشياء التي ما عدت تشعر بوجودها ولا بطعمها الحلو يسعدك ، ولا بإحساس روحك ، وتفاعلها وانسجامها معك ..
صحيح أنك مازلت تحتفظ بشموع جديدة تنير ظلمة حياتك ، وظلمة المكان حولك ، ولكن سيظل بداخلك حنين ، وشوق يعتريك لاكتشاف جديد ، لتحصل على شمعة ليست ككل الشموع ، فهي غالية نفيسة ، عمرها أطول من عمرك .. شمعة تبحث عنها لأنك تعلم أنها صادقة وفية ، فلن تكره صحبتك ، ولن تجدها تتذمر من استخدامك لها طول الوقت ، لن تطلب منك مقابلا لمعروفها . ولن تمن عليك بما تجود به من شعاعها ، لن تطالبك بحقها في المساواة مثلك ولا بالتحرر من رباطك ، لن تجدها يوما تطلب منك أن تبتعد ، أو تفر منك وتهجرك ، لن تختار شخصا آخر غيرك ، لتنير حياته وإن كان يحتاجها أكثر منك ، لأنها اختارت وجودها معك لتهديك وترضيك وتريحك وتسعدك .
إن الشمعة التي توقدها بنور إيمانك هي التي تغير مسار حياتك ، وخارطة طريقك ، وبوصلة اتجاهك ، هي التي تهبك الحقيقة الوحيدة التي تؤلف بداخلك عقيدة صحيحة ، وعزيمة أكيدة ، وجرأة تدفعك ، فتتخلى عن خجلك وأنت تتحدث عن تفاصيلها ، وعن ترددك وضعفك وأنت تناضل لأجلها ، تزيدك عزة وفخرا إذا ما ارتبطت بها ، تضاعف قوتك وشجاعتك إذا ما دافعت عنها ، تكرمك وتبذل لك بسخاء ، إذا ما وهبتها نفسك ونفيس أوقاتك .
إنها الشمعة التي تفتح بصيرتك على الدنيا من جديد ، كأنك مولود تقبل على الحياة ببراءة ونقاء ، وبعمر كعمر الزهور ، تتفتح قريحتك فلتعمل ، وتنتج ، وتنجح ، فتبدأ تنظر إلى زوايا من حياتك كانت مظلمة ، تتحول بهدايتك مشرقة
ستصطدم بأحداث ومواقف وشدائد ، ولكنك ستظل ثابتا ، رابط الجأش جسورا ، مقدما بخطواتك إلى الأمام ، وبدون استسلام تثابر وتواصل طريقك .
إنها آيات تخاطب قلبك وعقلك وجوارحك ، فيلهج بها لسانك ، فتشعر بأنك عند كل حرف ، تكتشف حقيقة تتجدد في كل مرة بمعنى مختلف .
حين تعرف حقيقة الإيمان والمؤمنين كما وصفهم الحق سبحانه : ((ألم ذلكَ الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وألئك هم المفلحون)) البقرة:1-5
ستصل حينها إلى نفس المعاني التي اكتشفها هؤلاء ، حين عرفوا حقيقة الإيمان فأدركوا معنى الهداية والفلاح ، وراحة الروح وبلسم النفس ..
إن الوهم الذي يؤرق كل واحد منا هو بعده عن الله ، وفراره من معرفة الله ، ولهذا ننحرف عن طريق الهداية ، نعيش في ظلام لا ينتهي ولا يتبدد ، فتستمر بداخلنا معاناة همومنا ، و نزيف آلامنا ، وأنين جراحنا ..
إنه بلاء واختبار من الله لنا ، كلما انشغلنا عن الآخرة بالافتتان بزهرة الدنيا وأموالها وزخرفها .
إنه عقاب يعذب به سبحانه من شغله لهوه عن حقيقة وجوده والنهوض بواجبه .
لهذا نبه الحق سبحانه عباده المؤمنين حتى لا يكون مصيرهم هذا العقاب فقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)) المنافقون : 9
إنها حقيقة عميقة في حياتنا ، تمس وشائج متشابكة ودقيقة في تركيبنا العاطفي ، حقيقة أننا مهما أوقدنا من شموع الدنيا الملهية بفتنها ، المشغلة عن ذكر الله، سنظل نعيش الضنك والعنت وألف وهم ووهم لا ينتهي أبدا ، إلا شمعة الحقيقة الإيمانية هي التي تظل تنير حياتنا .
إنها الحقيقة الوحيدة التي تحررنا من حصاد خسائر الدنيا ومتاعبها ، التي وصفها لنا الحق سبحانه فقال :(( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً)) الكهف:45
وقال سبحانه : (( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)) الحديد:20
إن الوهم الحقيقي نعيشه حين تشدنا الدنيا ببهرجها، وتشغلنا بمتعتها ولذتها
وحين نصدق بأن ما ُيزيّن لنا وما ُيحبب إلينا على أنه الحقيقة ، في حين أن الحقيقة الوحيدة هي التي توصلنا إلى معرفة الله والعمل لأجل إدراك ما عند الله
إن عمر هذه الحياة الدنيا بكل متاعها الزائل كعمر الشموع التي نوقدها وتنطفئ كلاهما فيه زخرف وبهاء وفتنة ، ولكنه عمر قصير
بارك الله فيك