للمشاعر السلبيه مثل مشاعر الحزن ومشاعر الضيق و مشاعر الإكتئاب اثار مزعجه على النفس البشريه ، وقد تحدث عواقب لايحمد عقباها وتترك اثار عميقه في النفس إن لم يتعامل معها الانسان بالشكل الصحيح ..
لا اظن ان احد منا يكره ان تصبح المشاعر السلبيه شيء من الماضي في حياته ، او على الاقل يستطيع التخلص منها فوراً حال محاولتها الهجوم عليه ..
ولا اظن ان احداً منا لم يتمنى يوماً ان يصل لتلك الدرجة من الراحه والسكينه التي تشبه التيار البارد حين يسري في الجسد ، ويحس بطعم السلام الداخلي حين يحل عليه ..
وطالما كنا متفقين اننا نريد التخلص من مشاعرنا السلبيه فوراً وقبل ان تتطور ونريد ان نحصل على الطمئنينه بشكل فوري أذا ما هو الحل؟ ..
سبحان الله تأملت في حديث حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فوجدت فيه سر عجيب لو علم به غير المسلم لأتخذه قاعده نفسيه له في حياته كلها ، والعجيب ان هذا الحديث حين تطبقه على نفسك فستشعر فوراً بلذة عجيبه وسكون يحل بسلام على قلبك ، فتصبح راضي النفس ممتناً للرب وتجد ان ذلك الشعور السلبي قد انتهى في لحظات وكأن شيء لم يكن ، وسوف تشعر كأن هناك شيء عجيب كان يقيد تفكيرك ويحاول ان يغرقك في الظلمه ولاكنك لم تسمح له ونفذت بسهولة الى تلك الساحة المضيئة التي تعيد الأمل وتبعث بالتفاؤل لنفسك فتجدد حياتك وقدرتك على عيش حياة سعيدة ..
لاكن ماهو الحديث وماذا يقول صلى الله عليه وسلم فيه ؟
يقول صلى الله عليه وسلم ..
( انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله )
لو تأملنا في روائع هذا الحديث من الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى وماهو الا وحي من الله سبحانه وتعالى ، لعلمنا ان خالقنا عز وجل وهو الذي صنعنا ويعلم ادق اسرار انفسنا ، قد وضع لنا برحمته الحل لمشكلة الانفعالات النفسيه من إكتئاب وهم وغم وحزن وضيق وضجر وغيرها من الامور التي تعكر صفو حياة النفس البشريه ..
ومن روائع نعم الله ان هذا الحديث ان جربته في اي موطن ستجد ان له اثر بالغ في النفس ، فلو فرضنا ان شخص يعمل في وظيفة ، ثم بدأ في كراهتيها بسبب عدد ساعات العمل الذي يصل لـ 8 ساعات والراتب المنخفض مقارنه بذلك الذي يحصل على اموال هائله من العمل الحر …….الخ
هنا نقول لهذا الشخص لحظة ، لماذا قارنت نفسك بمن هو اعلى منك ؟
هل سبق رأيت طفلاً صغيراً يسير حافياً عند اشارات المرور في شمس الظهيرة الحارقة ، يتسول لأصحاب السيارات كي يشترى احدهم قطعة الحلوى منه ؟
هل فكرت بأن ذلك المسكين يعمل ليل نهار ليساعد اباه محروماً من العلم ومحروماً من التمتع بطفولته مثل غيره
ان قارنت ساعات العمل فأنت غير راضي عن 8 ساعات بينما هو يعمل مثلك مرتين على اقل تقدير ..
وان قارنت الهواء البارد الذي يسري في مكتبك لعرفت معنى تلك الحرارة التي تأكل اقدام ذلك المسكين ..
ولو عرفت ان نقودأ تصلك نهاية كل شهر من احدث اجهزة الصرف وتأخذها بكل عزه وكرامه لعرفت معنى ان تقف عند نافذة احدهم فينهرك او يستهزيء بك من اجل قطعة حلوى لايتجاوز مكسبه في الواحدة هلللات..
ولا تتوقف المقارنه على مجال العمل ، بل حتى في امور الحياة الأخرى ، فلو قارنت الفتاة التي لم تجد زوجاً وتأخر سنها نفسها بمن تزوجن وتطلقن بل بعضهن تدمرت نفسياتها بسبب الزواج واصبن بعقد نفسيه ، لخف عليها الأمر وهانت عليها الحياة ، فهي على الأقل تعيش في بيت اهلها بكامل عزتها وكرامتها وبالتأكيد ان الله سوف يعوض صبرها خيرا..
اذاً يجب ان نحترس دائماً فالشعور السلبي انما يتنامى من كثرة الشعور بالأحباط والمقارنه بمن هم اعلى في امور الدنيا ، فأذا اردت تذوق طعم الرضا والطمئنينه فعليك بقليل من المقارنه وستستمع بذلك الشعور العجيب ..وتذكر ان نفسك أمانه فلا ترهقها بالمقارانات المتعبه