التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

كيف تحافظين على زوجك رغم مصاعب الحياة

كلنا يعلم أن متاعب الحياة سببت لنا بعض الجفاء وبعضاً آخر من التعاسة، وتتساءل كل الزوجات كيف لي أن أحقق سعادتي الأسرية وأحافظ على زوجي رغم هذه المتاعب، والسعادة عموماً كلمة تدل على مفهوم معنوي، وهي أن يشعر الإنسان أنه سعيد، أي أنه يعيش مستمتعاً بحياته وفرحاً بها.
يقول خبير التنمية البشرية واستشاري العلاقات الأسرية في حديثه لموقع سمر الهوانم، السعادة ليس لها سلم أو مقياس، بل لكل إنسان نظرته المختلفة لكم السعادة، أو بالأحرى لكل واحد احتياجات خاصة به في حياته تجعله سعيداً بمقياس مدى رضاه عنها، إذاً فالسعادة قريبة في مفهومها من الرضا.
ويضيف ناصر، ينقسم الناس إلى نوعين، أشخاص وجدوا نصفهم الآخر، وآخرون لا يزالون يبحثون عنه، ومحظوظون هم الذين يتقاسمون سعادتهم مع نصفهم الآخر، و هنا تتبادر إلى أذهاننا أسئلة كثيرة، كيف يحافظ الزوجان على هذه السعادة رغم المصاعب والعواقب التي يمرون بها؟، وكيف يتحكمان في هذه الصراعات كالغيرة مثلاً؟ وهل يستطيعان الإخلاص طوال العمر؟، وكيف يجعلان زواجهما يدوم؟
يقول ناصر، ليس هناك أروع من أن يجد الشخص نصفه الآخر ويرتبط به الرباط المقدس، ويعيش معه على الدوام، إذاً فالحياة مع من نحب في حد ذاتها سعادة علينا التمسك بها والحفاظ عليها، لكنه وارد أن تواجه هذه السعادة بعضاً من المشاكل، وليس ثمة طرق أو معجزات لتفادي أي خلافات قد تحدث، لكن هناك بعض المباديء الأولية قد تساهم في استمرارية هذه الزيجة، كالإتقان في الإصغاء للطرف الآخر، و تقبله كما هو، و غيرها.
مؤشر السعادة
يعطينا الأستاذ مجدي ناصر مؤشر لقياس السعادة الزوجية قائلاً "لدينا هنا دليل بسيط للسعادة بين الزوجين، هل مازالا يحبان بعضهما مثل أول فترات الزواج؟، على الزوجان أن يتساءلا هل الحب بينهما لايزال في أوجِه كما كان أول مرة ؟ وإن كانت الأمور العاطفية مستقرة، فلا مجال لهذا السؤال، ولكن إذا وجد الزوجان أن هناك مؤشر لتباطيء الحب بينها قليلاً، هنا يتوجب عليهما أن يكتشفا السبب ويجتهدان في تصحيح الخلل كي يجددا حبهما ليكون دائماً في انتعاش وكأنهما في أول الإرتباط.
كيف نحقق سعادتنا الزوجية؟
يقول استشاري العلاقات الأسرية مجدي ناصر "الرجل والمرأة مخلوقين كي يعيشا متفاهمين متفقين، لكن الحياة اليومية لا تخلو من المشاكل، الخلافات، سوء التفاهم والتعب، العوامل التي تُظلِم حياة أي زوجين، ولكن لا يجب على الزوجين استنفاذ مجهوداتهما، عليهما الكثير من العطاء، دون حساب و دون انتظار المقابل، كأن تجهز الزوجة لزوجها طبقه المفضل، وأن تهييء له مناخاً في البيت بفعل أشياء يحبها، المهم أنهما ينتبهان لفرصتهما أي أن تنتبه هي لفرصة تدليله وفعل ما يُحب، وأن يتنبه هو لفرصة ما تُقدمه هي له و يظهر لها رضاءه.
ويؤكد ناصر أنه على كل من الزوجين أن يحدث الآخر بما يريده وما لا يريده بوضوح وبصراحة، وألا ينتظر أحدهما أن يتكهن "يتوقع" الآخر ما يريده، بل عليه أن يعبر عن متطلباته، فمثلاً إذا كنتِ تحلمين بقضاء عطلة آخر الأسبوع في مكان رومانسي بمناسة عيد زواجكما مثلاً، أو بهدية رقيقة في عيد الحب لا تنتظري أن يخمن زوجكِ ما تحلمين به، بل أن تطلبي منه، عبري عما تريدين، وهذا الأمر سيجنبكما الكثير من مشاعرالإستياء والغضب.
ويضيف ناصر أن الأزواج يحبون تدليل زوجاتهن، لكنهم قد لا يجدون أفكاراً للتغيير قليلاً من الروتين، إذاً فاطلبي من زوجك بكل أدب وهدوء ما يسرك لأنه لن يتخيل أبداً ما لم تقولي بوضوح، وتأكدي أنه سيفعل كل ما بوسعه ليرضيك، لكن عليكِ طبعاً أن تراعي إمكانياته من الوقت والمادة.
المحافظة على قضاء وقت بين الزوجين
ويوصي مجدي ناصر استشاري العلاقات الأسرية أنه في كل يوم، يجب أن يخصص الزوجان وقتاً من برنامجهما اليومي للإصغاء، وقت حقيقي للحديث الخاص، حيث لا يتكلمان، لا عن العمل، لا عن المال، ولا عن تربية الأطفال، وليكن حديثاً يهتم فيه كل منهما بالآخر فقط، عن حالته النفسية، عما يريد التحدث عنه والفضفضة به، فهذه الرعاية المتبادلة، هي بمثابة مكافأة تعطي انطباعاً بقيمة كل واحد منهما في أعين شريك حياته، إذاً فلابد أن يحرصا على الحديث ولو ربع ساعة على الأقل، عند تناول عشاء بمفردهما أو قبل النوم.
لا تقرري بمفردك وتقبلي زوجك كما هو
وفي ختام وصاياه للزوجات يقول ناصر أنه لا يجب فيما يخص كل المواضيع المهمة، أن يكون القرار النهائي ملكاً لأحد الزوجين، بل عليهما أن يتخذا القرارات سوياً بعد تشاور وقبول من الطرفين والوصول إلى حل وسط مُرضٍ، وهنا سيجد الزوجان في هذه الحالة نفسيهما في تساوٍ، ناتج عن الحوار، الإصغاء والإحترام المتبادل.
ويضيف ناصر إذا كان الحب شعور رائع، فالحياة الزوجية إذاً ليست وظيفة، وبين الخلافات وسوء التفاهم، كثيراً مانتساءل هل يصلح الزوجان للعيش معا ؟ وإذا ما كان مفتاح السعادة هو أن يتوقف أحدهما عن محاولة تغيير الآخر بشتى الطرق، أم يتقبله كما هو؟ بالتأكيد أن يتقبل كل من الزوجين الآخر كما هو بدلاً من محاولات تغييره بأية وسيلة، هذا العامل مهم جداً بل وشرط أساسي كي يسلكا درب الحياة سوياً ويعدلا عن الحلم بالمستحيل.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.