هذه الشكوى تتكر على ألسنة الآباء والأمهات فى الأسر التى يكون فارق السن بين الأبناء فيها ليس كبيرًا، ولكنها مشكلة لها حل إن شاء اله، وقد أشارت إليها د. ليلى الأحدب فى دراسة لها عن مشاكل الأولاد، وأول خطوة فى حلها هى: معرفة أسباب هذه المشاعر بين الأبناء
ومنها: عدم تأهيل الطفل الأكبر نفسيًا لقدوم الطفل الأصغر، وعدم العدل فى الاهتمام بالطفلين، والميل إلى أحدهما دون الآخر، ما يجعل الطفل الكبير يشعر بالحرمان من مارسة طفولته مثل أخيه، وعدم إدراك الطفل الأكبر لقيمة الأخوة لصغر سنه، ما يدفعه لضرب أخيه أو إيذائه، إما بدافع الغيرة أو جذب الانتباه، والمقارنة الخاطئة بين الولدين، والتسامح مع أحدهما عند الخطأ بحجة أنه صغير وعقاب الآخر لأدنى إساءة، وفقدان القدوة وعدم الشعور بالحب من قبل الوالدين لأبنائهما، وعدم غرس الوازع الدينى لدى الأبناء حول الأخوة وصلة الرحم وفضلها منذ الصغر.
ولعل معرفة الأسباب وراء الشجار والعراك بين الأبناء تكون مقدمة للعلاج الناجع، إن شاء اله.
خطوات العلاج
فأولى خطوات العلاج: تجنب المقارنة الخاطئة بين الأبناء، وتوحيد طريقة الثواب والعقاب بينهما إذا تشابهت الأخطاء والتجاوزات فى نوعيتها، أو فى درجتها وحجمها حتى لا يشب أحد الأطفال كارهًا لأخيه؛ لأن أباه وأمه يفضلانه عليه، أو يفرقان بينهما، ومن المهم كذلك أن تشبعا حاجة الطفلين إلى المحبة والاهتمام بتخصيص وقت لكل منهما، تجلسان معه وتسألانه عن أحواله، وعما يغضبه من أخيه، وأشعراه بحبكما له ولأخيه بنفس القدر، وأنكم جميعًا أسرة واحدة يحتاج أفرادها إلى بعضهم البعض، ويعطفون على بعضهم، وهذا من صلة الرحم التى يحوزان بها رضا الله وحب الوالدين، والتفوق فى دراستهما والنجاح فى حياتهما.
ويا حبذا لو أسعدتهما بهدية رمزية بين الحين والآخر، يختارها كل واحد لأخيه ليتعمق بينهما الحب، وترسخ الأخوة فى قلوبهما.
ولا مانع من تعويدهما على حل مشكلاتهما بنفسيهما دون تدخل من أحد، وهذا من شأنه أن يجعلهما يقلان مشاجراتهما ويكونان أكثر مرونة فى علاقتهما بعضهما وفى تسوية خلافاتهما.
واعلم، عزيزى الأب وعزيزتى الأم، أن القدوة هى حجر الأساس فى زرع بذور الحب والود بين أبنائكما بأن تكونا قدوة لهما فى صلتكما بإخوانكما وأقاربكما فتصحباهما معكما فى زيارتكما العائلية وتحثاهما على الاتصال بذويهما للاطمئن عليهم، وإدخال السرور عليهم بالهدايا والمشاركة فى المناسبات السعيدة والحزينة.
وتحدثا أمامهما بحب عن أقاربكما، وكيف تتصلان بهم دائمًا وتسألان عنهم وتساعدانهم عند الحاجة، فالتأثير يكون بالحال وليس بالمقال.
بطريقة ميزان
http://fashion.azyya.com/76246.html