عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر ) وفي رواية ( إن المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر ) رواه أحمد والحكيم الترمذي وابن أبى الدنيا
وقوله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن ينضي شيطانه أي يهزله ويجعله ضعيفا مهزولاً ، ويَجْعله نِضْوا . والنِضْو : الدابة التي أهْزَلَتْها الأسفار ، وأذْهَبَت لَحْمَها .
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – معلقاً : لأنه كلما اعترضه صب عليه سياط الذكر والتوجه والإستغفار والطاعة فشيطانه معه في عذاب شديد ليس بمنزلة شيطان الفاجر الذي هو معه في راحة ودعة ولهذا يكون قويا عاتيا شديدا ، فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله تعالى وتوحيده واستغفاره وطاعته ، عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار. فلا بد لكل أحد أن يعذب شيطانه أو يعذبه شيطانه [ بدائع الفوائد 2/ 793]
وروى عبد الرزاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال : إن شيطان المؤمن يلقى شيطان الكافر فيرى شيطان المؤمن شاحبا أغبر مهزولاً فيقول له شيطان الكافر : مالكَ ويحكً قد هلكت ؟ فيقول شيطان المؤمن : لا والله ما أصل معه إلى شيء ، إذا طعم ذكر اسم الله ، وإذا شرب ذكر اسم الله ، وإذا نام ذكر اسم الله ، وإذا دخل بيته ذكر اسم الله .. فيقول الآخر : لكني آكل من طعامه ، وأشرب من شرابه ، وأنام على فراشه ، فهذا شاح وهذا مهزول .
فما رأيك أن تبدأ بجلد شيطانك بسياط الذكر والإستغفار وطاعة الرحمن فأبدا من الآن وشمر واستعن بالله فالله هو المولى نعم المولى ونعم النصير
أرجو نشرها واحتساب أجرها فالدال على الخير كفاعله