كثيراً ما يرد على ألسنة الدعاة والعلماء أن المستقبل للإسلام، وأن النصر قادم إن شاء الله تعالى، فيقول بعض الناس في مرارة وحسرة: كيف نبشر بأن المستقبل لهذا الدين والمذابح الوحشية تلاحق المسلمين في كل مكان،أية بشرى وأيّ أمل وقد بُتر من جسد الأمة القدس الحبيب، أولى القبلتين ومسرى الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأي أمل وقد خطط أعداء الإسلام على اختلاف مشاربهم وتعدد دياناتهم على القضاء على الإسلام واستئصال شأفة المسلمين، وإضعاف قوتهم، إضافة لنهب ثرواتهم، ومنعهم من التقدم.
و قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، وكان صلوات ربي وسلامه عليه عند ازدياد الكرب وحصول الشدائد يبشر أصحابه بالنصر والتمكين، كما فعل يوم الأحزاب في غزوة الخندق،
ولما فيه الأسوة الحسنة: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) سورة الأحزاب.ومن منهجه صلى الله عليه وسلم كما في غزوة الخندق وفي أشد الحالات حرجا، وفي أحلك الظروف أن يثبت أصحابه، ويبث فيهم الأمل، ويزرع فيهم الثقة، ويرسخ اليقين في نفوسهم أن المستقبل لهذا الدين.
ولما فيه الأسوة الحسنة: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) سورة الأحزاب.ومن منهجه صلى الله عليه وسلم كما في غزوة الخندق وفي أشد الحالات حرجا، وفي أحلك الظروف أن يثبت أصحابه، ويبث فيهم الأمل، ويزرع فيهم الثقة، ويرسخ اليقين في نفوسهم أن المستقبل لهذا الدين.
ففي أثناء حفر الخندق وشعور المسلمين بالخطر بعد قدوم عشرة آلاف مقاتل من المشركين لاستئصال قوة المسلمين، والقضاء عليهم، فعلى الرغم من شدة الحصار والشعور بالخوف، وتحمل الجوع، وتجمع الأعداء بهذا الحجم الكبير، جاء التبشير بانتصار المسلمين، ليس فقط الآن بل في المستقبل، وهذه البشارة جاءت لتفرج عن المؤمنين، وتبشرهم، و تفتح لهم باب الأمل، وتزرع الثقة في نفوسهم، ففي أثناء الحفر اعترضت صخرة طريق الحفر، ولم يستطع المسلمون تفتيتها، فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم المعول، فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ فَضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ مِنْ مَكَانِي هَذَا. ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَضَرَبَ أُخْرَى فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ الْمَدَائِنَ وَأُبْصِرُ قَصْرَهَا الْأَبْيَضَ مِنْ مَكَانِي هَذَا. ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَضَرَبَ ضَرْبَةً أُخْرَى فَقَلَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي) رواه النسائي و أحمد وأبو يعلى، وحسنه ابن حجر.
وفي هذا الحديث بشارة بأن هذه المناطق سيفتحها المسلمون مستقبلا، و حتى يخفف عنهم العبء الذي يلاقونه في الحفر. وهذه البشارة جاءت لتفرج عن المؤمنين، وتبشرهم وتفرحهم، و تفتح لهم باب الأمل، وتزرع الثقة في نفوسهم، فعلى الرغم من شدة الحصار والشعور بالخوف، وتحمل الجوع، وتجمع الأعداء بهذا الحجم الكبير، والكفار كانوا يتوقعون أن هذه الموقعة هي التي سيتم فيها القضاء الكامل على المسلمين، ومع ذلك بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأن المسلمين ستكون لهم الغلبة، بل سيحققون النصر مستقبلا على الدول الكبرى.
نعم أيها الأخوة فإن أشد ساعات الليل سواداً هي الساعة التي يليها ضوء الفجر، وفجر الإسلام قادم لا محالة كقدومالنهار بعد الليل، وإن أمة الإسلام قد تمرض وتعتريها فترات من الركود الطويل، ولكنها بفضل الله جل وعلا لا تموت، وإن الذي يفصل في الأمر في النهاية ليس هو قوة الباطل، وإنما الذي يفصل في الأمر هو قوة الحق، ولا شك أنه معنا الحق الذي من أجله خلقت السماوات والأرض، والجنة والنار، ومن أجله أنزلت الكتب وأرسلت الرسل،
بشائر النصر من القرآن الكريم:
نعم، فمع بشائر القرآن العظيم: قال الله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)سورة التوبة، والصف،
وقال تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)سورة الصف،
ووعد الله المؤمنين بالنصر فقال: (ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)سورة الروم،
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) سورة القتال،
(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)سورة النور،
وقد وعد الله في هذه الآية وهو الذي لا يخلف الميعاد وعد المؤمنين باستخلافهم في الأرض، وأن يمكن لهم دينهم، وأيّ أمل للمسلمين فوق وعد الله عز وجل، وأيّ رجاء بعد ذلك للمؤمن الصادق.
وقال تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)سورة الصف،
ووعد الله المؤمنين بالنصر فقال: (ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)سورة الروم،
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) سورة القتال،
(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)سورة النور،
وقد وعد الله في هذه الآية وهو الذي لا يخلف الميعاد وعد المؤمنين باستخلافهم في الأرض، وأن يمكن لهم دينهم، وأيّ أمل للمسلمين فوق وعد الله عز وجل، وأيّ رجاء بعد ذلك للمؤمن الصادق.
م/ن