التصنيفات
منوعات

لقاح ضد الادمان على المخدرات

خليجية

المشكلة الكبيرة التي تعاني منها اكثر بلدان اميركا اللاتينية ليس فقط زراعة انواع مختلفة من المخدرات من الماريغوانا
وحتى الكوكايين وغيره تصديرها كما هو الحال مع كولومبيا… بل وايضًا من تنامي تعاطيها
وبخاصة بين الشباب ما جعل الادمان آفة تهدد اجيالا بكاملها.

ومن اجل مواجهة هذا المعضلة تسعى الكثير من المؤسسات الطبية والاجتماعية الى وضع خطط وبرامج للتحذير من مخاطر المخدرات
لم تؤثر كثيرًا حتى الان لذا فان الاعتقاد السائد ان على الطب العثور على علاجات لانها قد تكون فاعلة اكثر،
وبالفعل يوجد حاليًا ما يسمى باللقاح للوقاية من الادمان على المخدارت والتدخين ايضًا.

وكان العالم الاميركي تشارلز شوستر من جامعة وين في الولايات المتحدة قد اكتشف قبل عشرين عامًا لقاحًا جربه على
القرود فاكسبها مناعة من تأثير الهيرويين على المخ، الا انه اوقف تجاربه بعد وفاة احد القردة التي اخضعت للتجارب
رغم اعلان الكثير من الاهالي رغبتهم في تلقي اولادهم هذ اللقاح.

لكن وبعد تزايد نسبة المدمنين على المخدرات في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان عاد الاهتمام لدى الباحثين من اجل صنع لقاح،
كما جهدت شركات التقنية البيولوجية في الانفاق على التجارب بهدف تطوير مضاد للادمان، بخاصة بعد ان نجحت
بشكل لا بأس به من تسويق وسائل لمنع التدخين، ما اثار اهتمام الاسر والمدارس والحكومات والمؤسسات الاجتماعية.

وتعمل اللقاحات التي هي حاليا قيد التجربة على تحفيز الجسم على افراز مواد مضادة للمخدر، فجهاز المناعة عادة يتجاهل
الجزئيات الصغيرة كالنيكوتين اوا لكوكايين، لذا يتعين على الباحثين ربط جزيء للمخدر بجزيء اكبر منه،
ومتى انتج جهاز المناعة اجساما مضادة لذلك الخليط فانه يستطيع من ثم تمييز المخدر على حدة فيعلق به ويمنعه من الوصول الى المخ واحداث تأثيره هناك.

ولقد فرغت شركة التقنيات البيولوجية للمستحضرات الصيدلية البيولوجية الاميركية NABI قبل فترة من اعداد دراسات
مبدئية للسلامة من لقاحات النيكوتين، ويشرف حاليًا الدكتور توماس كوستن من جامعة بيل على تجارب على نطاق اوسع تتعلق
باللقاح الذي صنعته الشركة مضاد للكوكايين، فهو اجرى تجاربه حتى الان على اكثر من مائة مدمن على الكوكايين يسعون الى الشفاء من ادمانهم،
ويقول بهذ الصدد ان بعض الذين لقحوا ثم استعملوا الكوكايين ذكروا بانه اثار انزعاجهم بدلا من الشعور الذي كان يرافق كل جرعة منه قبل اللقاح.

مع هذا لم يتمكن العلماء حتى الان من التعرف بشكل مباشر على كيفية تغيير اللقاح لاستجابة الشخص للمخدر وتريد الان توسيع
دائرة تجاربها لتشمل بضعة الالاف من المدمنين خارج الولايات المتحدة منها بينها كوستاريكا والبرازيل والمكسيك لمعرفة
ما اذا كان اللقاح سيحول دون تأثير المخدرات في المزاج ومعدل دقات القلب وضغط الدم والنجاحات التي حققوها حتى الان تعتبر مؤشرا ايجابيًا في المستقبل.

لكن حتى ولو نجحت التجارب فان توفر اللقاحات في السوق سوف يستغرق عدة سنوات، رغم ذلك يقول المسؤلون في
الشركة الاميركية ربما تقبل مؤسسات مثل المدراس والسجون التي تعاني من كثرة تعاطي المخدرات على استعمالها قبل غيرها،
لان معالجة الادمان المتواصل يكلف الحكومات اكثر من اعطاء جرعة او اكثر للمدمن من اجل الاقلاع عن ادمانه،
او قد يعرب الاباء عن رغبتهم باللقاح كاجراء وقائي لحماية اولادهم من تعاطي المخدرات.

والناحية التي مازالت غير واضحة هي كم يحتاج المدمن من جرعات كي يحمي نفسه من الرغبة في العودة الى المخدرات؟
اذ ان هذا اللقاح يولد اجساما مضادة لا تستمر فاعليتها سوى بضعة اشهر، وبالتالي فان العلاج يحتاج الى حقن اضافية ومتكررة،
لذا يسعى الباحثون ايضًا الى احراز تقدما في هذا المجال كي يصبح هناك لقاح كامل الفاعلية مثل اي لقاح اخر.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.