الحياة تتطور
تتشعب
تزداد تعقيدا
لم تعد بسيطة
كما كانوا يقولون عنها
و لا سهلة كما يروون عنها
كانت الحياة رجلا ..
و امرأة ..
وبيتاً
للرجل مكان
للمرأة مكان
والبيت للجميع
اليوم .. انقلبت الأدوار ..
أو اختلطت
لم يعد عمل الرجل كافياً
و لم يعد دخله كافياً
ساعدته هي
فكانت الصديق
وكانت الزوجة
وكانت العاملة أيضا
الرجل بقي كما هو ..
يعمل كما اعتاد دائما
و بدأت المرأة تعمل ..
كما لم تعتد من قبل
مسؤوليات الرجل بقيت كما هي
و مسؤوليات المرأة
زادت عما كانت عليه
قاسمته مسؤولياته
ولم يقاسمها مسؤولياتها
بقي هو مسؤولا خارج البيت
و أصبحت هي مسؤولة خارج البيت …
و داخله
ثقافتنا تأبى
أن يتحمل الرجل مسؤولية
يدعي أنها خلقت للمرأة
ثقافته تقف عند حدود
رسمت منذ قرون مضت ..
تأبى التقدم أو التعديل
لماذا لم تخبره ثقافتنا
أن الحياة مشاركة
و أن المسؤولية مشتركة؟
لماذا لم تخبره
أن اليوم لم يعد هو الأمس؟
هل تبيح هذه الثقافة
اقتحام حدود المرأة
و تحميلها فوق طاقتها؟
قد ترضى هي بذلك
مجبرة .. أو مخيرة
في كلتا الحالتين
هي تضحي
و ستبقى تضحي
كما اعتادت ..
وسيبقى الرجل
كما اعتاد
يختال في قلعة مغلقة
يأبى الخروج منها
بقلم / هاني نقشبندي ~