الأطفال متشابهيين في سلوكياتهم لكل مرحلة عمرية ، ولكن مع وجود هذا التشابه فإن هناك أختلاف بينهم، فقد نجد بعض الأطفال يقومون بسلوكيات غير مقبولة من الآخرين نتيجة الدلال الزائد أو الحماية الزائدة ، وآخرين نتيجة فقد الحنان والعنف في التعامل، وقد يكون من أعراض تلك الحالات أعراض فرط الحركة أو قلة الأنتباه.
حالة أضطراب فرط الحركة وقلة الأنتباه مرض محدد بذاته، له اعراضة الخاصة وشروط مقننة للتشخيص، تتشابه مع أمراض كثيرة أخرى، وعادة ما تبدأ هذه الأعراض قبل سن السابعة من العمر، ويمكن ملاحظتها بشكل واضح مع الدخول للمدرسة، وتكون الأعراض دائمة الحدوث يومياً، ومستمرة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وأن تحدث في المنزل – الشارع – الأسواق كما في المدرسة.
أعراض قلة الانتباه – ضعف التركيز
o صعوبة في التركيز والانتباه
o ضعف الذاكرة
o الفشل في التركيز والانتباه لتفاصيل الموضوع او النشاط
o صعوبة في تنظيم المهمة التي يقوم بها أو النشاط
o القيام بعمل أخطاء تدل على عدم الاهتمام ( واجباته المدرسية – العمل – النشاطات الأخرى التي يقوم بها)
o عدم الانصات عند الحديث معه
o عدم أتباع التعليمات والأوامر
o الفشل في أتمام المهام التي تطلب منه
o يتحنب أو يرفض المشاركة في النشاطات التي تحتاج الى تركيز وجهد فكري
o يسهل عادة تشتيت انتباهه بالمؤثرات الخارجية
o كثير النسيان في النشاطات اليومية
o أحلام اليقظة
o غير مرتب في نشاطه ودروسه ومظهره
أعراض فرط الحركة – النشاط
o كثير الكلام – وتعتبر من العلامات المميزة لفرط الحركة
o شعور دائم بالحاجة للحركة
o يتململ كثيراً – يحرك يدية أو قدمية – يتحرك على الكرسي
o عدم الجلوس في نفس المكان لمدة طويلة
o ظهور علامات التضجر بسرعة
o يترك الكرسي في الفصل – أو أماكن او حالات مشابهة – بدون هدف أو سبب
o الركض واللعب والتسلق حتى في الأوقات غير المناسبة أو الأماكن الخطرة
o اللعب بإزعاج دوماً
o يضايق الأطفال الآخرين ، ويقوم بتخريب لعبهم أو نشاطهم
o يجد صعوبة في اللعب، او مشاركة الآخرين في الأنشطة التي يقومون بها بهدوء
o الفوضوية
o التصرف بسذاجة
أعراض الأندفاعية :
o الاستعجال في الحديث والرد وعدم الانتظار
o يجيب على السؤال قبل أكتماله
o يقاطع الآخرين كثيراً
o يجد صعوبة في انتظار دوره
o الشعور بالإحباط لأتفه الأسباب
الأعراض السلوكية:
o التهور
o الفوضوية
o سرعة الانفعال
o سهولة الإثارة
o تغير المزاج بسرعة
o اللامبالاة بعواقب الأمور
o الأنطوائية والخجل
o عدم القدرة على ضبط النفس
o عدم القدرة على التعبير عن النفس
o صعوبة في اللعب – مشاركة الآخرين في الأنشطة
o السلبية والابتعاد عن مناقشة الآخرين
أعراض العلاقات الاجتماعية :
o صعوبة في اللعب – مشاركة الآخرين في الأنشطة
o العدوانية والاساءة للآخرين
o الإنطوائية والخجل
o عدم التعاطف مع الآخرين
o عدم وجود علاقات جيدة مع الأطفال الآخرين
o افتقاد المهارات الاجتماعية مثل التحية والسلام على الآخرين
أعراض الحالة لدى المراهقين والشباب:
تختلف حدة الأعراض لدى المراهقين والشباب عن الأطفال، وتلك لا تعني شفاء الطفل مع التقدم في العمر ، ولكن تختلف الأعراض لقيام المريض بالسيطرة على بعض الأعراض، لذى تظهر الأعراض كما يلي:
o تقل درجة فرط الحركة، وقد تكون محصورة من خلال التعبير عن الملل وعدم الارتياح
o صعوبة التركيز
o من السهل شد أنتباهه عن ما يقوم به
o لا ينجز ما يطلب منه من عمل
o الفشل الدراسي
o اضطراب المزاج
o غارق بأحلام اليقظة
o صعوبة تكوين صداقات
o صعوبة القيام بالنشاطات التي تحتاج الى تركيز وهدوء
o صعوبة الاحتفاظ بعمله
o يصرف أمواله بدون رويه
هل الطفل متخلف فكرياً – ولماذا الفشل الدراسي ؟
عادة ما تكون القدرات الذهنية لهؤلاء الأطفال طبيعية أو أقرب للطبيعية- معامل الذكاء أكثر من 70، والدراسة تتطلب الانتباه والتركيز كما الانضباط وتأدية الواجبات، وتلك تعتبر عبئاً على الطفل المصاب لا يستطيع السيطرة عليها، ومن ثم عدم الاستفادة من المعلومات والمثيرات من حوله ، وهو ما يعرف بالتعليم، ومن الاسباب المؤدية لذلك ما يلي :
o عدم القدرة على التركيز – فمدة الانتباه لديهم قصيرة
o عدم إتمام نشاط والانتقال من نشاط إلى آخر دون إتمام الأول
o زيادة درجة الإحباط، فإنه مع فشله السريع في عمل شيء ما، فإنه يتركه ولا يحاول إكماله أو التفكير في إنهائه
o عدم القدرة على متابعة معلومة سماعية أو بصرية
o عدم الترتيب والفوضى
o عدم الالتزام بالأوامر اللفظية، مع عدم تأثير العقاب والتهديد
o الاتكالية وطلب المساعدة من الاخرين
o البعض يكون لديهم صعوبات في التعلم – الديسليكسيا- مثل صعوبات في القراءة، الكتابة، النطق، الحفظ.
آثاره على الطفل
الأعراض المصاحبة لأضطراب فرط الحركة وقلة الأنتباه قد تقل أو يمكن التحكم فيها من خلال العلاج الدوائي والنفسي السلوكي والتربوي، ولكن هذه الأعراض قد يكون لها تأثير على نمو الطفل النفسي والعضوي والاجتماعي، فتؤدي إلى أضطرابات نفسية أخرى مثل ضعف الثقة بالنفس، ضعف العلاقات الاجتماعية في المنزل وخارجه، سوء التحصيل الاكاديمي، وغيرها، مما يؤثر على مستقبل الطفل في الحياة، لذى فإن القائمين على علاج الطفل من أطباء ونفسيين ومدرسين يحاولون التعرف على هذه المشاكل ومنع حدوثها، ومن هذه المشاكل:
1. العلاقة مع الوالدين والأسرة:
الأعراض المتعددة لهذه الحالة كفرط الحركة وقلة الانتباه، عدم أطاعة الأوامر، عدم الترتيب والفوضى، يجعلهم يصفونه بأنه طفل شقي عنيد لا يسمع الكلام، لهذا يتعرض لمعاملة قاسية وضرب متكرر، ولكن هؤلاء الأطفال ليس لديهم تأثير من العقاب أو التهديد، وهي أعراض لا يستطيع التحكم فيها، كما أنه يغضب ويتأثر نفسياً لأنهم لا يستطيعون تقدير ظروفه المرضية بل يزيدون من عقابة، مما يجعل هناك اضطراب في العلاقة بين الوالدين والطفل، لذى فإن معرفة الوالدين للحالة وكيفية التصرف مع المواقف قد تمنع الكثير من الانعكاسات النفسية في مستقبل الطفل.
2. العلاقة مع المدرسين:
الكثير من المدرسين درسوا ضمن المنهاج الدراسي حالة اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه، ولكن قد ينسون أو يتاسون مثل هذه الحالات، فيصفونه بالطالب المشاغب الكسول، يعاملونه بقسوة، يكثرون من الشكوى منه ونقده، وتضطرب العلاقة بين الطالب والمدرس، ويزداد الفشل الدراسي، واذا علمنا أن أغلب حالات فرط الحركة وقلة الانتباه يتم التعرف عليها وتشخيصها من قبل المدرسين، ادركنا أهمية رفع الوعي لدى المدرسين وكيفية تعاملهم مع تلك الحالات، ومنع المشاكل قبل حدوثها.
3. التحصيل العلمي:
القدرات الذهنية لهؤلاء الأطفال طبيعية أو أقرب للطبيعية، وتكمن المشكلة الرئيسة في عدم قدرتهم على التركيز، ومن ثم عدم الاستفادة من المعلومات والمثيرات من حولهم، وكثيراً ما يعيد دراسة المرحلة بسبب الرسوب، وبعض الأطفال يكبر وهو فاشل دراسياً، ويكون تحصيله العلمي اضعف من بقية أهله وأقرانه.
4. العلاقات مع الأطفال الآخرين:
الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه لديه الكثير من الأعراض التي تؤدي إلى عدم القدرة على بناء علاقات أجتماعية وصداقة مع الأطفال الآخرين، فهو أندفاعي بطبعه، لا ينتظر دوره في اللعب، لا يكمل اللعبة التي يقوم بها، يقاطع الآخرين في الكلام واللعب، لا يعطي الآخرين الفرصة ، عنيف في تعامله معهم، كثيراً ما يقع في خصام معهم، لذلك نراهم يبتعدون عنه بالتدريج، يحاولون الابتعاد عنه وعدم اللعب معه ما أمكن، مما يجعله يشعر بالعزلة ، ويزيد من سوء تعامله معهم.
5. الثقة بالنفس:
تتكون الثقة بالنفس نتيجة ردود الفعل لما يقوم به الفرد نحو الآخرين، وما يقوم به الآخرين نحوه، والطفل المصاب بفرط الحركة وقلة الانتباه علاقاته سيئة مع المجتمع من حوله سواء في المنزل أو الشارع أو المدرسة، وردود الفعل نحو ما يقوم به سيئة، ومن داخلة فهو لا يقوم بأشياء تستوجب ردود الفعل الحسنة والثناء، فهو لا ينجز عملاً، سيء التعامل مع الآخرين، لا يستمع للأوامر، من هنا تتكون لديه صورة سيئة عن نفسه، ويفقد الثقة في التعامل مع الآخرين ومن ثم يفقد الثقة في نفسه.
6. القلق والاكتئاب:
نتيجة للانعكاسات السلبية لفرط الحركة وقلة الانتباه، وعدم قدرته على السيطرة على تصرفاته غير الطبيعية، والمعاناة والضغوط النفسية التي يواجهها الطفل، وعلاقاته الاجتماعية السيئة في المنزل والشارع والمدرسة، كلها تنعكس سلباً على حالته النفسية، فتؤدي إلى اضطراب المزاج، الاكتئاب والقلق، وغيرها من الأمراض النفسية.