التصنيفات
منتدى اسلامي

ماهي فضل النوافل

فضل النوافل

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:

فإن الصلاة فرضها ونفلها صلة بين العبد وربه عز وجل وهي تكفر الذنوب والآثام وتنهى عن الفحشاء والمنكر، والصلاة نور لصاحبها ونجاة له يوم القيامة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ في اليوم والليلة على أربعين ركعة ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فالصلوات الخمس سبع عشرة ركعة والسنن الرواتب قبل الصلاة وبعدها عشر ركعات أو اثنتا عشرة ركعة، وصلاة الليل والوتر إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، ومجموعها أربعون ركعة في اليوم، والليلة.

قال ابن القيم رحمه الله: ما أقرب الإجابة لمن يقرع باب مولاه في اليوم والليلة أربعين مرة، وصلاة النوافل وأداؤها مع الفرائض قبلها وبعدها تجبر ما نقص من الفرائض وكل واحد منا في صلاته نقص قال عليه الصلاة والسلام «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من الفريضة شيء قال الله لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل به ما نقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله كذلك» أخرجه أبو داود وهو حديث صحيح، كما أن أداء الفرائض وتكميلها بالنوافل من أسباب محبة الله لعبده وإجابة دعائه قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: «وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» إلى أن قال: «ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه» رواه البخاري في صحيحه.

وأداء الفرائض وتكميلها بالنوافل من أسباب دخول الجنة قال عليه الصلاة والسلام «من صلى اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعًا غير الفريضة بني له بهن بيت في الجنة»( ) زاد الترمذي أربع قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل صلاة الفجر.
وآكد السنن سنة الفجر قال النبي صلى الله عليه وسلم «ركعتان الفجر -أي سنة الفجر- خير من الدنيا وما فيها» رواه مسلم، وقال: «صلوا ركعتي الفجر وإن طردتكم الخيل» رواه أحمد وأبو داود أي صلوا سنة الفجر، وإن طردكم العدو وقالت عائشة رضي الله عنها «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر». متفق عليه.

ومن السنن المؤكدة الوتر وأقله ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة وأدنى الكمال ثلاث ركعات بسلامين ويجوز بسلام واحد ووقته ما بين العشاء إلى الفجر والأفضل أن يكون آخر الليل لمن وثق بالقيام وإلا أوتر قبل أن ينام قال عليه الصلاة والسلام: «الوتر حق على كل مسلم من أحب أن يوتر بواحدة فليفعل ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ومن أحب أن يوتر بخمس فليفعل» رواه أحمد، وأصحاب السنن إلا الترمذي.
(1 ) رواه مسلم.

وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «من لم يوتر فليس منا» رواه أحمد، وبهذا استدل من قال إن الوتر واجب، ويروى عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال تارك الوتر عمدًا رجل سوء لا ينبغي أن تقبل شهادته( ) فينبغي لنا أن نوتر ولو بركعة واحدة بعد سنة العشاء، كما أن من السنن المؤكدة سنة الضحى ويبين لنا فضلها الحديث الذي رواه مسلم «أن الإنسان مكون من ثلاثمائة وستين مفصلاً وعلى كل مفصل منها صدقة في كل يوم، ففي كل تسبيحة صدقة وفي كل تهليلة صدقة، وفي كل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة إلى أن قال: (ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى».

أختي المسلمه: الإكثار من النوافل مما يكفر الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قال عليه الصلاة والسلام «إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة»( )
فينبغي لك أن تحافظِ على الفرائض وأن تكمليها بالنوافل عملاً بقول الله تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلهِ قَانِتِينَ [البقرة: 238] واحتسابًا وتصديقًا (1 ) انظر المغني لابن قدامة (2/ 161).
(2 ) رواه أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.

بالفضل العظيم والأجر والثواب المرتب عليها، وتذكروا أن إخوانكم المسلمين الذين ماتوا وانقطعت أعمالهم لا يستطيعون نقصًا من السيئات ولا زيادة في الحسنات، يتمنون الأعمال الصالحة من صلاة وصدقة وصوم وحج وتلاوة قرآن، وذكر لله ودعاء واستغفار وتوبة نصوح تمحى بها الآثام وتكفر بها السيئات وتضاعف بها الحسنات وترفع بها الدرجات، ولكن فات الأوان وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ [سبأ: 54] وإننا إلى ما صاروا إليه صائرون وعلى ما قدمنا من الأعمال قادمون، وعلى ما فرطنا في زمن الإمكان نادمون، فإنا لله وإنا إليه راجعون وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ [الشعراء: 227] فالصلوات فرضها ونفلها من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة والسلامة من شقاوة الدنيا والآخرة قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ [المعارج: 35] جعلنا الله وإياكم منهم أجمعين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين( ).




جزاكي الله خير



شكرلك



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.