منذ الحرب العالمية الأولى كان من المعروف أن بعض المرضى بإصابات غير صدرية مثل التهاب البنكرياس الشديد, وكذلك المرضى الذين يتم تعويضهم بكميات من الدم – أكبر من نصف حجم دمائهم خلال 12-24 ساعة, والإنتان sepsis وغير ذلك من الحالات من الممكن أن يسبب عسر التنفس, فتحدث ارتشاحات منتشرة بالرئتين diffuse lung infiltrate, وفشل بالتنفس في بعض الحالات بعد ساعات أو أيام, وقد تم وصف 12 حالة لمرضى بعسر التنفس منذ عام 1967 مع استخدام تسمية متلازمة الضائقة التنفسية للبالغين adult respiratory distress syndrome لوصف الحالات, ومع ذلك كان يوجد احتياج لتعريف واضح للمتلازمة للسماح بالبحث في تولد المرض وعلاجه, وقد نشأ هذا التعريف سنة 1994 بواسطة مؤتمر الإجماع الأمريكي الأوروبي وسميت المتلازمة بمتلازمة عسر التنفس الحادة acute respiratory distress syndrome حيث أنها لا تصيب البالغين فقط ولكن تصيب الأطفال أيضا.
وقد عرفت متلازمة عسر التنفس الحادة كأشد أشكال إصابات الرئتين الحادة, وهى شكل من أشكال الإصابات التي تنتشر بالحويصلات الهوائية, وقد تم تعريف متلازمة عسر التنفس الحاد كحالة حادة تتميز بوجود ارتشاحات بالرئتين, ونقص شديد بتأكسج الدم severe hypoxemia, مع عدم وجود دليل على وجود ودمة رئوية قلبية المنشأ cardiogenic, وبهذه المعايير فإن شدة نقص التأكسج الضرورية لتشخيص متلازمة عسر التنفس الحادة تعرف بنسبة الضغط الجزئي للأكسجين بالدم الشرياني للمريض إلى القسم من الأكسجين الموجود في الهواء المستنشق, وفي متلازمة عسر التنفس الحادة تكون هذه النسبة أقل من 200, وفي الإصابة الحادة للرئتين تكون هذه النسبة أقل من 300, وبالإضافة إلى ذلك يجب استبعاد الودمة الرئوية قلبية المنشأ إما عن طريق جمع الأعراض والعلامات أو يكون الضغط الإسفيني الشعيري الرئوي أقل من 18 مم زئبق عند مريض متلازمة عسر التنفس الحادة عند وجود قسطرة سوان- جانز Swan-Ganz catheter في موضعها.
ويمكن تعريف متلازمة عسر التنفس الحادة بأنها بداية حادة لحدوث ارتشاحات بالرئتين على كلا الجانبين مع نقص شديد بتأكسج الدم مع غياب أي دليل على وجود ودمة رئوية قلبية المنشأ.
