التصنيفات
اسرار البنات مشاكل وحلول

متميزة ولكن!

متميزة.. ولكن!

ما زِلت أذْكر ذلك اليوم الذي دخلتُ فيه مدرستي الإعدادية ( المتوسطة) بسرور بالغ، و كنتُ وقتها ُمتلهِفة لرؤية نظرات الدَّهشة و الغيرة في عيون صديقاتي، بعد أن قمت بعمل تسْريحة غريبة لشعري! و بالفعل حَصلت على الكثير من نظراتِهن الممزوجةِ بالإعجابِ و الغيرة ِو الدهشةِ؛ كما كنت أشتَهي و أتوقَّع، و عشتُ سعيدةً لأيام، و لكنَّ سروري بمكاسبي تِلك لم يدُم طويلا! فقد قامت زميلتي بصبغ خصلاتٍ من شعرها بثلاثة ألوان، و سحبت بفعلتِها البساطَ الأحمرَ من تحتِ تسريحتي! وقد أحزني الأمر يومها لأني لن أكون قادرة على متابعة السِّباق معها، فبالكاد وافقت أُمّي على قصَّ شعري فضْلا عن صبغ الخُصلات.

و أذكر أنَّني اشتريت في ذلك الزَّمان مجموعة كبيرة من الأساوِر المختلِفة ذات الألوان المتنافِرة، و قد كان من بينها سِوار من الجلد الصِّناعي الأبيض المُطعَّم بالفضَّة و كان غريبا و جميلا، و ملفِتا جدَّا لأنظار صديقاتي، و حصلت من خلاله على عرشِ التَّميز لفترة طويلة نسبيَّا، انتهت بشرائِهنَّ ما يشبه أساوري.
و قد كنَّا نفرح بمخالفتِنا لتعليماتِ مُشرفات النِّظام أيَّما فرح، و كأننا كنَّا نحقِّق نصرا ما! أو ربَّما كنَّا نظنُّه إنجازا عظيما آنذاك.
لقد كانت أياما جميلة ما زلت أُدرك من خِلالها حلاوة الاختلاف، و أعرِف تماما ما معنَى أن أرى مُراهِقة و كأنَّها وصَلت للتوِّ من كوكب الزُّهرة، و لكنَّني أدْركت أيضا أنَّه عرشٌ قد بُني على ِرمال لن يلبث أن ينهار سريعا عندما يتفوَّق عليك أحد ما فتصاب بالحزن و الإحباط.
و يعلم الجميع أنَّ سنَّ المراهقة هو السنُّ المناسب لعمل كل ما نرغب به من تغييرات في مظهرنا دون أن تكون لدينا تلك التَّحفظات التي تتعلق بالمراحل العمرية الأخرى.
في هذه السنّ مثلا نستطيع مجاراة الكبار و الصِّغار معا، و نستطيع بأقلِّ قدرٍ من الَّلومِ أن نتَفنَّن في اتباع الصيحات و الموضات حتى لو كانت (صرعة من صرعات المصممين فقط ) و ليست(موضة من الموضات) المقبولة لدى المجتمع من حولِنا.

و قد يبدو لنا أيضا أن السَّب في تعلُّقِ البعض بتِلك الصَّيحات هو حبُّ الظُهور و التَّميُّز، و حبِّ إثباتِ الذّات، و هذا مَطلب حقٌّ بلا ريب، و لكنَّ المشكلة تكْمن في الطَّريقة الّتي يتَّبِعها من يتبنَّى هذا المطلب، و في نظرتِه المحدودة ِ للتَّميز و الاختلاف، و في ما يختاره و يتبناه من مظاهر تُعجِبُه ويَقبلها لنفسِه.

و يقومُ مراهِقون كثيرون بعمَل ما يميِّز أشكالَهم، و يلفِت نظر النَّاس إليهم، و لكن قد نرى في بعض الأحيان ما يثير الضَّحك، و ما ينفِّر و ما يثيُر الدَّهشة، و قد نرى عجائِب الدُّنيا تجتَمع في قَصَّة شَعْر أو إكسِسْوار، و ربما في ثياب لا تناسب مجتمعاتنا و لا يرضاها ديننا الحنيف.

و قد لا أخفي عليكم أني أحبت ملاحقة عيون الصديقات لي يوم أن قمت بعمل تلك التسريحة الغريبة، بل و شَعرتُ بالأهمِّية، و أرضيتُ فرحي الفطري بالتَّميز الذي تحمِله كلُّ أنثى، و لكن هل تكفينا النَّظرات دون أن نهتمَّ بمُحتواها؟
و السُؤال هو:
– هل نريد فقط الحُصول على نظرات الخلقِ و اهتمامِهم، دونَ أن يعْنينا أن تكون نظراتُ إعجابٍ و رِضا ؟

إن كان الجواب بنعم .. فأظنُّ أنَ عليكم متابَعة المقال في عيادةِ للأمراض النَّفسيِّة… و إن كان الجواب بلا .. فأعتقد أيضا أنَّنا اتفقنا على أننا نحبُّ التَّميز، و نحبُّ المظهَر الجميل الحسَن، و نحبُّ أن ينظر إلينا من يعرفنا باهتمام، و لا عيب في الأمر مطلقا ما دام بحدود الحِشمة و الأدب، و ما يناسب الزمان و المكان و ما دامت لا ترضينا إلا نظرات الإعجاب والإكبار.
و أضيف أيضا بأن يوحي مظهرنا بأننا على أعتاب شباب خلَّاق فعَّال، لا شباب تتحطم على صفحاته حضارة الأمة، فالأمة تنتظر شبابها بحرقة، و ليس كل الشباب يفرحها و يرضيها.
و لم لا يكون اختلافنا عن غيرنا بأخلاقنا الرفيعة؟ وصِدقِنا و حُسن تعاملِنا مع الخلق؟
و لمَ لا يكون هذا في الجدِّ و الاجتهاد و العمل الجاد الذي يوازي أعمال الكبار في أهميتها؟

و لم لا يكون في نَيل مرضاة الله و حُسن طاعتِه؟
فسيكون حينها أكمل و أجمل، وسنجِد أنفُسنا واقفين على أرض صُلبة، و سيسعِدنا تفوُّق غيرنا، و يرضينا لأنَّنا سنكمِّل بعضنا و سنسير في اتجاه واحد يزيد الجميع قوَّة.

ليتَنا نقدم لأمَّتنا من أنفُسِنا نموذَجا رائِعا بحق، ولو بدأنا بالشَّكل و المظهر، و من ثمَّ سنتعمَّق في شخصيَّاتنا، و سنعرِف ما هو الطَّريق الصَّحيح الذي يجب أن يسلكه من هم في سنِّ الشَّباب لو كنَّا صادقين في ما نَطلب.




خليجية



يسلموؤوؤو موضوع روؤوؤوؤعة

وياريت البنات يتباهون بحفظهم للقرآن مثلا

وانا اعتبر هذا نقص بصراحة




يسلمو عزيزتي



مشكوره قلبو



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.