لقد علمَنا دينُنا الحنيف أن نأخذَ بالأسباب، ثم نتوكَّلَ على الخلاَّق الرزَّاق، مالك الملك، الذي له الخلق والأمر، الذي يقول للشيء "كن" فيكون؛ لذا فمن أهم أمور الرعاية التي يجب أن يحرص عليها الزوجان أثناء الحمل هي كثرة التضرُّع إلى المولى- تبارك وتعالى- بالدعاء طوال فترة الحمل، خاصةً في فترة الأربعين يومًا الأولى من الحمل، أي قبل نفخ الروح في الجنين، وكتابة الأقدار الخاصة به من قِبَل الملك الموكَّل بالأرحام، بأمرِ العزيز العلاَّم، فالدعاء سلاحُ المؤمن، والدعاء والقدَر يتصارعان في السماء، كما أخبرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: حدثنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم (وهو الصادق المصدوق)- قال: "إن أحدَكم يُجمَع خلقُه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكًا، فيؤمر بأربع: برزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح…" (صحيح البخاري 1/ 101 ح 3208 و6/ 363 ح 3332 و11/ 477 ح 6594 و13/ 440 ح 7454 وسنن أبي داود 2/530 وجامع الترمذي 3/ 302ح 2220 ومسند الإمام أحمد 1/ 382، 430).
كما روى الإمام مسلم في صحيحه هذا الحديث أيضًا عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- بهذه الصيغة: حدثنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (وهو الصادق المصدوق)- قال: "إن أحدكم يُجمعُ خلقُه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون في ذلك علقةً مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغةً مثل ذلك، ثم يُرسل الملك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد" (صحيح مسلم 4/ 2036، ح 2643، كتاب القَدَر الباب الأول).
كما ورد في مسند الإمام أحمد حديث سيدنا جابر بن عبد الله: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إذا استقرَّت النطفة في الرحم أربعين يومًا أو أربعين ليلةً بعث الله إليها ملكًا فيقول: يا رب ما رزقُه، فيقال له، فيقول يا رب ما أجله؟ فيقال له، فيقول يا رب ذكرٌ أو أنثى؟ فيُعلَم، فيقول: يا رب شقي أو سعيد فيُعلَم" (مسند الإمام أحمد 3 / 397، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7 / 192: وفيه خصيف، وثقَّه ابن معين وجماعة، وفيه خلاف، وبقية رجاله ثقات، ح14831، مسند الإمام أحمد، باقي سند المكثرين).
فالمهم والذي يعنينا هاهنا أن نحرص على أن نتضرَّع إلى المولى- تبارك وتعالى- بالدعوات في صلواتنا وفي أوقات إجابة الدعاء، أن يكتب للجنين أفضل الأقدار، وأن نصلي صلاة الحاجة كما علَّمَنا إياها رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- ثم نجتهد في الدعاء بما يتيسَّر.
أدعية الحمل المقترحة
– "ربِّ إني نذرت لك ما في بطني محرَّرًا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم".
– "ربِّ هبْ لي من لدنك ذريةً طيبةً إنك سميع الدعاء".
– "ربِّ لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين".
– "ربِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي وَيَرِثُ من دعوة الإسلام، واجعله رَبِّ رَضِيًّا".
– "اللهم ارزقني صبيًّا حَنَانًا مِّن لَّدُنّك وَزَكَاةً، وَاجعله ربِّ تَقيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ، وَلا تجعله جَبَّارًا عَصِيًّا، واجعله اللهم يأخُذ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ، وَآته اللهم الحكْم صَبِيًّا".
– "ربِّ َهَب لَي غُلامًا زَكِيًّا، واجعله اللهم مُبَارَكًا أَيْنَ ما كان، وأعِنه على الصلاة وَالزَّكَاةِ مَا دام حَيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَيه وَلا تَجْعَلْه جَبَّارًا شَقِيًّا".
– "اللهم اكتب له طولَ العمر، وحُسنَ العمل، وسعة الرزق، وسعادة الدارين".
– "اللهم ارزقه جمال الخَلق والخُلق، وقوة الدين والبدن، وسعادة الدنيا والآخرة".
– "اللهم إني أستودعك جنيني الذي في رحمي، أنت الذي لا تضيع ودائعك يا الله".
– "اللهم احفظ جنيني واحْمِه، وامسكه أن يسقط، وأتم حمله على خير".
– "اللهم يا من أمسكت السماء أن تقع على الأرض وهي بلا عمد، أمسك ما في رحمي، وأتمم له على خير".
– "اللهم صوِّره في أحسن صورة ونجِّه من كل تشويه ومرض".
– "اللهم يسِّر حملَه وولادتَه ورضاعتَه وتربيتَه، واجعله مطيعًا لربه، بارًّا بوالديه، متعاونًا مع إخوته، نافعًا لأمته، زخراً للإسلام والمسلمين".
– "ربنا هبْ لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا".
– ومن أفضل الأمور التي يجب أن تتحصَّن بها الحامل وتحرص عليها في كل حياتها: أذكار الصباح والمساء، فإن فيها نفعًا كبيرًا، وخيرًا عميمًا، وعونًا في أمرَي الدنيا والدين.