التغيرات في كتلة وجودة العظام مع الزمن تؤدي إلى هذه المراحل
إن مشكلة هشاشة العظام كبيرة جداً سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي أو حتى على مستوى الدولة الاقتصادي، حيث إن معظم المستشفيات في الولايات المتحدة وأوروبا تحتضن العديد من السيدات اللواتي يعانين من مشاكل ومضاعفات هشاشة العظام مثل الكسور في الحوض وعظمة الفحذ وفقرات العمود الفقري وباقي العظام الأخرى. إن هذه المشكلة التي يمكن تفاديها بالتشخيص المبكر واتخاذ وسائل السلامة والعلاج المناسب لتفادي مضاعفاته من الممكن أن توفر الكثير من المال للمريض والدولة وكذلك التقليل من المعاناة النفسية والطبية لهؤلاء المرضى. وتصرف آلاف الملايين من الدولارات في الولايات المتحدة لهذه المشكلة سنوياً وتظهر هذه المشكلة في الدول المتقدمة نظراً لتحسن أو الزيادة في عمر المريض وبالتالي حدوث المشكلة مقارنة مع الدول النامية ويجب أن نوضح بأن امرأة من كل اثنتين ممن بلغن سن اليأس سوف تتعرض لكسر بسبب هشاشة العظام من المراحل المتبقية من حياتها كذلك أن حوالي 20٪ من السيدات اللواتي يتعرضن لكسر عنق الفخدين يمتن بسبب هذا الكسر ويجب أن نعلم أن في الولايات المتحدة يحدث حوالي مليون ونصف المليون كسر سنوياً بسبب هشاشة العظام أي بمعدل كسر واحد في كل 20 ثانية وأن 71٪ من النساء المصابات لا يعرفن انهن مصابات ولم يتم تشخيصهن مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة وقد تم إنشاء العديد من الجمعيات الدولية والوطنية لمكافحة هذه المشكلة التي من الممكن بقدرة الله سبحانه وتعالى الحد من خطورتها واستخدام الوسائل الكفيلة بعلاجها والتي سوف نتحدث عنها بايجاز.
إن اضطراب هشاشة العظام مرتبط بالتغيرات الهرمونية في النساء ويؤدي تنخر العظام وبالتالي يؤثر على الهيكل العظمي بكامله ويحدث في النساء خاصة بعد سن اليأس، يؤدي مرض هشاشة العظام إلى ازدياد خطر الإصابة بالكسور وغالباً ما يتم تشخيصه على اثر حصول كسر.
يحدث المرض بشكل تدريجي مسبباً هشاشة العظام في الطبقة الداخلية المليئة بالثقوب بدلاً من الطبقة الخارجية المضغوطة وكذلك في نهايات العظام الطويلة لاسفل الذراعين والفخذين والفقرات الشوكية كل هذه تصبح معرضة بشدة للكسر ويحتمل أن تستغرق الكسور بعض الوقت لتلتئم مما يتيح المجال اما تزايد مخاطر الإصابة بالتهابات وتشوهات قد تقود إلى العجز أو الموت، تدل بعض التخمينات بأن حوالي 20٪ من النساء اللواتي يصبن بكسر في الورك تسبب المضاعفات في موتهن بينما يكن نصف المتبقيات على قيد الحياة تحدث لديهم إعاقة. التراجع التدريجي للفقرات الشوكية كنتيجة لخسارة العظام لكثافتها وللثقل التي تحمله يسبب نقصاً في طول الشخص وانحناء إلى الأمام وتحدباً في أعلى العمود الفقري وهو ما يسمى بالحداب الصدري Tholacic Kyphosisويشار إليه تقليدياً باسم حدبة العجوز.
كيف يتكون العظم؟
يبدظمأ الهيكل العظمي لكل إنسان كغضروف ما يلبث بعد حصول الحمل بوقت قصير ويتقوى بالكالسيوم المستمد من طعام الأم الحامل وفي هذه العملية يستغني عن المزيد من الغضروف أو تنمو العظام ويكبر الجنين ان العظم مثل أي نسيج حي آخر يتحلل ويتبدل خلال حياته وهذا النشاط يخضع في المرأة لتأثير هرموني الاستروجين والبروجسترون. تتأسس قوة العظام في بداية سن الرشد عبر نمط صحي من الحياة يتضمن نظاماً غذائياً واسع التنوع وغنياً بالكالسيوم وفيتامين (د) الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم وكذلك التمارين الرياضية التي تحفز على صنع العظام. تصل العظام ذروة تكتلها بين العشرين والثلاثين من العمر ويصل مستوى كتلة العظم على فعالية الهرمونات وعلى مستوى الصحة العامة وكذلك على الجينات وفيما إذا كانت المرأة تتناول الكحول والتدخين ومن المعروف أن العديد من المصابات بهشاشة العظام لم يصلن ابداً إلى الكتلة العظمية الامثل للعديد من الأسباب ولهذا تأثير مضاد على عملية بناء العظم بأكملها وعلى بقية الجسم. الكالسيوم هو معدن أساسي مستعمل من قبل القلب والأعصاب والعضلات وإذا لم يتوفر منه ما يكفي لتلك الأجزاء الحيوية من الجسم تقوم العظام باطلاقه في مجرى الدم.
تبدأ خسارة المعادن العظمية من الهيكل العظمي قرابة العام الخامس والثلاثين من عمر المرأة كجزء من التقدم الطبيعي في السن. وتزداد الخسارة في السنة التي تلي سن اليأس بعد ذلك يستمر فقدان الكتلة العظمية بمعدل 5٪ كل سنة.
من هن المعرضات للخطر؟
هشاشة العظام خطر يحدق بشكل خاص بالنساء بعد سن اليأس، والنساء اللواتي دخلن في سن مبكر لليأس والنساء اللواتي خضعن لعملية استئصال المبيضين أو عانين لفترة طويلة من تدني مستويات هرمون الاستروجين كما أن هناك عوامل أخرى يحتمل أن تزيد من قابلية تعرضهن لهذا المرض منها:
التاريخ المرضي للعائلة فهشاشة العظام حالة تميل للتوارث ضمن العائلات وهي تسود بين النساء البيض والآسيويات أكثر من الأفريقيات ونساء أمريكا الجنوبية.
إن التشكيل الناقص للكتلة العظمية يعد أكثر عوامل الخطر أهمية إذا لم تكن هنالك أصلاً كتلة عظمية كافية فإن تأثيرات هشاشة العظام تظهر بسرعة وفي مرحلة مبكرة.
إن النقص الهرموني يعتبر من العوائل المهمة في حدوث هذه المشكلة وأن أية حالة تتسبب في انخفاض مستويات الاستروجين تسرع في خسارة الكتلة العظمية.
إن النقص الغذائي غير المكتمل وخصوصاً نقص الكالسيوم وفيتامين (د) من خلال تغذية سيئة يعني قلة العظم المتجدد وكثرة الكالسيوم المتسرب خارج العظم إلى الدم ليعوض عن النقص، ان ممارسة تمارين التحمل بشكل منتظم والتمارين الرياضية المتكررة تخدم في زيادة الكتلة العظمية وبدونها تستمر الخسارة في العظام، النساء النحيلات لديهن منذ البداية كتلة عظمية أقل لذلك فإن تأثير الخسارة في الكتلة العظمية يتضح بشكل أسرع من الأرجح يكون لديهن تاريخ من الكسور.
التدخين من المعروف عن التبغ انه يزيد من خطر هشاشة العظام والمدخنات في معدل عام تبدأ أعراض سن اليأس لديهن قبل غير المدخنات بحوالي سنتين.