إن الناظر والفاحص في مجتمعاتنا عندما يقولوا أي شئ لا يلتزموا به ياترى لماذا يحدث ذلك؟!؟! أهي مفاخرة؟ أم يريدوا به تميز عن الآخرين؟ أو مااااذا؟ وحتى أحيان إن السامع لذلك يدرك إن المتحدث لن يطبق ما يقول حسب تجاربه السابقة لنفس الشخص وبالتالي يكون الشخص قد أخذ انطباع سئ لذلك الشخص فلا يلقى لكلامه أي اعتبار.
لماذا لا نكون مميزين في الاحتفاظ بالوعود وقول الحق وغيرها من الأعمال الصالحة حتى ننال الثواب من الله, ولكي نبرئ أنفسنا من صفة المنافقين التي بينها لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم. فالمشكلة الكبرى إن البعض يفخر ويظنه تميز كونه لا يلتزم بما قد قال, فهذا بالتأكيد قمة الغباء والسخافة أن نظن أن أموراً برئاً عنها ديننا هي من أفضل الأمور. نعم الواحد قد يتأخر أو يبرم موعداً لسبب من الأسباب لكن لا يجعل ذلك عادة تترسخ فيه فتلقاه يعطي هذا عذرا والآخر كذبة حتى يصبح على مستوى معروف (صانع الأعذار).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء) صدق عليه الصلاة والسلام نعم كثير من الأمور الإسلامية صارت غريبة ومن عملها يُنظر إليه بصورة تكاد بشئ من الغرابة أما الأشياء الغير إسلامية والغير مستحبة صارت تُرى بطريقة سليمة على أساس أنها من التطور والحضارة !!
ومن المؤسف إن أناس يغردوا بقولهم"وعد إنجليزي" أي إن المجتمعات الغربية ملتزمة ومحافظة على مواعيدها وبالتالي هم أحسن حال من حالنا, فالغرب نعم لا ننكر إنهم ملتزمون لكن لأمورهم الدنيوية كالتجارة وغيرها؛ لكي لا يخسروا عملاؤهم, نحن علينا أن نعمل أفضل من ذلك لنريهم إن إسلامنا يأمرنا بذلك وأيضاً لن نحرم من الأجر من الله تعالى. فالواحد بقدر الإمكان يحاول أن لا يجعل صفات غير حميدة تتجذر في نفسه لذلك عليه أن يجاهد نفسه بالتخلص منها؛ لأن البعض قد تربوا في مجتمعات متأصلة فيها خلف المواعيد وغيرها وبالتالي يصبح من الصعب التغيير لكن لاشئ صعب ومستحيل أمام أي شخص إذا ما كانت هناك إرادة لتطوير نفسه.
نسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح
دمتم بخير