انها مشكلة تكمن عند الكثيرين في أن المعرفة العامة للناس عن الكولسترول لا تتعدى إدراك كونه مادة ضارّة يجب تجنبها . دون معرفة بتركيبها ووظائفها في الجسم والشؤون الأخرى التي لا بد من معرفتها في هذا المجال .
فتعالوا بنا نسأل سؤال بسيط لمعرفة حقيقة الكوليسترول : ما هــو الكوليستــرول ؟؟؟
الكوليستـــــرول
الكوليسترول عبارة عن مادة شحمية شمعية القوام ، يحتاجها الجسم من أجل أداء وظائف حيويّة هامة يأتي في طليعتها تركيب الخلايا الجديدة في الجسم . أي أن الكولسترول ليس مادة غريبة عن الجسم ولا هو مادة سامة مثلاً ، ولكنه مادة حيوية هامة وأساسية لوظائف الجسم . ولكن إذا قام الإنسان بتناول كميات كبيرة من الأطعمة الحاوية على الكولسترول أو مما يدعى(الشحوم المشبعة) أو كانت لديه حالة مرضية موروثة … فإن هذا سيؤدي إلى ارتفاع مستوى الكولسترول في الجسم . وهذا الأمر يزيد خطر حصول تصلّب الشرايين وبالتالي فإنه قد يؤدي إلى اعتلال أوعية القلب ( الأوعية الإكليلية) وربما حصول الاحتشاء القلبي أو السكتة الدماغية لا سمح الله…
أنــــواع الكوليستــــرول
1) كوليسترول التغذية :
الموجود في الطعام والغذاء الذي نتناوله مثل الأطعمة الحيوانية . حيث إن البيضة الواحدة تحتوي على 279 مل كوليسترول أما حبة التفاحة لا تحتوي على أي من الكوليسترول .
2) كوليسترول الدم :
هو المتوافر في الدم .
3) كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة:
هو موجود في الدم وله وظيفة التنظيف و تطهير الأوردة الدموية وكلما ارتفعت نسبته كان أفضل من الجسم. ويرمز له HDL
4) كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة:
وهو النوع المضر الذي يؤدي إلى إغلاق الشرايين و من الأفضل أن تنخفض مستوياته في الجسم . ويرمز له LDL
أسبـاب ارتفـــاع الكوليستـــرول ؟
ان تشخيص حالة ارتفاع الكولسترول يتم بطبيعة الحال من خلال اختبار للدم . وإذا كان لا بد لنا من أن [Bنتحدث بالأرقا م، فإن من المرغوب به أن يكون مستوى الكولسترول في الدم أقل من مائتان مليغرام في الديسيليتر. فإذا كان الرقم بين 200 و239 اعتبر المستوى (حديّـاً) أما إذا كان 240 فما فوق فإنه يعتبر عالياً.
وينقسم الكوليسترول إلى الكوليسترول الجيد والذي يعرف بالـ HDL الذي يحمي الشرايين، وكلما كانت نسبته مرتفعة في الدم يحمي الشرايين ، والكوليسترول السيئ ويعرف بال LDL وكلما كانت نسبته ضئيلة كان الأمر أفضل للشرايين.
وأسباب الكوليسترول السيئ عديدة، منها تناول الوجبات التي تحتوي على نسبة دهون مرتفعة مثل المقالي، الأجبان الصفراء ، والمناقيش سواء الزعتر أو الجبن. أما الكوليسترول الجيد فليس هناك ما يزيد نسبته في الدم إلا رياضة المشي والتمارين وبعض الأدوية.
أخطار الكوليسترول السيئ؟
إذا ارتفعت نسبة الكوليسترول السيئ في الدم يتراكم في شرايين الجسم ويسدّها. وأهمها شرايين القلب والدماغ والكليتين. وإذا سدت شرايين القلب تحدث جلطة أو ذبحة قلبية. فمن المعروف أن القلب يتغذّى بالدم الذي تضخه الشرايين التاجية أو coronaire ، وإذ سد أحد هذه الشرايين بسبب تراكم الدهون وارتفاع نسبة الكوليسترول السيئ يحصل تصلّب في الشرايين مما يؤدي إلى الذبحة القلبية. والأمر نفسه بالنسبة إلى الدماغ وباقي شرايين الجسم
لماذا يرتفـــع الكوليستيـــرول ؟
هنالك العديد من العوامل التي ترفع الكوليسترول. بعضها يمكن التحكم بها وأخرى لا يمكن أن نتحكم بها.
فأما النوع الأوّل فيشمل بعض الأمراض مثل الداء السكري ونقص نشاط الدرق والنظام الغذائي غير الصحي وزيادة الوزن وعدم التمرين، ومن الواضح أن السيطرة على هذه العوامل تحسن الأمر .
أما النوع الثاني والذي لا يمكن تغييره فيشمل حالات وراثية تسمى (اضطرابات الشحوم ) وهي تحصل لدى بعض الأشخاص ذوي الاستعداد الوراثي، وهي تؤدي إلى ارتفاع شديد في مستوى الكوليسترول . ولا بد من أن نذكر هنا أن العمر والجنس لهما دور في مستوى الكولسترول. فبعد عمر 20 عاماً تبدأ مستويات الكوليسترول بالارتفاع عموماً. وإن مستوى الكوليسترول لدى الرجال أعلى منه في النساء، ولكن بعد عمر الخمسين فإن مستوى الكوليسترول يتزايد لدى النساء أيضاً ..
الـــداء الصامــــــت
الكوليسترول من الأمراض الصامتة أي أنه لا توجد أعراض خاصة بها بحد ذاتها لذا فلا يدرك المرء إصابته بها إلا إذا أجريت له فحوص طبية بسبب إعياء أصابه ليفاجأ أنه مصاب به. واللافت أن هناك نسبة كبيرة جداً من الأشخاص في الشرق الأوسط مصابون به.
فارتفاع الكولسترول مشكلة صامتة ، . ونتيجة لهذه الحقيقة فإن كثيراً من الناس قد يجدون أنفسهم مصابين بارتفاع شديد في الكولسترول دون مقدمات مسبقة وكثيراً ما يتم اكتشاف هذا بعد اختبار دموي عابر. والمشكلة أن الأعراض في هذه الحالات تظهر بعد أن تظهر مضاعفات ارتفاع الكولسترول (تصلب الشرايين) والسكتة الدماغية والاحتشاء القلبي. ولا يخفى أن لكل من هذه الأمراض أعراضه الخاصة والصارخة. ونذكر هنا أن بعض أشكال ارتفاع الكولسترول الموروثة مثل (ارتفاع كولسترول الدم العائلي) يمكن أن تسبب علامات يلاحظها الطبيب مثل (الأورام الصفراء) التي هي عبارة عن تراكم للكولسترول تحت الجلد.
كيــف يمكن خفـــض الكوليستيـــرول ؟
هنالك طريقتان رئيستان لخفض الكولسترول :
أولاهما : تغيير العادات الغذائية والحياتية …
والثانية هي تناول الأدوية…
وغالباً ما يبدأ الطبيب بالطريقة الأولى التي تشمل تناول الغذاء الصحي منخفض الشحوم المشبعة وتخفيض الوزن والتمارين ومراعاة هرم الإرشاد الغذائي. وفي حال عدم التمكن من الحصول على النتائج المطلوبة من خلال هذه الإجراءات فإن الطبيب قد يلجأ إلى وصف الأدوية.
وهذه الأدوية ليست بديلاً عن تغيير العادات الغذائية والحياتية بل هي إضافة لها. والهدف منها هو خفض مستوى الكولسترول (العدوّ) ورفع مستوى الكولسترول (الصديق)، إضافة إلى خفض الغليسيريدات الثلاثية. إن المريض الذي لديه عوامل خطر متعددة لحصول داء الشرايين الإكليلية سيستفيد من الأدوية بشكل أكبر من المريض الذي ليست لديه هذه العوامل. وهذه العوامل تشمل ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والمستوى المنخفض من الكولسترول الصديق (عالي الكثافة) والداء السكري والقصة العائلية لأمراض القلب.
علاج الكوليسترول بالوسائل الطبيعية
• التخفيف من تناول اللحوم والدواجن .
• عدم تناول أكثر من 4 بيضات في الأسبوع .
• المداومة على التمارين الرياضية .
• الطبخ في زيت الزيتون وزيت دوار الشمس فقط من دون الزيوت.
• تناول الخضراوات والفواكه والنشويات بكثرة .
• التخلص من السمنة لما لها من آثار جانبية ضارة.
• تناول تفاحتين إلى 3 تفاحات يومياً لاحتوائه على البكتين المزيل للكوليسترول .
• تناول الثوم والبصل المعالجين للكوليسترول في الجسم .
• الجنسنج يعمل على تخفيض الكوليسترول في الدم .
• الخردل يحوي كميات كبيرة من المغنيسيوم المفيد في علاج الكوليسترول .
غيّـر نظــــام حياتــك!!
إذا كان المصاب بارتفاع الكولسترول يوصى من قبل طبيبه بتغيير نظام حياته من خلال زيادة التمارين وتناول الغذاء الصحي،. فتناول الطعام الصحي ذي الشحوم المنخفضة وذي المكونات الغذائية المتوازنة، إضافةً إلى ممارسة التمارين بشكل منتظم هي أمور بالغة الأهمية بالنسبة لصحة أي إنسان. ..
ومن خلال اتباعك لهذا النظام الصحي، فإن طبيبك سيذكر لك أن الشحوم ليست متساوية من حيث رفعها للكولسترول . فهنالك العديد من الشحوم ، وكل منها له أثر مختلف على مستويات الكولسترول. . و خفض الوزن سيقوم بخفض ارتفاع التوتر الشرياني ويساعد في الوقاية من احتشاءات العضلة القلبية والسكتات الدماغية. إن معظم الخبراء ينصحون بممارسة التمارين لمدة 30 ـ 45 دقيقة في اليوم لستة أيام في الأسبوع. وكذلك فإن التوقف عن التدخين سيساعدك في جهودك الرامية لتحسين الحالة الصحية وخفض الكولسترول