مع بداية العام الجديد هناك فرصة كبيرة لكل منا للتخلص من مشاعر الاكتئاب التي تسببها البيئة التي نعيش فيها من خلال مجموعة من المثيرات أدت إليها، ومن الطبيعي أن الإنسان لا يستطيع أن يغير كل المثيرات حوله فهناك ما هو أكبر منه، لكن علينا أن نعرف كيف نتعامل معها ونخف من آثارها السلبية علينا.
لذا علي الإنسان أن يقبل البيئة كما هي وأن يتعايش مع المثيرات ويبدأ طريقه بنفسه في التخلص من مشاعر الاكتئاب، كما ينصح الدكتور علي سليمان أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة في حديثه مع مجلة "حريتي" المصرية.
تخلصي من أفكارك السلبية
يستطيع الإنسان أن يغير بعض آرائه واتجاهاته نحو أسرته أو نحو زوجته وأبنائه أو نحو الزملاء في محيط العمل وهذه أمور يستطيع كل منا أن يفعلها دون أن يتعرض لأي خسارة بل علي العكس سيكسب العديد من العلاقات الطيبة مع الآخرين وسيتخلص حتما من أفكاره واتجاهاته السلبية بما يساعده علي أن يبدأ عامه الجديد بدون أن تكدره مشاعر القلق والآلام والاكتئاب.
أما في مجال الصداقة فيستطيع الإنسان في العام الجديد أن يري أصدقاءه بعين من عيون الرضا فيتقبل عنهم هفواتهم ويتسامح معهم بما يحقق التواصل الايجابي بينه وبينهم فالصداقة هي أحد أهم عوامل التصدي لمشاعر الاكتئاب والقلق.
شيء آخر لابد أن نتخلص منه في بعض الأحيان وهي تصوراتنا المثالية للكثير من الأمور والتي نحبط بسببها نتيجة تصادمنا بواقع أليم لذا علينا أن نعلم أن الحياة امتداد بين الأخذ والعطاء والتسامح والعفو حتى يستطيع الإنسان أن يخلص نفسه من بعض المشاعر المؤلمة التي تنغص عليه حياته.
على الجانب الأخر علي الإنسان ان ينظر إلي الايجابيات فيمن حوله في ذلك كله خير. فليس هناك شر مطلق وليس هناك خير مطلق وهذه النظرة ستيح له أن يستمتع بكل ما هو ايجابي في الحياة وان يتجاهل كل ما هو سلبي ومن الأفضل أن يستمتع بكل الجوانب الايجابية للحياة بدلا من ان نجهد أنفسنا في البكاء علي السلبيات الموجودة. وهذا يحقق للإنسا القدر الأكبر من الرضا النفسي ومن السعادة التي يبحث عنها وفي نفس الوقت يحقق له العلاقة الايجابية الطيبة وهو ما يجعلنا نشعر بالتخلص من الكثير من همومنا وآلامنا ليحل بديلا لذلك التعايش مع الحياة بحلوها ومرها فالحياة ليست مجرد مواقف وأشياء جميلة فقط لكنها تتطلب فنيات نفسية تساعد الإنسان علي أن يتقبلها ويتعايش معها بنفس راضية ومؤمنة بقضاء الله وعدله.
ابعدي شبح الضعف
هذه بعض النصائح التي يقدمها لك خبراء الصحة النفسية لتجديد مشاعر واستقبال عامك الجديد بالكثير من التفاؤل والأمل.
– حاولي اظهار كل مكامن القوي الكامنة في نفسك وإبعاد شبح الضعف الذي يحاول أن يهيمن علي روحك.
– قومي بحصر الأعمال الايجابية التي قمت بأدائها وتنفيذها وكل العلاقات الجديدة التي اكتسبتها وعليك بعمل قائمة بأعز الأصدقاء وزيارتهم بمنازلهم لزيادة فرص التقارب وتجديد العلاقات الحميدة والودودة.
– عدم لوم النفس عما حدث سابقاً ودعي الماضي وعيشي حاضرك.. فهذا سيساعدك كثيراً علي ألا تنظري وراءك.
– تأكدي ان ما تواجهينه من معاناة في حياتك سوف تكون زاداً لك في أيامك المستقبلية.
– حب نفسك أكثر وأكثر وحب الآخرين ليمتد هذا الحب إلي كل من يحيطوك وللوطن.. فمن المفيد جدا ان نتبادل مشاعر السراء والضراء مع من حولنا.
– حاولي المحافظة علي مرحك ومزاجك الضاحك حتي في أصعب المواقف.. وأعملي قدر الإمكان علي التحكم في تذمرك وغضبك.. فالمشاعر القاسية قد تصيبك بأصعب الأمراض، في حين أن الضحك والمرح يفيد صحة الجسد ويعمل علي تقوية جهاز المناعة ويجعلنا نشعر بقدرتنا علي العطاء في الحياة.