عدم تحمل اللاكتوز هو حالة مرضية تتميز بعدم القدرة على استقلاب اللاكتوز بسبب غياب أو نقص فعالية أنزيماللاكتاز. ويحدث عدم تحمل اللاكتوز بشكل بدئي، وقد يحدث بشكل ثانوي بعد بعض الأمراض مثل التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، وقد يكون خلقيا نتيجة عيب وراثي يظهر في فترة الطفولة.
وعن الأعراض بعد تناول الحليب ومنتجات اللبن الحاوية على اللاكتوز، يقول الدكتور سمير سامي، أخصائي علاج السمنة، إن شدة الأعراض تعتمد على شدة عوز اللاكتاز، وعلى مقدار المتناول من اللاكتوز، مشيرا إلى أن من أهم أعراضه الإسهال التناضحي وتطبل البطن والمغص البطني. ويضيف أن الأعراض تبدأ في الظهور عادة بعد 30 دقيقة إلى ساعتين من تناول الأطعمة اللبنية. وقد تختلف وفق درجة عدم تحمل اللاكتوز بين الأفراد.
ويؤدي نقص اللاكتوز إلى اضطرابات المعدية المعوية التي تصيب القناة الهضمية بالضرر مثل القولون العصبي أو التهاب الأمعاء المنطقي أو التهاب القولون التقرحي الذي يمكن أن يحدث تلقائياً، ولا توجد طريقة معروفة للوقاية منه.
ويقول سامي «بالرغم من قلة حدوث هذا، فإنه يمكن أن يصيب عدم تحمل اللاكتوز الأطفال كما يصيب البالغين. ويمكن أن يؤدي عدم تحمل اللاكتوز إلى شعور بعدم الراحة وخلل في الهضم، ولكنه لا يمثل تهديداً خطيراً للحياة، ويمكن مواجهته بسهولة بواسطة إدخال تعديلات على النظام الغذائي».
ويشير سامي، مدير مركز الرجيم الإماراتي الياباني، إلى أن تجنب اللبن ومنتجات الألبان خلاف الزبادي هو أهم إجراء غذائي لأي شخص يعاني من عدم تحمل اللاكتوز. بحيث يمكن استبداله بلبن الصويا بدلاً من اللبن، وجبن الصويا بدلاً من جبن اللبن، ويفضل تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز والمعدة خاوية.
ويقول «يجب على المرضى أن يحرصوا على أن يكون على وجبة السحور والإفطار «الزبادي» فهو أحد منتجات الألبان المفيد للمصاب بهذه الحالة، حيث تقوم البكتريا الموجودة في الزبادي بهضم ما يحتويه من لاكتوز، وبذلك لا يمثل مشكلة لانها تساعد أيضاً في الهضم، كما أنه لابد من التأكد من تناول الزبادي الذي يحتوي على البكتريا الحية والنشطة، مع التأكد من تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل المشمش والبروكلي وعصير البرتقال المقوي بالكالسيوم والتين المجفف والسبانخ والزبادي، وقبل تناول أي دواء لابد من استشارة الطبيب فالكثير من الحبوب تتم صناعتها باستخدام اللاكتوز كمادة مالئة».
كما ينصح سامي بعدم تناول أي أطعمة صلبة أثناء النوبة الحادة، لكن يمكن شرب الكثير من الماء النقي لاستعادة المعادن المفقودة، وعند شراء أي أطعمة معلبة لابد من قراءة مكونات الأطعمة بعناية، وتجنب تلك التي قد تحتوي على اللاكتوز أو المواد الصلبة للبن.
وبالنسبة للمرأة الحامل مع وجود تاريخ للإصابة بعدم تحمل اللاكتوز في العائلة، يقول سامي «ينبغي التفكير بجدية في الرضاعة الطبيعية لطفلك الرضيع، فإن لم يكن هذا ممكناً ينبغي اختيار لبن صناعي غير لبني مثل المنتجات التي تعتمد على الصويا».
ويضيف «عدم تحمل اللاكتوز ليس كالحساسية ضد اللبن، فهو متلازمة سببها عدم القدرة على هضم سكر اللبن، بينما المصاب بالحساسية ضد اللبن قد يستطيع هضمه بصورة طبيعية، لكن جهازه المناعي يتفاعل مع مكون أو أكثر من مكونات اللبن.
إضافة إلى ذلك تحتوي أنواع الجبن الصلب القديم (المختزن) قدراً قليلاً نسبياً من اللاكتوز، وقد يسهل تحمله عن منتجات الألبان الأخرى».
ويتابع «يمثل هضم الآيس كريم صعوبة خاصة للمصابين بعدم تحمل اللاكتوز»، مشيرا إلى أنه يتوافر في الصيدليات مركب تجاري لأنزيم اللاكتاز يمكن تناوله قبل تناول منتجات الألبان لتجنب الشعور بعدم الارتياح حسب التوصيات الطبية».