وهب الله مصر نهراً من أعظم أنهار العالم وأطولها وهو نهر النيل وقال صلى الله عليه وسلم " النيل والفرات من أنهار الجنة "
ولقد قامت على ضفاف النيل وطميه حضارة المصرين القدماء الذين كانوا ينظرون إلى النيل نظرة تقديس وتعظيم لأنه عندهم مصدر الحياة ومبعث الهناء والرخاء وقد أظهرت معتقداتهم القديمة أن اللعنة تصيب كل من يلوث نهر النيل حتى أن أحدهم كان يفخر على فراش موته أنه لم يلوث النيل على الاطلاق .
وحيث أنه على مدى خمسين عاماً مضت سمحت الادارة المصرية لكافة مصانعها الكائنة على ضفاف النيل بأن تصرف صرفها الصناعي السام في النيل مباشرة .
فضلاً عن الصرف الصحي والصرف الزراعي حتى صارت مياه النيل سبباً لموت المصرين وليست سبباً لحياتهم إذ أن أمراض الماء الملوث وعلى سبيل المثال الفشل الكلوي والكبد الوبائي وأمراض القلب والسرطانات وغيرها داهمت المصرين في عافيتهم وسلبتهم حياتهم .
وفضلاً عن ذلك فإن الطمي الذي قامت عليه حضارة مصر حجب عن نيلها لمدة أربعين عاماً فحرمت زراعة مصر من أرض خصيبة وصارت لقمة الناس بلاء ومصيبة .
ومن جهة أخرى فإن القمح وهو غذاء الحياة والذي يسميه المصريون العيش اذ لا عيش لهم بغير رغيف الخبز لم تعد مصر تكتفي من القمح لمدة أربعين سنة بل تعتمد على الاستيراد الذي يأتي بقمح فاسد لا يصلح لطعام الحيوانات فضلاً عن البشر .
ولما كان علماء مصر ونبغاؤها قد وقفوا حياتهم وعلمهم على خدمة أخوانهم ابناء مصر الغالية وقدموا حلولاً ناجعة ودراسات ناصعة لمشكلات التلوث والطمي والقمح إلا أن الادارة ألتفت عن تلك الحلول والدرسات وأبت إلا أن يصرع المصرين تلوث الماء والغذاء .
لذلك
فإن دعوانا أمام القضاء الاداري أقيمت وليس لها من غاية سوى أن ينعم المصري بشربة نقية ولقمة هنية
نقلا عن المستشار
حمدي الشيوي