عبارات وأقوال أُطلقتعن والأم، ولكن علامَ تدل هذه العبارات؟!
إنها أقوال تشير وتجسّد أثر والأم في نجاح الزوج والأولاد في حياتهم..
عزيزتي الأم القارئة:
هل يمكن أن تهزّ الأم المهدبيمينها فتهز العالم بشمالها كما يقولون؟!
هل هذا مستحيل أم من الصعوبةبمكان؟!
وما دور الأم في حياة أبنائها؟!
وكيف هيأها الله للقيام بهذاالدور؟!
وهل عندنا أمثلة تجسد لنا عظمة الأم وأثرها الواضح في حياةأبنائها؟!
وظيفتي أم:
فيلقاء صحفي مع زوجة أرنولد الممثل الأمريكي الشهير سألت المذيعة الزوجة: ما وظيفتكالتي تشتغلين بها؟!
وكان هذا الجواب العجيب من الزوجة: وظيفتي أم.. ونحن علىالخط الأمامي للبشرية 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع لخلق جيل جديد, وهذه هيقوة . فهل تستطيع فعل ذلك أنت أيها الرجل؟! ‘انتهي الحوار’
ومنالعجيب أن يشهد شاهد من أهلها أن دورها الأساسي والأول ووظيفتها أن تكونأمًا، فهل وعيتم الدرس أيها المستغربون؟!
إنها مهيأةلذلك:
إن للأم وظيفة مهمة في التربية النفسية للطفل الصغير خاصة إذإن بناءها الجسمي والنفسي مهيأ لتحمل أعباء التربية والحضانة والاعتناء بالطفل، فلايستطيع الرجل أن يسد مكان الأم ودورها في التربية، وأقرب مثل لهذا الموضوع مايُشاهد في عالم الحيوان إذ ينتهي دور الذكر بالتلقيح في معظم الحيوانات، أما الأمفلا ينتهي عملها ووظيفتها التربوية حتى يكتمل البناء الجسمي للصغير، ويصبح معتمدًاعلى نفسه في جميع شئونه.
أما في الإنسان فالقضية أعمق من ذلك نظرًا لوجودعامل العقل والتفكير, فإن رعاية الأم للطفل يأخذ سنوات طويلة غير الحيوانات التي قدتستغرق عامًا أو أقل.
فالطفل يولد وهو كائن في غاية الضعف، فهو أضعفالكائنات جميعًا إذ يحتاج إلى رعاية تستغرق سنوات طويلة حتى يصل إلى مرحلة يستطيعأن يعتمد فيها على نفسه، فمن الثابت علمياً أن طفولة الفرد الإنساني أطول من طفولةأي كائن آخر.
والطفل يظل في رعاية الأم منذ الولادة حتى 6 سنوات, ثم يدخلبعد ذلك عنصر الأسرة والمدرسة وتأثير المجتمع من 6 – 12 سنة, وتستمر في مرحلةالمراهقة إلى أن يكتمل نضجه ونموه النفسي والجسمي.
وما هودور الأم؟!
الأم لها عدة وظائف تجاه الطفلمنها:
1- وظيفة الرعاية.
2- وظيفة الحماية.
3-الوظيفة التربوية والتدريب والبرمجة.
4-وظيفة الإشباع النفسيوالعاطفي.
وبهذا لا يمكن إغفال دور الأم الكبير، إلا أن نصيبها أوفروأهم من الرجل لأن الأم هي التي حملت ثم وضعت ثم أرضعت، فضلاً عن وجودها معأولادها وقتًا أكبر من الرجل. وأكبر من المدرسة ومن حوله في المجتمع، حيث يقضيالطفل مع أمه 70 ألف ساعة في طفولته, بينما لا يقضي في المدرسة سوى عشرة آلاف ساعةفحسب، فأنفاس الأم ضرورية في إنضاج الطفل, وضربات قلبها ضرورية لتعليمه نظامالحياة، وإرادة الحياة.
يقول الشاعر جلال الدين الرومي: ‘إذا احتضنت الأم طفلها لترضعه، فليس لدى الطفل وقت ليسألها عن إقامة البرهان علىأمومتها’, فدور الأم في التربية أكبر من دور الأب أو المعلم, وهي على أداء هذاالدور أصبر.
يقول الشاعر:
وأعبث في البيتمستبسلاًفأي إناء أصبتُ انكسر
أطيش فيضجر بي والدي وليس يُلمّ بأُميالضجر
فالبيت الذي يخلو من أم صالحة وواعية هو بيت يتيم، أما البيتالذي يكون الأب سقفه، والأم قلبه، ويغشاه الحب والرحمة والوعي والإيمان فهو البيتالذي يخرج الإنسان.
الحرمان من الأم:
منالعوامل المؤثرة في الصحة النفسية حرمان الطفل من الأم فإنه ينتج عنه الكثير منالأضرار النفسية والاجتماعية.
وقد يعتقد البعض أن العناية البدنية أوالجسمانية التي تُمنح للطفل تعتبر كافية لتعويضه الحرمان الذي يعاني منه، ولكن اتضحمن خلال العديد من الدراسات أن كل طفل بالإضافة إلى إشباع الحاجات الفسيولوجية فإنهيحتاج إلى الأمومة.
وإذا تساءلنا: ما الآثار المترتبة علىالحرمان من الأم؟!
يؤكد خبراء التربية وعلمالنفس على أن الحرمان من الأم يؤدي إلى:
1-اضطراب في شخصيةالطفل.
2-الحرمان من الأم في سنوات الأولى يُعد من أسباب الشخصيةالجانحة.
3-بعض المظاهر السلوكية السلبية كالخوف والعدوان وعدم الشعوربالأمن.
4-ظهور الانطواء والعزلة والخوف والخجل.
5-ظهور القلق وقلةالتوافق النفسي والاجتماعي.
وبضدها تتميزالأشياء:أما في وجود الأم فإن الحال مختلف، ومن المعروف اجتماعيًاأنه إذا مات الأب فإن المركب تسير، إما إذا ماتت الأم أو غابت بسبب من الأسباب فإنالمركب طبعًا تقف وتتعسر، وبالمثال يتضح المقال. فنحن نجد من الأمثلة التي زفر بهاالتاريخ ما يؤكد عظمة الأم وأثرها الواضح وبراعتها في نجاح أولادها من ذلك نستقيهذه الأمثلة:
· الزبير بن العوام, مدين بعظمتهلأمه صفية بنت عبد المطلب.
· عبد الله والمنذر وعروةأبناء الزبير, ثمرات غرس أمهم أسماء بنت أبي بكر.
· علي بن أبي طالب, لقن الحكمة والفضل ومكارم الأخلاق من صدر أمهالحافل بالحكمة فاطمة بنت أسد.
· عبد الله بنجعفر, الذي حُرم من أبيه صغيرًا فتعاهدته أمه أسماء بنت عميس.
· معاوية بن أبي سفيان, ورث عن أمه هند بنت عتبة من قوة الشخصيةوألمعية الذهن ما لم يرثه عن أبيه أبي سفيان.
· عمر بنعبد العزيز, أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب, وأمها التقيةالتي اتخذها عمر زوجة لابنه عاصم إذ رأى فيها الصدق مجسدًا والاستقامة ناطقة عندمالم ترضَ أن تمزج اللبن بالماء كما طلبت منها أمها لأن الله يراها.
· وهذه أم الإمام الشافعي, الذي لم ير أباه إذ مات وهو رضيع،وتولت أمه تربيته والعناية به.
كل هؤلاء كانوا ثمارًا لغرس أمهات عظيماتكانت بارعة في تكوين الرجال والتأثير فيهم وصُنْع عظيم من العظماء الذين تحدث عنهمالتاريخ.
منقوووول للامانة
الله يعطيك العافية أبدعتي في طرحك ,
نتظر مزيدآً من ابدآعك غآليتي ,