شهران من الأحلام..
شهران رسم فيه عقل أحمد لوحة حياتهما المقبله..
وزخرفتها مخيلة ريم..
اتفقا على كل شي..
سبحا في بحر الأمل..
واتفقا على أني يتقدم أحمد لأهلها في عطلة الصيف..
وصلت عطلة الصيف..
وحان الوقت ليخبر أحمد أهله عزمه على الزواج..
كان أحمد ينتظر الفرصة المناسبه لمفاتحة أهله..
استيقض أحمد في صباح أحد الأيام شاعرا بنشاط غير معتاد..
بداء يومه بسعادة غريبه…
وصل الى المؤسسه..وباشر عمله..
انتهى من العمل مبكرا اليوم..
عاد الى المنزل.. فكر بتناول الغداء..
ولكنه قرر ان يتناوله مع اهله عند عودة والده…
عاد الأب الى المنز فرحا..ونادى بصوت عال..
أبو أحمد: أم أحمد.. أحمد..
هرعت الأم اليه ..
أم أحمد: سم يبو أحمد.. خير وش فيه؟؟؟
كانت معالم السعادة تعلو وجهه..
أبو أحمد: وين أحمد؟؟
أم أحمد: في حجرته..
كان أحمد قد سمع نداء والده فنزل..
أحمد: سم يبه .. وش فيه؟؟
ابتسم أبو أحمد.. وقال..
أبو أحمد: ابشركم… المناقصه رست علينا .. وبنستلم المشروع..
كان هذا المشروع يهم مؤسسة أبوأحمد كثيرا..
لذلك لم تسعه الدنيا من الفرحه..
قبل أحمد رأس والده وبارك له…
فرح الجميع وحمدو الله على ذلك..
تناولو طعام الغداء…
جلسو لشرب الشاي…
رأى أحمد أن الوقت مناسب.. وأراد أن يستغل الفرصه…
انتظر حتى فرغ والده من قراءة صحف اليوم..
أحمد: يمه .. يبه .. عندي موضوع ودي افاتحكم فيه..
نظر اليه والداه..
أبو أحمد: قل يا ولدي .. وش عندك..
أحمد: أنتم عارفين طبعا انه ولله الحمد ما بقي لي الا سنه وأتخرج انشالله..
أم أحمد: ايوه…
أحمد: وخلال الوقت الحالي وبفضل الله ثم ابوي انا استلم دخل شهري محترم من المؤسسه..
أبو أحمد: ….
أم أحمد: ….
نظر إليهم أحمد.. ثم أردف قائلا..
أحمد: والله يا أنا ما أعرف أقدم للأمور.. بصراحه أنا قررت أتزوج..
نظر الوالدان الى بعضهما في دهشه.. ثم ابتسما في ابتهاج..
أبو أحمد: ياوالله هذي الساعه المباركه ياولدي..
ابتسم أحمد..
أم أحمد: خلاص يا ولدي .. من اليوم ببدا انا وخالاتك((مجلس الاداره)) ندور لك …
أحمد: لالالا يمه.. لا تدورين ولا شي.. البنت وموجوده.. والباقي بس موافقتكم..
تطلع الوالدان الى أحمد في استغراب..
أبو أحمد: البنت موجوده !!
أم أحمد: من أنت حاطن عينك عليه يا وليدي؟؟؟..
أحمد: انا ابي اخذ ريم بنت ابو يوسف.. (( يوسف هو أخو ريم الكبير))..
أبو أحمد: ايش !!! ابو يوسف !!..
أم أحمد: من ابو يوسف ؟!..
أبو أحمد: انا اقول لك من ابو يوسف .. ابو يوسف هذا اللي مرمطنا في المحاكم يوم يصدم ولدك اهله قبل سنتين..
أحمد: بس يبه انـ…
أبو أحمد: بلا بس بلا ما بس .. قلو بنات الناس !! ما بقي أحد غير ذي !!
أم أحمد: وبعدين البنت معاقة ياولدي.. وش حادك عليها وانت ألف من تتمناك..
أحمد: أول شي محد حدني .. ثاني شي ألف من تتمنى قروشنا مو يتمنوني..
أم أحمد: ….
أبو أحمد: ايه صح .. وشلون بتاخذ بنتهم وهي معاقه !!!
أحمد: الإعاقه مو عيب ولا نقص يبه … وبعدين الأمل بالله موجود…
أم أحمد: وش حادك على الهم يا وليدي !!!..
أحمد: يا يمه أنا أحبها..
أم أحمد: ايييييييش !!! _
أحمد: انا متعرف على البنت لي سنه ..حبيتها وحبتني… وعزمنا نتزوج..
أم أحمد: ….
أبو أحمد: ياولدي أعقل وخل عنك خرابيط هالمسلسلات.. البنت مهيب من مستواك الاجتماعي..
وش يقولون عنا الناس بكره !!!
أحمد: يا يبه اللي يسمع كلام الناس يتعب …
أم أحمد: يا وليدي .. ورا ماتاخذ وحده من بنات خالاتك.. ترا ما ينقصهم شي..
أبو أحمد: ولا عندك بنت عمك حمد .. ألف من يتمناها.. وترا البنت لولد عمها …
أحمد: وش البنت لولد عمها يبه .. هالكلام خلاص ولى وراح.. حرام عليكم تغصبون بنت الناس ..
أبو أحمد: هذي أسمها عادات وتقاليد وأعراف.. ما راحت ومهيب رايحه..
أم أحمد: والله بنت عمك هي انسب شي لك ..
أحمد: !!! هالحين من اللي بيعرس !! انا ولا أنتم !؟..
أم أحمد: …..
أبو أحمد: انت اللي بتعرس بس حنا اللي بنناسب ياولدي.. وقلت لك هالبنت مهيب من مستواك..
أحمد: يا يبه أنــ…
أبو أحمد: اقول عاد.. خل عني خرابيطك .. عرس على بنت ابو يوسف مافيه..
أحمد: بس يا يبه أنا أحب البنت..
أبو أحمد: والله ما دمر راسك الا هالافلام .. رجال طول بعرض وتقولي أحب !!
أم أحمد: خل عنك أحلام المراهقه يا ولدي…
أحمد: هالحين لكم سنين صاجيني اعرس اعرس .. يوم قررت اعرس بتقفلونها بوجهي..!!
أم أحمد: ….
أبو أحمد: اسمع يا أحمد.. علمن ياصلك ويتعداك .. عرس على هالبنت مافيه..
وان خذتها تراك منت ولدي ولا أعرفك..
نهض الأب من مكانه غاضبا وصعد إلى غرفته ..
نظرت أم أحمد إلى الأرض..
اطلق احمد ضحكة ساخره .. ونهض ليخرج من المنزل..
****************************** ***
خرج أحمد من المنزل…
ضاقت به الدنيا (( يا كثر ما تضيق به المسيكين .. والله يا انا متسلط عليه))…
فكر وفكر وفكر…
هام على وجهه حتى حل المساء…
اتصل بعادل..
ذهب الى منزله.. وشرح له الوضع …
عادل: طيب يالذيب.. وش بتسوي هالحين ؟؟؟
أحمد: والله مدري .. يا عادل انت أكثر واحد عارف وش كثر ابي ريم..
عادل: ….
أحمد: والله أحبها يا عادل..
عادل: أدري.. والله أدري يا أحمد..
أحمد: طيب والحل؟!..
عادل: والله مدري يا أحمد.. بس أهلك ما تركو لك مجال..
أحمد: يعني وشلون !!
عادل: يعني مالك الا انك تختار.. ياريم يا أهلك..
كان الأختيار صعبا..
خيارين احلاهما مر..
خرج أحمد من بيت عادل…
فكر وفكر وفكر…
بعد كل ما مر به .. يستحيل ان يختار فراق ريم..
وجاء في ذهنه أن أهله لن يطول غضبهم .. وستعود المياه لمجاريها بعد مده..
لذلك قرر..
قرر الزواج من ريم .. وتحمل النتائج..
عاد إلى المنزل .. واتصل بريم..
ريم : اهلين أحمد..
أحمد: هلا قلبي..
ريم: هاه حبيبي.. وش أخبارك اليوم ؟؟..
أحمد: ….
ريم: وش فيك أحمد؟؟..
أحمد: ريم … أنا فاتحت أهلي بالموضوع اليوم….
ريم: والله !!! .. طيب هاه وش صار..
أحمد: … والله مدري وش اقول لك …
انقبض قلب ريم…
ريم: ليه .. وش صار ؟؟
أحمد: ….
ريم: تكلم يا أحمد ارجوك..
أحمد: ياريم اهلي رفضو..
ساد الصمت على المكالمه…
أردف احمد…
أحمد: ريم..
ريم: نعم..
أحمد: ريم أنا قررت أتقدم لك واللي يصير يصير…
ريم: لا…
أحمد: ايش !!
ريم: لا يا أحمد …
أحمد: …
ريم: اذا اهلك رافضيني خلاص..
أحمد: وشلون يعني خلاص..!!!
سالت الدموع من عيني ريم…
ريم: يعني خلاص يا أحمد.. كل واحد مننا بطريق..
أحمد: حرام عليك ياريم !!! انتي عارفه كيف أحبك ..
ريم: ….
أحمد: ياريم أهلي بيزعلون صح .. بس اخرتهم _بيرضون ..
ريم: وممكن ما يرضون..
أحمد: ساعتها لكل حادث حديث..
ريم: أحمد مستحيل أسمح بالمشاكل بينك وبين أهلك.. وبعدين انا مابي افرض نفسي على أحد..
أحمد: ياريم انا اللي مستحيل أعيشك بدونك..!!!
لملمت ريم دموعها.. واستعادت كبريائها..
ريم: لا يا أحمد.. بتعيش.. بتحزن شوي وتنسى ..
أحمد: ريم حرام عليك .. (( قالها وبكى))..
ريم: معليش يا أحمد.. بس سامحني..
أحمد: ….
ريم: فمان الله.. (( قالتها وأقفلت الخط))..
أقفلت ريم خط الهاتف وارتمت تحتضن وسادتها وتبكي..
تبكي بحرقه..
تبكي بمراره..
حاول أحمد الأتصال بها..
حاول وحاول وحاول..
دون فائدة..
مضى أسبوع على هذا الحال..
قرر الذهاب الى حيث كانت تتمشى..
ذهب إلى هناك ..
وصل في التاسعة تماما..
وقف ينتظر حضورها …
طال الإنتظار..
مرت ساعات .. ولكنها لم تأتي…
بقي على هذه الحال شهرا كاملا..
يحظر كل يوم الى ذلك المكان ..
يصحبه عادل أحيانا..
ولكن اين ريم…
لا أثر لها..
بداء يتمشى في ذلك المكان كل يوم .. ينظر الى زواياه …
يتذكر مواقفه معها..
حين رأها أول مره .. حين كلمها لأول مره .. حين أعتذر لها..
مشى ومشى ومشى…
لأيام ظل يتردد على المكان ويمشي..
الى أن جاء ذلك اليوم…
كان يمشي هناك..
ولكنه توقف..
ينظر الى الأرض..
سالت من عينه دمعه.. تردد صدى وقوعها على الأرض..
نظر الى السماء..
أغمض عينيه ..
حاول أن لا يبكي..ولكنه بكى ..
جلس على الرصيف ..
يبكي ..
وسط تعجب الماره..
بكى وبكى وبكى..
فقد أدرك ان الأمر انتهى..
أدرك أخيرا أن ريم لن تعود…
****************************** ***
بعد نجاح أحمد في تخطي أقسى التحديات من خلال حبه لريم..
بعد سباحته ضد اصعب تيارات الحياة ليصل إليها..
فشل في معاكسة اتجاه تيار "العادات والتقاليد"..
مضى الأن ستة أشهر ..
حال أحمد أصبحا مثيرا للشفقه..
كان يسمع تهامس أهله..
(( ايه هذي بنت ابو يوسف أكيد ساحرته ))…
(( اكيد ريم هي اللي مشيشته علينا ))…
(( مسيكين يا وليدي لعبت عليك هالبنت))…
كان كلامهم يحرق قلبه..
لم يحاول الدفاع عنها..
لأن ذلك سيكون عبثا..
فلقد ذهبت ..
ذهبت ريم..
ولن تعود..
جرف ذلك التيار أحمد بعيدا…
رمى به في شاطئ "الأعراف"..
تزوج أحمد بعد فترة من ابنة عمه اللتي وافقت جبرا..((لم تكن موافقتها ذات أهميه))..
رزق منها بصبي..
لم يكمل الصبي عامه الثاني حتى شهد انفصال والديه..
أحمد الأن منشغل بتربية إبنه…
لا تزال ريم في بيت أهلها رافضة كل من تقدم لها وسط تسألات الأهل عن السبب…
هاجر عادل الى الخارج .. تزوج وعاش هناك..
((( في الأخير كل النهايات الفراق.. ما فيه فرص.. ما فيه نهايات بلقا الا فخيالات القصص…))).
مشكورة حبيبتى
على القصة