قال ابن القيم :
الرحمة الحقيقية هي التي تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد، وإن كرهتها نفسه وشقت عليها، هذه هي الرحمة الحقيقية، فأرحم الناس بك من شق عليك في إيصال مصالحكودفع المضار عنك، فمن رحمة الأب بولده أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل، ويشق عليه في ذلك بالضرب وغيره، ومتى أهملذلك من ولده كان لقلة رحمته به، وإن ظن أنه يرحمه ويرفهه ويريحه.
قالت الدكتورة بنت الشاطئ:
إن من تمام رحمة أرحم الراحمين: تسليط أنواع البلاء على العبد، فإنهأعلم بمصلحته، فابتلاؤه له وامتحانه ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته منرحمته به، ولكن العبد لجهله وظلمه يتهم ربه بابتلائه، ولا يعلم إحسانهإليه بابتلائه وامتحانه.
وقد جاء في الأثر :
إن المبتلى إذا دُعيَ له : اللهم ارحمه ، يقول الله سبحانه: كيف أرحمه من شيء به أرحمه !
قال ابن القيم :
إن الله إذا أحب عبدًاحماه الدنيا وطيباتها وشهواتها كما يحمي أحدكم مريضه فهذا من تمام رحمته .
قال ابن القيم :
ومن رحمته بالمؤمنين : أن نغّص عليهم الدنيا وكدّرها لئلا يسكنوا إليها ويطمئنوا بها،وليرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاءوالامتحان، فمنعهم ليعطيهم وابتلاهم ليعافيهم وأماتهم ليحيهم .
اللهم أرحمنا برحمتك يا أرحم الرحمين
سلمتي