فالهيام الرومانسي أمر مقدس في الذاكرة البشرية، ذلك الهيام الذي يصيب اثنين- رجل وامرأة- ويحس الاثنان أن كلاً منهما قد خلقه الله من أجل الآخر، وأن الحياة الزوجية بينهما لابد وأن تكون سعيدة للأبد.
ولكن على الرغم من ذلك فالطلاق ترتفع نسبته في غالبية المجتمعات تقريباً..
فهل ارتفاع نسبة الطلاق دليل على خطأ كل تلك المجتمعات في مسألة التفاؤل بقوة الحب الرومانسي؟
طبعاً لا.
على البشر أن يوازنوا بين هذه الفكرة الرومانسية الجميلة التي تجمع بين الرجل والمرأة، وبين المسؤوليات الواقعية في الزواج.
ما المقصود بالنضج العاطفي؟
• أن يشعر كلا الزوجين أنهما يحبان ويحترمان بعضهما، وأن كلا منهما يمثل الآخر، ويستكشف طموحاته، ويساعده عليها، ويؤمن بضرورة مساعدته.
• أن يفرح كلا الزوجين بما يمنحه له شريك عمره.
• التفهم والتشجيع والتدعيم العاطفي للعلاقة الرومانسية.
• الإثارة والانجذاب للشريك.
• الزواج الناجح هو الذي يستمتع فيه كل طرف بالقدرة على امتلاك شريك عمر يرفع من روحه المعنوية ويؤازره وقت الصعاب.
كيف تمارس دورك بنجاح؟
كل شخص يتشرب كيفية السلوك كزوج من المجتمع الذي يحيا فيه، فيتعرف على واجباته الاجتماعية والالتزامات الحقيقية التي سوف يقوم بها كزوج أو زوجة يجب أن يمارس دوره بنجاح.
لهذا لابد أن نقرر الحقيقة الموضوعية القائلة إن الجنس عامل غلاب وحيوي في الزواج، بل إن غيابه عن العلاقة الزوجية يؤدي إلى تحطيمها، وهناك نسبة لا تكاد تذكر في علاقات الزواج التي تستمر دون ممارسة الجنس، ولكن الجنس نفسه لا يملك قوة سحرية يعالج بها الخلافات العميقة في الآراء والأفكار، ولا يقرب بين الشخصيات المتعارضة إلا لمدة ساعة أو أكثر قليلاً من الساعة، ثم تصحو الخلافات لتستمر في تدميرها للعلاقة الإنسانية بين الأفراد المختلفين في الطباع والأفكار..
هكذا نرى أن الزواج ليس مجرد ارتباط جاء نتيجة علاقة رومانسية، ولكنه علاقة بين رجل وامرأة في إطار اجتماعي أكبر منهما معاً.
وهذه مسؤولية الآباء ورجال الدين والكتاب ووسائل الإعلام، فلابد لهؤلاء جميعاً أن يبرزوا أوجه الرضا والسعادة التي يشعر بها معظم الناس في الزواج، وكيف يحتاج الزواج- كعلاقة بين الرجل والمرأة- إلى النضج العاطفي الذي يكفل له النجاح؟
الله يعافيكي