قالتها جدتي

لا عجب …..

أن يتخرج المرء من الجامعة بعد جهد وتعب…~

ولكن …. لك أن تقف عجَبَاً وإعجاباً,, بمن تمنحك شهادة خبرة في الحياة فيها كثير من العبر والدروس والعظات

تكتب بماء الذهب .

نتعلمها في أروع مدرسة مديرتها رائعة ومعلمتها بارعة

سياستها النظام والدقة والأدب .

هذه مدرسة جدتي ثم سارت على دربها أمي رحمهما الله

سأحكي لك قليل من كثير من المواقف التي تعلمت منها وليتني أبلغ معشار ما بلغت ..

تأملي حالها حينما تقلب صفحة ذكرياتها تعقب بعفويتها وبساطة لغتها

إيه ….الدنيا أحلام ليل يمحوها النهار

تشير إلى قصر الدنيا وسرعة فنائها .

ورغم حنانها ورقة قلبها حينما يثقل كاهلي هم الحمل والخوف من الولاده تعلق قلبي بربي وتجعلني ألجأ إليه وأتوكل عليه .

فتقول : ساعة من الغَنِي تُغْنِي

أي ساعة فرج من الخالق الكريم الرحيم تغنيك عن الخوف والجزع . فإذا همي ينزاح وقلبي يرتاح ,,

وتسري في نفسي طمأنينة وسكينة .

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

كثيرا ما ننشغل بدنيانا فنخط لاجتماعاتنا ورحلاتنا ويلهينا الأمل حتى نتكاسل عن العمل ,

ولسان حالنا يقول العمر مديد والموت بعيد ,,,

فإذا هي توقظ غفلتنا ,

وتقول بلهجتها العامية البسيطة ونبرتها الهادئة :

الله يحينا حياة لنا منها صالح ،

سبحان الله يا بنياتي نحزى القوت ولا نحزى الموت .

أي نفكر في الدنيا وملذاتها وننسى الموت .

وكأنها تذكرنا بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم أكثروا من ذكر هادم اللذات .

والأعجب من هذا وذاك حالها حينما كبر سنها وردت إلى أرذل العمر فما عادت تعرف شيئا نقول لها أمّي ادعي لفلان مريض ..

ماذا تتوقعين منها أن تجيب ؟؟!

لقد دعت له قائلة : يا كاشف الضر عن أيوب اكشف ضرّه .

يا رب لا تطيل عليه شدة وعندك رخا .

والله حينها ما كانت تميز الجمرة من التمرة .

وهذا موقف ثاني يدل على تعلقها بالصلاة تتوضأ وتصلي ثم تنسى وتعود لتوضأ وتصلي فنقول لها : يمّه صليتي

ترد بقسماتها البريئة وابتسامتها العذبة وصوتها المبحوح :

الحمد لله نور على نور .

وأنا أقول الحمد لله أني تخرجت من هذه المدرسة .

هؤلاء آباؤنا وأمهاتنا

فلّله درّهم~~~

وهنيئا لمن سار على دربهم…..

إنهم أروع مدرسة في الحياة .

ولكن .. ماذا سيكون حالنا إن طال بنا العمر .

نسأل الله الثبات ونعوذ به من سوء الكبر .

قارئتي العزيزة : أليس من حق هؤلاء أن نخلد ذكراهم ؟؟ّ

أليس من واجبنا أن نسجل مواقفهم لتكون علماً يُنتفع به ؟؟!

نعم حق لهم علينا فهيا سطري موقفاً جديراً بأن يذكر ويقتدى به ….