اصبروا وصابروا
ليكن أهل البيت السعيد على قدر طيب من الصبر والمصابرة؛ فالصبر شطر الإيمان، فإذا ابتلاهم بشيء من الأمراض والابتلاءات والهموم والأحزان، فليكونوا مع ذلك صابرين شاكرين مع المحتسبين الذاكرين المؤمنين..
ولينظروا إلى الابتلاءات بأنواعها نظرة المؤمن المتمثلة في النقاط الإيمانية الآتية:
– كم من نعمة لدى الناس ما هي في حقيقتها إلا نقمة.
– الدنيا لا تستحق أبدًا أن تكون منتهى أمل المسلم وشاغلة لفكره واهتمامه.
– يجب استشعار أن المرض والبلاء وجميع الشدائد ربما تكون في حقيقتها نِعَمًا كثيرةً تأخذ بيد أصحابها إلى طريق الجنة..
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"يودُّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب لو أنَّ جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض"
(رواه الترمذي).
اليقين في الله أن أي شدة لا بد أن تزول وتنتهي، أيًّا كان أجلها ومهما كان عبؤها.. ومن أروع ما قيل في هذا الأمر،
ما قاله وهب بن منبه:
"لا يكون الرجل فقيهًا كامل الفقه حتى يُعد البلاء نعمة، ويُعد الرفاء مصيبة، وذلك أن صاحب البلاء ينتظر الرجاء، وصاحب الرخاء ينتظر البلاء".
قوموا من الليل
إن أهل البيت السعيد هم أهل تميُّز.. وهذا التميز هو الذي عرَّفهم على العامة، ومن أجمل ما يجعلهم أهلاً لذلك التميز، وتلك السعادة هو تشرفهم بالوقوف بين يدي الله في أوقات يكون الناس فيها بين يدي ربهم نائمين مستريحين..
وهم لأيديهم رافعون وبرءوسهم ساجدون وبأعينهم راجعون.. وإلى ربهم راغبون،
إنها أوقات السحر التي ينزل فيها ربنا إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بمقامه وبجلاله وبعظمته..
ليتدرب أهل البيت السعيد على هذا التمرين الإيماني الروحاني الرباني؛ فنسمات الليل جميلة، فيها السكينة، فيها الصفاء النفسي والروحي والفكري،
فيها يبتعد المرء عن كل ما في الدنيا من نعيم ليقف بين يدي صاحب النعيم الأبدي ربنا متمنيًا وراجيًا بذلك رحمة الرب الكريم..
ما أحلى الوقوف بين يدي الله في السحر! ما أحلى قطرات الدموع التي تنهمر من خشية الله في السحر! ما أحلى رفع الأيدي إلى الله في السحر! ما أحلى الشكوى إلى الله في السحر
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً ** أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً }
[المزمل: 1-4].
استعدوا ليوم الرحيل
سئل الإمام علي: ما التقوى يا إمام؟ فقال: "التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".
سيأتي الموت ولن يمنعنا أحد من ذلك.. فقد كتب الله الفناء على جميع خلقه
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185]،
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} [الرحمن: 26]،
{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34]،
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}
[الجمعة: 8].
وسائل معينة على الاستعداد ليوم الرحيل:
– المسابقة والمسارعة إلى مغفرة الله، يقول ربنا :
{سَابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21].
– كثرة ذكر الله.
– الزيارات المستمرة لقبور المسلمين، والوقوف عندها موقف الخشوع والسكينة، والدعاء لمن فيها من المسلمين، واستشعار هيئة القبر من الخارج ومن الداخل.
– الانبطاح على خشبة الموت، من آنٍ لآخر، في مقابر المسلمين من باب التدريب العملي على محاولة التعايش النفسي والروحي مع هذا الحدث الجل الذي لا بد للكل من المرور به، عاجلاً أم آجلاً، غنيًّا كان أم فقيرًا، صغيرًا كان أم كبيرًا.. يقول ربنا :
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 30، 31].
– المسارعة إلى سداد حقوق الناس وردّ المظالم إلى أهلها.
– القراءة في سير الأنبياء والصالحين، وكيف كتب الله لهم حسن الخاتمة.
– الإكثار من الدعاء إلى الله بحسن الخاتمة.
السلام عليكم ..
أثابك ِ الرحمن ولا حرمك ِ الأجر اختي
وجزاك الله كل خير ..
اللهم اجعل بيوتنا عامرة بذكرك
واهدنا واصلح حالنا واعفو عنا يا كريم ..
مقال رائع معبر جدا
أسأل الله أن يبارك فيكم ويجزيكم خير الجزاء …
تقبلي ودي يالغلا