يا رباه ما عساني أناشد غيرك فقد أظلم الصباح في عيني و تشقق فؤادي كحال رجلي

جثمت على كومة القمامة و قد خـــارت قواها و لفحت

الشمس الداكنـــــــة ما تبقــى من إنسانيتها , ونخــــــــر صدأ

الأيام أخـــر قطعـــة من عقلها الذي شاخ قبلها بسنوات و سنوات

جلست و قد توسد شقيقها عظام حجرها النحيف , و كأنه

يقول: أين أنت يا أمي ؟ أين تركتنــــا وسط هذا الدمار و في هذه

الظروف التي لا نعـــــرف كيف الخلاص منها ؟ أنا خائف يا أمي ..

لم يكمل المسكين عـــزاءه , فلقد سبقته دموعه القليلة الساخنة إلى ثوب شقيقته

البالي , فأحست بلهيب دعوات شوقه يتسابق نحـــو أفق السماء

قاصدا عرش الرحمان الرحيم , فقاطعته مودعة و هو يمر بجوار أذنها

و هي تئن وجعــا : رافقتك السلامة فأنت أملنا , و من غيرك سيحمل أحلامنا

إلى علام الغيوب ؟ لكن قبل أن تغادر هذه الديار الفانية خذ لي معك هذه الوصية

علها تزيح عني هذا الحمـــل الذي أعياني , قل له سبحانه :

تعبت … ,

يا رباه ما عساني أناشد غيرك فقد أظلم الصباح في عينــي و تشقق فؤادي كحـــال رجلي

ما سأقول لك و قد صار كل شيء ضدنا و كشرت الدنيا في وجوهنا…

ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

‘اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا ، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ’