بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 4
( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ *اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ *وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )
يقول الله تعالى عن المنافقين أنهم يتفوهون بالإسلام إذا كانوا فى حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى باطن نفوسهم يضمرون الكفر
ويحذر الله رسوله ويقول أنه يعلم ما فى نفوسهم وكذبهم
( اتخذوا أيمانهم جُنة فصدوا عن سبيل الله ) : اتخذوا من إظهار الإيمان والحلف الكذب ليتقوا الناس ويخدعوهم
فاغتر بهم الناس وصدقوهم فحصل لهم الضرر وهذا من عملهم السيئ
( أيمانهم ) : جمع يمين وهو الحلف الكثير
وقد قدر عليهم النفاق لكفرهم بعد إيمانهم فهم لا يفهمون ولا تعى قلوبهم فلا يصل لها الإيمان
وكانوا لهم أشكالا حسنة وفصاحة
وإذا تكلموا تسمع لهم لفصاحتهم
ولكنهم مع ذلك ضعاف كالخشب المسنود غير ثابت بسبب جزعهم وجبنهم
يظنون كل أمر يحدث أنه سيضرهم
هؤلاء هم الأعداء حقا
فاحذرهم
حاربهم وقتلهم الله فإلى أين يتركون الحق إلى الضلال ( أنى يؤفكون )
الآيات 5 ـ 8
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ *سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ *هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ )
يخبر الله عن المنافقين لعنهم الله أنهم أعرضوا عما قيل لهم استكبارا وانقاصا
وينهى رسوله صلى الله عليه وسلم عن الإستغفار لهم فلن يغفر لهم الله لسوء فعلهم وخروجهم على الحق
قال عبد الله بن أبى بن سلول لا تنفقوا على من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوه وقال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ( ويقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وعندما ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم لأبى ابن سلول وأصحابه فأنكروا
فأنزل الله الآية يؤكد ما قاله المنافق
ثم يؤكد الله أن له حكم السموات والأرض وملكه والمنافقين لا يعقلون ليفهموا ذلك
الآيات 9 ـ 11
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ *وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ *وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )
وبعد التحذير من المنافقين يذكر الله المؤمنين بكثرة ذكره ويحذرهم من الإنشغال بالمال والأولاد عن ذلك لأن فى ذكر الله أمر بمعروف ونهى عن منكر وفى ذلك سلامة المؤمنين
ومن ينشغل عن ذلك فسوف يخسر كثيرا
ثم يحثهم على الإنفاق قبل أن يأت الموت ولا ينفع البخلاء ما أمسكوا ويندمون على ما فاتهم
ولا يؤجل الموت إذا قدر موعده ويعلم الله كل ما يفعل الناس ويعلم أنهم لو عادوا للحياة لعادوا لما يفعلون .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
انتهت بحمد الله تعالى .