زوجات الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) وحياتهم
زوجات الرسول ( صلي الله عليه وسلم )
السيدة خديجة أم المؤمنين رضى الله عنها
السيدة خديجة رضى الله عنها
للشيخ محمد بن علوي المالكي – رحمه الله تعالى –
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرف هذا الوجود ببعثه أكرم نبي وأعز مولود *سيدنا ومولانا محمد النبي المقدس المحمود* ذي الشفاعة العظمى والحوض المورود*عنصر الفضائل المشهود* وكريم الامهات والآباء والجدود* نخبة العالم* وسيد ولد آدم* من انتقل في الغرر الكريمة نوره* وأضاء الكون ميلاده وبعثته وظهوره * وطلعت شمس الهداية والعرفان* بانفلاق صبحه على كل الاكوان والصلاة والسلام على سيد السادات* كامل الشمائل والصفات* ذي النور العميم* والقدر العظيم* والصراط المستقيم* والدين القويم* والحسبب الصميم* والمجد الفخيم* وعلى لآله وصحابته* وأزواجه وذريته* وتابعيه من اهل ملته* وخديجة التي تشرفت بعشرته وصحبته* وفازت بخدمته* وشهدت يوم بعثته* وقامت بتأيده في دعوته* ومؤازرته ونصرته
أما بعد* فهذه نفحات نبوية* وفيوضات ربانية* جرى بها القلم في مناقب أم المؤمنين* وفضائل زوجة سيد المرسلين* وشمائلها التي هي أحسن الشمائل* المقتبسة من أخلاق ذلك الانسان الكامل* سيد الأواخر والأوائل* جمعتها لكي تتعطربها المجالس والنوادي* في الحواضر والبوادي* أنتخبتها من عيون الأخبار* ومجاميع الآثار* المودعة في السير والأسفار* وضمنتها من ذلك كل ماهو مقبول* عند الائمة والحفاظ والفحول* من كلقول محمود* ليس بموضوع ولامردود* وهذا أوان الشروع في المقصود* بعون الملك المعبود*
فأقول: هي سيدتنا خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي الأسدية * تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده قصي الذي جمع القبائل القرشية *
وأمها فاطمة بنت زائدة بن الاصم من بني عامر بن لؤي بن غالب* فأكر بهذا النسب الطاهر الذي هو نسب أشرف الحبائب* وقد حفظها الله تعالى من أرجاس الجاهلية* فأحاط عرض هذه السيدة الزكية * وصانة من كل أذية وبلية * برعايته وعنايته الباهرة * ولذلك كانت تلقب بالسيدة الطاهرة* فما أجل هذه المنحة الفاخرة * واشتهر تلقيبها بالكبرى * لعظم شانها في المعاهد الاخرى* وهي بذلك أحق وأحرى*
وقد ولدت رضي الله عنها قبل ولادته صلى الله عيه وسلم بنحو خمس عشرة سنة* فنشأت في بيت طاهر طيب الأعراق* على أكمل السير المحمودة وأحسن الأخلاق* فكانت رضي الله عنها متكاملة حسناً وعقلاً* وجمالاً وفضلاً* ازمة رشيدة في جميع أمورها* حسنة التدبير والتصرف في جميع شؤونها* ذات فراسة قوية* وهمة علية* لها نظر ثاقب* ومعرفة دقيقة في العواقب* أغناها الله تعالى بسعة النعم* وكثرة الخدم والحشم* ومن عليها ذو الجلال* بكثرة الأمول* فكانت تستأجر الرجال* ليتاجروا في ذلك بالحلال* فتضاربهم عليه بشيء معلوم* ويستفيد بذلك الجميع على العموم* وظهرت أسرار تلك الأخلاق المرضية * والأوصاف الحسنة الزكية *
فيما بلغته بين قومها في الاهلية * من مكانة علية * ورتبة سنية * وشهرة قوية * فهي الدرة الثمينة * الطاهرة الرزينة * دوحة المجد الطيبة الفروع * وشجرة الفرد اليانعة الافراد والمجموع
اللهم انشر نفحات الرضوان عليها وأمدنا من الاسرار التي أودعتها لديها اللهم صل وسلم على زوجها الامين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
(أنـتِ المثالُ وأنتِ النبلُ والشيمُ
أنتِ الوفاءُ وأنتِ الفضلُ والكرمُ
يا ربَّةَ الصَونِ في عِزٍّ وفي شرفٍ
يا زوجةً فَخَرَتْ مِن صُنعها الأُممُ
يا حُرّةً رخصت بالْمالِ زاهدةً
كيْما تسيرَ مع الأنوارِ تغتنمُ
يا بَرّةً نذرت لله إذ بذلتْ
يا من لحكمتِها دانت لها الحِكمُ
يا دُرّةً وهبت من دمعِ مُهجتِهــا
الرُكنُ يشهدُ ما أسديتِ والحرمُ
يا من وقفتِ مع الْمُختارِ في جَلَدٍ
تبغينَ نُصْرَتَه تَحدو بكِ القِيَمُ
يا مَن سبقتِ إلى الإسلامِ مؤمنةً
تفدين دعوتَه والكفرُ يضطرمُ
يا من منحتِ له عينيكِ آسيةً
يا من صبرتِ وقد حاطت بكم نقمُ
أنتِ الولودُ التي إيثارُها مددٌ
أمّ العيالِ فيا للهِ درّهُمُ
أنتِ الودودُ التي كلماتُها
سكنٌ لَمّا دعاهُ نداءُ الوحي يَختتمُ
لن يُخزيَ اللهُ عبداً بات معتكفا
لن يتركَ الربُّ مَن تُسدى به الرَحِمُ
دثّرتِهِ بِدِثارِ الحُبِّ حانيةً
زملتِه حينما اشتدت به الغُمَمُ
صدّقتِ سيدَنا إذ كذبت زُمَرٌ
واسيتِ كربَتَه إذ غيرُه حَرَموا
كنتِ القريبةَ مِنه عندَ مِحنتِه
يا نفحةَ الْمِسكِ أنتِ الطيبُ يُنتَسَمُ
حيّاكِ ربُكِ والوحيُ الكريمُ
لِما أدّيتِ من عملٍ تَرقى به الْهِمَمُ
أهداك أرفعَ بيتٍ لا ضجيجَ به
في جنةِ الْخُلدِ حيثُ النورُ والنِعمُ
فيضُ الصلاةِ على الهادي البشيرِ همَى
زينِ الْسَجايا غَدت تُسقى به العُصُمُ
والآلِ أجمعِهم والصَحبِ كلِّهمِ
خيرِ البرايا على مرِّ الزمانِ هُمُ )
وقد أراد الله تعالى لهذه السيدة الطاهرة* أن تجمع بين شرف الدنيا وعز الاخرة* فوصلت اليها أخبار سيد المرسلين* وأخذت تتعرف علها بتدبر وتفكر ويقين* فرأت انه المجمع على فضله المبين* وانه المشهود له بانه التقي النقي الامين* وانه الصادق المصدق* والكريم الذي لايلحق ولايسبق
فعلمت أن معاملة مثل هذا ناجحة* ومتاجرته ان شاء الله رابحة* فما كان منها إلا ان بعثت اليه* وعرضت مشروعها التجاري عليه* وهو أن يتجر لها في مالها* وتعطيه أفضل ما تعطيه لعمالها
فقبل ذلك عليه الصلاة والسلام* وخرج بتجارتها من البلد الحرام* قاصداً بلاد الشام* وهذه هي الرحلة الثانية ولم يثبت انه صلى الله عليه وسلم سافر الى الشام إلا في هاتين المرتين* في عامين مختلفين* كما ذكره بعض الحفاظ المرجوع أليهم* المعول على قولهم*
وأرسلت معه ميسرة الغلام* وأوصته عليه وامرته ان يكون قائماً بخدمته حق القيام* فألقى الله محبة النبي في قلبه* حتى أخذت بعقله ولبه* وخدمه فأخلص خدمته* وصحبه فأحسن صحبته
ورأى بعينيه شيئاً من أسراره* وسمع بأذنه ماسمع من أخباره* ومن ذلك ماحدث به الراهب نسطوراً* وهو حق ليس بخرافة ولا أسطورة* إذ قال ذلك الراهب* وقد رأى أشرف الحبائب* نزل تحت شجرة هناك* من هذا الذي يفوق بدر الافلاك* فقال ميسرة: هذا رجل من الكرام* من أهل البلد الحرام* فقال له الراهب وهو واثق مما يقول* مانزل تحت هذه الشجرة إلا نبي أو رسول* ثم قال لميسرة: أفي عينيه حمرة لاتفارقه؟* قال: نعم. قال: هذا آخر نبي فهنيئاً لمن يصدقه* ثم في تلك الاثناء* وقع بين سيد الانبياء* ورجل كان في تلك الانحاء* خلاف في ثمن بعض المشتريات* فقال له الرجل أحلف بالعزى واللات* كما يجري بينهم في مثل تلك الحالات* فقال سيد السادات* والله ماحلفت بهما* وأني لأمر فأعرض عنهما* فقال الرجل: القول قولك* والرأي عندك* ثم قال لميسرة: هذا والله نبي تشرفنا به في سوقنا* وانه لتجده أحبارناً معنوناً في كتبناً*ومن ذلك انه كان يرى في كل تلك المدة القصيرة* سحابة تظلله دون الجميع في وقت الظهيرة* وقيل فيما روي انه كان يرى ملكين* يظللان سيد الكونين
ولما أتم صلى الله عليه وسلم مهمته* وباع سلعته* رجع الى مكة وقد اكتسب خيرات كثيرة* وجاء بأرباح وفيرة* فسرت بذلك السيدة خديجة أيما سرور* وحمدت فعله المشكور* ونظرت أليه بعين الاكبار والاحترام* وأكرمته غاية الاكرام*وتأثرت بشخصيته كل التأثير* فأكنت له في نفسها عظيم التقدير* وزاد ذلك عندها بعد ما حدثها ميسرة بما شاهده من الآيات* وعجائب الاحوال وخوارق العادات* التي هي للنبوة دلائل واضحات*حدثها عن السحابة التي صحبته في سفره فكانت نعم الصاحب * وعن كلام ذلك الراهب * وعن طاعة الابل وطي الارض له* والتوفيق الذي لازمه في سفره كل الملازمة * وتلك الرمال والحجارة التي لانت تحت مواطىء قدمية* وكل ذلك وعاه بقلبه وعينيه* وحدثها بما رآه من حسن سيرته* في خلقه ومعاملته * مع ماسبق له معرفته من عنه من صدق حديثه * وعظيم أمانته * وكريم أخلاقه وديانته * فأصبحت هذه الصفات و الاخلاق العلية * مثبتة متيقنة لديها جلية * فأحست بعارض غريب * عن صورة وحقيقة ذلك الحبيب * وتحيرت من امر نفسها * وأصبحت قلقة بين قلبها وعواطفها * فقد رفضت بالامس القريب الكثيرمن الرجال * من ذوي الوجاهة والمال * وردتهم خائبين متحسرين * لرفضها طلبهم المتين
ولما أراد الله تعالى لها السعادة الابدية * والشرف والفضل على نساء البرية * ترجح عندها ان لا تفوت هذه الفرصة الذهبية
واستبانت خديجة انه الكنز= الذي حاولته والكيمياء
لعبة الشعارات,لعبة ستار دول,لعبة زوما الحديثة,لعبة قيمزر اون لاين,لعبة جدول الضرب,لعبة 337 بناتلعبة البلياردو,العاب بن تن اومنيفرس,لعبة تدليك الجسم,العاب 250 الجديدة,لعبة تفحيط,لعبة ماريوالعاب ناروتو شيبودن,لعبة قياس عمر العقل,لعبة صب وا,العاب مصارعة 2022,العاب عبقور,العاب داني الشبحالعاب بيبي هازل,لعبة غامبول,العاب loola الجديدة,لعبة قبلات,لعبة بيانو,لعبة دراجات ناريةلعبة طرزان,العاب فرايف,لعبة المزرعة السعيدة,لعبة جاتا,لعبة البيرة,لعبة توم وجيري
فاختارت لنفسها الزكي الامين* سيد ولد آدم اجمعين* ومن لاحت في وجهه علامات النبل والجمال* وتكاملتت فيه خصال الكمال والجلال* وبدت عليه امارات السيادة* وظهرت منه اشارات النجابة والقيادة 0 فما كان منها إلا ان ارسلت اليه* وعرضت نفسها عليه * فخطبت الرسول الاعظم* والنبي الاكرم* صلى الله عليه وسلم* وقالت له: يابن عم* اني قد رغبت فيك لقرابتك وشرفك* وسامي منزلتك وقدرك * وفي رواية انها ارسلت له نفيسة بنت امية دسيساً إليه فقالت له: مايمنعك ان تتزوج؟ فقال: مافي يدي شيء* فقالت له: فإن كفيت ودعيت الى المال والجمال والكفاءة؟ قال: من؟ قالت: خديجة فأجاب:
ورأته خديجة والتقى الزهد = فيه سجية والحياء
واتاها ان الغمامة والسرح = أظلته منهما أفياء
وأحاديث ان وعد رسول = الله بالبعث حان منه الوفاء
فدعته الى الزواج وما= أحسن مايبلغ المنى الاذكياء
جزاك الله خيرا
ينقل لقسم سيرة النبى والصحابه