إنها الكريمة، أم المساكين التي عرفت بالجود والإنفاق والكرم، فكان لا يأتيها درهم ولا دينار إلا أنفقته على الفقراء والمساكين حتى لقبت بأم المساكين.
هي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة بنت الحارث – أم المؤمنين – لأمها ، وكانت تدعى في الجاهلية – أم المساكين – واجتمعت المصادر على وصفها بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام.
– زواج زينب بنت خزيمة من رسول الله صلي الله عليه وسلم:
اختلف أهل العلم في أمر زواجها قبل رسول الله- صلي الله عليه وسلم ، ولكن حينما تزوجها الرسول صلي الله عليه وسلم بعد استشهاد زوجها، ولقد أصدقها النبي صلي الله عليه وسلم بأربعمائة درهم وبني لها حجرة بجوار أمهاتنا عائشة بنت أبي بكر وحفصة وبنت عمر- رضي الله عنهم جميعاً، وهكذا أصبحت سيدتنا زينب أماً للمؤمنين وزوجة لسيد المرسلين صلي الله عليه وسلم.
– كانت السيدة زينب بنت خزيمة تسعي للخير والحب:
كانت السيدة عائشة وحفصة أسبق من السيدة زينب في دخول البيت النبوي الطاهر، ولكنها لم تشعر بالغيرة نحوهم، ولم تشغل بالها بالغيرة والمنافسة الدنيوية، فكانت تحب الخير، تحيا في عالم من الحنان والعطف، فكانت تشعر بسعادة كبيرة في العطف على المساكين والإحسان إليهم، فكانت تجعل وقتها كله عبادة لله، لذا سميت بأم المساكين.
– وفاة السيدة زينب بنت خزيمة:
كانت السيدة زينب بنت خزيمة أول زوجة من زوجات النبي تموت بالمدينة، والراجح أنها ماتت في الثلاثين من عمرها كما ذكر "الواقدي" ونقل "ابن حجر" في الإصابة.ورقدت في سلام كما عاشت في سلام. وصلى عليها النبي عليه الصلاة والسلام، ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر سنة أربع، فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن. وقد ماتت بعد زواجها بثمانية أشهر – رضي الله عنها .
وحينما توفيت تجددت أحزان النبي صلي الله عليه وسلم وتذكر بموتها موت خديجة – رضي الله عنها- سيدة نساء العالمين.
كتاب صحابيات حول الرسول
جزاك الله خيرا