قناديل البحر من الحيوانات البحرية الواسعة الانتشار حيث توجد فى جميع بحار العالم وتطفو سابحة فى المياه الضحلة ، وقد تقذف بها الأمواج على رمال الشواطئ ، وسميت بقناديل البحر لاستدارتها ولونها المائل إلى الأبيض الشاحب أو المزرق شبه الشفاف ومن الحقائق التى يجب على السباحين معرفتها عن هذه الكائنات الهلامية هى أنها ليست صديقة .
يتكون الجسم فى معظمه من الماء ( أكثر من 98% من وزنه ) لذلك تتحل بسرعة ولا تترك على الشاطئ سوى آثار بسيطة لمكوناتها العضوية سرعان ما تختفى خلال بضعة أيام .
أجسامها شبه شفافة ذات ألوان زرق أو بنفسجية أو أرجوانية أو صفر أو بنية أو بيض شاحبة ويمكن من الخارج رؤية أعضائها الداخلية وقنواتها الشعاعية بسهولة .
تحتوى الهلالميات اللاسعة على خلايا شديدة التخصص والتعقيد التركيبى لها وظائف دفاعية وغذائية تعرف بالأكياس الخيطية أو مولدات الخيط وتسبب بلسعاتها آلاما مبرحة وحروقاً ملتهبة .
يأخذ جسم قنديل البحر الشكل القرصى ويشبه المظلة أو الناقوص فى مظهره العام حيث يتحدب السطح العلوى (اللافمى) ويبدو مقعراً من الناحية البطنية (السطح الفمى ) وتزين الحواف بلوامس مجوف بها العديد من الخلايا اللاسعة المتراصة بعضها بجوار البعض كما توجد على الحواف ثمانية لوامس تحتوى على أعضاء حسية تعرف بالأكياس اللمسية وظيفتها حفظ التوازن تجعل الحيوان دائماً فى وضع ثابت بحيث يكون فمه لأسفل وظهر مظلته لأعلى .
يبلغ عدد الأنواع البحرية التابعة لفئة الحيوانات البحرية اللاسعة أكثر من 10000 نوع وتضم شقائق النعمان والمراجين الحجرية وتشترك معهم فى أن الجسم يتكون من طبقتين هما البشرة الخارجية والبشرة الداخلية ويفصل بينهما طبقة من الهلام المتوسط .
تتفاوت أحجام قناديل البحر فهناك الصغيرة التى لا يتعدى حجمها حجم حبة البازلاء ومنها المتوسطة التى يتراوح قطر مظلتها من سبعة سنتيمترات إلى 40 سم مثل الأوريليا أوريتا كما توجد الأنواع العملاقة التى يصل قطر مظلتها إلى أكثر من مترين وطول لوامسها إلى أكثر من 30 مترا وزنها إلى حوالى الطن كما فى النوع سيانيا الذى يعيش بالمناطق الباردة بشمال المحيط الأطلسى أو قد يصل طول لوامسها او مجساتها إلى حوالى 9 أمتار رغم صغر قطرها كما بالبارجة البرتغالية .
يوجد الفم على السطح الفمى للمظلة ويتدلى بارزاً على ما يشبه المقبض ويحتوى على لوامس أو أزرع فمية مزودة بخلايا حسية ومولدات الخيط التى تساعده فى الحصول على الغذاء .
تملك قناديل البحر خلايا متخصصة ذات جسم بيضاوى يبرز طرفها البعيد على سطح الجسم حيث تخرج منه شعيرة حسية تسمى شعيرة اللامس أو الزناد ويوجد بداخل الخلية كيس يعرف بالكيس الخيطى له قاعد قوية مثلثة الشكل تقريباً مزودة بالشويكات والأسلات متصلة بجدار الخلية بألياف عضلية تساعد عند انقباضها فى عملية انطلاق الخيط .
تساعد الخلايا اللاسعة الحيوان فى الدفاع عن نفسه أو اصطياد الفرائس أو الالتصاق بالمرتكز وهذه الخلايا هى التى تسبب الألم والحروق لجلد الإنسان عندما تقترب منه وذلك لأن الأكياس الخيطية تحتوى إما على مواد شديدة القلوية شرهة جداً للماء تساعد على اندفاع الخيط بدخول الماء إليه عند الإثارة أو على سوائل بروتينية سامة ينغمس فيها أطراف تلك الخيوط التى تنطلق ناقلة تأثير تلك المواد السامة إلى جسم الإنسان أو الحيوان مسببة له الحروق والالتهابات المؤلمة التى تؤدى أحياناً إلى الوفاة .
يوجد على الأقل 15 نوع من قناديل البحر التى تعيش فى البحر الأحمر ويتراوح قطرها من سنتيمترين اثنين (باليفيرا أنتيكوا) إلى حوالى 40 سم (أوريليا أوريتا) , وهى من الانواع غير الخطرة وإن كانت تسبب بلاسعاتها آلاماً وإلتهابات جلدية عند لمسها خاصة خلال فصلى الربيع والصيف اللذين يمثلان فصلين التزاوج لهذه الأنواع ، وتنقسم حسب طبيعة معيشتها إلى مجموعتين : الأولى تضم الأنواع السابحة مثل أوريليا أوريتا وأوريليا مالديفينس ، والثانية تضم الأنواع القاعية مثل كاسيوبيا أندروميدا.
تختلف قناديل البحر فى درجات لسعاتها للإنسا ويرجع ذلك إلى عدد الخلايا اللاسعة التى تخرق جلده ، وبالتالى إلى المواد السامة التى يحقن بها وأياً كان الوضع فإنه لابد أن يؤخذ فى الاعتبار أطوال لوامس وأذرع هذه القناديل التى قد تصل فى الأنواع العملاقة إلى أكثر من 30 مترا وتحتفظ بقايا هذه القناديل وإن كانت ميتة بقدرتها على اختراق جلد الإنسان وحقنه بمحتويتها السامة وتظهر أعراض اللسعات على شكل إحمرار فى الجلد وقد يحترق ويتورم وقد تحدث فيه بعض التشوهات التى تبقى بعد الشفاء .
م/ن