التصنيفات
منوعات

الفصل السابع والثامن من جريمة حب مشوقة

…….الفصل السابع……(كيف سأنتقم وأنا….)……

….فنظرت كلوديا لويليام الذي كان ينظر إليها بنظرات توحي إليها أنها غبية وهذا ماأغضبها فقالت"وأنت ألن تعتذر؟؟"
فرفع ويليام حاجبيه مع تواتر كلامه وقال"لا…ماذا ستفعلين؟؟"
فتجمدت كلوديا أمام نظراته التي لا تفهم مغزاها والتي يشوبها المكر….فشعرت بلهيب سحرها يغلف جسدها حتى أنها وضعت يديها على عضديها لتحتمي من سعير نظراته القاتلة فقالت بسرها وهي تضغط على طواحنها"أشك بأنك تود تعذيبي بتلك النظرات…لما لا أستطيع إحتمالها؟؟"
فنظرت نظرة خاطفة لمن حولها فإذا الجميع ينظرون إليها حتى كريستين التي في المطبخ كانت واقفة تنظر إليها….فتساءلت عن سبب نظرهم إليها هكذا…فتذكرت تحدي ويليام لها عندما قال"لا…ماذا ستفعلين؟؟"
فلم تعرف ماذا تقول فهي لن تفلح بمجاراته أبداً فأنقذها من الجواب صوت جينفر"صباح الخير…"
كانت نبرتها أشبه بألقاء أمر وليس تحية فرد عليها الجميع بالمثل سوى ويليام الذي تناول قهوته عند قدومها….جلست جينفر بمسافة كرسين عن كلوديا فنظرت كلوديا إليها….كان شكلها مخيفاً بالنسبة لها….شعر أسود مقصوص بعبث…عينان حادتان…طول فارع وجسد عريض….شعرت كلوديا عندما رأتها للوهلة الأولى أنها مجرمة بحق…فأصابها هذا الشعور بالهلع…فهي لم تشعر به عندما رأت جون ولا روبرت شعرت أنهما معقدان فقط ولم ينتابها هذا الشعور أيضاً مع كريستين التي دخلت قلبها منذ أن رأتها….وتبلد هذا الشعور عندما رأت ويليام أحست انه ملاك يسير على الأرض…إذاً لماذا شعرت بهذا الشعور عندما رأت جينفر؟….
بدأت جينفر جلوسها بسؤال وجهته لويليام"هل ستقوم بالسطو على البنك هذه اليلة؟؟"
أجابها ويليام وهو يمضغ طعامه"لا…فلقد أسندت هذه المهمة لروبرت.."
جينفر"لماذا؟…فأنت منذ زمن لم تقوم بعملية ما…ألا تخشى أن تفقد مهاراتك؟؟"
ويليام"إطلاقاً…."
جينفر"لكني أخاف من هذا الشيء لذلك أسند المهمة علي…فروبرت قام بهمتين في هذا الأسبوع"
ويليام"حسناً إذا وافق روبرت فهي لكي"
هنا قال روبرت المنصت لحديثهما"أنا موافق.."
ابتسمت جينفر وأقبلت على الأكل بسعادة لكنها تذكرت شيئاً فقالت لويليام"هل أعددت خطة السرقة؟؟"
ويليام"لا…لقد أعددها جون"
فنظرت جينفر لجون الصامت وقالت"أملي علي الخطة.."
وبدأ جون بسرد الخطة عليهم وسط مناقشة الجميع سوى ويليام الذي كان يأكل ويستمع لهم فقط…
أحست كلوديا أنها غريبة تماماً عن هذه المناقشة…لاتفهم ماذا يقولون ولا إلى ماذا يعنون…كانت الجلسة معهم بالنسبة إليهم كمشاهدة فلم غير مدبلج…فانسحبت بهدوء وذهبت لغرفتها…لم يلحظها سوى ويليام الذي نظر إليها عندما أستدارت كلياً وأشاح نظره بعد ذلك…فهو يعرف أن الحديث في أمور الخط ممل بالنسبة إليها كما هو ممل بالنسبة إليه…

وقفت كلوديا لتفتح باب غرفتها فأتاها رجل يشبه الرجل الذي قادها إلى هذا المكان إذا لم يكن هو نفسه وقال"سيدي جيسون يريدك حالاً.."
كانت نبرته آمره لذلك ذهبت كلوديا خلفه دون مناقشة…رأى ويليام ذلك فعقد حاجبيه بتعجب وقال بنفسه"ماذا يريد بها؟؟"
بعد السير خلف الرجل بممرات طويلة وصلت كلوديا للغرفة الموجود بها جيسون فتح الرجل لها الباب وقف عليه…فدخلت كلوديا ورأت جيسون يجلس على كرسيه المتحرك وبعينيه نظرات إستعلاء والفتاة الرقيقة تقف خلفه تماماً كوقوفها في أول مرة رأتها….فسارت إليه بخطوات متقاربة ثم قالت بإبتسامه"صباح الخير…"
لم يرد جيسون التحية بل قال لها على الفور"جهزي نفسك فسوف تشاركين في المهمة القادمة"
كلوديا بتساؤل بريء"أي مهمة؟؟"
جيسون"مهمة السطو على البنك…"
فأحست كلوديا بوخز بقلبها أقشعر له شعر رأسها فقالت"ولما أنا…أعني ألا يوجد أحداً يقوم بهذه المهمة سواي؟؟"
جيسون"هناك الكثير…لكن أنا تعمدت وضعك بهذه المهمة لأختبرك جيداً"
وجدت كلوديا أن كلامه مقنعاً لكنها لن توافق فهي لا تريد أن تدنس نفسها بالإجرام كما أنها ستفشل لا محالة….فهمت بأن تعتذر لكن عينيها وقعت على الفتاة المدلة التي تنظر إليها بتحدي وكأنها تنتظر فشلها بالمهمة بفارغ الصبر لتسخر منها فاستشاطت كلوديا غضباً وقالت بتهور"حسناً أنا موافقة…"
فلم تغير الفتاة نظراتها إليها وكأنها واثقة بأنها ستفشل…..فتجاهلت كلوديا نظراتها التي تثير الغضب وقالت"ماهو دوري في هذه المهمة؟"
جيسون بصوته المتعالي"لا أعلم قائد المهمة هو الذي سيضعك في المكان المناسب"
فتراجعت كلوديا إلى الوراء"حسناً..وداعاً"
فخرجت كلوديا من الغرفة وهي مغتاظة من الفتاة تلك….وبعد أن خرجت مالت تلك الفتاة على على وجه حيسون بتغنج حتى أصبحت مواجهه له تماماً وقالت بتكسر"كم اكره تلك الفتاة.."
جيسون وهو ينظر إلى عينيها القريبة منه"وهل هذا مستغرب عليك….أنتي تكرهين كل فتاة جميلة وهذه الفتاة جميلة لحد الإثارة"
الفتاة بغضب طفولي مصطنع"إنها ليست جميلة….شعرها الأحمر يجلب لي التقيؤ بالإضافة إلى أنها قصيرة وأنا أطول منها وأجمل منها.."
فقبلها جيسون وقال"بالطبع…فهل هناك أجمل من سامنثا؟؟"
فابتسمت له سامنثا إبتسامة مغرية…..

في الممر الأزرق الطويل كانت كلوديا تسير نحو الجناح الذي تسكن به وهي لا تعلم بخطواتها كانت تفكر بالمهمة وهل هي فعلاً مهيأة لإنجازها؟؟…"بالطبع لا"كان هذاجواب كلوديا….فهي أن سمح لها عقلها بهذه المهمة فلن يسمح لها قلبها…فكيف ستتحول من فتاة بريئة إلى فتاة مجرمة؟…هي لن تقبل بهذا أبداً….
دخلت الجناح ونظرت نحو غرفة الطعام فلم تجد أحداً فاستغربت ذلك وقالت"هل يعقل أنهم ذهبوا بهذه السرعة…ظنت أنهم سيأخذون وقتاً وهم يتحدثون"
فنظرت إلى كريستين التي كانت تعمل في المطبخ فذهبت إليها وقالت"هل ذهب الجميع؟"
كريستين وهي تغسل الصحون"نعم…"
كلوديا"و…ويليام"
كريستين"لقد ذهب أيضاً"
كلوديا"إلى أين؟؟"
فنظرت كريستين لها وقالت"لا أعلم…ولكن ربما ذهب لأقاربه"
كلوديا بدهشة"أقاربه…"
كريستين"نعم..فلديه عم أسمه على ما أظن ريتشارد"
كلوديا"يبدو أنكِ تعرفين معلومات كثيرة عنه؟"
كريستين بإبتسامه"لا..فهو غامض جداً ولكني سمعته يزعق بأسمه هنا وهو يكلمه بالهاتف"
فزداد فضول كلوديا وقالت"ومتى كان ذلك؟؟"
كريستين"قبل يومين من مجيئك"
كلوديا "وهل تعرفين لماذا كان يزعق به؟؟"
كريستين"لاأعلم…ولكني سمعته يقول لن أحضر لحفلتكم التافهه..أظن أنه يدعوه لحفلة ما"
كلوديا بتعجب"حفلة…نحن لسنا بإعياد ماذا تتوقعين أن تكون؟؟"
فنظرت كريستين إليها بنظرات شك وقالت"ولماذا أنتي مهتمة بأمره هكذا؟؟"
فأصاب كلوديا الحرج فلقد تمادت كثيراً في السؤال عنه فلم تجد مهرباً من الجواب سوى الذهاب لغرفتها….وفعلاً أتجهت كلوديا لغرفتها بعد أن أدعت الصداع وعندما وقفت أمام باب غرفتها نظرت لصالة الجلوس…كان شكلها مريحاً ومغرياً للجلوس عليها كما أن الجو خارج غرفتها أدفء من داخلها…فذهبت إليها وجلست على أريكة مريحة وأخذت تفكر بالمهمة التي ستقوم بها…فكان هاجس الفشل يؤرقها…فإذا فشلت فسينكشف كل شيء وسيقتلونها لا محالة…فوضعت يديها على ذراعيها بقلق ثم قالت"لا أرغب بأن أكون مجرمة…كنت دائماً أدعي عليهم وأشتمهم عندما أقرأ عن جريمة فعلوها…لم أتوقع بأني سأصبح مثلهم يوماً من الأيام" ثم أردفت بنبرة باكية"لماذا علي فعل هذا؟…لماذا دليتني على هذا المكان ياتوماس؟…لماذا؟.."
فضمت رجليها لصدرها وقالت بأسى"هل تعتقد ياتوماس أني قوية لأنتصر على هذا الرجل…إنه أقوى مما تصورت…كيف سأنتقم منه وأنا…." ثم قالت بصوت جهوري"لا.. لا.. لن أحبه…لا أبداً.. لا"
فنظرت كريستين لها من بعيد بتعجب أما هي فلقد أخذت تفكر بحالها بحزن حتى غفت…ولم تصحو سوى على صوت فتح الباب فنظرت بسرعة للبا بخوف فهي لم تعي أنها نامت فرأت ويليام يتجه نحوها وهو يحمل أكياس بيضاء وقد بدا أنيقاً لدرجة لا تقاوم فقد كان يرتدي سترة سوداء مع قميص داخلي أزرق وبنطلوناً أسود…فأنزلت كلوديا أرجلها بسرعة للأرض بعد إذ كانت تضمها إليها فوضع ويليام الأكياس على الطاولة التي أمامها ثم رمى نفسه على الأريكة التي بجانبها وقال بصوته الآسر"كيف حالك..؟؟"
أبتسمت كلوديا برقة"بخير…"
ثم نظرت للأكياس فابتسم ويليام عندما رأها تنظر إليها وقال"هذه ملابسك…وأعذريني إذا كانت غير جميلة فذوقي في الملابس سيء للغاية"
فحدقت كلوديا بالزي الأنيق الذي يرتديه وقالت بنفسها"كيف يقول أن ذوقه سيء وهذه ملابسه" ثم أبتسمت له شاكرة وكادت تلك الأبتسامه أن تكتمل لولا أنها تذكرت المهمة التي ستقوم بها فضاق صدرها وذبلت أبتسامتها فلاحظ ويليام ذلك وقال"ماذا هناك…؟؟"
أدركت كلوديا أنها يجب أن تخبره بالأمر فلعله ينقذها من هذه المهمة فقالت وهي تتحاشا النظر إلى عينيه لكي لا ترتبك"لقد طلب مني جيسون أن أشارك في عملية السطو على البنك وأنا…….."
فصمت كلوديا وكأن الحروف ضاعت منها فرد عليها ويليام"وأنتي ماذا..؟؟"
فاستمرت كلوديا بصمتها فهي تخشى أن تجيبه ويدخلها بمتاهات لا تعرف كيف ستخرج منها فهو بارع بهذه الأمور….فتنهد ويليام ثم قال"تخافين أليس كذلك؟؟"
كان جوابه صحيحاً لكن كلوديا بقيت على على صمتها ولم ترد…
فاتكأ ويليام على طرف مقعده ثم أسند وجهه على كفه الأيمن وقال وهو ينظر لكلوديا"أريد أن أسألك سؤالاً وأريد أن تجيبيني بصدق..وإذا كنتِ ستكذبين فلا داعي لأن تجيبين"
فأحست كلوديا بالقلق وشرعت تستذكر بعقلها أي سؤال لا تستطيع الإجابة عليه بصدق فوجدت الكثير من الأسئلة…فتساءلت أي واحد منها سيختار…فقالت بصوت منحفض"ماهو؟؟"
ويليام"لماذا أتيتِ إلى هنا؟؟"

فتوترت كلوديا وألتزمت الصمت فهي لن تستطيع إجابته بصدق…فلما أحس ويليام أنها لن تجيبه وقف وقال"كما تشائين.."
ثم ذهب لغرفته بخطواته الهادئة المعتادة وأغلق الباب خلفه دون أن يستدير….فشعرت كلوديا بالحزن لذهابه فبالرغم أن وجوده معها يوترها إلا أنها تريد أن يبقى معها وقتاً أطول…فطرد هذا الحزن عنها رؤيتها للأكياس التي جابها فأخذتها بسعادة وذهبت بها إلى غرفتها وهي متشوقة لمعرفة ذوقه في الملابس…فوضعت الأكياس على السرير وأخرجت الفساتين منها وقالت بدهشة"يالا روعتها…" فرطتها على السرير وهي تحدق بها بإعجاب فلفت نظرها ورقة بيضاء معلقة بأحد الفساتين القصيرة وكان لونه بنفسجي ذو حمالات رفيعه مطرز أسفله بالون الأسود…فأخذت كلوديا الفستان بيديها وأخذت منه الورقة المثبته به ثم فتحتها وقرأت(هذا أجمل الفساتين إلي…حقاً أود أن أراك به بأقرب وقت)…
أغلقت كلوديا الورقة بخجل ثم أبتسمت وقالت"حسناً سأرتديه الآن…"
أخذت كلوديا الفستان وأرتدته فغلف جسدها بشكل جذاب وأبرز تقاطيعها الأنثوية بشكل ملفت…لم تلبس كلوديا فستان قط أبرزها بهذا الشكل الجميل مثل هذا الفستان…فتساءلت كيف عرف مقاسها بهذا الشكل الدقيق..؟..فلقد تطابق الفستان عليها كما لو أنها تقيسته بالسوق…ثم سرحت شعرها الناعم وخرجت من غرفتها على أمل أن تجد ويليام بغرفة الجلوس لكي يرى الفستان كما أراد….لكنها لم تره وعلى مايبدو أنه لم يخرج من غرفته إلى الآن…لكن هناك فرصة لكي يراه وهي الغداء…فذهبت إلى كريستين التي كانت تعد الغداء في المطبخ ونادتها فنظرت كريستين إلى فستانها قبل أن تنظر إليها وقالت بذهول"واو فستانك جميل جداً…ولكن من أين حصلتِ عليه؟؟"
توترت كلوديا قليلاً فلا مجال للكذب هنا.. فقالت بصوت منخفض" ويليام"
فاتسعت عينا كريستين بدهشة وقالت مؤكدة وكأنها تشك بأنها سمعت الأسم خطأ"ويليام…."
فهزت كلوديا رأسها مؤكدة الأمر فقالت كريستين بصوتها المندهش"لا أصدق ويليام جلبه لك…هذا المستحيل بعينه"
أستغربت كلوديا من شدة دهشتها فقالت لها"لماذا لا تصدقين؟…أهو معقد لهذه الدرجة؟"
كريستين ومازالت الدهشة تغطي وجهها"لا ولكن ويليام ليس من الرجال المهوسين بالفتيات…لقد حاولن أصطياده أكثر من مره لكن بلا فائدة"
فتحايلت كلوديا"وهل أنتي منهن؟؟"
فظهرت على كريستين إبتسامه محرجة ثم قالت"تستطيعين قول ذلك…ولكني فشلت فمهمة ترويضه أصعب مما توقعت..إنه لا يلم حتى بوجودي ..وبالكاد ينظر إلي"
فضحكت كلوديا من نبرة كريستين عندما نطقت الجملتين الأخيرتين ثم قالت"ماهو السبب برأيك؟؟"
كريستين"لا أعلم فهو هكذا معظم الوقت بارد لدرجة لا تحتمل…حتى أنا ذهبنا لحفلة رقص مع العصابة كنوع من الترفيه وطلبت منه إحدى الفتيات الجميلات الرقص معها لكنه أبى وذهب على الفور بعد أن نعتنا بالمزعجين…فهو هادئ إلا مع عمه وصديقه توماس"
فقفز قلب كلوديا وقالت لا شعورياً"توماس.."
كريستين"نعم…هل تعرفينه؟؟"
كلوديا بتوتر"لا..لا لم أسمع به من قبل…ولكن هل علاقته بويليام وطيدة؟؟"
كريستين"إطلاقاً..فهما بشجار دائم وأذكر قبل شهرين أتى توماس إلى هنا فضربه ويليام ولولا أننا تدخلنا وإلا فقتله..فويليام عندما يغضب لا يستطيع السيطرة على نفسه"
كلوديا بقلق"هل هو عنيف لهذه الدرجة..؟؟"
كريستين"عندما يغضب فقط…" ثم أضافت وهي تبتسم"حتى جيسون عندما يراه غاضباً يتحاشا الكلام معه"
فتراجعت كلوديا عن رغبتها في أن يرى فستانها فمشاعر الأنتقام عادت إليها بعد أن سمعت بأسم توماس….فاستدارت عائدة لغرفتها لكن كريستين أستوقفتها قائلة"هيه لم تخبريني لماذا أهداكِ ويليام هذا الفستان؟"
فقالت كلوديا دون أن تنظر إليها"لقد طلبت منه ذلك"
فواصلت سيرها نحو غرفتها….في هذه الحظة أتى رجل وطلب من كريستين أن تأتي معه بسرعة فهناك أمر طارئ…فأخذت كريستين صينيه بيضاء عليها طعام الغداء وتوجهت بها إلى كلوديا وضعتها بين يديها وقالت على عجل"أذهبي بهذا الطعام إلى ويليام…فأنا سأذهب"
فتوترت كلوديا"لا..لا..أنتي أذهبي به"
فعاتبتها كريستين"أين صداقتنا ياكلوديا…ظنت فعلاً أني بمثابة صديقتك…لا أصدق أنك عاجزة عن تقديم هذه المساعدة البسيطة لي"
تأثرت كلوديا بكلامها فوافقت..ومن ثم ذهبت كريستين من أمامها وبقيت كلوديا واقفة بصينية الطعام…فنظرت لغرفة ويليام المغلقة وبدأت نبضات قلبها تتضارب من الآن…فتمنت لو أنها ترى أحداً كي يقوم بهذه المهمة بدلاً عنها ولكن على مايبدو أنه لا يوجد بالجناح الآن سوى هي ويليام وهذا مايقلقها أكثر…لكنها ذهبت نحو غرفته فهي وعدت كريستين بذلك…فطرقت الباب بطرقات واهنة فأتى صوته الجامد إلى مسامعها"أدخل…."

………………………… …
_كيف ستقابل كلوديا ويليام هل سيحدث شيئاً ما في هذه المقابلة؟
_هل تستطيع كلوديا إنجاز المهمة بنجاح؟
_هل ستعدي هذه المهمة على خير؟
_ولو فشلت ماذا تتوقعن مصيرها؟

كل هذا في الفصل القادم تحياتي لكم

……الفصل الثامن….(المهمة )……….

…ذهبت كريستين من أمامها وبقيت كلوديا واقفة بصينية الطعام…فنظرت لغرفة ويليام المغلقة وبدأت نبضات قلبها تتضارب من الآن…فتمنت لو أنها ترى أحداً كي يقوم بهذه المهمة بدلاً عنها ولكن على مايبدو أنه لا يوجد بالجناح الآن سوى هي ويليام وهذا مايقلقها أكثر…لكنها ذهبت نحو غرفته فهي وعدت كريستين بذلك…فطرقت الباب بطرقات واهنة فأتى صوته الجامد إلى مسامعها"أدخل…."
أخذت كلوديا نفساً عميقاً لتطرد به التوتر الذي بداخلها ثم فتحت الباب بهدوء وكأن النسيم فتحه وليست هي فنظرت إلى ويليام الذي كان يجلس على أريكة بنية أمام سريره فارداً ذراعه الأيمن على حافتها ومشيحاً بوجهه لليمن وهو مسبله للأسفل وفي فمه سيجارة لم ترى كلوديا سوى دخانها لأن خصلات شعره الشقراء الناعمة التي تراها دائماً مرصوصة للوراء بعناية منسدلة الآن على وجهه باستثناء بضع خصلات بقيت في الوراء….كان منظره جذاب جداً لدرجة أشعرت كلوديا بالدوار…..نظرت كلوديا إليه بصمت فملامحه المتجهمة وعينيه المغلقة لا تشجع أبداً أي أحد على الكلام لكنه لابد من الكلام على أية حال فوقوفها صامتة هكذا وهي التي دخلت يبدو أمراً سخيفاً….فكرت أن تلفته فقط للطعام كأن تقول"تفضل هذا طعامك.." فعندما همت بأن تقولها سمعت لهثات خفيفة عند قدميها فنظرت للأسفل فرأت كلب سكري الون يقف بمحاذاة قدميها وهو ينظر إليها ويلهث بغضب فهذه اللهثات المتتابعة المصحوبة بعواء خفيف لا تصدرها الكلاب إلا عند الغضب…فذعرت كلوديا منه وابتعدت عنه بخطوتين فاقترب منها بنفس المقدرا وأزدادت لهثاته الغاضبة التي لاتجد كلوديا لها أي سبب…ثم مالبث أن وثب عليها وهو ينبح بجنون فسقطت صينية الطعام من يدها مثلما سقطت هي فأخذت تصرخ بذعر وهي تحاول إبعاد أظافره الحادة عن خدش وجهها فسمعت صوت مرتفع يقول"دوك…أبتعد"
فهدأ نباح الكلب ثم نزل من فوق كلوديا وذهب نحو ويليام بإنصياع تام ورقد بجانب قدميه…
وأخذت كلوديا تحاول تهدئة أنفاسها السريعة المذعورة التي يسمعها ويليام وهو واقف بمكانه لشدتها…فحاولت كلوديا أن تنهض من على الأرض لكن قدماها لم تحملانها فلقد أخافها الكلب بوثوبة الجنوني عليها فسقطت على الآرض لاحول لها ولاقوة وهي تشهق بذعر ويديها ترتعشان فسرعان ماتحول هذا الخوف إلى بكاء غير طبيعي مصحوباً بشهقات….فسار ويليام نحوها بهدوء وجلس عند رأسها وقال"هل أساعدك بالنهوض؟؟"
لم ترد عليه كلوديا بل أخذت تشهق باكية فأدرك ويليام ذعرها الشديد فمرر يده بهدوء تحت ركبتيها ومرر اليد الأخرى بلطف تحت كتفيها ثم حملها وضعها على سريره وغطاها بشكل كامل كي تشعر بالأمان أكثر ثم نظر إلى كلبه بغضب وقال"أخرج من هنا…"
فخرج الكلب من الغرفة وهو مسبل أذنيه الطويلة بحزن ثم رقد بجانب الباب….فنظر ويليام لكلوديا التي ترتعش خلف الغطاء فشعر بالذنب حيالها ثم ألقى نظره على صينية الطعام الملقاه على الآرض فذهب إليها وأعاد بها مايستطيع أن يعيده ثم ذهب بها إلى المطبخ وعاد مجدداً لغرفته ونظر على الفور إلى كلوديا فرأى أنها هدئت فاطمئن لذلك فسار إليها بهدوء وقال"كلوديا…."
فلم يرى عليها أي أستجابه فأزاح الغطاء عنها بطء فوجدها نائمة ثم أعاد الغطاء عليها بهدوء وسحب أحد الكراسي التي بغرفته وجعله بجانب السرير وأخذ يحدق بكلوديا وقتاُ إلا أن شعر بالنعاس فلم يعلم أين ينام قيلولته التي أعتاد على نومها في مثل هذا الوقت فهو لا يرتاح بالنوم على الأريكة لذلك قر أن يتركها هذا اليوم….

بعد أن مالت الشمس قليلاً نحو الغروب وارتسم الشفق عليها بدأت كلوديا تقلب جسدها يميناً ويساراً وهي لم تفتح عينيها بعد…..وهي تتقلب هكذا دخلت يدها بخصلات شعر في منتهى النعومة فتحت عينيها بسرعة ونظرت لمكان يدها فإذا هي بين خصلات شعر ويليام الذي يضع رأسه على طرف السرير فسحبت يدها بسرعة وحمدت الله أنه نائم…فسحبت جسدها بهدوء من تحت الغطاء لكي تذهب لغرفتها دون أن يستيقظ بها….فأحست بيد تمسك بقدمها اليسرى يد دافئة وأطرافها باردة فسرت بجسدها قشعريرة وقالت"و…ويليام"
أبعد ويليام يده عن قدمها ثم أبتسم إبتسامه لاتقاوم وقال"تريدين الذهاب قبل ان تشكريني…فلقد أنحرمت من قيلولتي بسببك"
كلوديا وهي جالسة على سريره بحرج"آسفه لأني تسببت بذلك ولكن ألم تنم قبل قليل؟؟"
ويليام"لا..كنت مغمض العينين فقط.."
كلوديا بوجنتين محمرة كلون شعرها"هذا يعني أنك…….."
فأكمل ويليام"أني شعرت بك وأنتِ تخللين يدك بخصلات شعري…"
فنظرت كلوديا للأسفل بخجل …فابتسم ويليام"لاتخجلي..أعي تماماً أنكِ لامستيها بالغلط…ولكن أقدم لكي الآن أعتذاري عما فعله كلبي بك"
فتذكرت كلوديا ذلك الحادث المشئوم فقالت منزعجة"لا عليك…لم يؤذيني لقد أرعبني فقط.."
فصمت ويليام وهو يجول بنظره للأسفل ثم نظر إليها"حقاً لا أعلم مالذي دهاه…إنه هادئ دائماً ولايتصرف مع الآخرين هكذا..لاأعلم لماذا أنفعل عندما رأكِ"
فابتسمت كلوديا برضا"لابأس…لقد نسيت ذلك ولكن أين هو الآن؟"
ويليام"لقد طردته من الغرفة…"
فضحكت كلوديا ضحكة أحدثت إيقاعاً جميلاً على أذني ويليام ثم قالت"لماذا فعلت هذا به..إنه لايستحق"
ويليام"بل يستحق…وأنا لم أعاقبه إلى الآن"
كلوديا بترجي أنثوي بحت"أرجوك ويليام لاتعاقبه…من أجلي"
فوقف ويليام وقال بعد أن أخذ نفس عميقاً"حسناً لأجلك سأتراجع عن عقابه"
ثم ناولها كفه ليساعدها بالنزول من السرير فلم تجد كلوديا مهرباً من أن تضع كفها بكفه فعادت لها تلك القشعريرة فور ملامستها له…فنزلت بمساعدته حتى أصبحت بقربه فابتعدت عنه فور إستقرارها على الأرض…فقال لها"هل أنتي قلقة من شيء ما..؟؟"
فرفعت كلوديا حاجبيها بتعجب"ولماذا تسأل؟؟"
ويليام"لقد أحسست بهذا عندما لامست كفيك.."
كان ويليام محقاً فمهمة سرقة البنك تؤرق كلوديا…فأطرقت رأسها وقالت"أنت محق..فالمهمة تقلقني كثيراً…وأرجو أن تساعدني في الأمر"
فضم ويليام ذراعيه لصدره وقال بسيادة"آه…بما أني نجحتك في الأختبار فيجب ان أساعدك أليس كذلك؟؟"
كلوديا وهي تنفي بيدها"لا..لا..لم أعني هذا صدقني"
ابتسم ويليام"أعرف هذا…كنت أمزح.."
فزفرت كلوديا بحدة مدعية العصبية"حقيقتاً لا أعرف ماهو الفرق بين مزحك وجدك…فكلاهما بنفس الصوت كما أنك لاتضحك كي أميز ذلك"
فأدخل ويليام يديه بجيبه وقال"هذا سيء أليس كذلك..؟؟"
كلوديا"كثيراً…"
فأخذ ويليام نفساً عميقاً وكأن الأمر أزعجه ثم قال"دعكِ من هذا الأمر الآن وأخبريني لماذا أنتي قلقة بشأن المهمة؟؟"
فطأطأت كلوديا رأسها"أخاف من الفشل..كما أني لاأود مزوالة المهمة.."
ويليام"آه…فأنتي لاتودين بأن تكوني مجرمة وأتيتِ إلى هنا لسبب آخر لاتريدين أخباري به.."
التزمت كلوديا الصمت حيال كلامه فليس لديها أي إجابة تستطيع قولها له….فأدرك ويليام أنها مازالت مصرة على عدم إخباره بسبب مجيئها فأخذ نفساً عميقاً مرةً أخرى وقال"كلوديا يجب أن تقومي بهذه المهمة…لقد قلت لجينفر أن تسند لك أسهل مهمة ويجب أن تنجحي ليثق بك جيسون"
فصمت كلوديا قليلاً ثم قالت وهي تثني أصابعها بعزم"نعم يجب أن أنجح لأري تلك الحمقاء من هي كلوديا"
فرفع ويليام أحد حاجبيه"الحمقاء…"
كلوديا بغيظ"نعم…تلك التي تقف دائماً خلف جيسون…إنها تسخر مني وتستخف بي فسأريها اليوم" ثم أضافت بحماس"ويليام متى ستكون المهمة؟؟"
ويليام"ومتى تودينها أنتي؟"
فكرت كلوديا قليلاً ثم قالت"صباح الغد يبدو مناسباً لي"
فضحك ويليام بصوت مسموع ولأول مرة تراه كلوديا يضحك هكذا فقالت له بتعجب بريء"مالمضحك بالأمر؟؟"
أغلق ويليام فمه كاتماً على ضحكته ثم قال"لو سمعك جيسون لأصابته سكتة قلبية.."
فغضبت كلوديا من ضحكه عليها وقالت وعلامات الغضب على صوتها"قلت مالمضحك بالأمر؟؟"
ويليام"أريد أن أسألك سؤالاً…هل رأيتي لصاً يسرق في الصباح عندما يستيقظ الناس"
فانتبهت كلوديا لخطئها الفادح فصمت بحرج وهي تقول بنفسها"يالي من غبية"
لم يعلق ويليام كثيراً على الأمر فهو يدرك أنها لادخل لها بعالمه…أو بمعنى أصح عالم الإجرام….فقال وقد بدا جدياً"المهم كلوديا أن تثقي بنفسك وبقدراتك كي تنجحي ودعكِ من هرة جيسون"
فعقدت كلوديا حاجبيها الدقيقين بابتسامه"هرة جيسون…يبدو لي أنه أسم رائع لها"
فابتسم ويليام إبتسامته القاتلة ثم قال"أنا سعيد لأنه أعجبك…ولكن أنصحك بأن لاتنطقي به عند جيسون فهو يزعجه كثيراً"
فهزت كلوديا رأسها بإبتسامه"أمرك…والآن سأذهب"
فأرادت كلوديا أن تخرج لكن ويليام أستوقفها بقوله"كلوديا…"
فنظرت كلوديا إليه"ماذا…؟؟"
ويليام"الفستان جميل جداً عليك كما توقعت تماماً"
أبتسمت كلوديا بخجل وقالت بصوت منخفض"شكرا لك"

خرجت كلوديا من غرفته فرأت الكلب نائماً بجوار الباب فخافت منه وجرت بسرعة لغرفتها…فرأى ويليام ذلك وابتسم ثم خرج وحمل كلبه وأدخله الغرفة معه…
أستلقت كلوديا على سريرها وهي تسترجع بذاكرتها الحظات الجميلة التي قضتها مع ويليام قبل قليل…أسترجعت كل الكلمات التي نطق بها ويليام….كان أسترجاعها أمر ممتع بالنسبة لها….أخذت وقتاً طويلاً وهي تفكر به حاولت أن تفكر بشيء آخر لكنها لم تجد أجمل من هذا الشيء لتفكر به….وهي في هدوئها هذا أنفتح الباب عليها بعنف وسمعت صوتاً حازماً يقول"هيا أنهضي بسرعة لقد حان وقت المهمة"
فارتجف قلب كلوديا وأحست بتقلص بمعدتها وبدأ الخوف والقلق يسريان بدمها….فهذه الحظة التي خافت منها كثيراً هاهي تأتي الآن…وأصبحت أمام الأمر الواقع…..
فقالت كلوديا بتلعثم مدعية أنها لم تسمعها"م….ماذا قلتِ؟"
فقالت جينفر بصوت عالٍ ومخيف"هيا تعالي بسرعة فليس لدينا وقت لنضيعه"
نزلت كلوديا من سريرها بهلع حتى أنها بالكاد أستطاعت أرتداء حذائها بشكل جيد فعقلها متوتر جداً وقلبها ينبض خوفاً….سارت مع جينفر حتى خرجت من المبنى كان الشارع ظلام في ظلام كانت تشق طريقها بلا دراية…فركبت السيارة السوداء التي كان يقودها رجال مفتولين العضلات وركبت جينفر خلفها وجلست بجانبها وأعطتها جهاز لاسلكي وقالت"خذي…"
أخذت كلوديا الجهاز بيدين مرتعشة ثم قالت لها جينفر"أنتي ستقفين أمام بوابة البنك وأي شخص ترينه أخبرينا به عن طريق الجهاز…أسمعتِ؟"
هزت كلوديا رأسها إيجاباً وهي تزدرد ريقها بصعوبة فتمنت لو أن قائد المهمة ويليام عندها ستطمئن فهو سيقدر وضعها أكثر من أي شخص لكن لامجال للأمنيات فالسيارة تكاد تقترب من البنك….
ركن السائق السيارة بمسافة بعيدة عن البنك ثم أمرت جينفر جميع من معها بالنزول فنزلت كلوديا وقلبها يكاد أن يتزحزح من مكانه من شدة الخوف ثم هرولت مع الجميع باتجاه البنك وكانت جينفر أسرعهم ثم وقفوا جميعاً أمام الباب الخلفي للبنك فتقدمت جينفر وأدخلت جهاز بداخل قفل الباب جعلته ينفتح خلال بضع ثواني ثم ألتفت لكلوديا وقالت"سندخل الآن…قفي على الباب وراقبي المكان من الخارج وإذا رأيتي أي حركة مريبة أخبرينا"
دخل الجميع وقفت كلوديا تراقب المكان بعينين خائفة….أستمرت تراقب بخوف حتى سمعت خطوات أقدام فقفز قلبها من مكانه والتفت للمصدر فرأت رجل آمن يسير متجهاً إليها وهو يقود كلب بوليسي فتجمد الدم بعروقها وتصلبت يدها فسقط الجهاز اللاسلكي من يدها لاىشعورياً كان صوت وقعه على الأرض خفيفاً لكن الكلب أستطاع سماعه فأخذ يحث صاحبه على الذهاب لمكان كلوديا بالنباح….. فركض رجل الآمن للمكان الذي يريده الكلب فعندما رأت كلوديا أن الآمر حسم والرجل يكاد يقترب منها صرخت بهلع وهي مغمضة العينين فلم تشعر حينها بأي شيء سوى بأنامل قاسية تأخذها معها……

في الساعة الثالثة فجراً كان روبرت وجون يجلسان في غرفة الجلوس التي بالجناح وقدا بدا الضيق والنكد على وجوههم وكانت كريستين واقفة تبكي فكأن الجميع بحضرة عزاء…
دخل ويليام ورأى هذا المشهد المريب فنظرت إليه كريستين وكأنه أتى لها من السماء فركضت نحوه وقالت"ويليام أرجوك أنقذ كلوديا..لقد تسببت بفشل المهمة وقر جيسون بإنزال أقصى عقوبة عليها.."

………………………… ………..
_ماهي تلك العقوبة التي أقرها جيسون على كلوديا؟ هل هي القتل؟
_هل سينقذها ويليام من العقوبة أو بمعنى أصح هل يستطيع أنقاذها؟
_هل ستكمل كلوديا إقامتها في هذا المكان؟
_هل ستفلت من هذه المصيبة بسهولة؟




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.