كست طبقات من الجليد عُش الزوجية، لا أدري كيف؟
تسل الفتور العاطفي إلى حياتنا الأسرية فأصبحت باردة حتى أصبحت برودتها تضاهى برودة الثلج ذاته، خواء مشاعر.. ملل.. فتور.. والنتيجة طلاق.
زوجان يعيشان معاً في بيت واحد، لا يعرف أحدهما شيئاً عن الآخر، كل طرف يتصيد أخطاء الآخر حتى يشعلها حربا، والسبب: عدم التوافق، عدم التفاهم، بل قل سوء الفهم لكافة الأفعال، وعدم وجود القدرة أو الاستعداد لحل تلك الخلافات أو تجاوزها، أو حتى تقريب وجهات النظر. وبمرور الأيام وتراكم الأحداث وصل الأمر بين الزوجين إلى الانفصال النفسي داخل بيت الزوجية، والذي من المفترض أن يكون سكنا وأمنا ومسكينتا، دون أن يلجأ أي طرف إلى طلب الطلاق وذلك مراعاة للظروف الاجتماعية أو الاقتصادية أو الخوف علي مستقبل الأولاد، أو ربما الخوف من كلام الناس، أو ربما أيضا الخشية من واقع المطلق أو المطلقة، أوعدم توافر الإمكانيات للدخول في مشروع جديد للزواج بعد الانفصال أو ضغوط من الأهل والأقارب والأصدقاء والمعارف أو …
فتكون النتيجة حالة من الطلاق النفسي التي تستمر فيها العلاقة الزوجية أمام الناس فقط، لكنها منقطعة بصورة شبه كاملة في الحياة الخاصة للزوجين.
يقسم المحللون النفسيون الطلاق النفسي إلي نوعين من الطلاق:
الأول: طلاق نفسي بإرادة الطرفين.
الثاني: طلاق نفسي قائم من أحد الطرفين فقط دون علم أو وعي الآخر، وهو يحدث عندما يشعر أحد الطرفين بعدم الرضا لاستمرار علاقته مع شريك حياته، لكنه يصبر على هذا الشعور ويكبته خشية الوقوع في براثن الطلاق، وهذا النوع غالباً ما تكون فيه هي الطرف الواعي لحالة الطلاق النفسي دون علم أو إدراك زوجها.
غير أن الطلاق الصامت هنا يكون عادةً أقسى من الطلاق العلني لأنّ التجريح فيه والمشاكل تكون أكبر، والنفور يكون شديداً حتى أنه أحياناً يُغيَّب العقل فيه، فتكون الحساسية الزائدة هي المسيطرة والمشاعر السلبية هي التي تحكم، مما يؤدى إلى تفاقم الخلافات والمشاكل واستمرارها بصورة شبه روتينية مما يؤثر بشكل أو بآخر على الأولاد نفسياً وتربوياً.
ولعلنا نتساءل: من المسؤول عن الطلاق النفسي؟ وما الذي يقترفه الأزواج والزوجات لتصل حياتهم إلى حياة باردة مملة لا طعم لها ولا رائحة?
الحياة الزوجية الناجحة بمعناها الواسع تحمل بين ثناياها الكثير من الأفعال والتصرفات والكثير من المعاني والمشاعر الإنسانية والاجتماعية، والحب والأمان لدى الطرفين، إضافة إلى مواثيق إنسانية غايتها الارتقاء بإنسانية الإنسان، والحقيقة أننا نعيش هذه الأيام خللا في التشكيل الاجتماعي، مما ساهم في حدوث شرخ في الحياة الأسرية، وفقدان الحميمية واتساع دائرة الخلافات الزوجية وصولاً إلى الطلاق الصامت الذي هو ناتج عن:
1 – شعور أحد الطرفين أو كليهما بعدم التكافؤ مع شريكه سواء في المستوى الاجتماعي أو المادي أو التعليمي أوفي الطموح أو في الميول والرغبات…إلخ
2 – غياب الشراكة الزوجية، أو عدم تحمل أحد الطرفين لمسؤولية الزواج واجباته.
3 – تراكم الخلافات وسيطرة الشحناء على القلوب.
4 – عدم تقدير لظروف زوجها الحياتية وضغوط العمل.
5 – النظر لعيوب الآخر وتضخيمها، والتعامي عن المحاسن وتجاهلها.
6 – غياب التوافق الجنسي.
7 – الفهم الخاطئ لمعنى القوامة، وتسلط بعض الأزواج علي شريكته من باب أنه مفضل عنها بمحض الذكورة.
8 – وقوع أحد الزوجين في المحرمات والمعاصي ومعاناة شريكه من ذلك.
وعند حدوث أياً من هذه الأسباب تختل موازين الحياة، ويجف ينبوع المودة والحب ويحل محلهما جدار من الصمت والجفاء، فلا يعود هناك ما يجمع بين الزوجين إلا صمت مطبق، ورقة زواج، وأولاد.
وقد يتنبه أحد الزوجين فيبدأ البحث عن مخرج وحل لما هو فيه من ألم، وإنقاذ ما بقي من بناء، فهل هناك مخرج نقذ فيه زواجاً قد تم فيه طلاق عاطفي وانفصال نفسي، وبعد قلبي وجداني؟
أولاً: الجوء إلي الله تعالي فهو وحده الذي يمتلك القلوب، والإلحاح عليه في الدعاء أن يؤلف القلوب ويديم الود والحب، قال تعالي: "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما".
ثانيا: الحوار الهادف بين الزوجين لشرح وجهات النظر المختلفة مثلما كان يفعل صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وإذا كانت المواجهة صعبة، فيمكن كتابة رسائل وضعها أما شريك الحياة، فإذا لم يتقبلها أو لم يهتم بها، فالحذر من تسرب اليأس وإعلان الفشل، بل تكرار المحاولة مرات عديدة، ومع تكرار المحاولة سيشعر الطرف الآخر بمدى حرص شريكه على إنعاش الحياة الزوجية وإخراجها من حالة الجمود التي أصابتها.
ثالثاً: التفاعل بين شريكي الحياة مع مستجدات الحياة وبخاصة وقت الأزمات، كأن تمرض الزوجة فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية أو يمر الزوج بأزمة ما فيحتاج إلى عطف معنوي وإلى من يقف بجانبه، فالتألم لألم الآخر له أكبر الأثر في بناء المودة بين الزوجين.
رابعا: الفهم الصحيح لنفسية الطرف الآخر، حقوقه و واجباته، وأسلوب التعامل، والارتقاء في المعاشرة لمستوي التوجيهات النبوية، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، وامتلاك الشجاعة للاعترف بالأخطاء، ومنح الزوجة حقها الكامل في إبداء الرأي والتشاور الشورى، كل هذا يحول الحياة الزوجية إلى واحة من الحب والرحمة.
خامسا: الاشتراك معا في عمل بعض الأشياء الخفيفة، كالتخطيط للمستقبل والمساعدة في إعداد الطعام أو كتابة طلبات المنزل وغيرها .
سادساً: استخدام الكلمات السحرية الجميلة من حب وغزل، والذكريات الجميلة التي جمعت بين قلبين، هذا من شأنه أن يذيب جبل الجليد.
سابعاً: تبادل الهدايا وإن كانت رمزية، فوضع وردة على مخدة الفراش قبل النوم لها سحرها العجيب .
ثامناً: اكتشاف إيجابيات الطرف الآخر والتذكر بأن الآخر ليس سيئاً كلياً ولو كان كذلك لما اختاره من أول لحظة.
ومع الإصرار على إعادة بناء الحياة الزوجية والصبر ينبعث الأمل, وتدب الحياة في العروق, وتشرق شمس الصباح, وتنزل أمطار الرحمة, فيصلح الله تعالى الحال بالنية الطيبة, والبادرة الخيرة والبذرة المثمرة, ويبارك العمل.
تسل الفتور العاطفي إلى حياتنا الأسرية فأصبحت باردة حتى أصبحت برودتها تضاهى برودة الثلج ذاته، خواء مشاعر.. ملل.. فتور.. والنتيجة طلاق.
زوجان يعيشان معاً في بيت واحد، لا يعرف أحدهما شيئاً عن الآخر، كل طرف يتصيد أخطاء الآخر حتى يشعلها حربا، والسبب: عدم التوافق، عدم التفاهم، بل قل سوء الفهم لكافة الأفعال، وعدم وجود القدرة أو الاستعداد لحل تلك الخلافات أو تجاوزها، أو حتى تقريب وجهات النظر. وبمرور الأيام وتراكم الأحداث وصل الأمر بين الزوجين إلى الانفصال النفسي داخل بيت الزوجية، والذي من المفترض أن يكون سكنا وأمنا ومسكينتا، دون أن يلجأ أي طرف إلى طلب الطلاق وذلك مراعاة للظروف الاجتماعية أو الاقتصادية أو الخوف علي مستقبل الأولاد، أو ربما الخوف من كلام الناس، أو ربما أيضا الخشية من واقع المطلق أو المطلقة، أوعدم توافر الإمكانيات للدخول في مشروع جديد للزواج بعد الانفصال أو ضغوط من الأهل والأقارب والأصدقاء والمعارف أو …
فتكون النتيجة حالة من الطلاق النفسي التي تستمر فيها العلاقة الزوجية أمام الناس فقط، لكنها منقطعة بصورة شبه كاملة في الحياة الخاصة للزوجين.
يقسم المحللون النفسيون الطلاق النفسي إلي نوعين من الطلاق:
الأول: طلاق نفسي بإرادة الطرفين.
الثاني: طلاق نفسي قائم من أحد الطرفين فقط دون علم أو وعي الآخر، وهو يحدث عندما يشعر أحد الطرفين بعدم الرضا لاستمرار علاقته مع شريك حياته، لكنه يصبر على هذا الشعور ويكبته خشية الوقوع في براثن الطلاق، وهذا النوع غالباً ما تكون فيه هي الطرف الواعي لحالة الطلاق النفسي دون علم أو إدراك زوجها.
غير أن الطلاق الصامت هنا يكون عادةً أقسى من الطلاق العلني لأنّ التجريح فيه والمشاكل تكون أكبر، والنفور يكون شديداً حتى أنه أحياناً يُغيَّب العقل فيه، فتكون الحساسية الزائدة هي المسيطرة والمشاعر السلبية هي التي تحكم، مما يؤدى إلى تفاقم الخلافات والمشاكل واستمرارها بصورة شبه روتينية مما يؤثر بشكل أو بآخر على الأولاد نفسياً وتربوياً.
ولعلنا نتساءل: من المسؤول عن الطلاق النفسي؟ وما الذي يقترفه الأزواج والزوجات لتصل حياتهم إلى حياة باردة مملة لا طعم لها ولا رائحة?
الحياة الزوجية الناجحة بمعناها الواسع تحمل بين ثناياها الكثير من الأفعال والتصرفات والكثير من المعاني والمشاعر الإنسانية والاجتماعية، والحب والأمان لدى الطرفين، إضافة إلى مواثيق إنسانية غايتها الارتقاء بإنسانية الإنسان، والحقيقة أننا نعيش هذه الأيام خللا في التشكيل الاجتماعي، مما ساهم في حدوث شرخ في الحياة الأسرية، وفقدان الحميمية واتساع دائرة الخلافات الزوجية وصولاً إلى الطلاق الصامت الذي هو ناتج عن:
1 – شعور أحد الطرفين أو كليهما بعدم التكافؤ مع شريكه سواء في المستوى الاجتماعي أو المادي أو التعليمي أوفي الطموح أو في الميول والرغبات…إلخ
2 – غياب الشراكة الزوجية، أو عدم تحمل أحد الطرفين لمسؤولية الزواج واجباته.
3 – تراكم الخلافات وسيطرة الشحناء على القلوب.
4 – عدم تقدير لظروف زوجها الحياتية وضغوط العمل.
5 – النظر لعيوب الآخر وتضخيمها، والتعامي عن المحاسن وتجاهلها.
6 – غياب التوافق الجنسي.
7 – الفهم الخاطئ لمعنى القوامة، وتسلط بعض الأزواج علي شريكته من باب أنه مفضل عنها بمحض الذكورة.
8 – وقوع أحد الزوجين في المحرمات والمعاصي ومعاناة شريكه من ذلك.
وعند حدوث أياً من هذه الأسباب تختل موازين الحياة، ويجف ينبوع المودة والحب ويحل محلهما جدار من الصمت والجفاء، فلا يعود هناك ما يجمع بين الزوجين إلا صمت مطبق، ورقة زواج، وأولاد.
وقد يتنبه أحد الزوجين فيبدأ البحث عن مخرج وحل لما هو فيه من ألم، وإنقاذ ما بقي من بناء، فهل هناك مخرج نقذ فيه زواجاً قد تم فيه طلاق عاطفي وانفصال نفسي، وبعد قلبي وجداني؟
أولاً: الجوء إلي الله تعالي فهو وحده الذي يمتلك القلوب، والإلحاح عليه في الدعاء أن يؤلف القلوب ويديم الود والحب، قال تعالي: "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما".
ثانيا: الحوار الهادف بين الزوجين لشرح وجهات النظر المختلفة مثلما كان يفعل صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وإذا كانت المواجهة صعبة، فيمكن كتابة رسائل وضعها أما شريك الحياة، فإذا لم يتقبلها أو لم يهتم بها، فالحذر من تسرب اليأس وإعلان الفشل، بل تكرار المحاولة مرات عديدة، ومع تكرار المحاولة سيشعر الطرف الآخر بمدى حرص شريكه على إنعاش الحياة الزوجية وإخراجها من حالة الجمود التي أصابتها.
ثالثاً: التفاعل بين شريكي الحياة مع مستجدات الحياة وبخاصة وقت الأزمات، كأن تمرض الزوجة فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية أو يمر الزوج بأزمة ما فيحتاج إلى عطف معنوي وإلى من يقف بجانبه، فالتألم لألم الآخر له أكبر الأثر في بناء المودة بين الزوجين.
رابعا: الفهم الصحيح لنفسية الطرف الآخر، حقوقه و واجباته، وأسلوب التعامل، والارتقاء في المعاشرة لمستوي التوجيهات النبوية، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، وامتلاك الشجاعة للاعترف بالأخطاء، ومنح الزوجة حقها الكامل في إبداء الرأي والتشاور الشورى، كل هذا يحول الحياة الزوجية إلى واحة من الحب والرحمة.
خامسا: الاشتراك معا في عمل بعض الأشياء الخفيفة، كالتخطيط للمستقبل والمساعدة في إعداد الطعام أو كتابة طلبات المنزل وغيرها .
سادساً: استخدام الكلمات السحرية الجميلة من حب وغزل، والذكريات الجميلة التي جمعت بين قلبين، هذا من شأنه أن يذيب جبل الجليد.
سابعاً: تبادل الهدايا وإن كانت رمزية، فوضع وردة على مخدة الفراش قبل النوم لها سحرها العجيب .
ثامناً: اكتشاف إيجابيات الطرف الآخر والتذكر بأن الآخر ليس سيئاً كلياً ولو كان كذلك لما اختاره من أول لحظة.
ومع الإصرار على إعادة بناء الحياة الزوجية والصبر ينبعث الأمل, وتدب الحياة في العروق, وتشرق شمس الصباح, وتنزل أمطار الرحمة, فيصلح الله تعالى الحال بالنية الطيبة, والبادرة الخيرة والبذرة المثمرة, ويبارك العمل.
يسلمو
شكرلكم
يعطيك العافيه حبوبه
موضوعك روعه
موضوعك روعه