وقوع بني آدم في الخطأ وارد لا محاله لإنه أحد صفاته فكل إبن آدم خطّاء و خير الخطائين التوابين
و لكن لماذا لا يعترف الرجل بهذا المبدأ و هو الإعتذار عما بذر منه من خطأ و بالذات في حق المرأه .
إن أمر الرجل غريب و عجيب في مبدأ الإعتذار للمرأه .
فهناك الرجل الذي يعتقد بأن الإعتذار من المرأه عباره عن إنتقاص لرجولته و كبرياؤه و عزة نفسه .
فهو لا يتنازل أبدا للإعتذار لها مهما كان مخطأً بالرغم من أنه يعترف بداخل نفسه بأنه مخطئ و
لكنه قد يلجأ لطرق غير مباشره للإعتذار كأن يحاول محادثتها بطريقه مهذبه أو أن يحضر لها شيئا
تحبه . قد تتفهم الزوجه موقفه و نفسيته و تحاول أن تتأقلم مع طبيعته و تقدر له إعتذاره و لو
بطريقته الغير مباشره .تستمر الحياه بينهما و لكن برتابه و ملل .
و هناك الرجل الذي لا يعترف أبدا بخطأه سواء لزوجته أو حتى لنفسه . فهو يعتقد بأنه دائما على حق
و بما أنه رجل فهو معصوم من الخطأ متعالي لا تسمح له كرامته أبدا بالإعتذار للمرأه . هذا عسير العشره
و لن ينجح أبدا في كسب قلب زوجته و تعيش زوجته معه على أعصابها و يحول حياته و حياة
أولادهما إلى ثكنه عسكريه خاليه من كل معاني الحب .
وهناك رجل لا يعترف بخطأه من أول الأمر يكابر إلى أن تحاصره زوجته بحقيقة خطأه من كل الجهات
فيضطر للإعتذار . يعتذر و لكن بتعالي يرمي كلمة أسف أو أنا مخطأ أو كلمة "خلاص معليش "من
طرف لسانه و بحاجبين مقطبين و وجه محتقن . هذا الرجل يخلق حاجز كبير بينه و بين زوجته ,
تقبل بإعتذاره و لكن بقرارة نفسها تكره ذلك الإعتذار .
و هناك الرجل ذو القلب الحنون جياش المشاعر فاضل الأخلاق يعترف بخطأه و لا يخجل من الإعتراف
لزوجته به . يعتذر لها من قلبه يقول لها أسف بصدق و حب و كله أمل أن تقبل عذره و تسامحه .
هذا تعشقه زوجته و لا تستطيع إلا أن تقبل بأسفه و تسامحه على الفور تحس بحبه و بحنانه و
تتفانى في إسعاده لأنه رجل طيب و فاضل .
هذه أنواع الرجال في الإعتراف بالخطأ و الإعتذار للمرأه . و أنا أقول لك يا سيدي الفاضل بأن الزوجه
مخلوق حساس رقيق المشاعر تتأثر بأسلوبك في التعامل معها و ينعكس على شخصيتها .
إن أحسستها بقيمتها و حبك لها أغدقت عليك العطاء بكل معانيه الساميه .
و إن تعاليت و تكبرت عليها و خسفت من قدرها عندك كرهتك و قلت إحترامك و أنتقصت من قدرك .
يا سيدي الفاضل إن كنت مِن مَن يخجل من الإعتذار عن خطأك بطريقه مباشره فهناك طرق أخرى
تعبر بها عن أسفك لزوجتك و لأعتبرها أنا أخف الضرين :
1- قدم لها ورده فلورده مفعولها السحري في تهدئة نفسها الغاضبه .
2- إذا تركت البيت و أنت غاضب لا ترجع إلا و بيدك هديه و لو كانت بسيطه جدا .
3- ممكن تدعوها للعشاء خارج المنزل أو لنزهة بين أحضان الطبيعه .
4- إن كان لا بد من العتاب فأنصت لها دعها تقول كل ما يزعجها و تعبر عن وجهة نظرها و لا بأس إن
طيبت خاطرها بكلمة "معك حق ".
5- ممكن تغير جو التوتر إلى جو من المرح حاول إضحاكها ذكرها بموقف مضحك أو محرج قامت به و
علق عليه مازحها و لو بغمزه خفيفه من عينيك أو تربيته على شعرها أو كتفها .
ما رأيكم أيها الرجال الأفاضل ؟؟
ألست محقه بما قلت ؟؟
و أي نوع من الرجال أنت ؟؟
أنتظر رأيكم دون تعالي أو تكبر
تحياتي
دمعة الم