التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

الزواج الهرم

أخي المسلم ( أختي المسلمة ) ها قد مضى على زواجكما فترة طويلة من العمر ، تشاركتما خلالها الأفراح والأحزان ، تحملتما الصعاب والأمراض ، ربيتما الأولاد صغاراً وزوجتماهم كباراً ، وقفتما في وجه أي عاصفة كان يمكن أن تهدم سعادتكما الزوجية ، ولكن ماذا حدث الآن ؟
فجأة شعرت أخي المسلم ( أختي المسلمة ) أنك لا تريد العيش مع الشريك الآخر بعد الآن ، وشعرت أنك أمام شخص جديد لم تكن على معرفة به من قبل ، أو قد تستغرب كيف تحملته طوال هذا العمر ، لهذا تقرر وبإصرار أن تطلب الطلاق وتطوي صفحة من العمر وتفتح صفحة جديدة .
ولكن رويدك ، هل فكرت في هذه الخطوة جيداً ؟ هل حاولت أن تعرف سبب طلبك للطلاق ؟
أخي المسلم ( أختي المسلمة ) ، قبل أن تتخذ هذا القرار ، اقرأ هذه الوريقات ثم اتخذ قرارك .
أخي المسلم ( أختي المسلمة ) ، هل تعلم شيئاً عن صفات الشخص الذي تعيش معه، أكيد أنك تعرفه ولكن تشعر بأن هناك تغيرات حدثت لم تكن من قبل ، هل تعرف أسباب هذه التغيرات ونتائجها ؟
أخي المسلم ( أختي المسلمة ) ، لقد بيّن القرآن الكريم أن الإنسان يجتاز في هذه الحياة مراحل عمرية متعددة ، وقد ذكر سبحانه وتعالى هذه المراحل التكوينية كلها بدءاً بكون هذا الإنسان نطفة إلى أن ينتهي شيخا ً ضعيفاً هزيلاً لا يعرف من بعد قوة شيئاً , قال تعالى : ( ياأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم سمن نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يُتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ) ،الحج ، 5.
أخي المسلم ( أختي المسلمة ) ، لقد حدثت في الآونة الأخيرة تغيرات في حياتكما الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية ، هل تدري ما هي هذه التغيرات ؟ إن المعرفة هي العلاج .

التغيرات الاجتماعية والاقتصادية :
كان المسن والمسنة فيما مضى يعيشان في بيئة توقرهما وتحترم آراءهما وكان المثل القديم يقول : " من ليس له عنده كبير فليشتر كبيراً " ، لذلك كان المسن والمسنة ، وهما كبيرا العائلة ، يعيشان بين أبنائهما معززين مكرمين يتسابق الأبناء على برِّهما والإحسان إليهما مصداقاً لقوله تعالى : ( وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً )، لقمان ، 14.
هذا وكان الأبناء يهتمون بتأمين حاجيات والِديهم الاقتصادية والمالية ويفضلونهما على أنفسهم وأولادهم ،مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنت ومالك لأبيك ) .
وقد كان من نتائج هذا الاهتمام من قبل الأبناء شعور المسن بالراحة والاطمئنان حيث يقضي أيام حياته الأخيرة مطمئن البال يعدّ العدة لاستقبال ربِّه يوم القيامة، فيصرف ذهنه عن أمور الدنيا وينصرف إلى الاكثار من الطاعات والعبادات مكفراً عن تقصير ماضيه مستعداً لملاقاة باريه .
هذا كان فيما مضى ، أما الآن فقد تغير الوضع وبات المسن هو المسؤول عن تأمين معيشته إلى آخر يوم من عمره ، وبات الأبناء مستقلين في مسكنهم ومعيشتهم عن ذويهم ، يكادون في بعض الأحيان لا يزورن أهلهم إلا فيما ندر، كل هذه التغيرات أفقدت مسن اليوم راحته وجعلته يعيش القلق والخوف في آخر أيام عمره.
ومن أهم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن نلحظها في حياة المسن اليوم ما يلي :
– تغير الظروف الأسرية التي سبقت الإشارة إليها ، حيث يؤدي زواج الأبناء وتركهم للبيت وانشغالهم عنه في معارك الكفاح الشديد في سبيل تحقيق مطالب الحياة إلى إحساس المسن بمرارة الوَحدة والقلق .
– إحالة المسن على المعاش وفقدانه القدرة على الكسب المادي والعطاء اللذان يشعران الرجل بمكانته داخل مجتمعه وداخل أسرته ، ولذلك فإن هذه المرحلة في حياة المسن تعدُّ من الأمور الصعبة التي قد يعجز عن تخطيها في بعض الأحيان، لما تبثه من إحساس بالعجز والعوز للآخرين .
– اختلاف نتائج الإحالة على المعاش عند الرجل عنها عند المرأة ، لأن روابط القرابة في حياة المرأة قوية دائماً ، فهي معتادة دائماً على أجواء الأسرة ومشغولة باستمرار بالأعباء المنزلية ، ولها علاقاتها واتصالاتها الاجتماعية مع الأقارب والجيران ، ولذلك فإن الإحالة على المعاش لا تتطلب منها جهداً كبيراً للتكيف ، أما الرجل فإنه على رغم مساعدته زوجته بشراء بعض الحاجيات والتسوق إلا أنه يشعر بأنه بعيد عن دوره الأصلي .
– إحداث الخلل والتغيير في حياة المرأة التي تقاعد زوجها وزاملها الجلوس في المنزل وبات يشاركها في هموم البيت الذي كانت مسؤولة عنه لوحدها ، مما قد يضاعف من نسبة الخلافات والمشاجرات بينهما نتيجة تدخله في أمور كانت فيما سبق من اختصاصها فقط .
– تغير نمط وأسلوب حياة المسن الاجتماعي ، حيث يؤدي تقليل النشاطات الاجتماعية وجلوس المسن شبه المستمر في البيت إلى تركيز اهتمامه على مشاكله الفردية وآلامه ومخاوفه.
– فقدان رفقاء الصبا وموت الأصدقاء الذين ذهبوا إلى غير رجعة يزيدان من خوف المسن من الوَحدة الرهيبة أو العزلة القاسية التي لم يتعوّدها من قبل ، إضافة إلى خوفه من الموت الذي بات وشيكاً ، وصدق الله سبحانه وتعالى حين يقول: ( أو يأخذهم على تخوف إن ربكم لرؤوف رحيم ) ، النحل ، 47.

التغيرات الصحية والنفسية :
لقد شدد الإسلام على وجوب احترام المسن وذَكر المراحل التي تمر فيها حياة الإنسان حيث يبدأ صغيراً ثم يصبح شاباً قوياً ثم يعود في شيخوخته ليصبح كالأطفال يحتاج للعناية والاهتمام ، وقد سمى الله سبحانه وتعالى هذه المرحلة من العمر بأرذل العمر، قال تعالى واصفاً هذه المرحلة: ( والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئاً إن الله عليم قدير) ، النحل ، 70.
وقد أكد العلم على هذه التغيرات التي ذكرها القرآن الكريم فكان مما ذكره الأطباء ما يلي :
– تتناقص القدرة البدنية عند المسن وتضعف حياته الجنسية مما يزيد من شعوره بالوَحدة وعدم المواءمة .
– يؤدي انقطاع الحيض عند المرأة المسنة وفقدانها القدرة على الإنجاب إلى جعلها تسلك سلوكاً تبرهن فيه لنفسها ولزوجها أنها لا تزال ذات فائدة كزوجة ، وأنها شريك نشط في الحياة العائلية .
– يضعف عمل بعض الأعضاء خاصة أعضاء الحس كالسمع والبصر، وأعضاء الذهن فيهبط معدل التذكر تبعاً لزيادة السن ، حيث يلاحظ أن تذكر المعلومات الحديثة والقديمة يضعف كلما تقدم العمر الزمني، ويحتمل أن يصاب المسن بمرض خرف الشيخوخة حيث يفقد القدرة على العمل والعطاء حتى ولو كان راغباً في هذا العمل .
– تتضاعف نسبة إصابة المسن بمرض الاكتئاب النفسي وتزداد نسبة الإصابة بهذا المرض في مرحلتين : الأولى بين سن 40-60 والثانية بين سن 60-80 .
ومن أعراض هذا الاكتئاب عند المسن ما يلي :
– الميل إلى الحزن والإحساس بالضيق والتشاؤم وفتور الحماس ، إضافة إلى الإحساس بالذنب واعتبار حياته سلسلة من الأخطاء يتوِّجها الفشل .
– التفكير في الموت ومحاولة الانتحار ، وقد يقدم على فعل الانتحار ، أو يفعل ما من شأنه أن يضر به ويهلكه ويؤدي به إلى الموت كأن يمتنع عن أخذ الدواء أو الطعام .
– فقد الأهل والأحباب والأصدقاء وقلة الدخل والاعتماد على الآخرين في أداء متطلبات الحياة من العوامل المساعدة على مرض الاكتئاب .

نتائج هذه التغيرات :
أخي المسلم ( أختي المسلمة ) ، إن التغيرات التي ورد ذكرها تترك أثراً مهماً على تصرفات رفيقك المسن ، إذ إن أغلب هذه التصرفات التي يمكن أن تلحظها على شريكك من سوء خلق أو سوء في التعامل قد يكون مرتبطاً بشكل جذري مع هذه التغيرات التي طرأت على حياته .
وهذا الكلام لا يعني أن كل ما ورد سابقاً يمكن أن تلحظه على شريكك ، إذ إن هذا الأمر يختلف من شخص إلى آخر ، نظراً لاختلاف الطباع والظروف الاجتماعية ونظرة الإنسان المسن إلى نفسه وإلى هدفه من الحياة ، فالمسن المؤمن ينصرف في هذا العمر إلى العبادة والتقرب إلى الله ويلتجئ إليه سبحانه بالدعاء من غير يأس وقنوط مصداقاً لقوله تعالى : ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) ، بينما المسن المقصر في عبادته غير الواثق بمعية الله عز وجل يعيش مع أمراضه وهمومه ويمضي وقته متحسراً على ما مضى من عمره .
وهذا التغير بين مسن وآخر يمكن أن نلحظه أيضاُ بين المسن المتعلم والمسن الجاهل ، بين المسن الذي يتمتع بجو عائلي محب وبين المسن الذي يعيش وحيداً مع زوجه، وهناك أيضاً فرق شاسع بين مسن يتمتع بحالة صحية جيدة وبين مسن مريض يعاني من تفاقم الأمراض .
وأخيراً أخي المسلم ( أختي المسلمة ) ، لعلك تلاحظ معي أيضاً هذا الاختلاف بين تصرفات مسن عمره ما بين الخامسة والستين أو الخامسة والسبعين وبين تصرفات مسن عمره ثمانين سنة وما فوق .
أخي المسلم ( أختي المسلمة )، إن عملية توافق المسن مع بيئته ووضعه الجديد لها عوامل عديدة أهمها إحساس المسن بأهميته وفعاليته داخل أسرته وبيئته ،من هنا نجد أن المسن الذي يعيش في جو بيئة تحترمه وتوقره وتعطيه حقه في الاحترام والتبجيل وتدعو الناس إلى استشارته في مختلف الأمور ، يشعر أكثر بالتوافق الاجتماعي الضروري لطمأنينته وسعادته .
وبناء على ما سبق ألا تلحظ أخي المسلم ( أختي المسلمة )،أن اطّلاِعك على هذه التغيرات قد أعانك كي تفهم الشريك الآخر بشكل أفضل ، وجعلك تدرك أن الشخص الذي أمامك يحتاج إلى رعايتك واهتمامك وعطفك أكثر من أي وقت مضى ، ذلك لأن التغيرات المذكورة وغيرها تجعل الشريك الآخر يتصرف تصرفات يجهل دوافعها وأسبابها في أغلب الأحيان ، وصدق الله تعالى القائل : : (والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئاً إن الله عليم قدير ) ، النحل ، 70.
ومن هذه التصرفات التي يمكن أن نلحظها ما يلي :
– السلوك الأناني الناتج عن تمركز كبار السن حول ذاتيتهم، هذا السلوك أساسه الخوف من الموت الذي بات وشيكاً مما يثير القلق عند المسن من أي تغير يحدث في جهازه الصحي وذلك خوفاً من المرض وآلامه وما يتبعه من موت وفناء .
– استرجاع الماضي بكل ذكرياته القديمة ، فيردد المسن بدون ملل ولا كلل أحاديث الماضي البعيدة والقصص القديمة ، كل ذلك بهدف إثبات حنكته وتجربته السابقة حيث كانت أيامه أيام خير وجيله جيل أعمال ورجال ، إن هذا الالتفات المرير إلى الماضي يزيد من ضعف المسن وتشاؤمه في الحياة .
– العناد والصلابة في الرأي الذي قد يجعل المسن يثور لأوهام لا حقيقة لها، حتى ولو تكشفت له الأمور وأدرك خطأه فهو يراوغ ويظل على إصراره وعناده .
– التصرف الصبياني في بعض الأحيان والإتيان ببعض الحركات الصبيانية في محاولة لاكتساب عطف الآخرين وتذكيرهم الدائم بضعفه من أجل الاستمرار في خدمتهم له وتنفيذ طلباته .
– التطلب الدائم للطاعة وتنفيذ الأوامر والإلحاح على أفراد معينين من أسرته لخدمته والانصياع لأوامره ، لذلك فهو دائماً ينهر الكبار خاصة في تعاملهم مع الصغار ،وفي محاولة لإثبات وجوده وحقه بالطاعة تجده يصر على التدخل في شؤون تبدو لغيره بأنها ليست من اختصاصه .
– ازدياد اهتمامه بحالته المادية والمالية لضمان ما تبقى من حياته، فيتصرف تصرفات يمكن أن يعدها الطرف الآخر تصرفات بخل ، فيصر على الاحتفاظ بنقوده ويتصرف فيها كيفما يشاء وإن لم يعجب الغير. ويصر على الاحتفاظ بحاجياته الخاصة من أشياء وأطعمة معينة حتى لو طرأ عليها التغيّر والفساد .
– توخِّيه الدقة في كل عمل يقوم به ، فإذا كتب خطاباً فإنه يراجعه ويراجع عنوان الغلاف أكثر من مرة قبل أن يلقيه في صندوق البريد ، ويبدو أثر هذه الدقة في أن أغلب أعمال كبار السن قد تنحو بهم نحو لون غريب من ألوان التردد خشية أن يقعوا في أخطاء لا قِبَل لهم بها .
– إحساسه الدائم بالفشل مما يجعله يؤكد للناس في مناسبات عدة أن تمسكه بالوفاء والإخلاص والتضحية كان السبب المباشر في تأخره المالي والاجتماعي .

كيف يمكن أن يفهم الشريك الزوج المسن ؟
أخي المسلم ( أختي المسلمة ) ، إن إكساب المسن الثقة بالنفس من العوامل المفيدة التي تعينه على تجاوز صعابه وتغيير تصرفاته، فإذا علمت أخي المسن أن تصرفات رفيقك هي تصرفات طبيعية نتيجة التقدم في العمر ، وإذا أدركت أنك بدعمك المعنوي له تساعده على الشعور بالأمان والاطمئنان ، استطعت إذاً أن تفكر أكثر قبل أن تقدم على طلب الطلاق . ومن هذا الدعم الذي يحتاجه رفيقك ما يلي :
– دعوته إلى الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى ليغفر له ما مضى من ذنوب ومعاصي ويعينه على تحمل ما بقى من مصاعب وآلام ، فالمسن في هذا العمر أحوج ما يكون إلى الصفاء الروحي مع خالقه جل وعلا ، فإذا كنت أخي المسلم ( أختي المسلمة ) من المسلمين الصالحين فاصبر على تصرفات وأذى شريكك واحتسب الأجر عند الله ، واعمل على بث الإيمان في قلب رفيقك ، بذلك تعينه وتعين نفسك على تخطي صعاب الدنيا والفوز في الآخرة ، أما إن كنت من المسلمين المقصرين العاصين فاستغفر الله على ما مضى من عمرك وحاول أن تتدارك ما سلف ، فإن العمر لحظات ومن يدري متى تأتي ساعته ، فلعل ساعتك تكون قبل ساعة رفيقك الذي تتذمر منه .
– عدم تعييب المسن المريض بمرضه ، فلا ينعت بالخرف في حال نسي أمراً ما، ولا ينعت بالعجز إذا لم يتمكن من إتمام عمل ما، إن مثل هذه التصرفات تلعب دورها في الإسراع في بدء التدهور الصحي والذهني لدى المسن .
– حسن توجيه المسن وتعريفه بالتغيرات التي تحصل داخل جسمه ، والتي تفرض عليه في بعض الأحيان تغيير نمط الطعام، فإذا عانى المريض من سوء الهضم فإنه قد لا يعلم أنه يجب عليه أن يغير طريقة تناول طعامه ونوعيته لتوافق التغيرات الجسمية التي تحدث بجهازه الهضمي في هذه المرحلة من العمر .
– مدح المسن وإطراءه وتشجيعه وبيان محاسنه ، فإذا تحدث المسن عن ماضيه واستعرض ذكرياته في كل مناسبة ، ولو تكرر الأمر كثيراً ، فلا ضرر من أن تستمع إليه وتمتدح إنجازاته الماضية لإن لهذا المدح أثره النفسي الهام في حياته الانفعالية فهو يبعث لديه الإحساس بالرضا والهدوء.
أما إذا لم تفعل هذا الأمر فإن المسن يشعر بالاضطهاد والفشل مما يدفعه إلى اتخاذ سلوك معادٍ لك وللآخرين فيحوِّل الاضطهاد الذي يقع عليه إلى اضطهاد للآخرين .
أخي المسلم ( اختي المسلمة ) ، لقد قرأت هذه الوريقات ولم تشعر أنك معني بشيء مما فيها ، ولكن دعني أذكرك بشيء علَّه ينفعك قبل أن تستمر في إجراءات الطلاق :
أقول لك : تخيل لو أنك أنت الشخص الآخر الذي يطلب الطلاق . وتخيل : هل الحياة التي تسعى لها أفضل من الحياة التي أنت فيها ؟ وتذكَّر : ألا يمكن لك أن تصبر بعد وقد مضى من العمر ما مضى ؟
ألم تمر حياتك بصعوبات كثيرة تخطيتها بصبرك وإيمانك ؟
وتفكَّر : ألن يأتي يوم تصبح تصرفاتك أنت كتصرفات شريكك التي تتذمر منها ؟
ماذا ستفعل عندئذ ؟
فإذا عجزت أنت عن تحمل الآخر ألن يأتي يوم يعجز فيه الآخرون عن تحملك ؟
وازن بين خياراتك واستخر الله عز وجل، والله ولي التوفيق




اتمنى ان يعجبكم الموضوع



يعطيكي العافية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.