تستغرب العشرينية عبير، الحالة التي أصابتها بعد خطبتها، فبعد أن كان أهل خطيبها من أهم أصدقائها المقربين، إذ كانت على وفاق تام مع والدته وأخواته، الأمر الذي شجعها أكثر على الخطبة، إلا أن علاقتهما باتت بعد الارتباط تشوبها "الحساسية والقلق".
وتقول عبير "لا أعرف ما السبب، فبعد أن كنت أحب التواجد والخروج معهم يومياً، أصبحت لا أميل إلى ذلك إطلاقا، فتغير الحال، وأشعر أني على غير طبيعتي، وأحسب كل تصرفاتي، وأراقب ما أقوم به"، مضيفة "في بعض الأحيان عندما يدعونني لتناول وجبة الغداء معهم، أعتذر عن ذلك وأقوم باختلاق الحجج والذرائع بأني معزومة، مع العلم أنني أكون في المنزل".
"حتى عندما ألتقيهم وأستمع إلى حديثهم، آخذه بحساسية، وأحسب الكلام موجها لي وأنني المقصودة به، ما جعلني لا أفضل الجلوس معهم لفترة طويلة"، وفق عبير.
ولكن الستينية رجاء تستغرب تصرف الفتيات بهذه الطريقة، وكأن أهل الزوج بمثابة أعداء لهن، وتجاهل أنهم عائلة واحدة يهمها المحافظة على أجواء الأسرة، وتقول "بعد خطبة ابني بفترة أصبحت أجلس مع خطيبته، كثيرا لأنني لم أنجب بناتا، لذلك تجدني أحبها كثيرا وأهتم بكل تفاصيلها، إلا أن ما أزعجني مرة، أنني وجهت لها في أحد الأيام ملاحظة في شكلها، عن لون معين لا يليق عليها، فأجابتني بنعم، لكن الأمر الذي استغربته، تعمد الفتاة في اليوم التالي، واليوم الذي يليه، وعلى مدار فترة طويلة، بأن ترتدي نفس اللون، كنوع من معاندتها، وإيصال رسالة لي بأن لا أعاود التدخل بها مرة ثانية".
وتتساءل: لا أعرف ما الخطأ الذي ارتكبته في توجيه مثل هذه الملاحظة؟!، مؤكدة أنها على يقين أنه لو وجّه لها أي من صديقاتها هذه الملاحظة لكانت ستأخذها على محمل الجد، لافتة إلى أنها في النهاية هي خطيبة ابنها وتريد لها الظهور بأفضل حلة أمام الناس لا أكثر ولا أقل.
ولأن الإنسان المتزوج محكوم بحدين: أولهما، أهله. وثانيهما، أنسباؤه، فإن العلاقة تنتقل من صداقة أو جوار إلى علاقة شرعية عادةً ما يستعيد كل منهما خبرات الطفولة، التي نشأ بها أثناء عيشه عند أهله قبل الزواج، وفق اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين محادين.
وهناك حساسية تتصاعد بعد أن يتم الارتباط، حيث تبرز ملامح في الثقافة الجديدة مثل التوتر في العلاقة المفترضة بين الزوجة وحماتها، وعلاقة التنازع المفترضة بين أهل الزوج وأهل الزوجة، على افتراض أن الزوجة قد استأثرت بابنهم من جهة، ومن جهة موازية، أن الزوجة قد سلخت ابنهم الذي تعودوا أن يكون قريباً جداً منهم لصالحها، بحسب ما يقوله محادين.
ويرى أن كل حالة من حالات الزواج تمثل وصفاً علمياً مستقلاً رغم تشابه عنوان الزواج لدى العموم.
هذا التغير يحصل من قبل الطرفين، وهو أمر غير صحي على الإطلاق، إذ من المفترض أن هذه العلاقة أخذت منحى أقوى في العلاقة الزوجية، بحسب اختصاصية العلاقات الزوجية د.نجوى عارف.
وتقول إن لكلٍ دوره في الحياة، فقد تكون الحماة، إما جارة أو صديقة أو خالة، ولكنها ما إن تتحول إلى حماة حتى تتم معاملتها بطريقة مختلفة.
ويجب على الفتاة، بحسب عارف، أن تحب أهل زوجها، كي يبادلوها الحب، لأن ذلك من مسببات الحياة الزوجية الناجحة، وعليها أن لا تغير طبيعتها وأسلوب تعاملها معهم مع إبقاء الحدود في العلاقة، لافتةً إلى أن الحساسية في هذا النوع من العلاقات غير مجدية وغير سليمة على الإطلاق.
ويذهب اختصاصي الطب النفسي د.أحمد الشيخ إلى أن علاقة أهل الزوج، بزوجة ابنهم ترتبط بشكل غير مباشر بعلاقتها بزوجها، مبينا أن بعض الزوجات لا يرغبن بحدوث صراع مع أهل الزوج لا سيما إذا كان الزوج من النوع الذي يسمع كلام أهله، الأمر الذي يزيد من تلك الحساسية.
والأصل في العلاقة بين الطرفين، وفق الشيخ؛ الاحترام المتبادل دون تدخل أي طرف بالآخر، وأن أكثر ما يتسبب في المشكلات نظرة الأهل بتقصير الزوجة اتجاه زوجها وهو التدخل الذي ليس في محله
التصنيفات
]بعد الارتباط علاقة الفتاة بأهل زوجها تشوبها الحساسية والقلق
بعد الارتباط علاقة الفتاة بأهل زوجها تشوبها الحساسية والقلق
يسلموووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووو
الله يسلمك غلاتي