الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الكريمة وفقها الله لكل خير.
لا شك أن الحياة الزوجية تمر بين الفترة والأخرى بشيء من الفتور الذي يكون منبعه أحد الطرفين أو كلاهما، وهذا شيء طبيعي ملاحظ ومعروف، والمهم في هذا الأمر ليس منع حدوث هذه المشكلة، ولكن المهم هو كيفيّة التعامل معها.
إن التعامل السليم مع مثل هذه العقبات في الحياة الزوجية يؤدي -بلا شك- إلى مزيد من الارتباط بين الزوجين، والثبات أمام الرياح التي تهز ثقة كل طرف منهما في صاحبه.
وأول أمر يلزمك في هذه المشكلة أن تشعري بأن حالة السكوت التي يمرّ بها زوجك ليس شرطاً أن يكون سببها النفرة منك.
لا.. أبداً.. بل قد يكون السبب ربما مصاعب يتعرّض لها في عمله، أو إحباطات تواجهه في حياته، ولذا فهو رغب السكوت وكره الحديث.
أو ربما أن زوجك يمر في تخطيط لمستقبله، فهو الآن في عمر الأربعين، وهي السن التي غالباً ما تجعل من يمر بها يفكر في تحديد مستقبل حياته المهنيّة والعملية. ولذا فهو دائم التفكير والقلق والتردد في هذا الأمر.
الأسباب كثيرة، ولكني شبه متأكد أن زوجك يحبك ولا زال، وأنه مرتبط بعائلته ارتباطاً جيداً.
لذا فإني أُلخص لك بعض الإرشادات منها:
أولاً: أن لا تقلقي لهذا الأمر كثيراً، وأن تكلي أمرك لله عز وجل، لأن زيادة القلق تؤدي بك إلى عدم القيام بوظائفك الحياتية المختلفة على الوجه المطلوب.
ثانياً: مارسي دورك كزوجة في أحسن صورة وكأن شيئاً لم يكن، ودعيه يشعر بأنك لم ولن تتغيري عليه، وأنك زوجة تخشى الله وتتقيه، وتحافظ على واجباتها مع زوجها على أكمل وجه تحت أيّ ظروف.
ثالثاً: تواصلي جيداً مع زوجك في أوقات سعادته وانفتاحه، ولا تخربي لحظات صفائه بسؤاله عن سبب سكوته أو هروبه من المنزل.
قربيه أكثر بتسامحك وعونك.
رابعاً: أكثري من الدعاء وخاصة في أوقات الإجابة أن يهدي الله زوجك، ويردّه إليك ردّاً جميلاً "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجلعنا للمتقين إماماً".
دعائي الصادق لك بالتوفيق والسداد والسعادة في الدارين. والله يرعاك.
سلمت اناملك