التصنيفات
الطب النفسي و المساعدة في المشاكل والضغوط النفسية

الاضطرابات النفسية والليالي القمرية

الاضطرابات النفسية والليالي القمرية
د.عزت عبد العظيم الطويل
أستاذ علم النفس بآداب بنها

ذات مساءا زارني أزهري من رجال الدين في قريتنا " جروان " منوفية وكان القمر بدرا في كبد السماء .
واخذنا نتجاذب أطراف الحديث من هنا وهناك عن المناخ الطبيعي المتقلب والمناخ المضطرب .

وأثناء الحديث لاحظت على صاحبي الضيق والتبرم ، يداه ترتعشان أثناء تناوله مشروب الضيافة يلتقط أنفاسه بصعوبة نظراته رائغه كلماته حائرة ، بسماته فاترة ، مشتت البال ، قليل الكلام يعاني من شرود أبلج ، وصوت خافت لجلج .

وعرفت منه أنه يشكو التوتر النفسي الشديد ولا سيما في الليالي القمرية ، فتمنيت له الشفاء العاجل ، والصحة النفسية الطيبة ، وشرحت له أسباب علته التي تكمن في وقع الحياة العصرية السريع ، وميل الانسان العصري الى الانطواء وانعدام الرغبة في التجمع ، وحب العيش وحيدا بعيدا عن الناس وإهمال صلة الرحم والتسربل بوشاح كىبه الانغلاق وانتهت الزيارة وعاد صاحبي أدراجه الى منزله .

وهنا بدأت أتساءل : هل هناك علاقة بين الاضطرابات النفسية والقمر ؟ وهل يزداد التوتر النفسي أو العصبي أثناء الليالي القمرية لدى الأسوياء بوجه عام ، وعند مرضى النفوس بوجه خاص ؟ وهل يوجد تآلف أو نفور بين الانسان وأبراج السماء؟ من ناحية الصحة والمرض والحياة والفناء والسعادة والشقاء والخير والشر والظلام والضياء ؟

للإجابة على مثل هذه التساؤلات نقول:
من المعلوم أن القمر جزء من كوكب الارض ويبلغ حجمه 1/10من حجم الأرض .
وللقمر وظائف وادوار يقوم بها على الأرض ومنها ظاهرة طبيعية هامة هي ظاهرة " المد والجزر ) في البحار والمحيطات ، وذلك طبقا لجاذبية القمر للماء وتكون الغلبة في الجاذبية للأرض بسبب حجمها الكبير عن القمر ، فينحسر الماء ..
ولما كان الانسان من سكان الأرض ، ويتكون جسده من مواد عضوية أكثرها سوائل ، فان القمر يؤثر على هذه السوائل فيجذبها الى أعلى ، فيزداد ضغط السوائل في الانسان على طبقة المخ ، فيؤدي ذلك الى اضطراب نفسي وعصبي بسيط لدى الانسان العادي ، بينما يتأثر المريض نفسيا أو عصبيا بشدة من جراء هذا الضغط بشكل واضح وذلك لعدم قدرته على التحكم في ذاته ، كما يمكن القول بأنه لما كانت المسافة بين الأرض والقمر من الناحية العلمية مسافة ثابتة واصبحت شدة الجذب هي الأخرى ثابتة .
وعند سقوط أشعة الشمس على القمر ليستمد نوره منه ، تزداد الطاقة الحرارية على سطحه شأنه في ذلك شأن المصباح المضئء الذي تتولد منه حرارة .
وكلما زادت الطاقة الحرارية على سطح القمر أدي ذلك ظهور بعض " الإلكترونات السالبة " على سطح القمر بسبب الحرارة وبالتالي تظهر بعض " البروتونات الموجبة ) بشكل مكثف وكبير عن الإلكترونات السالبة ، مما يؤدي الى شدة جاذبية القمر نحو الأرض …
هذا وعندما تصبح الطاقة الحرارية على سطح القمر ، ضعيفة نتيجة تعرض القمر لأشعة بسيطة من الشمس ، فان الإلكترونات السالبة ن تتساوى مع البروتونات الموجبة وبالتالي تنخفض قوة الشد والجذب التي تحدثها البروتونات بسبب نقص في الإلكترونات السالبة ، مما يؤدي الى قلة المد والجزر او عدم حدوثه في الليالي اللا قمرية ن ومن ثم لا تحدث الاضطرابات النفسية والعصبية لدى كل من المرضى الأسوياء وسبحان من قال في كتابه العزيز :
(هو الذي جعل الشمس ضياء ، والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين لتعلموا عدد السنين والحساب. ما خلق الله ذلك الا بالحق ، يفصل الآيات لقوم يعلمون " يونس الآيه رقم (5).
تحياتي للجميع.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.