أفاد باحثون اميركيون ان اللمسة الانسانية الحنونة ـ التي تختلف عن اللمسات الجنسية المثيرة للغرائز، او لمسات المساندة الشخصية البحتة ـ تخفف من التوتر وتقلل من ضغط الدم. وتضيف هذه الدراسة التي اجراها باحثون في جامعتي بريغهام يانغ في بروفو، وأوتاه في مدينة سالت لايك سيتي الاميركيتين، ونشرت في عدد شهر اكتوبر الجاري من مجلة «سايكوسوماتك ميديسن» المعنية بالطب الجسدي ـ النفسي، ابعادا جديدة الى الابحاث السابقة التي تناولت تأثير المشاعر البشرية على الصحة.
ووجد الباحثون ان التدليك، وكذلك اللمسات الحنونة، ولمسات المساندة الاخرى، تقلل من مستويات هورمونات التوتر، ومن ضغط الدم، خصوصا لدى الرجال، وهي تقوم بزيادة هورمون الأوكسيتوسين الذي يعتقد انه يعمل على التهدئة ويقاوم التوتر.
وقال جوليان هولتلانستاد البروفسور علم النفس في جامعة بريغهام يانغ ان الدراسة هدفت الى التعرف على ما اذا كانت الزيادة في اللمسات الانسانية المساندة ستؤدي الى نتائج صحية محسوسة.
وشارك في الدراسة 20 من الأزواج والزوجات ممن تزوجوا منذ 6 اشهر على الاقل. ودرس الباحثون تأثير زيادة علاقاتهم الحميمة العاطفية والجسدية،على حالاتهم على مدى 4 اسابيع.
وتم تدريب الأزواج العشرين داخل احد المختبرات، الا ان اغلب العمليات نفذت داخل منازلهم، ومنها عمليات تدليك استغرقت 30 دقيقة (للرقبة والكتفين وجبهة الرأس) اجريت ثلاث مرات اسبوعيا.
وارتدى المشاركون اجهزة لقياس ضغط الدم لديهم على مدى 24 ساعة كانت تقدم القراءات باستمرار. كما اجابوا عن اسئلة في استبيانات حول عدد المرات التي تمت فيها ملامستهم سواء بالاحتضان او التقبيل او شبك الايادي او اللمسات الحنونة الاخرى. وقارن الباحثون نتائج هذه المجموعة مع نتائج مجموعة اخرى من 14 من الازواج لم يطلب منهم اجراء مثل هذه العمليات. وقالوا ان اللمسات الحنونة تعزز فعلا الصحة خصوصا لدى الشبان والشابات. الا انهم اشاروا الى ان النتائج قد لا تلائم الازواج الكبار في السن بسبب تغير مستويات الهورمونات لديهم.
وعلقت غيل آيرنسون البروفسورة في علم النفس والطب النفسي في جامعة ميامي في كوارال غيبلز في فلوريدا على الدراسة، بانه «بينما توجد ادلة على دور التدليك في التأثير الجيد على حالات القلق والكآبة، فاننا لا نزال نجهل الاسباب البيولوجية لذلك»، فيما اشارت سو كارتر الباحثة في البيولوجيا العصبية السلوكية في جامعة الينوي في شيكاغو بان الامر اللطيف في هذه الدراسة هو اجراؤها في اجواء منزلية مريحة للمشاركين، بعيدا عن المختبرات وتأثيراتها