الاعجاز العلمي في الهيكل العظمي

مع الإعجاز الإلهي في أجسامنا نلتقي اليوم مع اثنين من الأطباء الذين قضوا
مسيرتهم العلمية مع أسرار الهيكل العظمي وعبقرية التركيب فيه. فقد صوره الله في
منظومة هندسية إبداعية تدخل العلماء ولم يملكوا حيالها إلا مزيدا من خشية الله.
ضيفانا هما الدكتور محمود عقل أستاذ جراحة العظام ورئيس الجمعية المصرية لجراحي
العظام سابقا والعضو حالياً في خمسين جمعية دولية تعني بالعظام وملاحقة
أمراضها. والدكتورة أميرة عبدالصبور شاهين أستاذ الأمراض الروماتيزمية بطب
جامعة القاهرة وعضو العديد من الجمعيات المحلية والدولية.
مما جاء في القرآن الكريم نستعيد قول الله تبارك وتعالي عن مكانة العظام أثناء
عملية الخلق حيث يقول جل شأنه: "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه
نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة
عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين" سورة
المؤمنون الآيات 12. 13. 14".
تكريم الله
الدكتور محمود عقل يمسك خيط الحديث.. ويقول كرم الله أحسن الخالقين الإنسان
فجعله ينتصب واقفا علي قدميه ولا يمشي علي يديه حتي لا يري سوي الأرض وعن عظمته
أن جعل مركز نقل الانسان مهما كان وزنه يوضع داخل قدميه علي مساحة لا تزيد علي
عشرين بوصة مربعة ويتآزر الجهاز الحركي فتحرك العضلات المفاصل ويحرك العصب
العضلات فيقف الإنسان متوازنا لا يترنح يمنه أو يسره ولا يسقط مرتطما بالأرض
ويمشي ويجري ويقفز ويصعد الدرج بتعاون الجميع يتابع الدكتور محمود عقل كلماته
ويقول… حينما جعل الله جل شأنه الإنسان لا يمشي علي اليدين كان ذلك لحكمة
بالغة هي أن
يلتقط الأشياء بأصابعه ويقبض عليها فلا يقع من ثم يتطور مع تطور الحياة فيصنع
بيديه ما يمكنه من عيشة كريمة هانئة.
أنواع المفاصل
وندخل في تفاصيل هذا الخلق العظيم فتحدثنا الدكتورة أميرة عبدالصبور شاهين عن
المفاصل التي خلقها الله في هيكلنا العظمي لتمكننا من الحركة السليمة وتمكن
الهيكل العظمي من آداء خدمات حياتية جليلة للانسان فتقول "في جسم كل منا 143
مفصلا وتبدو في ثلاثة أنواع فمنها المفاصل الثابتة التي جعلها الله لحماية
الجمجمة فتربط بين عظماتها وفي هندسته البديعة جعل هناك نوعا آخر من المفاصل
قليلة الحركة مثل مفصلي أسفل الظهر وبعظمة إلهيه يربط هذان المفصلات الفقرات
الظهرية السفلي بعظمتي الحوض أما النوع الثالث فهي المفاصل حرة الحركة التي
تسمح بمجالات
حركة كبيرة وقد جعلها الله تتخذ أشكالا متعددة لكي تسمح بحركات مختلفة
ومتنوعة.
إبداع يفوق كل التصورات
وأسأل الدكتور محمود عقل هل تعطينا نموذجا لتنوع المفاصل وتفرغ حركاتها فيقول
مفصل الفخذ يبدو مثل نصف كرة تتحرك فيما يشبه العلبة ومثل هذا التركيب يتيح
فرصة ثبات شديد للمفصل حيث يرتكز عليه الإنسان أثناء المشي وهذا الوضع عكس حركة
مفصل الكتف يستقر في علبة ضحلة ليست عميقة مثل علبة مفصل الفخد وبكرته. الكبيرة
وتبدو الحكمة الإلهية في هذا الاختلاف في أننا نحرك مفصلا الكتف كثيراً أما
مفصل الركبة ففيه تدور عظمة الساق علي سطح عظمة الفخد فتلف العظمة للخارج فتعطي
الثبات المطلوب لمفصل الركبة أما مفصل الكوع فيشبه مفصل الباب ويسمح بالحركة في
مستوي واحد وهي حركة الجزء الأسفل في الذراع علي الجزء الأعلي منه.
العمود الفقري
يتابع الدكتور محمود عقل كلماته ويقول في العمود الفقري نشاهد نحن الأطباء
عبقرية أخري من أحسن الخالقين فتجده يتكون من سلسلة من الفقرات المعشقة مع
بعضها البعض بمفاصل خارجية وبين كل فقرة وأخري توجد الغضاريف وهذا التركيب يكسب
العمود الفقري متانة وقوة تحمي "الحبل الشوكي" بداخله كما تحمي الجمجمة "المخ"
ونخر ساجدين لله ونحن نري هذه الحماية الشديدة لأهم جهازين في جسم الانسان أعني
المخ والحبل الشوكي يمتزج بمرونة تسمح للإنسان أن يلف نفسه وينتقل من النوم علي
ظهره إلي النوم علي جانبه في يسر ومرونة.
يختم الدكتور محمود عقل كلماته قائلا: من واجبنا صيانة هذا الجهاز الذي تتبدي
عبقرية التركيب في كل جزئية من جزئياته مهما كانت صغيرة وألا نهمله ونتركه حتي
لا يصبح أمامنا مفر من الترميم بإدخال أجزاء من صنع الإنسان.
رفض الأحمال الثقيلة
وكيف تصونه؟
وتجيب الدكتورة أميرة عبدالصبور شاهين: في جسم الانسان 143 مفصلاً لسهولة
الحركة ويجب الحفاظ عليها وذلك بالآتي:
– نحافظ علي الوزن المثالي وعدم تحميل الجسم بالأوزان الثقيلة.
– لا ننسي التمرينات الرياضية طيلة حياتنا خاصة التمرينات الهوائية بدءا
بالسباحة وانتهاء بالمشي بشرط أن تريحنا ولا ترهقنا.
– نبتعد عن الكعب العالي ورفع الأحمال الثقيلة.
– عدم الجلوس ساعات طويلة أمام الكمبيوتر أو التلفاز.
– إذا أصيب مفصل ما فينصح بتحريكه مرة كل نصف ساعة حتي لا يصاب بالتيبس نتيجة
طول الجلوس.
– اتباع تمرينات كثيرة لتحسين العظام والعضلات.