صحة البدن في قلة الطعام، وأثر عن أحد التابعين قوله: "إذا أكلتم كثيرًا شربتم كثيرًا فنمتم كثيرًا وفاتكم خير كثير"، فالشاهد هو قلة الطعام والإقلال من الأطعمة التي تؤدي الى كثرة الغازات وذلك يقطع الوضوء ومنها الأطعمة الدسمة كثيرة الدهن والمسبكات والكرنب"الزهرة" والثوم والبصل والمياه الغازية
هل هناك أمراض معينة يحظر فيها الصيام؟ وما هي؟
لا توجد أمراض محددة يحظر فيها الصيام، ولكن حالة المريض هي التي تستدعي أن ينصحه الطبيب بالفطر، وهذا يستلزم فحص المريض وعمل فحوصات معينة، وإذا لاحظ الطبيب أن الصوم قد يؤدي إلى ضرر على المريض أو تفاقم المرض فإنه ينصحه في هذه الحالة بالفطر
ومن الحالات التي قد يحدث أن يقرر فيها الطبيب حظر الصوم على المريض حالات الجفاف، وبعض حالات السكر الشديدة التي تؤدي إلى زيادة الأحماض والكيتونات بالجسم
هل لراحة المعدة أثر في الراحة النفسية التي يشعر بها الصائم؟
الراحة النفسية التي يشعر بها الصائم تحصل أساسًا بسبب كونه في طاعة، وفراغ المعدة يساعد على زيادة الشعور بالراحة النفسية، وخاصة أن البدن في هذه الحالة يكون مرتاحًا ويستطيع الانسجام مع حالة النفس المطمئنة
أنا مريض بالسكر، ولكني أحب أكل التمر بشدة على الإفطار.. فهل هذا يؤثر عليّ بصورة سلبية، علما بأني أحافظ على مواعيد الحقنة والدواء باستمرار؟ وجزاكم الله خيرا
الحفاظ على مواعيد الحقنة باستمرار أمر طيب، ولكنه غير كاف؛ فلا بد أن يثبت بالتحاليل أن نسبة السكر منتظمة، ولذلك أنصح بأن يكون لديك جهاز تحليل السكر في المنزل (الجهاز الإلكتروني الشخصي) ومن خلال التحاليل تستطيع أن تتأكد أنك فعلاً تحصل على القدر الكافي من الأنسولين
أما بالنسبة للتمر فهو يحتوي على قدر كبير من السكريات، قد لا يتناسب مع مريض السكر؛ ولذلك أنصحك بتناول تمرة واحدة عند أذان المغرب، ولا تزد عليها، إلا إذا أثبت التحليل عدم ارتفاع السكر بعد الأكل بساعتين عن نسبة 140 ملجم
هل هناك أبحاث طبية حول التأثيرات الصحية الجسمانية للصيام؟ وما أهم هذه الأبحاث؟
للأسف هناك تقصير من المؤسسات العلمية الطبية في العالم الإسلامي في بحث الجوانب العلمية الطبية للصوم؛ ولذلك لم يصل إلى علمي وجود مثل هذه الأبحاث، ولكنني أسمع بين الحين والآخر عن وجود بعض من هذه الأبحاث، ولست متأكدًا من ذلك
هل للصيام تأثير ضار على الكلى، ولماذا يشيع ذلك في الأوساط العامة؟
لا يمكن إطلاق مقولة إن للصيام تأثيرًا ضارًا على الكلى بصفة عامة، وهذا فعلاً من الأخطاء الشائعة في الأوساط العامة، ولكن هناك أنواع محددة من الأمراض التي تصيب الكلى، ويكون للصوم تأثير ضار عليها، وهذا يحدده الطبيب المتخصص.. ومن أمثلة ذلك، المريض الذي يعاني من تكرار تكوين الحصوات بمعدلات عالية، تصل إلى مرة على الأقل شهريًا، ومثل هذا المريض قد يساعد الصوم على تقليل نسبة المياه في المجاري البولية لديه؛ وبالتالي يعطي فرصة لتة لترسيب الأملاح وتكوين الحصوات، أما الأصحاء فلا ضرر للصيام على الكلى لديهم
ما هي فوائد الصوم الصحية؟
حالة الصوم تسمى في الكتب بتسمية علمية لا تنطبق عليها المواصفات الشرعية للصوم في الإسلام؛ ولذلك لم تتم دراسة الجوانب العلمية للصوم كما هو في الشريعة تحديدًا، ولكن الأبحاث العلمية أفادت أن الإنسان الذي ينقطع عن الطعام لفترات تزيد عن ستة ساعات يؤدي ذلك إلى بعض الجوانب المفيدة، ومنها زيادة توافر الدم في المخ؛ نظرًا لقلة احتياج الجهاز الهضمي للدم في ذلك الوقت، ومنها أن الجسم يبدأ في تحليل الدهون المختزنة وتحويلها إلى مصادر للطاقة يستخدمها الجسم، وفي ذلك تقليل للسمنة ولمعدلات الكوليسترول والدهنيات الثلاثية بالدم؛ مما يكون له أثر جيد في تقليل تصلب الشرايين
كما أن بعض المرضى المصابين بهبوط في عضلة القلب يعانون من زيادة نسبة السوائل بالأوعية الدموية؛ وعلى ذلك فإن الصوم لبضعة ساعات يقلل الأحمال الزائدة من السوائل في الدم؛ وبالتالي على عضلة القلب لديهم
اجاب عليها / الأستاذ الدكتور طارق حسين الشابوني