يعتبر هذا الفيتامين أحد أهم الفيتامينات التى يحتاجها الجسم بشدة، ويدخل فى أهم الحواس وهى الرؤية، والمصدر الأساسى لهذا الفيتامين هو الريتنول، وهو موجود فى الأنسجة الحيوانية، مثل الكبد سواء كبد الحيوانات كالبقر أو الغنم، أو كبد الطيور كالفراخ والبط والديك الرومى.
ومن مصادر هذا الفيتامين أيضا بعض المواد الكاروتينية التى توجد بكثرة فى بعض النباتات مثل الجزر، وقد قيل منذ زمن أن الجزر يقوى النظر، وهذا المثل الشائع يؤكده أن نقض فيتامين A يؤدى إلى العمى الليلى، ولكن الأبحاث الحديثة قررت أن المصدر الرئيسى لفيتامين A هو المصدر الحيوانى، لأنه حتى وإن كان بعض الخضراوات والفواكه تحتوى على نسبة عالية من فيتامين A إلا أنه لا يمكن امتصاصها إلا ذائبة فى الدهون، وهو ما قد لا يتوفر عند أكل الخضار والفاكهة. ولذلك ينصح النباتيين باستعمال مكملات غذائية دوائية للحصول على احتياجاتهم من فيتامين A برغم تناولهم له بكثرة عند تناولهم للخضار والفاكهة.
ولذلك يجب التنبه إلى أن الحصول على احتياجات الجسم اليومية تعتمد على امتصاص الفيتامين، وليس مجرد وجوده فى الطعام المتناول. والكمية الواجب تناولها للشخص الذكر البالغ حوالى 900 ميكرو جرام فى اليوم وهذه الكمية يمكن أن تغطيها الكميات التالية من الطعام، 15 جم من الكبد، 120 جم من البروكلى، 150 جم من اللفت، 200 جم من السبانخ، 500 جم من الكانتالوب، 900 جم من المشمش، 100 جم من الجزر، 125 جم من البطاطا، 250جم من القرع، وتقل هذه الكمية بنسبة 30% للإناث البالغات وإلى النصف بالنسبة للأطفال، ولكن المرأة الحامل تحتاج إلى حوالى 1300 ميكروجرام يوميا.
ويلعب فيتامين A دوراً حيوياً داخل الجسم، حيث يتداخل وظيفياً فى المهام التالية: الرؤية، تركيب الجينات، المناعة، التكاثر، تطور الجنين ، تكوين العظام، صحة الجلد، مضادات الأكسدة، تكوين خلايا الدم، وبالتالى فإن نقص فيتامين A فى الغذاء يسبب العديد من المشاكل، ويمكن أن يكون نقص فيتامين A إما ابتدائى أو ثانوى، النقص الابتدائى يحدث للأطفال أو البالغين نتيجة تناول كمية قليلة من الكبد والخضراوات الصفراء والخضراء والفواكه، وأيضا يمكن أن يسبب الفطام المبكر نقص فيتامين A الابتدائى، إما النقص الثانوى، فينتج عن مشاكل مزمنة فى هضم الدهون، أو مشاكل فى إنتاج أو إفراز العصارة الصفراوية، ويمكن أن يحدث للأفراد الذين يتبعون حمية غذائية قليلة الدهون لفترات طويلة، وأيضا يحدث نقص فيتامين A الثانوى لمن يتعرض بشدة لعوامل الأكسدة مثل التدخين.