يلجأ البعض إلى المهدئات والأدوية لعلاج التوتر والهموم ، بالرغم من أنه بإمكاننا "الضحك" كدواء نفسي طبيعي لتعزيز الجهاز المناعي وطرد الشحنات السلبية منه والتخلص نهائياً من الكآبة والنكد بجميع أشكاله.
ويؤكد الخبراء أن الضحك يمكن أن يحمي من الشعور بالآلام، أو الإجهاد، فهذا العلاج الثمين هو متعة لا تقدر بثمن، كما أنه بسيط وسهل المنال، وثبت أيضاً أنه ليس هناك شيء أكثر تأثيراً على عودة الجسم، والعقل إلى حالة التوازن أكثر من الضحك.
وأشار الخبراء إلى أن اللجوء إلى الضحك يخفف من أعبائك ويلهمك التأمل، ويزيد من اتصالك بالآخرين، بل ويجعلك أفضل تركيزاً، وانتباها في عملك، وفي كثير من الأحيان، يعتبر الضحك مصدراً هائلاً لتجاوز المشاكل، وتعزيز علاقاتك بالآخرين، وكذلك دعم كل من الصحة الجسدية، والعاطفية.
علاج جديد
لذلك يستخدم الطبيب الروسي "اندريه سكوتينا" بعيادته في موسكو الضحك لعلاج مرضي التوتر ، وقد حصل باعتباره الطبيب الوحيد الذي يقوم بذلك في روسيا، على رخصة لممارسة هذه الطريقة من هيئة الرقابة الطبية الروسية.
وبحسب جريدة "القبس" اهتم سكوتينا الذي يبلغ من العمر 38 عاما فقط، بدراسة تأثير الضحك على الجسم منذ عشر سنوات، وقد استطاع أن يثبت بشكل عملي أنه بعد «وجبة» من الضحك فإن كل خلية في الجسم تظهر وكأنها ولدت من جديد.
ويؤكد الدكتور سكوتينا أن الضحك يزيل آلام الرأس ويخفض الضغط ويعزز المناعة ويخفف من أزمات الربو ويحسن النوم. ويوضح أن جلسات العلاج التي ينفذها لمرضاه تتم ضمن مجموعات تضم ما بين 30ـ 40 شخصا، أما فترة العلاج فتستغرق عشرة أيام بمعدل ساعة في كل جلسة.
في البداية يقوم الدكتور سكوتينا بتدريب مرضاه على كيفية التنفس بشكل صحيح، وفي المرحلة الثانية يتعلمون الضحك من الداخل (من جوف البطن) في حين يتم تعليمهم في المرحلة الثالثة على إجراء تغييرات في شكل الوجه والقيام بحركات إيمائية ثم يتعلمون الإنصات ورواية النكات.
ويضيف: يتوجب علينا دائما أن نولي اهتماما بشيء واحد وهو تجنب الضحك المبتذل أو الضحك الأسود. كما أن هذا النوع من العلاج غير مناسب للناس الذين يعانون أمراضا نفسية ويتم التعامل بحذر مع النساء الحوامل ومع الناس الذين أجروا عمليات الفتق.
وذكرت الصحف الصادرة في العاصمة الروسية أن طريقة العلاج هذه ناجحة إلى درجة أن كلية التربية البدنية في موسكو بدأت تفكر بتأسيس فرع دراسي جديد ومستقل فيها، وهو العلاج بالضحك.
شهية أفضل
كما أشارت دراسة أميركية حديثة أن المتقدمين في العمر، والمعرضين لأزمات اجتماعية أو اقتصادية هم أكثر عرضة لاضمحلال القدرات الذهنية مقارنة بأقرانهم الأسعد حالا.
وأكدت الدراسة التي أجراها باحثون من ولاية مساتشوسيتس الأميركية أن الشعور بالاكتئاب يزيد من مخاطر إصابة كبار السن بالخرف وثبت ان الضحك هو العلاج الأمثل للاكتئاب وصدق من قال: اضحك تضحكلك الدنيا.
و بجانب قدرته على تحسين الحالة المعنوية للإنسان فإنه يفيد مثل الرياضة في تحسين الشهية ، وقد يساعد المرضى والأشخاص المكتئبين على تناول الطعام ، هذا ما كشفه بحث علمي أظهر أن الضحك بابتهاج يعزز جهاز المناعة ويغير معدلات الهرمونات المرتبطة بالشهية العالية للطعام
وكشفت دراسة أجرتها جامعة "ستانفورد" أن المرأة أكثر استجابة للمواقف المُضحكة من الرجل ،و أرجع الخبراء ذلك إلى طبيعة حياتهن اليومية ومسئولياتهن التي تقل بكثير عن الرجال، مما يجعلهن أقل توتر وجدية في استقبال الأمور، فضلاً عن وجود الغريزة الأنثوية التي تجبرهن دوماً على إظهار خفة الظل.
وأرجع الباحثون ذلك إلى أن دماغ المرأة يتذكر الأحاسيس بدقة أكثر من دماغ الرجل ، بسبب الارتباط بين السلوك المعرفي والهيكلية الدماغية التي تتنشط عندما تتعرض للاستثارة العاطفية .
لذلك حددي للضحك مساحة في حياتك للتخفيف من التوترات والضغوط ولتحقيق التوازن النفسي, وتحمل الآلام الجسمية ، ويتحقق ذلك من خلال الإقبال علي مشاهدة الأفلام الكوميدية أو الوجود مع الأطفال أو الخروج في نزهات خلوية.
جزاك الله خييير
مشكوره