من ناحية أخرى لم يسمح للبنات بالذهاب إلى الخارج. بل كنا يعشن داخل البيوت ويقمن بالأعمال المنزلية. وهكذا وبعد دخول التعليم، حصل الأولاد على التعليم بينما لم تتلقى الفتيات أي تعليم. ولكن هذا لا يعني بأننا يجب أن نميز في المعاملة بين البنات والأولاد. اليوم نحن في أمس الحاجة إلى تعليم الفتيات وتعزيز قوتهن وإرادتهن، فالحياة قد اختلفت وأصبحت ظروف المعيشة صعبة. فالفتيات بحاجة إلى التعليم، والعمل بالإضافة إلى الإرشاد الصحي تماما مثل الأولاد، حتى يتمكن من تربية أطفالَهن والعناية بعائلاتهن بطريقة جيدة، وإذا كنا مضطرات للعمل أيضا خارج المنزل في المهن التي يملكن المهارات لإنجازها.
لقد وفر المجتمع المدني العديد من الوظائف للفتيات أهمها الطب وأرقاها التعليم، فالمجتمع اليوم يعرف تماما بأن تعليم الفتاة يعني تعليم الأمة. فالأم المتعلمة الواثقة من نفسها والقوية تعني أفرادا أقوياء، وأصحاء، وأكثر تعليما. ولكن للأسف لا زالت بعض المناطق النائية والريفية تسير على النهج القديم في تهميش دور الفتاة واعتبارها عالة وليست معيلة لعائلاتها. نحن بحاجة على نشر وعي أكبر حول دور الفتاة والمرأة في المجتمعات النامية خصوصا، لأن المعاملة غير العادلة اتجاهها أصبحت غير مبررة، فكل البحوث والدراسات الحالية تبين قدرة الفتاة على العمل والدراسة، والاجتهاد والتفوق أحيانا كثيرا على نظرائها الأولاد.
يجب على الأمهات والآباء أن يعلموا تماما بأن المعاملة العادلة بين الفتيات والأولاد هو نتاج تجربة إنسانية أثبتت بأن الفرق الوحيد بين الرجل والمرأة هو بيولوجي فقط. فالفتيات قادرات على العمل والتفكير والإبداع وكذلك الإنجاب.