1)الجهل:
وهو مدخل من مداخل الشيطان ولا نبالغ إذا قلنا بان كل مداخل الشيطان تبدأ به وعليه تعتمد وبه تقوى لان الجاهل لا يعرف مداخل الشيطان فيسدها ولا مكائده فيبطلها ولا شباكه فيتجنبها فيجتذبه الشيطان بسهولة ويتغلب عليه بأدنى حيلة
كما أن الجاهل لا يعرف الخير من الشر و لا السنة من البدعة فربما أوقعه في الشر وهو يحسب انه خير وربما أوقعه في البدعة وهو يضنها سنة وبهذا يكون من الخاسرين "قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا اللذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"
و الجهل يطمس القلب ويعمي البصيرة ومن هنا يكون الجاهل للشيطان غرضا فيوجه إليه سهام الشبهات وسموم الشهوات فيرد به في الهوى أسير الشهوة فإذا وصل إلى تلك الغاية اتخذه الشيطان جندا له ينشر به الفساد في الأرض ويصد به الناس عن الحق وبهذا يصير من حزب الشيطان "ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون"
وقد قيل:
وفي الجهل قبل الموت لأهله فأجسادهم قبل القبور قبور
وإن امرؤ لم يحيى بالعلم ميت فليس له في النشور نشور
ومن مداخل الشيطان على الجاهل انه يصده عن طلب العلم ويقول له كيف بك أن تجلس أمام العالم جلسة الطالب وأنت قد كبرت؟ فيرضى بالجهل.
2) تسمية المعاصي بأسماء محببة:ومن صور هذا التزيين تسمية الفواحش و المعاصي بأسماء محببة لكي يخفى خبثها .فهو الذي يسمي الشجرة شجرة الخلد"هل أدلكم على شجرة الخلد وملك لا يبلى" يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : وقد ورث أتباعه تسمية الأمور المحرمة بالأسماء التي يحبها النفوس فسموا الخمر بأم الأفراح وهم اللذين يسمون الربا بالفائدة ويسمون التبرج الفاضح بحرية المرأة ويسمون الاختلاط المستهتر بالتقدم والتمدن ويسمون المغنية الفاسقة الفاجرة بالفنانة ويسمون الممثلة الخليعة بطلة ، ويجمعون كل هذا الفسق و الفجور و العصيان تحت إسم الفن كل هذا ليجتذبوا قلوب الناس إلى فحشهم وخبثهم.
3) الوسوسة في الصلاة:روى مسلم في صحيحه عن أبي العلاء إن عثمان ابن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال"إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه وتفل على يسارك ثلاثا" قال ففعلت فأذهبه الله عني.
تنبيه: أورد الغزالي في الإحياء هذا الحديث عن عمرو بن العاص وتبعه على ذلك دكتور السيد الجميلي وهو غلط فتنبه.
واعلم أن الشيطان يدخل على المصلي من بابين لا ثالث لهما:
المدخل الأول:
يتعلق بالحواس الظاهرة كمن يصلي وهو يسمع صوتا عاليا فيشغله عن صلاته ،أو من تقع عينه أثناء الصلاة على شيء يعجبه كزخرف وغيره وهذا الباب إنما يسد بقطع تلك العلائق و الشواغل
4) الشيطان يضحك من المتثائب:وذلك لان التثاؤب ينشا عن الكسل فيكون المتثائب في حالة لا يستطيع معها إن يؤدي الطاعات على أكمل الوجه ومما يضحك الشيطان إن المتثائب يكون في منظر غير جميل لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته وأما التثاؤب فهو من الشيطان فليرده ما استطاع فإذا قال ها ضحك منه الشيطان" رواه البخاري ومسلم.
قال الحافظ شبه التثاؤب الذي يسترسل معه بعواء الكلب تنفيرا منه واستقباحا له فإن الكلب يرفع رأسه ويفتح فاه ويعوى و المتثائب إذا فرط في التثاؤب شابهه قال : ومن هنا تظهر النكتة في كونه يضحك منه لأنه يصير ملعبه له بتشويه خلقه في تلك الحالة.
5) تنغيص النوم وتحزين المسلم:
ومن مكائده أعاذنا الله منه انه يري الإنسان في منامه أحلاما مزعجة كي يحزنه ويؤلمه فقد روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت في المنام كان راسي ضرب فتدحرج فاشتددت على أثره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي "لا تحدث الناس بتلاعب الشيطان بك في منامك"
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه "موضوع الرؤيا ثلاثة: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله ورأيا تحزين فهي من الشيطان ورؤيا مما يحدث المرء نفسه فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم ويصلي ولا يحدث بها الناس"
منقول
والله يجعله في ميزان حسناتك يارب
جزاكى الله خيرا