رقم الفتوى (4274)
موضوع الفتوى معنى ذمة الله لمن صلى الفجر في جماعة للرجل و
السؤالس: " من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله " الحديث، هل تدخل التي تصلي فيبيتها في ذلك؟ وما معنى في ذمة الله؟ وهل معناه أنه لن يحدث له مكروه في ذلك اليومويدع الخوف مثلا أن يعود إلى بيتهم مشيا على الأقدام بدلا من السيارة في منتصفالليل بحجة أنه في ذمة الله ولا خوف عليه؟
الاجابـــة الذمة هي العهد والجوار،فالمعنى أن هذا المصلي لما تجشم المشقة في وقت حر ونوم ونحو ذلك وقطع تلك المسافةإلى المسجد ذهابا وإيابا وحضر الصلاة مع الجماعة فإنه قد عمل أعمالا صالحة كطهارتهومشيه على قدميه وانتظاره للصلاة، وخشوعه وخضوعه في صلاته، وتدبره للقرآن عندسماعه، وذكره للأوراد بعد الصلاة ورجوعه إلى بيته مع كونه في ذلك كله خاشعامتواضعا، فإنه في ذلك يكتسب هذا الأجر، فيصبح في ذمه الله أي في عهد الله وجواره
ولذلك جاء في الحديث: فإياكم أن يطلبكم الله بشيء من ذمته والمراد: لاتعتدوا على هذا المصلي بضرب أو سلب أو نهب أو عذاب، فإنكم بذلك تخفرون ذمه الله،ومن أخفر ذمه الله فإن الله يطالبه وينتقم منه، كما أنك إذا دخلت في جوار أمير أووزير أصبحت في ذمته ولم يتجرأ أحد من أعدائك أن ينتقم منك لأنه يحترم ذلك الأميرالذي أنت في جواره وذمته، ولا ينافي ذلك أنه قد يحدث له مصائب ونكبات في ذلك اليومبسبب أعمال اقترفها، فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة.
فيكونالمراد أن المصلي إذا اعتدى عليه أحد فلا يأمن أن ينتقم الله من ذلك المعتدي، كماأن الأمير ينتقم ممن يعتدي على من هو في جواره، وحيث إن تسقط عنها صلاةالجماعة في المساجد، فإذا أخلصت النية وأدت الصلاة في وقتها فإن لها أجر الجماعةوتكون أيضا في ذمة الله، وليس للمسلم في هذه الحال أن يتعرض للأخطار ولا أن يتركالأسباب، فإنه قد يتسلط عليه بعض أعدائه إذا رأوه وقد تخلى عن أسباب التحفظ،فيعتدون عليه، ولا يبالون بذمه الله ولا بجواره فمثل هؤلاء يُخاف عليهم أن ينتقمالله منهم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين