مليت .. طفشت .. زهقت ..
هي وغيرها من المصطلحات ..
رددناها بالامس واليوموغدا .. ومازلنا ..
لأن الانسان بطبيعته ملول لا يحب الرتابة والخمول ..
الروتين قاتل له والجديد من الأشياء والأحوال والعلوم والأفكار
محفزالذاته التواقة لكل جديد
لديه فضول للمعرفة وشغف بالحديث والمتطور وحماسمشرئب
لكل جميل زاهي وفكر راقي
واذا قسنا ذلك بناء على معرفتنا بهذاالمخلوق العجيب
والذي وضع الله فيه سر هذا الكون وحمله مسئوليته
وطالبه أنيعمل لبنائه وإعماره بكل خير له وللغير من غير قيد أو شرط
فخالقة اعلم كيفيسعد وكيف ينجح وكيف يتميز
وله أن يقبل فيفوز أو يعرض فيشقى !!
كلشيء يتحرك داخل جسمه بفعالية والتزام وقوة ووئام
الخلايا مهما صغرت والأعضاءمهما كبرت
والدم يجرى في العروق بلا توقف أو ملل أو كلل
كل هذا الجريان منملايين الخلايا داخل الصندوق
تجبر الإنسان إلا يكون إلا كذلك
متحرك متجددكالنهر الجاري مائه عذب زلال ومنظره يسر كل الأحوال
إنها حكمة من لا يغفلولا ينام جعل التدفق عنوان للحياة
والحماس وقود للانجاز والطموح
فمنمنا لم يحدث نفسه بمشروع تجاري أو فكري أو علمي أو اجتماعي او سياسي ..
يعبر فيهأو من خلاله عن فكره الإبداعي ومساهمته الفعالة في المجتمع
من منا لم يحلمذات يوم بأنه أستاذ الاساتذه في علم من العلوم أو فن من الفنون
أو باب خير أوإصلاح أو اعمار في الأرض
كلنــا حلمنا وارنا وتمنينا وخططنا ..
لكـــــــــــن .. ينقصنا .. القرار .. والقرار الفعال ..
أي بمعنى آخر .. التنفيـــذ ..
التنفيذ الذي هو دور الجوارح والحواس وأعضاء الجسم
التي يديرهاالعقل بأعجاز رباني الهي
مع العلم بكل ذلك ..
نجد نسبه كبيره لمتتعدى اهدافهم الاحلام وبقيت مسطره على الكراس ..
والسبب
الفروقات الفرديةبين الناس في الهمة والالتزام واحترام الوقت والنظام
والإقبال على تطوير الذاتواكتساب الحديث من العلوم والمعارف والسعي الحثيث للرقي
والتطوير والتقدم فيالتفكير وتحمل المسئولية
وكتابة الخطة وصياغة الأهداف ووضع الرؤيا وتطبيق كل ماتقدم بحرص ودقة
قال تعالى وهو يخاطب عباده بأن الأمر لهم والخيارخيارهم
( لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر )
نضيف إليها كمسلمين النيةالصادقة والتوكل على الحي الدائم وتقواه
لقد ألقى هؤلاء المميزين حولالعالم الروتين جانبا
والجمود والتراخي والاستسلام
والعشوائية في الحياة فيسلة المهملات وتوكلوا على خالقهم
ولم يرفعوا العلم الأبيض من أول معركةحياتية
وامنوا أن النجاح في الحياة نجاح استراتيجي
وليس آني قصيرالأجل
وان خسارة معركة لا تعني بالضرورة خسارة الحرب الكبرى
فالحياةصراع يحتاج إلى الحاذق الماهر والذكي القادر والمقدام الآمر فأين أنت من هؤلاء؟
إنها ليست خلطة سرية أو مفاعل نوويا كتب على بابه ممنوع الاقتراب أوالتصوير!!
إنها همة توصل إلى القمة وعزيمة على التغير والتطوير
تهبصاحبها العصا السحرية
لكي يحقق كل ما يدور في مخيلته من إبداع وتفوق ..
يروى أن الإمام البخاري رحمه الله عندما كان
شاب يافعا فيالرابعة عشر من عمره أراد أن
يحمل هم الأمة ويسخر طاقته لخدمة الإسلاموالمسلمين
ويطلق طاقته الكامنة بين أضلاعه
تأمل كثيرا وفكرا مليا كيف وأينومتى وماذا اصنع ؟
وبينما هو جالس في المسجد مع أساتذته العلماء سمع أحدهميقول للآخر
إن الأحاديث كثيرة وهي مفرقة بين الكتب بلا تصنيف أوتصحيح
متى يأتي من يقوم بذلك العمل ؟
استوقف الإمام البخاري هذا الكلامالكبير من شيوخه
وجاءت لحظة الحسمالتي ينتظرها منذ زمن
وبلا تردد
قالكلمته الشهيرة
"فلمعت في رأسي فقلت أنا لها فعشت لها "
فكانأنشودتاً في زمنه وملحمة في عصره
ألف أتقن الكتب وأصدقها بعد القران الكريم وهوصحيح البخاري .
ومن هنا أحبتي ..
نتفق أن الله جل في علاه عادل معنانحن البشر
عدالة كاملة فى الرزق والتكوين والخلق والتمكين
وما تبقى إذا هوالدور الذي يجب أن نلعبه نحن ونحن فقط
فما لم نقدمه لأنفسنا لن يقدمه الآخرونلنا
ولن ينفعنا إسقاط الفشل والسقوط الذريع لنا في الحياة
على الآخرينوالظروف و الحظ
لأنه إسقاط في غير محله أريد منه تبرئة النفس
من ما علق فيهامن تقصير أدى إلى تدمير
فعلينا بالمبادرة واتخاذ قرار التغير الايجابي منالآن
وعاهدوا أنفسكم دائما وابدأ على ألا تلوموا إلا أنفسكم
في حال عدم تحقيقالمراد والمغزى
وأن لا تكرموا إلا أنفسكم في حال النجاح والانتصار فهي محورالحركة
ومنطلق الإبداع ومهد البطولات فسبحان باريها
وابدأ رحلة الألف ميلبخطوة في الطريق الصحيح
وقدر قيمة النعمة التي تنعم بها الآن
فالحياةنعمة والحرية نعمة والعقل نعمة
والتغير إلى الأفضل والأجمل والأكمل هو كذلكنعمة النعم
فسعادتك قرار ونجاحك اختيار
فماذا تختار؟
وختاما ..
سامحوني على الاطاله ..
راق لي كثيــــرا اتمنى ان يروق لكم