التصنيفات
ادب و خواطر

قصيدة الأطلال للدكتور إبراهيم ناجي

يـا فُؤَادِي لا تسلْ أينَ الهَوَى .. كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ .. وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً.. وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ .. هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى

يَارِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا .. نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا
وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا .. وَأَفي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ .. لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا
وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ .. كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا

يَاغَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي .. قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ .. وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ .. وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي .. أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ

لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني .. بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ .. مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْق
آهِ يَا قِيْلَةَ أَقْدَامي إِذَا .. شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْقْ
يَظْمَاُ السَّاري لَهُ .. أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ

لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني .. بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ
أَنْتِ رُوحٌ في سَمَائي .. وَأنَالَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا .. نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ
نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا .. وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ

أَنْتِ حُسْنٌ في ضُحَاهُ لُمْ يَزَلْ .. وَاَنَا عِنْدِيَ أَحْزَانُ الطَّفَلْ
وَبَقَايَا الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَلْ .. وَخُيُوطُ النُّورِ مِنْ نَجْمٍ أَفَلْ
أَلْمَحُ الدُّنْيَا بِعَيْنيْ سَئِمٍ .. وَأَرَى حَوُلِيَ أَشْبَاحَ المَلَلْ
رَاقِصاتٍ فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى .. مُعْولاَتٍ فَوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ

ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءً فَاذْهَبي .. لَمْ يَكُنْ وَعْدُكِ إلاَ شَبَحَا
صَفْحَةً قَدْ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِهَا .. أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا وَمَحَا
اُنْظُري ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحاً .. وَأَنَا أَحْمِلُ قَلْباً ذُبِحَا
وَيَرَاني النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً .. وَالجَوَى يَطْحَنُنِي طَحْنَ الرَّحَى

كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى .. المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ .. حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَدِي
يَا حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِد ِ .. يَا يَبَاباً مَا بِهِ مِنْ أَحَدِ
يَا قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا .. مِنْ نَجِيٍّ .. يَا سُكُونَ الأَبَدِ

أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ .. فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً.. ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى .. سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِهِ .. لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ السَّمَاءْ

أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ .. فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ .. وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُلٌ بَيْنَنَا.. وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا
وَسَقَانَا فَانْتَفَضْنَا لَحْظَةً.. لِغُبَارٍ آدَمِيٍّ مَسَّنَا

قَدْ عَرَفْنَا صَوْلَةَ الجِسْمِ الّتِي .. تَحْكُمُ الحَيَّ وَتَطْغَى في دِمَاهْ
وَسَمَعْنَا صَرْخَةً في رَعْدِهَا .. سَوْطُ جَلاَّدٍ وَتَعْذِيْبُ إلَهْ
أَمَرَتْنَا فَعَصَيْنَا أَمْرَهَا .. وَأَبَيْنَا الذُلَّ أَنْ يَغْشَى الجِبَاهْ
حَكَمَ الطَّاغي فَكُنَّا في العُصَاهْ .. وَطُرِدْنَا خَلْفَ أَسْوَارِ الحَيَاهْ

يَا لَمَنْفِيَّيْنِ ضَلاَّ في الوُعُورْ .. دَمِيَا بِالشَّوْكِ فيْهَا وَالصُّخُورْ
كُلَّمَا تَقْسُو اللَّيَالي عَرَفَا .. رَوْعَةَ اللآلامِ في المَنْفَى الطَّهُورْ
طُرِدَا مِنْ ذَلِكَ الحُلْمِ الكَبِيْرْ .. لِلْحُظُوظِ السُّودِ واللَّيْلِ الضَّريْرْ
يَقْبَسَانِ النُّورَ مِنْ رُوحَيْهِمَا .. كُلَّمَا قَدْ ضَنَّتِ الدُّنْيا بِنُورْ

أَنْتِ قَدْ صَيَّرْتِ أَمْرِي عَجَبَا .. كَثُرَتْ حِوْليَ أَطْيَارُ الرُّبَى
فَإِذا قُلْتُ لِقَلْبي سَاعَةً .. قُمْ نُغَرِّدْ لِسِوَى لَيْلَى أَبَى
حَجَبَتْ تَأْبى لِعَيْني مَأْرَبَا .. غَيْرُ عَيْنَيْكِ وَلاَ مَطَّلَبَا
أَنْتِ مَنْ أَسْدَلَهَا لا تَدَّعي .. أَنَّني أسْدَلْتُ هَذي الحُجُبَا

وَلَكَمْ صَاحَ بِيَ اليَأْسُ انْتزِعْهَا .. فَيَرُدُّ القَدَرُ السَّاخِرُ: دَعْهَا
يَا لَهَا مِنْ خُطَّةٍ عَمْيَاءَ لَوْ .. أَنَّني اُبْصِرُ شَيْئاً لَمْ اُطِعْهَا
وَلِيَ الوَيْلُ إِذَا لَبَّيْتُهَا .. وَلِيَ الوَيْلُ إِذا لَمْ أَتَّبِعْهَا
قَدْ حَنَتْ رَأْسي وَلَو كُلُّ القِوَى .. تَشْتَري عِزَّةَ نَفْسي لَمْ أَبِعْهَا

يَاحَبِيْباً زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ .. طَائِرَ الشَّوْقِ اُغَنّي أَلَمي
لَكَ إِبْطَاءُ المُدلِّ المُنْعِمِ .. وَتَجَنّي القَادرِ المُحْتَكِمِ
وَحَنِيْني لَكَ يَكْوي أَضْلُعي .. وَالثَّوَاني جَمَرَاتٌ في دَمي
وَأَنَا مُرْتَقِبٌ في مَوْضِعي .. مُرْهَفُ السَّمْعِ لِوَقْعِ القَدَمِ

قَدَمٌ تَخْطُو وَقَلْبي مُشْبِهٌ .. مَوْجَةً تَخْطُو إِلى شَاطِئِهَا
أيُّهَا الظَّالِمُ بِاللَّهِ إلَى كَمْ .. أَسْفَحُ الدَّمْعَ عَلَى مَوْطِئِهَا
رَحْمَةٌ أَنْتَ فَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ .. لِغَريْبِ الرّوحِ أَوْ ظَامِئِهَا
يَا شِفَاءَ الرُّوحِ رُوحي تَشْتَكي .. ظُلْمَ آسِيْهَا إِلى بَارِئِهَا

أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ .. إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي .. لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا .. وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
هَا أَنَا جَفَّتْ دُمُوعي فَاعْفُ عَنْهَا .. إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ تُبْذَلْ لِحَيَّ

وَهَبِ الطَّائِرَ عَنْ عُشِّكَ طَارَا .. جَفَّتِ الغُدْرَانُ وَالثَّلْجُ أَغَارَا
هَذِهِ الدُّنْيَا قُلُوبٌ جَمَدَتْ .. خَبَتِ الشُّعْلَةُ وَالجِمْرُ تَوَارَى
وَإِذا مَا قَبَسَ القَلْبُ غَدَا.. مِنْ رَمَادٍ لاَ تَسَلْهُ كَيْفَ صَارَا
لاَ تَسَلْ واذْكُرْ عَذابَ المُصْطَلي .. وَهُوَيُذْكِيْهِ فَلاَ يَقْبَسُ نَارَا

لاَ رَعَى اللّه مَسَاءً قَاسِياً .. قَدْ أَرَاني كُلَّ أَحْلامي سُدى
وَأَرَاني قَلْبَ مَنْ أَعْبُدُهُ .. سَاخِراً مِنْ مَدْمَعي سُخْرَ العِدَا
لَيْتَ شِعْري أَيُّ أَحْدَاثٍ جَرَتْ ..أَنْزَلَتْ رُوحَكَ سِجْناً مُوصَدا
صَدِئَتْ رُوحُكَ في غَيْهَبِهَا .. وَكَذا الأَرْوَاحُ يَعْلُوهَا الصَّدا

قَدْ رَأَيْتُ الكَوْنَ قَبْراً ضَيِّقاً .. خَيَّمَ اليَاْسُ عَلَيْهِ وَالسُّكُوتْ
وَرَأَتْ عَيْني أَكَاذيْبَ الهَوَى .. وَاهِيَاتٍ كَخُيوطِ العَنْكَبُوتْ
كُنْتَ تَرْثي لِي وَتَدْري أَلَمي .. لَوْ رَثَى لِلدَّمْعِ تِمْثَالٌ صَمُوتْ
عِنْدَ أَقْدَامِكَ دُنْيَا تَنْتَهي .. وَعَلَى بَابِكَ آمَالٌ تَمُوتْ

كُنْتَ تَدْعونيَ طِفْلاُ كُلَّمَا .. ثَارَ حُبّي وَتَنَدَّتْ مُقَلِي
وَلَكَ الحَقُّ لَقَدْ عَاِشَ الهَوَى .. فيَّ طِفْلاً وَنَمَا لَم يَعْقَلِ
وَرَأَى الطَّعْنَةَ إذْ صَوَّبْتَهَا .. فَمَشَتْ مَجْنُونةً لِلْمَقْتَلِ
رَمَتِ الطِّفْلَ فَأَدْمَتْ قَلْبَهُ .. وَأَصَابَتْ كِبْرِيَاءَ الَّرجُلِ

قُلْتُ لِلنَّفْسِ وَقَدْ جُزْنَا الوَصِيْدَا ..عَجِّلي لا يَنْفَعُ الحَزْمُ وَئِيْدَا
وَدَعي الهَيْكَلَ شُبَّتْ نَارُهُ .. تَأكُلُ الرُّكَّعَ فِيْهِ وَالسُّجُودَا
يَتَمَنّى لي وَفَائي عَوْدَةً .. وَالهَوَى المَجْرُوحُ يَاْبَى أَنْ نَعُودَا
لِيَ نَحْوَ اللَّهبِ الَّذاكي بِهِ .. لَفْتَةُ العُودِ إِذا صَارَ وُقُوداً

لَسْتُ أَنْسَى أَبَد ا.. سَاعَةً في العُمُرِ
تَحْتَ رِيْحٍ صَفَّقَتْ .. لارْتِقَاصِ المَطَرِ
نَوَّحَتْ لِلذّكَرِ .. وَشَكَتْ لِلْقَمَرِ
وَإِذا مَا طَرِبَتْ .. عَرْبَدَتْ في الشَّجَرِ

هَاكَ مَا قَدْ صَبَّتِ .. الرِّيْحُ بِاُذْنِ الشَّاعِرِ
وَهْيَ تُغْري القَلْبَ .. إِغْرَاءِ النَّصِيْحِ الفَاجِرِ

أَيُّهَا الشَّاعِرُ تَغْفو .. تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو
وَإِذا مَا إَلتَأَمَ جُرْحٌ .. جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْحُ
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى .. وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحو
أَوَ كُلُّ الحُبِّ في رَأْيِكَ .. غُفْرَانٌ وَصُفْحُ

هَاكَ فَانْظُرْ عَدَدَ .. الرَّمْلِ قُلُوباً وَنِسَاءْ
فَتَخَيَّرْ مَا تَشَاءْ .. ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءْ
ضَلَّ في الأَرْضِ الّذي .. .يَنْشُدُ أَبْنَاءَ السَّمَاءْ
أَيُّ رُوحَانِيَّةٍ تُعْصَرُ .. مِنْ طِيْنٍ وَمَاءْ

أَيُّهَا الرِّيْحُ أَجَلْ لَكِنَّمَا .. هِيَ حُبِّي وَتَعِلَّاتِي وَيَأْسِي
هِيَ في الغَيْبِ لِقَلْبي خُلِقَتْ .. أَشرَقَتْ لي قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ شَمْسِي
وَعَلَى مَوْعِدِهَا أَطْبَقَتُ عَيْني .. وَعَلى تَذْكَارِهَا وَسَّدْتُ رَأْسِي
جَنَّتِ الرِّيْحُ وَنَا .. دَتْــهُ شَيَاطِيْنُ الظَّلاَمْ
أَخِتاَماً كَيْفَ يَحْلو .. لَكَ في البِدْءِ الخِتَامْ

يَا جَرِيْحاً أَسْلَمَ الـ .. جُـرْح حَبِيْباً نَكَأَهْ
هُوَ لاَ يَبْكي إّذَا الـ .. ـــــنَّـاعِي بِهَذَا نَبَّأَهْ
أَيُّهَا الجَبَّارُ هَلْ .. تُصْـرَعُ مِنْ أَجلِ امْرأَهْ

يَالَهَا مِنْ صَيْحَةٍ مَا بَعَثَتْ .. عِنْدَهُ غَيْرَ أَليْمِ الذِّكَرِ
أَرِقَتْ في جَنْبِهِ فَاسْتَيْقَظَتْ .. كَبَقَايَا خَنْجَرٍ مُنْكَسِرِ
لَمَعَ النَّهْرُ وَنَادَاهُ لَهُ .. فَمَضَى مُنْحَدِراً لِلنَّهَرِ
نَاضِبَ الزَّادِ وَمَا مِنْ سَفَر .. دُونِ زَادٍ غَيْرُ هَذَا السَّفَرِ

يَاحَبِيْبي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ .. مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا .. ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ
فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ .. وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الغُرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ .. لاَ تَقُلْ شِئْنَا! فَإِنَّ الحَظَّ شَاء

يَا نِدَاءً كُلَّمَا أَرْسَلْتُهُ.. رُدَّ مَقْهُوراً وَبِالحَظِّ ارْتَطَمْ
وَهُتَافاً مِنْ أَغَاريْد المُنَى .. عَادَ لي وَهْوَ نُوَاحٌ وَنَدَمْ
رُبَّ تِمْثَالِ جَمَالٍ وَسَنَا .. لاَحَ لِي وَالعَيْشُ شَجْوٌ وَظُلَمْ
إِرْتَمَى اللَّحْنُ عَلَيْهِ جَاثِيَاً .. لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ حُسْنٌ أَصَمْ

هَدَأَ اللَّيْلُ وَلاَ قَلْبَ لَهُ.. أَيُّهَا السَّاهِرُ يَدْري حَيْرَتَكْ
اَيُّهَا الشَّاعِرُ خُذْ قِيْثَارَتَكْ ..غَنِّ أَشْجَانَكَ وَاسْكُبْ دَمْعَتَكْ
رُبَّ لَحْنٍ رَقَصَ النَّجْمُ لَهُ .. وَغَزَا السُّحْبَ وَبِالنَّجْمِ فَتَكْ
غَنِّهِ حَتَّى نَرَى سِتْرَ الدُّجَى .. طَلَعَ الفَجْرُ عَلَيْهِ فَانْتَهَكْ

وَإِذا مَا زَهَرَاتٌ ذُعِرَتْ .. وَرَأَيْتَ الرُّعْبَ يَغْشَى قَلْبَهَا
فَتَرَفَّقْ وَاتَّئِدْ وَاعْزِفْ لَهَا .. مِنْ رَقِيْقِ اللَّحْنِ وَامْسَحْ رُعْبَهَا
رُبَّمَا نَامَتْ عَلَى مَهْدِ اللأَسَى .. وَبَكَتْ مُسْتَصْرِخَاتٍ رَبَّهَا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْرَةٍ ..عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا




يعطيك الف عافيه حبيبتي

ع الطرح الرررررااااااائع

سلمت انا ملك ياقلبي في اختيارك لاشعار الذووووووق

صح لسانك ولسان الشاعر

لاهنتي







التصنيفات
ادب و خواطر

طرقت باب الماضي .جاوبتني الأطلال ~~

:: مدخل ::
ماأجمل الوقوف على الأطلال
وتذكر الماضي
والأكثر منه جمال أن يكون
هذا الماضي كالماضي
الذي توجد هذه البيوت الطينية

بسم الله الرحمن الرحيم
جيت المكان اللي بوسطه تربيت
بيت قديم مأسسينه من الطين
بأطراف ذاك البيت بالفكر سجيت
ذكرت وقت ماضي لي من سنين
قمت أنثر العبرة من الدمع هليت
ضيقة بصدري رافقت دمعة العين
تبقى بك الذكرى ولو رحت واقفيت
ابكي على الاطلال لو ما بقى شين

خليجية
وقفت طارقاً باب الماضي المُكبَّل

خليجية
فتح لي …

خليجية
أكرمني بالذكريات … والعِبَر

خلوة مع الماضي …

أنين وحنين …

ودار طين
خليجية

وسوالف أختصرها

أن الحياة مدخل ومخرج …
سابقون … لاحقون

من باب وَلجنا … ومن باب سنخرج

خليجية

فكانت مابين الولوج والخروج أطلال

خليجية

خا (و/ل) ـية

منازلـهم … دورهم
درايشهم
سوابلهم …

بقايا… هم
هُم

هُم
هُم

وينـهم

هُم

:
على ذاك الجدار اللي على حد البيوت الطين
وقـفـت وهـاجـس الـذكـرى يـنـفـض غـبــارهـ

وفي ذاك المكان ثبت إن الآدمـي مـن طيـن
تخيـل يـوم لامستـه تنـهـد مــن شـقـا نــارهـ

سألنـي وقــال: أذكـركـم تجـونـي اثنـيـن؟!!
بكيت وقلت: صدقني رحل!

وانقطعت أخبـارهـ

:
خليجية
:

هل الوقوف علي الاطلال
هي الخطوه التي تسبق الوقوف علي الهاويه ؟
ترى هل يرجع الماضي ؟
فإني أذوب لذلك الماضي حنينا

:
خليجية
بكاء على الاطلال
خليجية

الوقوف على اطلال الماضي ..!
يعيد ايام جميلهہ لكنها تؤلم
7
77
7
77
وقت قراءتي لهذ جاء مناسب جدا
ليصف حالي الآن
أبكي أنا أيضاً أطلالي
التي جمعتني بصديقاتي
ما كنت أبداً اعتقد وأفكر أني يوماً
سأبكي على الأطلال
ما كنت يوماً اعتقد أنني سأجد
هذه الأطلال خاوية
أبكي أطلالي ولا أرغب بمرورها
ولكني على يقين اننا سنلتقي يوما ما
ان شاء الله
::: همسة ::

خليجية
اغتنموا الحياة ..
فهي أجمل من الوقوف على اطلالها
وقد سكنت احداقنا دموع الندم
نُكابر ..ونتجاهل …
ولا نبالي … = نهاية وفقد

7
77
7
77
:: مخرج::
اللهم لا تخرجنا
من هذه الدنيا
إلا
وأنت راضٍ عنا
ْْْاللهم اميـنْْْْ

التوقيع :




اتمنى يعجبكم
صبايا




اتمنى لكِ من القلب …
إبداعاً يصل بكِ إلى النجوم …
تقبلي مروري المتواضع …



خليجية
يسلمو غلاتي
يعطيك العافيه
خليجية
تقبلي مروري
دلوعه حمودي
خليجية




كلمات روعة ..~
وآحساس رآآقي ..~
ابدعت بطرحك الذووق ..~
يعطيك العافية ..~
ودي لك ..~



التصنيفات
منوعات

الباكي على الأطلال

الباكـي على الأطــلال

(راشد) شاب بسيط جدا كان يذهب كل فترة إلى الأطلال حينما يشعر بالضجر , في أحدى الأيام
ذهب إلى هناك وأخذ يتمشى قليلا فشاهد شابا آخر يجلس وحيدا ويبكي بحسرة أستغرب منه
(راشد) ولكنه لم يهتم لذلك , عاد بعد أسبوع وشاهد نفس الشاب يجلس لوحده ويبكي ؟ أثار ذلك
فضول (راشد) وأراد الذهاب لكي يسأله لما يبكي لكنه تراجع عن ذلك ؟ ظل (راشد) يعود كل أسبوع
إلى تلك الأطلال وأيضا يشاهد ذات الشاب على حاله وحيدا ويبكي ألا أن (راشد) لم يهتم له ؟
مرت السنين ولم يعد (راشد) يذهب إلى تلك الأطلال تزوج وأصبح أبا ثم جدا ؟ ذات يوم قرر (راشد)
الذهاب إلى تلك الأطلال ليعيد ذكرياته الماضية , وبالفعل ذهب إلى هناك وجلس يتمشى ويتذكر
أيام شبابه وصباه وبينما هو ينظر هنا وهناك شاهد رجلا عجوزا يبكي لوحده بحسرة ؟ أمعن
(راشد) النظر في ذلك العجوز وأخذ يكلم نفسه الحائرة قائلا : اللعنة ؟ أليس هذا العجوز هو نفسه
ذلك الفتى الذي كان يبكي هنا قبل 50 سنة ؟ أستغرب (راشد) من ذلك كثيرا أخذت الأسئلة تدور في
رأسه : من هذا الرجل ؟ وماهي قصته ؟ ولما يبكي هنا على الأطلال ؟ قليلا قليلا حتى قرر (راشد)
الذهاب إلى الرجل ليسأله عن قصته ؟ وبالفعل عندما وصل إليه سأله ,
(راشد) : ياهذا ؟ ألست أنت ذلك الفتى الذي كان يبكي هنا قبل 50 سنة ؟
سكت (الرجل) قليلا ثم قال : نعــم أنا ؟
(راشد) : لكن لمـــا ؟
(الرجل) : لاأكفر عن ذنوبي وخطايــاي
(راشد) : كلنا فعلنا أشياء نندم عليها ؟ ولكن لا نعاقب أنفسنا 50 سنة ؟ فالبكاء والندم لاتعيد
لك الماضــي
(الرجل) : وماذا تريدني أن أفعل ؟ أعرف بأن ماأفعله لن يغير شيئا ؟ ولكن هذا كل ماأستطيع أن
أفعله ؟ فمن أخطأت في حقه توفي ورحل عني وتركني أعيش هذا الذنب
(راشد) : من الذي تقصده ؟ أخبرني قصتك ؟
سكت (الرجل) برهة ثم قال : عندما كنت شابا توفي والداي , ولم يتبقى لي إلا شقيقتي التي تصغرني
بسنتين , كنت شابا طائشا حينها مدمنا للمخدرات سيء الخلق أفتعل الكثير من المشاكل , كنت
أعامل شقيقتي بكل سوء ,اضربها بكل وحشية , كرهت فكرت بأنها الوحيدة المتبقي لي من عائلتي
كانت تخاف مني بشدة , وفي أحدى الأيام تقدم لها شابا لخطبتها ؟ فقمت بطرده من المنزل ؟
بعد شهر عاد ذات الشاب لخطبة شقيقتي مرة أخرى ؟ شككت في نواياه فضربته ضربا مبرحا ولم
يعد بعدها ؟ مرت عدة أشهر وذات ليلة دخلت المنزل وأنا في (حالة سكر) ورأيت شقيقتي تتكلم
مع أحدهم على الهاتف بصوتا خفيف وتبكي ؟ أستغربت من ذلك وسألتها : فأخبرتني بأنها تكلم
صديقتها والتي أخبرتها بأن الشاب الذي تقدم لخطبتها تزوج من فتاة أخرى ؟ غضبت بشدة لتصرف
شقيقتي فقمت بضربها بوحشية ثم تركتها وذهبت إلى غرفتي ؟ غططت في نومي ولكني جلست
في منتصف الليل ؟ شعرت تلك الليلة بأن شيئا ما يحدث ؟ فذهبت مسرعا إلى غرفة شقيقتي
ووجدتها مستلقية على الأرض وهي في حالة غريبة وبيدها بعض الأدوية ؟ تبين بأنها أنتحرت بعد
تناولها جرعة زائدة من تلك الأدوية ؟
سكت (الرجل) قليلا و(راشد) ينظر إليه وهو متعاطفا معه , ظل (الرجل) في حالة صمت
ثم قال : لكي لاأخفيك بأنني كنت سعيدا حينها لأنها توفيت ؟ فلقد أرتحت من همهــا ؟ فهي
كانت تشكل عبئا في حياتي ؟ ولكن بعد عدة أيام أحتجت بعض المال فقررت بيع المنزل ؟ وبالفعل
كنت أقوم بترتيب المنزل ودخلت غرفة شقيقتي فبدأت أبحث فيها ؟ وبينما أنا كذلك تفاجأت
بوجود ورقة مخبأة بين أحدى الكتب ؟ تبين بأنها تخص شقيقتي وعندما فتحت الورقة وجدتها
منقسمة إلى جزئين ؟ الجزء الأول كتبته شقيقتي عندما كانت صغيرة والجزء الثاني كتبته قبل أن
تنتحــر بدقائق قليله ؟ كتبت عندما كانت صغيرة في الجزء الأول من الورقة : (أنني أحب شقيقي
بشدة , دائما يلعب معي ويضحكني أنه أكثر شخص أحبه في هذا العالم , أنه صديقي ومن
سيحميني عندما أكبر وسيدافع عني وسيشتري لي ماأريد وسيزوجني بشابا غنيا وجميل , أتمنى
بألا أحرم منه يوما ).
سكت (الرجل) والدموع تذرف من عينيه ثم قال : ولكن في الجزء الثاني كتبت قبل أن تنتحر : (لاأعرف
لماذا يكرهني شقيقي إلى هذه الدرجة ؟ فلم أفعل شيئا يغضبه ؟ دائما أتمنى له الخير ؟ فلقد
أحببته كثيرا وكان هو كل ماتبقى لي من عائلتي ؟ لديه العذر أن يكرهني لأنه تكفل بي بعد وفاة
والداي وكنت أسبب له حملا ثقيلا ؟ لذلك أنا أسامحه على كل مافعل الا شيئا واحد لن أسامحه
عليه ؟ بإنه حرمني من الزواج ؟ حرمني من حلم كل فتاة ).
بعدها سكت (الرجل) وهو يبكي بحسرته ثم قال : بعد أن أنهيت قراءة الورقة سقط كل مابيدي
أصبحت تائها ضائعا خجلا من نفسي لم أعرف حينها ماذا أفعل ؟ ولماذا ظلمت شقيقتي هكذا ؟
أنا شقيقها الشخص الذي كان يفترض أن يسعدها ويحميها فعلت بها كل ذلك ؟ ضربتها وحرمتها
من الزواج وجعلتها تعيش معي وهي خائفة حتى انتحرت بسببي ؟
نظر (الرجل) إلى الأرض بعد أن غلبته دموع الأنكسار وقال بصوتا خافت : أنظر إلي الآن ؟ ضعيف
ويائس ؟ أكافح على حافة الهاوية ؟ محطم وبلا أمل ؟ أجلس كل ليلة من نومي في منتصف الليل
خائفا مفزوعا وأسأل نفسي ؟ هل سيسامحنا الله على خطايــانا ؟ لقد ظلمت شقيقتي ؟ والآن أنا
أحمل هذا الذنب طوال حياتي ؟ اللعنة ؟ أصبحت مجرد عجوزا وحيدا وبــائس ؟
سكت (الرجل) ولم يتكلم بعدها , تأثر (راشد) كثيرا بعد سماعه قصة الرجل أصبح في حيره من أمره
لايعرف ماذا يقول , ظل في حالة صمت رهيبه ثم قال لــ (الرجل) : أن قصتك غريبة ومؤلمة فعلا ؟
في الحقيقة لا أعرف ماذا أقول لك ؟ ولكنني سأتركك لوحدك الآن ؟ وبالفعل مشى (راشد) في
خطوات قليله مبتعدا ثم توقف ورجع مرة أخرى لــ(الرجل) وسأله : لكنك لم تقل لي ؟ لما تبكي في
هذا المكان بالتحديد ؟
قال (الرجل) بألــم : لأنني كنت هنا ألعب مع شقيقتي عندما كنا صغـــارا

منقول
خليجية