في نهاية كل عام نقترب من الآخرة، وإن فاتك عام فبين يديك عام جديد فلا تضيعيه
فما يدريك فقد يكون آخر عام في عمرك.
ان الله تعالى رحيم.. يحب أن يجعل لعباده فرص التوبة.. ويحب أن يرى عباده يتقربون إليه
بالطاعات.. لذلك جعل الله لنا أيام خير وبركة.. يضاعف لنا فيها الثواب ويرغيبنا في العمل فيها..
ومن هذه الايام العشر من ذي ا لحجه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل
الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر»، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟!!، قال:
«ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء» [رواه
البخاري].
فمالأعمال المستحبة فعلها في هذه الأيام
الصيام
يسن للمسل أن يصوم هذه الأيام أو بعضها إن استطاع لأن الصيام من أفضل
الأعمال. فقد قال الله في الحديث القدسي: " كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي
به "[رواه البخاري]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على صيام هذه الأيام فصيام يوم
تطوعا يبعد المسلم عن النار سبعين سنة كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه:
«من صام يوماً في سبيل الله بعد
وجهه عن النار سبعين خريفاً» [متفق عليه].
التكبير
يسن التكبيرو التحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر. ويكفينا أن الله سبحانه
وتعالى جليس من يذكره. وصفة التكبير: الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد.
ولها أيضاً صفات متعدره وارده في السنة.
الاكثار من الأعمال الصالحة عموماً:
لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى وذلك مثل الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء
والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من طرق الخير
وسبل الطاعة.. لأن كل هذه الأمور تجعل منك مسلما قدوة وتزيد من إيمانك وحبك لله عز وجل
فيزيد الله حباً وتثبيتاً لك ويعطيك شعوراً بالسعادة القلبية التي يفتقدها كل من لا يحب الله فقد
قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه:
124].
الأضحية:
ومن الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي والتبرع
بثلثها للفقراء والمساكين مشاركة منا لآلامهم ورغبة منا في إسعادهم. والصدقة كما قال
النبي صلى الله عليه وسلم: «تطفئ غضب الرب»..
التوبة إلى الله:
ومما يتأكد في هذا العشر التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع
الذنوب.
والتوبة في هذه الأوقات هي أمر عظيم.. لأن الله سبحانه وتعالى يسر هذه
المواسم ليتوب التائبون ويقبلوا على الله سبحانه وتعالى.. فما أعظمه من إله.. أفلا يستحق
أن نعبده ونحبه؟، قال تعالى: {فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ}
[القصص67]،وقال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ الَّهِ إِنَّ الَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53 ].
صيام يوم عرفة
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رَضِي الَّهُ عَنْهُ أَنّ رَسُولَ الَّهِ صلى الله عليه وسلم َسُئِلَ
عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ» [متفق عليه].
نسأل الله تعالى أن نكون من الذين يحسنون استغلال هذه الفرص العظيمة خير
استغلال..