التصنيفات
رعاية الاطفال والمواليد

لغة الحب في التربيه

يقول الدكتور ميسرة وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب هي ثمانية …

1- كلمة الحب 2- نظرة الحب 3- لقمة الحب 4- لمسة الحب

5- دثار الحب 6- ضمة الحب 7- قبلة الحب 8- بسمة الحب

*الأولى : كلمة الحب

كم كلمة حب نقولها لأبنائنا ( في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر
المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات كلمة حسنة )

إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي
يسمعه ، وكأن الكلمة هي ريشة رسّام إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان
جميلة . فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خيّرة وإلا فلا

بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه ( حط من القيمة ، تشنيع ، استهزاء بخلقة
الله ) ونتج عن هذا لدى الأبناء [ انطواء ، عدوانية ، مخاوف ، عدم ثقة
بالنفس ]

*الثانية : نظرة الحب

اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة
( أحبك يا فلان ) 3 أو 5 أو 10 مرات ، فإذا وجدت استهجان
واستغراب من ابنك وقال ماذا تفعل يا أبي فليكن جوابك { اشتقت لك يا
فلان } فالنظرة وهذه الطريقة لها أثر ونتائج غير عادية

*الثالثة : لقمة الحب

لا تتم هذ الوسيلة إلاّ والأسرة مجتمعون على سفرة واحدة [ نصيحة .. على
الأسرة ألاّ يضعوا وجبات الطعام في غرفة التلفاز ] حتى يحصل بين أفراد
الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء
على وضع بعض القيمات في أفواه أطفالهم . [ مع ملاحظة أن المراهقين ومن هم
في سن الخامس والسادس الابتدائي فما فوق سيشعرون أن هذا الأمر غير
مقبول ] فإذا أبى الابن أن تضع القمة في فمه فلتضعها في ملعقته أو في صحنه
أمامه ، وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة
وصوت منخفض ( ولدي والله اشتهي أن أضع لك هذه القمة ، هذا عربون
حب ياحبيبي ) بعد هذا سيقبلها

*الرابعة : لمسة الحب

يقول د. ميسرة : أنصح الآباء و الأمهات أن يكثروا من قضايا المس . ليس
من الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على كرسين متقابلين ،
يُفضل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه (اليد اليمنى على
الكتف الأيمن) . ثم ذكر الدكتور طريقة استقبال النبي لمحدثه فيقول : { كان
النبي صلى الله عليه وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه على فخذيْ
محدثه ويقبل عليه بكله } . وقد ثبت الآن أن مجرد المس يجعل الإحساس
بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات . فإذا أردتُ أن أحدث ابني أو
أنصحه فلا نجلس في مكانين متباعدين . لأنه إذا جلستُ في مكان بعيد عنه
فإني سأضطر لرفع صوتي [ ورفعة الصوت ستنفره مني ] وأربتُ على المنطقة
التي فوق الركبة مباشرة إذا كان الولد ذكراً أمّا إذا كانت أنثى فأربتُ على كتفها
، وأمسك يدها بحنان . ويضع الأب رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب و
الأمن والرحمة ،ويقول الأب أنا معك أنا سأغفر لك ما أخطأتَ فيه

*الخامسة : دثار الحب

ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة … إذا نام الابن فتعال إليه أيها الأب وقبله
وسيحس هو بك بسبب لحيتك التي داعبت وجهه فإذا فتح عين وأبقى
الأخرى مغمضة وقال مثلاً : ( أنت جيت يا بابا ) ؟؟ فقل له ( إيوه
جيت ياحبيبي ) وغطيه بلحافه

في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة الاوعي أي بين اليقظة والمنام ،
وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه
بالأمس وفعل وفعل

بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء و الأبناء .. يجب أن نكون قريبين منهم
بأجسادنا وقلوبنا

*السادسة : ضمة الحب

لاتبخلوا على أولادكم بهذه الضمة ، فالحاجة إلى إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام
والشراب والهواء كلما أخذتَ منه فستظلُ محتاجاً له

*السابعة : قبلة الحب

قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه إمّا الحسن أو الحسين فرآه
الأقرع بن حابس فقال : أتقبلون صبيانكم ؟!! والله إن لي عشرة من الولد ما
قبلتُ واحداً منهم !! فقال له رسول الله أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من
قلبك

أيها الآباء إن القبلة للابن هي واحد من تعابير الرحمة ، نعم الرحمة التي ركّز
عليها القرآن وقال الله عنها سرٌ لجذب الناس إلى المعتقد ،، وحينما تُفقد هذه
الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فنحن أبعدنا أبناءنا عنا سواءً أكنا أفراداً أو دعاة
لمعتقد وهو الإسلام

*الثامنة : بسمة الحب

هذه وسائل الحب من يمارسها يكسب محبة من يتعامل معهم وبعض الآباء و
الأمهات إذا نُصحوا بذلك قالوا ( إحنا ما تعودنا ) سبحان الله وهل ما
أعتدنا عليه هو قرآن منزل لا نغيره

وهذه الوسائل هي ماء تنمو به نبتة الحب من داخل القلوب ، فإذا أردنا أن
يبرنا أبناءنا فلنبرهم ولنحين إليهم ، مع العلم أن الحب ليس التغاضي عن الأخطاء

حتى يكون الحب لغتنا في كل الحياة
نقلت لكم هذا الموضوع
منقول




خليجية



التصنيفات
المواضيع المتشابهة لاقسام الصحة والحياة

من أصول التربيه

الاصل الاول: من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل.

الاصل الثانى: دع ما يسبق إلى القلوب إنكاره، وإن كان عندك اعتذاره

الاصل الثالث: ترك الاعتراض على الأكابر محمود، وكثرة المراء يورث الصدود.

الاصل الرابع: من لم يصبر على جفاء أستاذه؛ تجرع الخسران بتصدع ملاذه.

الاصل الخامس: تنكب في الخصومة حظ نفسك، واقهر هواك بإنصاف خصمك.

الاصل السادس: من لم يخلع عنه رداء الكبر؛ ظل جاهلاً من مهده إلى القبر.

الاصل السابع: طالب العلم بلا وقار كمبتغ في الماء جذوة نار.
الاصل الثامن: حسن العهد من الإيمان، والوفاء والود له ركنان.

الاصل التاسع: من لزم التواضع والانكسار؛ فتح له بذاك وطار كل مطار.

الاصل العاشر: ليس حمل أثقل من البر، من برك فقد أوثقك، ومن جفاك فقد أطلقك.

الاصل الحادى عشر : أحسن إلى من شئت تكن أميره واحتج إلى من شئت تكن أسيره واستغن عمن شئت تكن نظيره.

منقووول للإفاده




الله يعطيج العافيه



بجد اصول أكثر من رائعة. شكرا ليك



التصنيفات
منوعات

سلسلة التربيه لاطفالنا

اسمحولى اقدم سلسه من المواضيع ارجو منكم التعليق عليها بالاستمرار من عدمه

:15_5_11[1]:

– التريية الدينية للأطفال
لقد أثبتت التجارب التربوية أن خير الوسائل لاستقامة السلوك والأخلاق هي التربية القائمة على عقيدة دينية.
ولقد تعهد السلف الصالح النشء بالتربية الإسلامية منذ نعومة أظافرهم وأوصوا بذلك المربين والآباء، لأنها هي التي تقوم الأحداث وتعودهم الأفعال الحميدة، والسعي لطلب الفضائل.
ومن هذا المنطلق نسعى جميعا لنعلم أطفالنا دين الله غضاً كما أنزله تعالى بعيدا عن الغلو، مستفيدين بقدر الامكان من معطيات الحضارة التي لا تتعارض مع ديننا الحنيف.
وحيث أن التوجيه السليم يساعد الطفل على تكوين مفاهيمه تكويناً واضحاً منتظماً، لذا فالواجب اتباع أفضل السبل وأنجحها للوصول للغاية المنشودة:
1- يراعى أن يذكر اسم الله للطفل من خلال مواقف محببه سارة، كما ونركز على معاني الحب والرجاء "إن الله سيحبه من أجل عمله ويدخله الجنة" ولا يحسن أن يقرن ذكره تعالى بالقسوة والتعذيب في سن الطفولة، فلا يكثر من الحديث عن غضب الله وعذابه وناره، وإن ذكر فهو للكافرين الذين يعصون الله.
2- توجيه الأطفال إلى الجمال في الخلق، فيشعرون بمدى عظمة الخالق وقدرته.
3- جعل الطفل يشعر بالحب "لمحبة من حوله له " فيحب الآخرين، ويحب الله تعالى لأنه يحبه وسخر له الكائنات،
4- إتاحة الفرصة للنمو الطبيعي بعيداً عن القيود والكوابح التي لافائدة فيها..
5- أخذ الطفل بآداب السلوك، وتعويده الرحمة والتعاون وآداب الحديث وا لاستماع.، وغرس المثل الإسلامية عن طريق القدوة الحسنة. الأمر الذي يجعله يعيش في جو تسوده الفضيلة، فيقتبس من المربية كل خير.
6- الاستفادة من الفرص السانحة لتوجيه الطفل من خلال الأحداث الجارية بطريقة حكيمة تحبب من الخير وتنفر من الشر.
وكذا عدم الاستهانة بخواطر الأطفال وتساؤلاتهم مهما كانت، والإجابة الصحيحة الواعية عن استفساراتهم بصدر رحب. وبما يتناسب مع سنهم ومستوى إدراكهم. ولذلك أثر كبير في إكساب الطفل القيم والأخلاق الحميدة وتغيير سلوكه نحو الأفضل،
7-لابد من الممارسة العملية لتعويد الأطفال العادات الإسلامية التي نسعى إليها، لذا يجدر بالمربية الالتزام بها "كآداب الطعام والشراب وركوب السيارة… "وكذا ترسم بسلوكها نموذجاً إسلامياً صالحاً لتقليده وتشجع الطفل على الالتزام بخلق الاسلام ومبادئه التي بها صلاح المجتمع وبها يتمتع بأفضل ثمرات التقدم والحضارة. وتنمي عنده حب النظافة والأمانة والصدق والحب المستمد من أوامر الإسلام،.. فيعتاد أن لا يفكر إلا فيما هو نافع له ولمجتمعه فيصبح الخير أصيلاً في نفسه.
8- تستفيد المربية من القصص الهادفة سواء كانت دينية، واقعية، خيالية لتزويد أطفالها بما هو مرغوب فيه من السلوك، وتحفزهم على الالتزام به والبعد عما سواه.
وتعرض القصة بطريقة تمثيلية مؤثرة، مع ابراز الاتجاهات والقيم التي تتضمنا القصة، إذ أن الغاية منها الفائدة لا التسلية فحسب.
وعن طريق القصة والأنشودة أيضاً تغرس حب المثل العليا، والأخلاق الكريمة، التي يدعو لها الإسلام.
9- يجب أن تكون توجيهاتنا لأطفالنا مستمدة من كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونشعر الطفل بذلك، فيعتاد طاعة الله تعالى والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم وينشأ على ذلك،
10- الاعتدال في التربية الدينية للاطفال، وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به، والإسلام دين التوسط والاعتدال، فخير الأمور أوسطها، وما خير الرسول صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما،
ولا ننسى أن اللهو والمرح هما عالم الطفل الأصيل، فلا نرهقه بما يعاكس نموه الطبيعي والجسمي، بأن نثقل عليه التبعات، ونكثر من الكوابح التي تحرمه من حاجات الطفولة الأساسية، علما أن المغالاة في المستويات الخلقية المطلوبة، وكثرة النقد تؤدي إلى الجمود والسلبية،بل والإحساس بالأثم "
11- يترك الطفل دون التدخل المستمر من قبل الكبار، على أن تهيأ له الأنشطة التي تتيح له الاستكشاف بنفسه حسب قدراته وإداركه للبيئة المحيطة بها وتحرص المربية أن تجيبه إجابة ميسرة على استفساراته، وتطرح عليه أسئلة مثيرة ليجيب عليها، وفي كل ذلك تنمية لحب الاستطلاع عنده ونهوضا بملكاته. وخلال ذلك يتعود الأدب والنظام والنظافة، وأداء الواجب وتحمل المسؤولية، بالقدوة الحسنة والتوجيه الرقيق الذي يكون في المجال المناسب،
12- إن تشجيع الطفل يؤثر في نفسه تأثيراً طيباً، ويحثه على بذل قصارى جهده لعمل التصرف المرغوب فيه. وتدل الدراسات أنه كلما كان ضبط سلوك الطفل وتوجيهه قائمأ على أساس الحب والثواب أدى ذلك إلى اكتساب السلوك السوي بطريقة أفضل، ولابد من مساعدة الطفل في تعلم حقه، ماله وما عليه، مايصح عمله وما لا يصح، وذلك بصبر ودأب، مع اشعار الأطفال بكرامتهم ومكانتهم، مقروناً بحسن الضبط والبعد عن التدليل.
13- غرس احترام القرآن الكريم وتوقيره في قلوب الأطفال، فيشعرون بقدسيته والالتزام بأوامره. بأسلوب سهل جذاب، فيعرف الطفل أنه إذا أتقن التلاوة نال درجة الملائكة الأبرار،.. وتعويده الحرص على الالتزام بأدب التلاوة من الاستعاذة والبسملة واحترام المصحف مع حسن الاستماع. وذلك بالعيش في جو الإسلام ومفاهيمه ومبادئه، وأخيراً فالمربية تسير بهمة ووعي، بخطى ثابتة لإعداد المسلم الواعي،
والله ولي التوفيق




التصنيفات
منوعات

سلسله التربيه 3

3ـ غرس العادات الطيبة في الأطفال
إن أهم وظائف التربية في مرحلة الطفولة إكساب الطفل مختلف العادات الصالحة إلى جانب الاتجاهات السليمة المرغوب فيها، والعادات التي نريد غرسها في الأطفال ليعملوا بها، أنماطاً من السلوك الإسلامي المتميز.
إن غرس العادة يحتاج إلى فترة زمنية غير يسيرة، فلا يكفي أن نقول للطفل اعمل كذا وكذا ثم نلتمس بعدها أن تتكون عنده العادة التي نسعى إليها. لا بد من التكرار والمتابعة، رغم أن تكوين العادة في الصغر أيسر منه في الكبر، ومن أجل ذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الآباء بتعويد أبنائهم على الصلاة قبل موعد التكليف بها بقوله " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء، عشر" رواه أبو داوود وأحمد والدارقطني والحاكم وإسناده حسن.
ومن هنا كانت فترة الطفولة من أنسب الفترات لتعويد الصغار آداب الطعام والشراب والجلوس والنوم والتحية والاستئذان والحديث وقضاء الحاجة.،، وغيرها.
وتعتبر القدوة الطيبة الصالحة عند المربية خير معين على تكوين العادات الطيبة، لذلك يعتبر من الأهمية بمكان التزامها بالخلق الحسن، إذ تحاسب نفسها على كل كلمة أو حركة، فلا تسمح لنفسها بالتراشق بكلمات سيئة مع الآخرين لئلا تنطبع في ذهن الطفل فيسعى إلى تقليدها. بل تعطي جهدها لتسن السنة الحسنة بحسن سلوكها، لتنال أجرها وأجر الأمانة التي بين يديها "الطفل المسلم ".
إننا حين نود غرس العادات الطيبة لا بد أن نحاول مكافأة الطفل على إحسانه القيام بعمل ما، الأمر الذي يبعث في نفسه الارتياح الوجداني وحب ذلك العمل. فالتشجيع مطلب لاغنى عنه، وهوواجب لا تغفله المربية الحكيمة فلابد من الحوافز والتشجيع لمعالجة الخ أو للنهوض بالطفل نحو الأفضل.
والتشجيع قد يكون مادية ملموسة كإعطاء الطفل لعبة أو حلوى، وقد يكون معنوياً يفرح به كالمدح والابتسام والثناء عليه أمام الأخرين.
ولا يفوتنا أن نذكر أن كثرة مدح الطفل أو التهويل في تفخيم ما أتى به من عمل بسيط، يضربه وقد يؤدي إلى نتائج عكسية.
فالشكر يجب ألا يكون إلاعلى عمل مجد؟ والإسلام إذ دعا إلى شكر صانع المعروف، نهى عن الإطراء والمبالغة في المدح. وهذا توجيه تربوي هام يلتزمه المربي فلا يكثرمن عبارات الاستحسان لئلا تفقد قيمتها وتدخل الغرور إلى نفس الطفل، فقد يصل به الأمر إلى أن يقول مثلاً لزميله: أنا أحسن منك.
وكذلك إذا أحست المربية أن الثواب يمنع الأطفال من الإحساس بالواجب، فلا يعينون بعضهم إلا إذا أخذوا قصة … ولا يطيعون المربي إلا إذا أخذوا الحلوى.،. عندها يجب أن يتحول التشجيع إلى إلزام، وقد يضطر الأمر بالمربية إلى العقاب آنذاك.
فالعقاب: طريقة تلجأ إليها المربية عندما تخفق الطرق العادية عندها (من تعلم، وتعاون، ونظام) والعقاب ليس مرادفة للتربية حيث يظن البعض أن التربية تعني الضرب والشدة والتحقير… بينما الواجب ألا يغفل المربي عن مساعدة الناشيء للوصول إلى أقصى كمال ممكن. فيسعى إلى إسعاد الطفل وتهذيبه من غير إرهاق له ولا تدليل. فالأصل ألا يعالج المسيء بالضرب أو القسوة، وإذ يؤكد الواقع أن العقاب تقل الحاجة إليه كلما ازدادت حكمة المربية، إذ تبتعد عن الأسباب المؤدية إلى العقاب كأن تبعد الطفل عن مواقف العصيان والتمرد.
(فكيف تمنعه مثلا من إكمال لعبة يحبها وينسجم معها، ثم تحذره من العصيان؟!) لذا كانت المعاملة المبنية على الحب والعطف، لا الإرهاب والقمع، هي خير معين للوصول إلى النتائج المرجوة. وقد قال تعالى: {…….. وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ……} (159) سورة آل عمران
فالمربية الناجحة تعطف على صغارها وتعالج أخطاءهم بحزم وصبر وأناة وتحمل، فلا تكون سريعة الغضب كثيرة الأوامر لئلا تفقد احترام أطفالها.
تعودهم على احترام مشاعر الآخرين وتساعدهم على معرفتها كأن تقول:
– انظر كيف ضربت جارك، (أخاك) يبكي!
– أخذت ألعابه وهو حزين!
وبذلك يتدرب الصغار على محاسبة أنفسهم فيبتعدون عن الأنانية وحب الذات وهكذا… تراعي أحوال أطفالها وتقدر العقوبة بحسب الحال.
ولا تلجأ إلى العقوبة الأشد إذا كانت الأخف كافية، فمن كان يتلقى التشجيع تكون عقوبته الكف عن التشجيع. وقد تكون الإعراض عن الطفل وعدم الرضى، وقد تكون العبوس والزجر.. إلى الحرمان من الأشياء المحببة للطفل. أما الضرب فلا ضرورة له البتة، ذلك أن من يعتاد الضرب يتبلد حسه ولن يزجره وجه عابس، ولا صوت غاضب ولا تهديد ووعيد، وكثيرا ما يعبر الأطفال عن استهانتهم بعقوبة الضرب وإقدامهم المقصود على المخالفة بقولهم "ضربة تفوت ولا أحد منها يموت "،
وأي عقوبة قد تظل شيئاً مرهوناً في باديء الأمر، ولكنها إن تكررت كثيراً تفقد شيئاً من تأثيرها كل مرة.
ومن صفات العقوبة الناجحة:
1- أن يكون العقاب مناسباً للعمل. فمن وسخ ينظف، ومن مزق قصة يحرم من القصص لفترة. ولا يكون من الخفة بحيث لا يجدي أو من الشدة بحيث يجرح الكبرياء
2- أن يكون عادلاً، فإن عوقب طفل لأنه ضرب زميله، لابد وأن يعاقب من يعمل مثل ما عمل، وإن عوقب لأنه سرق متاع أخيه، لا يضحك الأهل له لأنه سرق متاع أخيه.
3- أن يكون فورياً ليتضح سبب العقاب،. فيتلو الذنب مبا شرة.
4- أن يخفف بالاعتراف، ليتعود الأطفال فضيلة الصدق،
5- التدرج في إيقاع العقوبة، فيوبخ سراً في البداية لأن من اعتاده جهاراً حمله ذلك على الوقاحة وهان عليه سماع الملامة.
أما إذا وجد المربي أن الأصلح الردع لضخامة الخط، ومنعاً لمعاودته، فلا مانع من استعمال العقوبة الأشد لئلا يستهين الطفل بالذنب.
6- ألا يتوعد الطفل بما يسييء إلى المباديء والمثل كأن يقال: إن عملت كذا سأضربك إبرة، مثلا….(حتى لا يعتاد الخوف من الطبيب)
7- عدم تكرار الوعيد والتوبيخ الذي لا جدوى منه، إذ يتعلم الطفل عدم الاكتراث والاستمرار في ا لعصيان .
8- البعد عن استخدام كلمة سيء، بليد وماشابه هذه الألفاظ، لئلا يعتادها الطفل فيتبلد إحساسه وكذا عدم الاستهزاء به بندائه: يا أعرج، يا أعور… أو مناداته يا كذاب، يا لص، فيتجرأ على الباطل بهذا النداء، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (11) سورة الحجرات .
9- عدم مناقشة مشاكل الأطفال أمام الآخرين، فالانتقاد اللاذع للطفل ومقارنته السيئة مع الآخرين خطأ فاحش يؤدي إلى إثارة الحقد والحسد، وهذا أدب علمنا إياه الإسلام، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلمح ويعرض ولا يصرح يقول:
"ما بال أقوام! يفعلون كذا كذ ا… "
10- أن تتحاشى المربية شكوى الطفل إلى والده أو مدرسته إلا في الحالات التي تحتاج إلى مساعدة الغير وبدون علم الطفل لئلا يفقد الثقة بها، وإذا وقع العقاب من أحد الأبوين، فالواجب أن يوافقه الآخر وكذا إن وقع من المعلمة فلا تناقض الأسرة المدرسية (من مديرة وإداريات ومعلمات) رأي المعلمة ويشعر الطفل بذلك. وإلا فلا فائدة من العقاب،
11- أن يشعر أن العقوبة لمصلحته لا للتشفي وليس سببها الغضب.
12- ألا تعطي المربية وعوداً بالثواب بأشياء لا تستطيع الوفاء بها، وإلا لن تنفعها النصائح والتوصيات المتوالية بالصدق.
أما التهديد فلا ضرر بعده من عدم تنفيذ العقاب وإنما يمكن أن يستتاب الطفل دون تنفيذ التهديد بشرط واحد، هو ألا يعتقد الطفل أن التهديد لمجرد التهديد لا للتنفيذ، فينبغي أن ينفذ التهديد أحياناً حتى يعتاد الطفل احترام أقوال المربية.
13- الاهتمام بالثواب أكثر من العقاب وذلك بسبب الأثر الإنفعالي السيء الذي يصاحب العقاب. أما الاستحسان ففيه توجيه بناء لالتزام السلوك المرغوب فيه وحب الخير أكثر منه الكف عن العمل المعيب.
وأخيراً، فالمربية في يقظة تامة، ومتابعة مستمرة لأطفالها ومحاسبة لنفسها، تراعي في تصرفاتها أن تكون بحكمة وروية. طريقها في التربية خالية من الفوضى، ونظام خال من التزمت.
حازمة لأنها تعلم أنها لن تسدي لطفلها صنيعاً إن استسلمت لرغبته فبالحزم يتعلم الطفل التعامل مع بعض الظروف القاسية في المستقبل إذا خرج إلى معترك الحياة.
لا يفوتها تشجيع ذي الخلق من أطفالها، ولا الحزم مع العابث المؤذي فتحاول انتشاله مما هو فيه، مراعية تناسب العقاب مع الخط.
ولتعويد الأطفال الطاعة ينبغي على المربية أن تراعي:
– عدم إعطاء أوامر كثيرة مرة واحدة.
– البعد عن الاستبداد والصرامة، وعدم اللجوء إلى التهديد أو الرشوة.
– متابعة تنفيذ الأوامر والتحقق من الاستجابة.
– الطلب الرقيق أعظم أثراً من التأنيب.
– طلب تنفيذ أمر محدد واضح يساعد على الاستجابة أكثر من طلب أمر عام وعائم.
– عدم تعجيلهم لئلا يؤدي ذلك إلى تأخيرهم أكثر من الاسراع مع إشعارهم بالثقة بأنفسهم،
وختاماً فالمربية بحسن حكمتها تضع الأمر في نصابه، وهي مهمة شاقة مهمة بناء الأجيال. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.