التصنيفات
منتدى اسلامي

تعليقات شيوخ وعلماء أهل السنة والجماعة حول أحداث الإسكندرية

خليجية

وبه نستعين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمينBR size=5fac"rdtonlAbuسد محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد ….
علمنا جميعا بالأحداث الأخيرة التى حدثت فى الأسكندرية
فمن هنا تم تجميع الصوتيات والمرئيات الخاصة بالشيوخ والعلماء
من أهل السنة والجماعة

الذين قاموا بالتعليق على تلك الأحداث

خليجية
كلمة الشيخ محمد حسان حول أحداث الإسكندرية

خليجية
الإسلام حسم قضية الأرواح "حول التفجيرات الإرهابية بمصر" – الشيخ محمد حسين يعقوب

خليجية
موقف المسلم من الفتن – الشيخ هشام البيلي

خليجية
تعليقاً على أحداث الإسكندرية – الشيخ محمد إسماعيل المقدم

خليجية
تعليقاً على أحداث الإسكندرية – الشيخ محمد عبد الملك الزغبي

خليجية
تعليقاً على أحداث الإسكندرية – الشيخ سعيد عبدالعظيم

خليجية

نظرة على حادثة الإسكندرية (5/1/2011) – الشيخ جمال المراكبي

خليجية
قالوا عن أحداث الكنيسة (5/12/2010) – دكتور محمد علي

خليجية

أسأل الله أن يحفظ مصر وسائرو بلاد المسلمين مما يراد لهم من قبل أعدائهم ، إنه علي كل شيء قدير وبالإجابة جدير




خليجية

خليجية

خليجية




التصنيفات
منوعات

متى تُدرك الجماعة وماذا إذا أسرع الإمام في الصلاة

السؤال


عندي مشكلة في صلاة الجماعة وأرجو أن تفيدوني فيها وهي كما يلي :

1 – عندما ألحق بصلاة الجماعة في التشهد الأخير ، هل أعتبر مدركا للجماعة أم لا ؟
2 – لو لم أستطع أن أقرأ الفاتحة و لا مرة في صلاة الجماعة بسبب سرعة الإمام أو عدم وجود سكتات كافية فهل علي شيء ؟
3 – عندما أصل إلى المسجد و قد أقيمت الصلاة فهل ألتحق بالجماعة عند إقامة الصلاة أم عند ركوع الإمام ؟.

الجواب :
الحمد لله


1 – صلاة الجماعة لا تدرك – على الصحيح – إلا بإدراك ركعة مع الإمام ، أما مجرد إدراك التشهد أو ما قبل التشهد دون الركعة فلا يعدُّ ذلك إدراكاً لصلاة الجماعة ، فأحسن الله عزاءك في الصلاة إذا لم تدرك منها إلا التشهد ، ودليل هذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة ) رواه البخاري في المواقيت ، باب من أدرك من الصلاة ركعة ( 580 ) ومسلم في كتاب المساجد ( 607 ) .
وهذا القول هو قول المحقين من أهل العلم وهو قول شيخ الإسلام رحمه الله ، واختاره الشيخ ابن عثيمين حفظه الله ، وهو الذي يسنده الدليل ويعضده .
2 – وأما بالنسبة لقراءة الفاتحة في الصلاة فهي ركن عظيم من أهم أركان الصلاة ، ولا تصح الصلاة بدونها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ، لكن إذا كان المصلي يصلي مع الإمام وأدركه في الركوع مثلاً فركع دون أن يقرأ الفاتحة صحت منه ، وتكون قراءة الإمام قراءة له لحديث أبي بكرة رضي الله عنه المشهور ب ( زادك الله حرصاً ولا تعد ) .
وأما إذا كان الإمام يسرع – كما تقول – إسراعاً واضحاً يخلُّ بركن الطمأنينة في الصلاة فإن الصلاة لا تصح خلفه ، لعدم أهليته ، ولافتقاده ركناً من أركان الصلاة وهو الطمأنينة في جميع الأركان ويدل عليه حديث المسيء في صلاته المشهور ، أما إذا كانت سرعة الإمام نسبية بأن كان يحافظ على الواجب من الطمأنينة فقط فمثل هذا يمكن قراءة الفاتحة خلفه عادة ، ولو عجّلتَ في القراءة وحَدَرْت فيها فلا بأس بذلك .
وأما إذا كان عدم قراءتك للفاتحة لأمر آخر كنسيان أو سهو أو لأجل كونك مسبوقاً فلا حرج وصلاتك صحيحة ، وقراءة الإمام قراءة لك .
3 – يجب على المسلم أن يبادر للصلاة فور النداء لها وهي من صفات المؤمنين الذين تعلقت قلوبهم بالمساجد ، أما التأخر عنها حتى تقام الصلاة فهذا ما يدل على ضعف الإيمان وقلة رغبة العبد في الخير والطاعة ، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في حاجة أهله فإذا آذنه بلال بالصلاة فزع وهبَّ إليها ، وكان يقول صلى الله عليه وسلم ( أرحنا بها يا بلال ) وكان يقول ( جُعلت قرة عيني في الصلاة ) وكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، أما من يتكاسل عنها ولا يحضر للمسجد إلا عند الإقامة أو في أثناء ها أو عند التشهد فليراجع نفسه وليستعتب أمره ، فإن المؤمن يقول له عمله الصالح في قبره : ( فوالله ما علمتك إلا سريعاً في طاعة الله بطيئاً في معصيته ) وأما المنافق أو الفاسق فيقول له عمله ( فوالله ما علمتك إلا بطيئاً في طاعة الله ، سريعاً في معصيته ) رواه الإمام أحمد وهو حديث صحيح، وصحه الألباني في أحكام الجنائز وذكر طرقه
وقد وصف الله تعالى المنافقين بقوله ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ) فليحذر العبد من خطورة هذا الأمر ، وكذلك فلتحذر المسلمة من تأخير الصلاة إلى أضيق وقتها والانشغال بالدنيا عن الزاد الأخروي …. ومن تعوّد على المحافظة على الصلاة والتعلق بها في وقتها مع الجماعة في المسجد وقت النداء لها صار ديدناً له لا ينفك عنه إن شاء الله ، ومن جرَّب ذلك عرف الذة العظيمة والسكينة والطمأنينة وراحة القلب والبال فيها ، وأمكنه استحضار الخشوع حين الوقوف بين يدي الله ، ومن فضل الله تعالى على المرء أن تمرَّ عليه السنة وهو لم يفته فرضٌ واحد مع الجماعة إلا لعذر شرعي ، وإن المؤمن الصادق ليعتريه همٌ وغم وكرب عظيم إذا نام يوماً عن الصلاة أو تأخر عنها لأمر دنيوي ، وكل أمور الدنيا تافهة حقيرة ، وهذا من توفيق الله تعالى للعبد للثبات على طاعته والاستقامة عليها .
وإذا أقيمت الصلاة فإن الواجب على المصلي أن يباشر في الدخول مع الجماعة حتى في صلاة الفجر حتى ولو أطال الإمام القراءة ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب ( 710 ) ونفي الصلاة هنا للصحة ، أي فلا صلاة صحيحة إذا أقيمت الصلاة ، ومثله من دخل في نافلة ثم أقيمت الصلاة فإنه يجب عليه أن يقطعها ثم يقضيها – إن أراد – بعد الصلاة لعموم الحديث ، ولو أكمل الصلاة لم تصح منه وكانت باطلة .
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه لو كان في آخر النافلة فله أن يكملها إذا علم أنه سيدرك تكبيرة الإحرام لأنه مقصود الشارع هو المسارعة في الدخول مع الإمام في الصلاة .
والله تعالى أعلم .

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد




جزاك الله خيرا وجعلكي من اصحاب الجنه



خليجية



خليجية



جزاكى الله خيرا
وجعله فى ميزان حسناتك



التصنيفات
منتدى اسلامي

الحرص على صلاة الجماعة

لقد فرض الله على عباده خمس صلوات في اليوم والليلة وهي كأجر خمسين صلاة، ورتب الله الثواب الجزيل على أداء الصلاة في الجماعة، وهذا ما نطقت به الأدلة الكثيرة الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم كقوله:
" صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة".
وقد شرع الله بناء المساجد ليذكر فيها الرب جل وعلا ويعبد ويوحد، وأعظم ذلك إقامة الصلاة فيها… وامتدح الله عباده الذين يأتون هذه المساجد للصلاة وإقامة ذكر الله:
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَال * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَاب)
وشهد الله لعُمَّار المساجد بالإيمان:
{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِين}
يا أيها الأحبة: إن الخطوات التي نخطوها إلى بيوت الله لأداء الصلاة في جماعة لها فضل كبير فإحداها ترفع درجة وتحط عن العبد خطيئة، ولهذا لما أراد بعض الصحابة أن يقترب في سكناه من المسجد وأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن خطواتهم تكتب " ديارَكم تكتب آثاركم" آثروا البعد مع كتابة الخطى..
يا أهل المساجد أبشروا فإن الله قيض لكم ملائكة يدعون لكم ويستغفرون لكم طالما كنتم في هذه المساجد:
" والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون: اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث فيه".
ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم:" يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: نعم، في الكفارات، والكفارات: المكث في المسجد بعد الصلاة، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء على المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه".
كما بين النبي صلى الله عليه وسلم عظم أجر الماشي إلى صلاة الجماعة حين قال:" من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم".
والله عز وجل يعد للمشائين إلى بيوتهم منازلهم في الجنة:" من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح".
في المساجد تزول الفوارق ، تتآلف القلوب ، تقوى الروابط.
وأنا أعجب كثيرا أن أحدنا قد يأتي المسجد ثم يخرج الشهور الطوال ولم يكلف نفسه أن يتعرف على أحد ، عرف نفسك لمن بجانبك، قل: السلام عليكم، أنا فلان بن فلان ويقوم هو بالرد عليك معرفا بنفسه.لماذا نزهد في التعارف وقد كان بعض السلف رضي الله عنهم يقول: استكثروا من الإخوان فإنهم عدة في الدنيا وشفعاء في الآخرة؟.
حرص الصالحين على صلاة الجماعة:
لما علم الصالحون عظم الأجر المترتب على أداء الصلاة في جماعة وجدنا منهم حرصا ومداومة على أداء الصلاة في جماعة بين المسلمين في مساجدهم، وأسوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصا على صلاة الجماعة حتى في أشد الأوقات وأحرج الساعات
الصلاة مع القتال والخوف:
فقد روى الإمام مسلم رحمه الله عن جابر رضي الله عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة، فقاتلوا قتالا شديدا، فلما صلينا الظهر قال المشركون: لو ملنا عليهم ميلة واحدة لاقتطعناهم. فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك لنا رسول الله قال: وقالوا: إنهم ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولى. فلما حضرت العصر صفنا صفين، والمشركون بيننا وبين القبلة. فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا، وركع وركعنا…" الحديث.
ويتجلى في الحديث حرص النبي صلى الله عليه وسلم واهتمامه بصلاة الجماعة مع علمه بقرار المشركين الإغارة على المسلمين.
صلاة الجماعة مع شدة المرض:
في مرضه الذي مات فيه اغتسل عدة مرات لعله يتمكن من الصلاة مع المسلمين في الجماعة لكنه في كل مرة يحاول الخروج يغمى عليه فأمر أبا بكر أن يصلي بالناس، فصلى أبو بكر بالناس تلك الأيام ولما وجد رسول الله في نفسه خفة خرج إلى الصلاة، لكن كيف كانت خفته ؟
تجيب عائشة رضي الله عنها على ذلك فتقول: " فوجد من نفسه خفة، فخرج يهادى بين رجلين( يستند عليهما)كأني أنظر إلى رجليه تخطان من الوجع" فهو حال خفته التي حرص معها على الخروج لا يستطيع رفع رجليه عن الأرض، صلى الله عليه وسلم.
ولما جاءه رجل أعمى يقول: ليس لي قائد يقودني فهل لي رخصة؟ قال: "هل تسمع النداء بالصلاة"؟ قال: نعم. قال:" فأجب".
إذا كان هذا في الأعمى فما بالك بالمبصرين الأصحاء.
لقد علموا فضلها فكانوا أشد حرصا عليها:
قال ابن مسعود: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يتهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.
وقال أبو هريرة: لأن تمتلئ أذن ابن آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع النداء ولا يجيب.
وهذا الحارث بن حسان وكان له صحبة خرج ليلة عرسه إلى المسجد لصلاة الفجر؟ فقيل له: أتخرج وإنما بنيت بأهلك في هذه الليلة؟ فقال: إن امرأة تمنعني من صلاة الفجر في جمع لامرأة سوء.
وأبو عبد الرحمن السلمي كان يخرج لصلاة الجماعة وهو مريض متكئا على ولديه حتى يقام في الصف، وذهب يوما إلى المسجد وهو مريض فلما أحسوا أنه في النزع قالوا له: لو تحولت إلى الفراش فإنه أوثر ( ألين وأوطأ ) أخبرهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد في صلاة ما دام في مصلاه ، قال: فأريد أن أموت وأنا في مسجدي.
أما سعيد بن المسيب رحمه الله فقال: ما فاتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة.وقال رحمه الله: ما دخل علي وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها، و لا دخل علي فضاء وقت إلا وأنا إليه مشتاق.
نسأل الله الكريم أن يوفقنا للحرص على صلاة الجماعة ما حينا، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.



خليجية



شكرلكم



التصنيفات
منتدى اسلامي

الحرص على صلاة الجماعة

لقد فرض الله على عباده خمس صلوات في اليوم والليلة وهي كأجر خمسين صلاة، ورتب الله الثواب الجزيل على أداء الصلاة في الجماعة، وهذا ما نطقت به الأدلة الكثيرة الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم كقوله:

" صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة".

وقد شرع الله بناء المساجد ليذكر فيها الرب جل وعلا ويعبد ويوحد، وأعظم ذلك إقامة الصلاة فيها… وامتدح الله عباده الذين يأتون هذه المساجد للصلاة وإقامة ذكر الله:

(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَال * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَاب)

وشهد الله لعُمَّار المساجد بالإيمان:

{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِين}

يا أيها الأحبة: إن الخطوات التي نخطوها إلى بيوت الله لأداء الصلاة في جماعة لها فضل كبير فإحداها ترفع درجة وتحط عن العبد خطيئة، ولهذا لما أراد بعض الصحابة أن يقترب في سكناه من المسجد وأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن خطواتهم تكتب " ديارَكم تكتب آثاركم" آثروا البعد مع كتابة الخطى..

يا أهل المساجد أبشروا فإن الله قيض لكم ملائكة يدعون لكم ويستغفرون لكم طالما كنتم في هذه المساجد:

" والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون: اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث فيه".

ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم:" يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: نعم، في الكفارات، والكفارات: المكث في المسجد بعد الصلاة، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء على المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه".

كما بين النبي صلى الله عليه وسلم عظم أجر الماشي إلى صلاة الجماعة حين قال:" من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم".

والله عز وجل يعد للمشائين إلى بيوتهم منازلهم في الجنة:" من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح".

في المساجد تزول الفوارق ، تتآلف القلوب ، تقوى الروابط.

وأنا أعجب كثيرا أن أحدنا قد يأتي المسجد ثم يخرج الشهور الطوال ولم يكلف نفسه أن يتعرف على أحد ، عرف نفسك لمن بجانبك، قل: السلام عليكم، أنا فلان بن فلان ويقوم هو بالرد عليك معرفا بنفسه.لماذا نزهد في التعارف وقد كان بعض السلف رضي الله عنهم يقول: استكثروا من الإخوان فإنهم عدة في الدنيا وشفعاء في الآخرة؟.

حرص الصالحين على صلاة الجماعة:

لما علم الصالحون عظم الأجر المترتب على أداء الصلاة في جماعة وجدنا منهم حرصا ومداومة على أداء الصلاة في جماعة بين المسلمين في مساجدهم، وأسوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصا على صلاة الجماعة حتى في أشد الأوقات وأحرج الساعات

الصلاة مع القتال والخوف:

فقد روى الإمام مسلم رحمه الله عن جابر رضي الله عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة، فقاتلوا قتالا شديدا، فلما صلينا الظهر قال المشركون: لو ملنا عليهم ميلة واحدة لاقتطعناهم. فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك لنا رسول الله قال: وقالوا: إنهم ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولى. فلما حضرت العصر صفنا صفين، والمشركون بيننا وبين القبلة. فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا، وركع وركعنا…" الحديث.

ويتجلى في الحديث حرص النبي صلى الله عليه وسلم واهتمامه بصلاة الجماعة مع علمه بقرار المشركين الإغارة على المسلمين.
صلاة الجماعة مع شدة المرض:

ففي مرضه الذي مات فيه اغتسل عدة مرات لعله يتمكن من الصلاة مع المسلمين في الجماعة لكنه في كل مرة يحاول الخروج يغمى عليه فأمر أبا بكر أن يصلي بالناس، فصلى أبو بكر بالناس تلك الأيام ولما وجد رسول الله في نفسه خفة خرج إلى الصلاة، لكن كيف كانت خفته ؟

تجيب عائشة رضي الله عنها على ذلك فتقول: " فوجد من نفسه خفة، فخرج يهادى بين رجلين( يستند عليهما)كأني أنظر إلى رجليه تخطان من الوجع" فهو حال خفته التي حرص معها على الخروج لا يستطيع رفع رجليه عن الأرض، صلى الله عليه وسلم.

ولما جاءه رجل أعمى يقول: ليس لي قائد يقودني فهل لي رخصة؟ قال: "هل تسمع النداء بالصلاة"؟ قال: نعم. قال:" فأجب".

إذا كان هذا في الأعمى فما بالك بالمبصرين الأصحاء.

لقد علموا فضلها فكانوا أشد حرصا عليها:

قال ابن مسعود: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يتهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.

وقال أبو هريرة: لأن تمتلئ أذن ابن آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع النداء ولا يجيب.

وهذا الحارث بن حسان ـ وكان له صحبة ـ خرج ليلة عرسه إلى المسجد لصلاة الفجر؟ فقيل له: أتخرج وإنما بنيت بأهلك في هذه الليلة؟ فقال: إن امرأة تمنعني من صلاة الفجر في جمع لامرأة سوء.

وأبو عبد الرحمن السلمي كان يخرج لصلاة الجماعة وهو مريض متكئا على ولديه حتى يقام في الصف، وذهب يوما إلى المسجد وهو مريض فلما أحسوا أنه في النزع قالوا له: لو تحولت إلى الفراش فإنه أوثر ( ألين وأوطأ ) أخبرهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد في صلاة ما دام في مصلاه ، قال: فأريد أن أموت وأنا في مسجدي.

أما سعيد بن المسيب رحمه الله فقال: ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة.وقال رحمه الله: ما دخل علي وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها، و لا دخل علي فضاء وقت إلا وأنا إليه مشتاق.

نسأل الله الكريم أن يوفقنا للحرص على صلاة الجماعة ما حيينا، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.




جزاك الله خيرا وبارك الله فيك موضوع رائع ومميز تشكرين عليه



خليجية
جزاك الله الف خير
بارك الله فيك
والله يعطيك العافيه

خليجية




شكرلكم



التصنيفات
منوعات

كتاب عقيدة أهل السنه والجماعة

ملخص عن كتاب: عقيدة أهل السنة والجماعة لابن عثيمين

نظرا لما دار حول العقائد من جدل، وتفرُّق أهواء الخلق فيه، كتب المصنف هذا الكتاب- على سبيل الاختصار- عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، إلى غير ذلك من المسائل بأسلوب ميسر واختصار جميل.

نبذه عن ابن عثيمين:

محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي، أبو عبد الله، ولد عام (1347هـ) في مدينة عنيزة- إحدى مدن القصيم- بالمملكة العربية السعودية، تعلم القرآن الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ، ثم تعلم الكتابة وشيئًا من الأدب والحساب، والتحق بإحدى المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن مبكرة، ومختصرات المتون في الحديث والفقه، ويعتبر الشيخ عبد الرحمن السعدي شيخه الأول الذي نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه للدليل وطريقة تدريسه وتقريره وتقريبه العلم لطلابه بأيسر الطرق وأسلمها، ملأ ذكره الدنيا وشاع علمه في الآفاق وشهد له القاصي والداني بفضله وعلو مكانته، كان له نشاط كبير في الدعوة والتعليم داخل المملكة وخارجها، وله العديد من المؤلفات في شتى العلوم، وحصل على جائزة الملك فيصل العالية لخدمة الإسلام للعام الهجري (1414)، وتوفي بجدة عام (1421هـ).

فصول الكتاب:

فصـــل 1‏:‏ وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى
فصــــل2‏:‏ ونؤمن بملائكة الله تعالى
فصـــــل3‏:‏ ونؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتبًا
فصـــل4‏:‏ ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى الناس رسلًا
فصـــــل5‏:‏ ونؤمن باليوم الآخر وهو يوم القيامة
فصـــــل6‏:‏ ونؤمن بالقدر‏:‏ خيره وشرّه
فصـــــل7‏:‏ هذه العقيدة السامية المتضمنة

الفصل الاول:

‏ وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى

تفصيلًا أو إجمالًا، إثباتًا أو نفيًا؛ فإننا في ذلك على كتاب ربِّنا وسُنَّةِ نبينا معتمدون، وعلى ما سار عليه سلف الأُمَّة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون‏.‏ ونرى وجوب إجراء نصوص الكتاب والسُنّة في ذلك على ظاهرها، وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عزّ وجل‏.‏ ونتبرَّأ من طريق المحرّفين لها الذين صرفوها إلى غير ما أراد الله بها ورسوله‏.‏ ومن طريق المعطّلين لها الذين عطَّلوها عن مدلولها الذي أراده الله ورسوله‏.‏ ومن طريق الغالين فيها الذين حملوها على التمثيل أو تكلفوا لمدلولها التكييف‏.‏ ونعلم علم اليقين أنّ ما جاء في كتاب الله تعالى أو سُنَّة نبيِّه ـ صلى الله عليه وسلّم ـ فهو حق لا يناقض بعضه بعضًا لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 82‏]‏، ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضًا، وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ‏.‏ ومن ادّعى أن في كتاب الله تعالى أو في سُنّة رسوله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ أو بينهما تناقضًا فذلك لسوء قصده وزيغ قلبه؛ فليتب إلى الله تعالى ولينزع عن غيّه‏.‏ ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في سُنّة رسوله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ أو بينهما، فذلك إمّا لقلّة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر، فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق، فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلى عالمه، وليكفَّ عن توهمه، وليقل كما يقول الراسخون في العلم ‏{‏آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 7‏]‏ وليعلم أن الكتاب والسُنَّة لا تناقض فيهما ولا بينهما ولا اختلاف‏.‏

الفصل الثاني:

‏ ونؤمن بملائكة الله تعالى

وأنهم ‏{‏بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 26، 27‏]‏‏.‏ خلقهم الله تعالى من نور فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته ‏{‏لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ‏يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 19، 20‏]‏‏.‏ حجبهم الله عنا فلا نراهم، وربما كشفهم لبعض عباده، فقد رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ جبريل على صورته له ستمائة جناح قد سدّ الأفق، وتمثل جبريل لمريم بشرًا سويًا فخاطبته وخاطبها، وأتى إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وعنده الصحابة بصورة رجل لا يُعرف ولا يُرى عليه أثر السفر، شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، فجلس إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ فأسند ركبتيه إلى ركبتي النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ووضع كفيه على فخذيه، وخاطب النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وخاطبه النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وأخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ أصحابه أنّه جبريل‏.‏ ونؤمن بأنّ للملائكة أعمالًا كلفوا بها، فمنهم جبريل الموكل بالوحي، ينزل به من عند الله على من يشاء من أنبيائه ورسله‏.‏ ومنهم ميكائيل‏:‏ الموكل بالمطر والنبات‏.‏ ومنهم إسرافيل‏:‏ الموكل بالنفخ في الصور حين الصعق والنشور‏.‏ ومنهم ملك الموت‏:‏ الموكل بقبض الأرواح عند الموت‏.‏ ومنهم ملك الجبال‏:‏ الموكل بها‏.‏ ومنهم مالك‏:‏ خازن النار‏.‏ ومنهم ملائكة موكلون بالأجنّة في الأرحام، وآخرون موكلون بحفظ بني آدم، وآخرون موكلون بكتابة أعمالهم، لكل شخص ملكان ‏{‏عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ‏}‏ ‏[‏ق‏:‏ 17، 18‏]‏‏.‏ وآخرون موكلون بسؤال الميت بعد الانتهاء من تسليمه إلى مثواه، يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه فـ ‏{‏يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ‏}‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 27‏]‏‏.‏ ومنهم الملائكة الموكلون بأهل الجنة ‏{‏يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ‏سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 23، 24‏]‏‏.‏ وقد أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ أن البيت المعمور في السماء يدخله ـ وفي رواية يصلي فيه ـ كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم‏.‏

الفصل الثالث:

ونؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتبًا

حجّة على العالمين ومحجة للعاملين يعلِّمونهم بها الحكمةَ ويزكُّونهم‏.‏ ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتابًا لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ‏}‏ ‏[‏الحديد‏:‏ 25‏]‏‏.‏ ونعلم من هذه الكتب‏:‏

أ ـ التوراة‏:‏ التي أنزلها الله تعالى على موسى ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وهي أعظم كتب بني إسرائيل ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 44‏]‏‏.‏

ب ـ الإِنجيل‏:‏ الذي أنزله الله تعالى على عيسى ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وهو مصدق للتوراة ومتمم لها ‏{‏وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 46‏]‏ ‏{‏وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 50‏]‏‏.‏

جـ ـ الزبور‏:‏ الذي آتاه الله تعالى داود ـ صلى الله عليه وسلّم ـ‏.‏

د ـ صحف إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام‏.‏

هـ ـ القرآن العظيم‏:‏ الذي أنزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين ‏{‏هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 185‏]‏ فكان ‏{‏وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 48‏]‏ فنسخ الله به جميع الكتب السابقة وتكفّل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين ‏{‏إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 9‏]‏ لأنه سيبقى حجّة على الناس أجمعين إلى يوم القيامة‏.‏ أما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها ويبيِّن ما حصل فيها من تحريف وتغيير؛ ولهذا لم تكن معصومة منه، فقد وقع فيها التحريف والزيادة والنقص‏.‏ ‏{‏مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 46‏]‏‏.‏ ‏{‏فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 79‏]‏‏.‏ ‏{‏قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 91‏]‏‏.‏ ‏{‏وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 78، 79‏]‏‏.‏ ‏{‏يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 15، 17‏]‏‏.‏

الفصل الرابع:

‏ ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى الناس رسلًا

‏{‏مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 165‏]‏‏.‏ ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد، صلى الله عليهم وسلم أجمعين ‏{‏إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 163‏]‏ ‏{‏مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 40‏]‏‏.‏ وأن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى ابن مريم، وهم المخصوصون في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 7‏]‏‏.‏ ونعتقد أن شريعة محمد ـ صلى الله عليه وسلّم ـ حاوية لفضائل شرائع هؤلاء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 13‏]‏‏.‏ ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون، ليس لهم من خصائص الربوبية شيء، قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم‏:‏ ‏{‏وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 31‏]‏ وأمر الله تعالى محمدًا وهو آخرهم أن يقول‏:‏ ‏{‏قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 50‏]‏ وأن يقول‏:‏ ‏{‏قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 188‏]‏ وأن يقول‏:‏ ‏{‏قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً‏}‏ ‏[‏الجن‏:‏ 21، 22‏]‏‏.‏ ونؤمن بأنهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة، ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم، فقال في أولهم نوح‏:‏ ‏{‏ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً‏}‏ ‏[‏الإِسراء‏:‏ 3‏]‏ وقال في آخرهم محمد ـ صلى الله عليه وسلّم ـ‏:‏ ‏{‏تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرا‏}‏ً ‏[‏الفرقان‏:‏ 1‏]‏، وقال في رسل آخرين‏:‏ ‏{‏وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ‏}‏ ‏[‏ص‏:‏ 45‏]‏ ‏{‏وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الاَْيْدِ إِنَّهُ أَوَّاب‏}‏ ‏[‏ص‏:‏ 17‏]‏ ‏{‏وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَـنَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّاب‏}‏ ‏[‏ص‏:‏ 30‏]‏، وقال في عيسى ابن مريم‏:‏ ‏{‏إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ‏}‏ ‏[‏الزخرف‏:‏ 59‏]‏‏.‏ ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالات برسالة محمد ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وأرسله إلى جميع الناس لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 158‏]‏‏.‏ ونؤمن بأن شريعته ـ صلى الله عليه وسلّم ـ هي دين الإِسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، وأن الله تعالى لا يقبل من أحد دينًا سواه لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 19‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 3‏]‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 85‏]‏‏.‏ ونرى أن من زعم اليوم دينًا قائمًا مقبولًا عند الله سوى دين الإِسلام، من دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهما، فهو كافر، ثم إن كان أصله مسلمًا يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتدًا لأنه مكذب للقرآن‏.‏ ونرى أن من كفر برسالة محمد ـ صلى الله عليه وسلّم ـ إلى الناس جميعًا فقد كفر بجميع الرسل، حتى برسوله الذي يزعم أنه مؤمن به متبع له، لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ‏}‏ ‏[‏الشعراء‏:‏ 105‏]‏‏.‏ فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يسبق نوحًا رسول‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ‏أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 150، 151‏]‏‏.‏ ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ومن ادّعى النبوة بعده أو صدَّق من ادّعاها فهو كافر؛ لأنّه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين‏.‏ ونؤمن بأن للنبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ خلفاء راشدين خلفوه في أمته علمًا ودعوة وولاية على المؤمنين، وبأن أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبوبكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين‏.‏ وهكذا كانوا في الخلافة قدرًا كما كانوا في الفضيلة شرعًا، وما كان الله تعالى ـ وله الحكمة البالغة ـ ليولي على خير القرون رجلًا، وفيهم من هو خير منه وأجدر بالخلافة‏.‏ ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه، لكنه لا يستحق بها الفضل المطلق على مَنْ فَضَلَه، لأن موجبات الفضل كثيرة متنوعة‏.‏ ونؤمن بأن هذه الأمة خير الأمم وأكرمها على الله عز وجل، لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 110‏]‏‏.‏ ونؤمن بأن خير هذه الأمة الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم، وبأنّه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين، لا يضرّهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمرُ الله عز وجل‏.‏ ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن، فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه، فمن كان منهم مصيبًا كان له أجران، ومن كان منهم مخطئًا فله أجر واحد وخطؤه مغفور له‏.‏ ونرى أنّه يجب أن نكف عن مساوئهم، فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل، وأن نطهّر قلوبنا من الغل والحقد على أحد منهم، لقوله تعالى فيهم‏:‏ ‏{‏لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى‏}‏ ‏[‏الحديد‏:‏ 10‏]‏، وقول الله تعالى فينا‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ‏}‏ ‏[‏الحشر‏:‏ 10‏]‏‏.‏

الفصل الخامس:

ونؤمن باليوم الآخر وهو يوم القيامة

الذي لا يوم بعده، حين يبعث الناس أحياء للبقاء إمّا في دار النعيم وإمّا في دار العذاب الأليم‏.‏ فنؤمن بالبعث وهو إحياء الله تعالى الموتى حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية ‏{‏وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 68‏]‏‏.‏ فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، حفاة بلا نعال، عراة بلا ثياب، غرلًا بلا ختان ‏{‏كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 104‏]‏‏.‏ ونؤمن بصحائف الأعمال تعطى باليمين أو من وراء الظهور بالشمال ‏{‏فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا‏}‏ ‏[‏الانشقاق‏:‏ 7 ـ 12‏]‏ ‏{‏وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً‏}‏ ‏[‏الإِسراء‏:‏ 13، 14‏]‏‏.‏ ونؤمن بالموازين تُوضع يوم القيامة فلا تُظلم نفسٌ شيئًا ‏{‏فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ‏}‏ ‏[‏الزلزلة‏:‏ 7، 8‏]‏‏.‏ ‏{‏فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ‏}‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 102 ـ 104‏]‏ ‏{‏مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 160‏]‏‏.‏ ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ خاصة، يشفع عند الله تعالى بإذنه ليقضي بين عباده، حين يصيبهم من الهمِّ والكرب ما لا يُطيقون فيذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ‏.‏ ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها، وهي للنبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة، وبأن الله تعالى يُخرج من النار أقوامًا من المؤمنين بغير شفاعة، بل بفضله ورحمته‏.‏ ونؤمن بحوض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك، طوله شهر وعرضه شهر، وآنيته كنجوم السماء حسنًا وكثرةً، يرده المؤمنون من أُمّته، من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك‏.‏ ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم، يمرُّ الناس عليه على قدر أعمالهم، فيمر أولهم كالبرق ثم كمرِّ الريح ثم كمرِّ الطير وأشد الرجال، والنبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ قائم على الصراط يقول‏:‏ يا رب سلّم سلّم‏.‏ حتى تعجز أعمال العباد، فيأتي من يزحف، وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة، تأخذ من أُمِرَتْ بِهِ؛ فمخدوش ناجٍ ومكردس في النار‏.‏ ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من أخبار ذلك اليوم وأهواله ـ أعاننا الله عليها‏.‏ ونؤمن بشفاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ لأهل الجنة أن يدخلوها‏.‏ وهي للنبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ خاصة‏.‏ ونؤمن بالجنّة والنار، فالجنّة‏:‏ دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين، فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ‏{‏فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏السجدة‏:‏ 17‏]‏‏.‏ والنار‏:‏ دار العذاب التي أعدَّها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر على البال ‏{‏وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً‏}‏ ‏[‏الكهف‏:‏ 29‏]‏‏.‏ وهما موجودتان الآن ولن تفنيا أبد الآبدين ‏{‏وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً‏}‏ ‏[‏الطلاق‏:‏ 11‏]‏‏.‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 64 ـ 66‏]‏‏.‏ ونشهد بالجنّة لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف‏.‏ فمن الشهادة بالعين‏:‏ الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، ونحوهم ممن عيّنهم النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ‏.‏ ومن الشهادة بالوصف‏:‏ الشهادة لكل مؤمن أو تقي‏.‏ ونشهد بالنار لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف‏.‏ فمن الشهادة بالعين‏:‏ الشهادة لأبي لهب وعمرو بن لحي الخزاعي ونحوهما‏.‏ ومن الشهادة بالوصف‏:‏ الشهادة لكل كافرٍ أو مشركٍ شركًا أكبر أو منافق‏.‏ ونؤمن بفتنة القبر‏:‏ وهي سؤال الميت في قبره عن ربِّه ودينه ونبيه فـ ‏{‏يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ‏}‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 27‏]‏‏.‏ فيقول المؤمن‏:‏ ربي الله، وديني الإِسلام، ونبيِّي محمد، وأمّا الكافر والمنافق فيقول‏:‏ لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته‏.‏ ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين ‏{‏الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 32‏]‏‏.‏ ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين ‏{‏وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 93‏]‏‏.‏ والأحاديث في هذا كثيرة معلومة، فعلى المؤمن أن يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسُّنَّة من هذه الأمور الغيبيَّة، وألا يعارضها بما يشاهد في الدنيا، فإن أمور الآخرة لا تُقاس بأمور الدنيا لظهور الفرق الكبير بينهما، والله المستعان‏.‏

الفصل السادس:

ونؤمن بالقدر‏:‏ خيره وشرّه

وهو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته‏.‏ وللقدر أربع مراتب‏:‏ المرتبة الأولى‏:‏ العلم، فنؤمن بأن الله تعالى بكل شيء عليم، علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الأزلي الأبدي، فلا يتجدد له علم بعد جهل، ولا يلحقه نسيان بعد علم‏.‏

المرتبة الثانية‏:‏ الكتابة، فنؤمن بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة‏:‏ ‏{‏أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 70‏]‏‏.

المرتبة الثالثة‏:‏ المشيئة، فنؤمن بأن الله تعالى قد شاء كل ما في السموات والأرض، لا يكون شيء إلا بمشيئته، ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن‏.‏

المرتبة الرابعة‏:‏ الخلق، فتؤمن بأن الله تعالى ‏{‏خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 62، 63‏]‏‏.‏ وهذه المراتب الأربع شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه ولما يكون من العباد، فكل ما يقوم به العباد من أقوال أو أفعال أو تروك فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده، والله تعالى قد شاءها وخلقها ‏{‏لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏التكوير‏:‏ 28، 29‏]‏ ‏{‏وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 253‏]‏ ‏{‏وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 137‏]‏ ‏{‏وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏الصافات‏:‏ 96‏]‏‏.‏ ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختيارًا وقدرة بهما يكون الفعل‏.‏ والدليل على أن فعل العبد باختياره وقدرته أمور‏:‏ الأول‏:‏ قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 223‏]‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 46‏]‏ فأثبت للعبد إتيانًا بمشيئته وإعدادًا بإرادته‏.‏ الثاني‏:‏ توجيه الأمر والنهي إلى العبد، ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بما لا يطاق، وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله‏:‏ ‏{‏لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 286‏]‏‏.‏ الثالث‏:‏ مدح المحسن على إحسانه وذم المسيء على إساءته، وإثابة كل منهما بما يستحق، ولولا أن الفعل يقع بإرادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثًا، وعقوبة المسيء ظلمًا، والله تعالى منزّه عن العبث والظلم‏.‏ الرابع‏:‏ أن الله تعالى أرسل الرسل ‏{‏لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 165‏]‏، ولولا أن فعل العبد يقع بإرادته واختياره، ما بطلت حجّته بإرسال الرسل‏.‏ الخامس‏:‏ أن كل فاعل يحسُّ أنّه يفعل الشيء أو يتركه بدون أي شعور بإكراه، فهو يقوم ويقعد، ويدخل ويخرج، ويسافر ويقيم بمحض إرادته، ولا يشعر بأن أحدًا يكرهه على ذلك، بل يفرّق تفريقًا واقعيًا بين أن يفعل الشيء باختياره وبين أن يكرهه عليه مكرِه‏.‏ وكذلك فرّق الشرع بينهما تفريقًا حكميًا، فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرهًا عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى‏.‏ ونرى أنه لا حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى، لأن العاصي يقدم على المعصية باختياره، من غير أن يعلم أن الله تعالى قدّرها عليه، إذ لا يعلم أحد قدر الله تعالى إلا بعد وقوع مقدوره ‏{‏وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً‏}‏ ‏[‏لقمان‏:‏ 34‏]‏ فكيف يصح الاحتجاج بحجة لا يعلمها المحتجّ بها حين إقدامه على ما اعتذر بها عنه، وقد أبطل الله تعالى هذه الحجة بقوله‏:‏ ‏{‏سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 148‏]‏‏.‏ ونقول للعاصي المحتج بالقدر‏:‏ لماذا لم تقدم على الطاعة مقدرًا أنّ الله تعالى قد كتبها لك، فإنه لا فرق بينها وبين المعصية في الجهل بالمقدور قبل صدور الفعل منك‏؟‏ ولهذا لمّا أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ الصحابة بأن كل واحد قد كُتِبَ مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا‏:‏ أفلا نتكل وندع العمل‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لا، اعملوا فكلٌّ ميسّر لما خُلِقَ له‏)‏‏.‏ ونقول للعاصي المحتج بالقدر‏:‏ لو كنت تريد السفر لمكة وكان لها طريقان، أخبرك الصادق أن أحدهما مخوف صعب والثاني آمن سهل، فإنك ستسلك الثاني ولا يمكن أن تسلك الأول وتقول‏:‏ إنه مقدر عليَّ؛ ولو فعلت لعدّك الناس في قسم المجانين‏.‏ ونقول له أيضًا‏:‏ لو عرض عليك وظيفتان إحداهما ذات مرتب أكثر، فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة، فكيف تختار لنفسك في عمل الآخرة ما هو الأدنى ثم تحتجّ بالقدر‏؟‏ ونقول له أيضًا‏:‏ نراك إذا أصبت بمرض جسمي طرقت باب كل طبيب لعلاجك، وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة وعلى مرارة الدواء‏.‏ فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي‏؟‏ ونؤمن بأنّ الشر لا ينسب إلى الله تعالى لكمال رحمته وحكمته، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ‏:‏ ‏(‏والشر ليس إليك‏)‏ رواه مسلم‏.‏ فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبدًا، لأنّه صادر عن رحمة وحكمة، وإنّما يكون الشرُّ في مقضياته، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ في دعاء القنوت الذي علّمه الحسن‏:‏ ‏(‏وقني شر ما قضيت‏)‏‏.‏ فأضاف الشر إلى ما قضاه، ومع هذا فإنّ الشر في المقضيات ليس شرًا خالصًا محضًا، بل هو شر في محله من وجه، خير من وجه، أو شر في محله، خير في محل آخر‏.‏ فالفساد في الأرض من‏:‏ الجدب والمرض والفقر والخوف شر، لكنه خير في محل آخر‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ‏}‏ ‏[‏الروم‏:‏ 41‏]‏‏.‏ وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق والزاني في قطع اليد وإزهاق النفس، لكنه خير لهما من وجه آخر، حيث يكون كفارة لهما فلا يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة، وهو أيضًا خير في محل آخر، حيث إن فيه حماية الأموال والأعراض والأنساب‏.‏

الفصل السابع:

هذه العقيدة السامية المتضمنة

لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة‏.‏ فالإِيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه، والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع ‏{‏مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 97‏]‏‏.‏ ومن ثمرات الإِيمان بالملائكة‏:‏ أولًا‏:‏ العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه‏.‏ ثانيًا‏:‏ شكره تعالى على عنايته بعباده، حيث وكلّ بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك من مصالحهم‏.‏ ثالثًا‏:‏ محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل واستغفارهم للمؤمنين‏.‏ ومن ثمرات الإِيمان بالكتب‏:‏ أولًا‏:‏ العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أنزل لكل قوم كتابًا يهديهم به‏.‏ ثانيًا‏:‏ ظهور حكمة الله تعالى، حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها‏.‏ وكان خاتم هذه الكتب القرآن العظيم، مناسبًا لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة‏.‏ ثالثًا‏:‏ شكر نعمة الله تعالى على ذلك‏.‏ ومن ثمرات الإِيمان بالرسل‏:‏ أولًا‏:‏ العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أرسل إليهم أولئك الرسل الكرام للهداية والإِرشاد‏.‏ ثانيًا‏:‏ شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى‏.‏ ثالثًا‏:‏ محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى وخلاصة عبيده، قاموا لله بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده والصبر على أذاهم‏.‏ ومن ثمرات الإِيمان باليوم الآخر‏:‏ أولًا‏:‏ الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم، والبعد عن معصيته خوفًا من عقاب ذلك اليوم‏.‏ ثانيًا‏:‏ تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها‏.‏ ومن ثمرات الإِيمان بالقدر‏:‏ أولًا‏:‏ الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب، لأن السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله وقدره‏.‏ ثانيًا‏:‏ راحة النفس وطمأنينة القلب، لأنه متى علم أن ذلك بقضاء الله تعالى، وأن المكروه كائن لا محالة، ارتاحت النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب، فلا أحد أطيب عيشًا وأريح نفسًا وأقوى طمأنينة ممن آمن بالقدر‏.‏ ثالثًا‏:‏ طرد الإِعجاب بالنفس عند حصول المراد، لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدّره من أسباب الخير والنجاح، فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع الإِعجاب‏.‏ رابعًا‏:‏ طرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه، لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السموات والأرض وهو كائن لا محالة، فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر، وإلى هذا يشير الله تعالى بقوله‏:‏ ‏{‏مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ‏}‏ ‏[‏الحديد‏:‏ 22، 23‏]‏‏.‏ فنسأل الله تعالى أن يثبِّتنا على هذه العقيدة، وأن يحقق لنا ثمراتها ويزيدنا من فضله، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا؛ وأن يهب لنا منه رحمة، إنه هو الوهاب‏.‏ والحمد لله رب العالمين‏.‏ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان‏.‏ تمت بقلم مؤلفها محمد الصالح العثيمين في 30 شوال سنة 1404هـ ‏.‏

أتمني من الله ان يعجبكم الكتاب وتستفيدون منه ان شاء الله

خليجية




شكرلك



التصنيفات
منتدى اسلامي

رغم الاعاقه لم يترك صلاة الجماعة

خليجية

لم تمنعه الإعاقة على الإلتحاق بصلاة الجماعة
و أنت أيها المسلم الذي وهبك الله الصحة و العافية ؟ ألا تخجل من نفسك ؟

خير الأصحاب من أحبك في الله … وذكرك بالله … وخوّفك من غضب الله … ورغبك في لقاء الله … فذلك خير الزاد ليوم المعاد… فلنحافظ على صلواتنا و لنتّق الله العظيم خالقنا…

هذه الصورة… رسالة مضمـونة الوصول إلى كل متثاقل عن أداء الصلاة .




بارك الله فيك اختي
و جزاك كل الخير يا غاليه



اشكرك على الرد



جـــــــــزاكي اللــــــــــــهـ خــــــــــــيراً




التصنيفات
منوعات

عقيدة اهل السنة و الجماعة في صفات الله عزوجل

طريقة أهل السنة في أسماء الله وصفاته :
طريقتهم إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل .
التحريف :
التحريف لغة : التغيير ، واصطلاحا : تغيير لفظ النص أو معناه .
مثال تغيير اللفظ:تغيير قوله تعالى : ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيما)(النساء: الاية164) . من رفع الجلالة إلى نصبها فيكون التكليم من موسى لا من الله .
ومثال تغيير المعنى : تغيير معنى استواء الله على عرشه من العلو والاستقرار إلى الاستيلاء والملك ؛ لينتفي عنه معنى الاستواء الحقيقي .
التعطيل :
التعطيل لغة ً : الترك والتخلية ، واصطلاحا : إنكار ما يجب لله من الأسماء والصفات ، إما كليا كتعطيل الجهمية ، وأما جزئيا كتعطيل الأشعرية الذين لم يثبتوا من صفات الله إلا سبع صفات ، مجموعة في قوله :
حي عليم قدير والكلام له
إرادة وكذاك السمع والبصر
التكييف والتمثيل والفرق بينهما :
التكييف إثبات كيفية الصفة كأن يقول : استواء الله على عرشه كيفيته كذا وكذا ، والتمثيل إثبات مماثل للشيء كأن يقول : يد الله مثل يد الإنسان .
والفرق بينهما أن التمثيل ذكر الصفة مقيدة بمماثل ، والتكييف ذكرها غير مقيدة به .
حكم هذه الأربعة المتقدمة :
كلها حرام ومنها ما هو كفر أو شرك،ومن ثم كان أهل السنة والجماعة متبرئين من جميعها .
الواجب في نصوص الأسماء والصفات :
الواجب إجراؤها على ظاهرها وإثبات حقيقتها لله على الوجه اللائق به ؛ وذلك لوجهين :
1. إن صرفها عن ظاهرها مخالف لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
2. أن صرفها إلى المجاز قول على الله بلا علم وهو حرام .
أسماء الله وصفاته توقيفية ، وهي من المحكم من وجه ومن المتشابه من وجه .
أسماء الله وصفاته توقيفية ، والتوقيفي ما توقف إثباته أو نفيه على الكتاب والسنة ، بحيث لا يجوز إثباته ولا نفيه إلا بدليل منهما،فليس للعقل في ذلك مجال لأنه شيء وراء ذلك.
وأسماء الله وصفاته من المحكم في معناها ؛ فإن معناها معلوم ، ومن المتشابه في حقيقتها ؛ لان حقائقها لا يعلمها إلا الله . والمحكم ما كان واضحاً وعكسه المتشابه .
أسماء الله تعالى غير محصورة : أسماء الله غير محصورة بعدد معين ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الدعاء المأثور ( أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحد من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) ([1]) . وما استأثر الله بعلمه فلا سبيل إلى حصره والإحاطة به . والجمع بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم : ( ،، لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ) ([2]) . إن معنى هذا الحديث : أن من أسماء الله تسعة وتسعين اختصت بأن من أحصاها دخل الجنة ، فلا ينافي أن يكون له أسماء أخرى غيرها ، ونظير ذلك أن تقول : عندي خمسون درعا أعددتها للجهاد ، فلا ينافي ،، يكون عندك دروع أخرى. ومعنى إحصاء أسماء الله أن يعرف لفظها ومعناها ، ويتعبد لله بمقتضاها.
كيف يتم الإيمان بأسماء الله ؟ :
إذا كان الاسم متعديا فتمام الإيمان به إثبات الاسم وإثبات الصفة التي تضمنها ، وإثبات الأثر الذي يترتب عليه ، مثل : ( الرحيم ) فتثبت الاسم وهو الرحيم ، والصفة وهي الرحمة ، والأثر وهو انه سبحانه يرحم بهذه الرحمة .
وان كان الاسم لازماً فتمام الإيمان به إثباته وإثبات الصفة التي تضمنها ، مثل : ( الحي) تثبت الاسم وهو الحي والصفة وهي الحياة . وعلى هذا فكل اسم متضمن لصفة ولا عكس .
صفات الله تعالى باعتبار الثبوت وعدمه :
تنقسم إلى قسمين : ثبوتيه وهي التي أثبتها الله لنفسه ، كالحياة والعلم ، وسلبية وهي التي نفاها الله عن نفسه ، كالإعياء والظلم .
والصفة السلبية يجب الإيمان بما دلت عليه من نفي وإثبات كمال ضده ، فقوله تعالى وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أحدا)(الكهف: الاية49). يجب الإيمان بانتفاء الظلم عن الله وثبوت ضده وهو العدل الذي لا ظلم فيه .
صفات الله باعتبار الدوام والحدوث :
تنقسم إلى قسمين : صفات دائمة لم يزل ولا يزال متصفاً بها ، كالعلم والقدرة ، وتسمى صفات ذاتية ، وصفات تتعلق بالمشيئة إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها ، كنزوله إلى السماء الدنيا ، وتسمى صفات فعلية .
وربما تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين ، كالكلام ، فانه بالنظر إلى أصله صفة ذاتية، لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً ، وباعتبار آحاده وأفراده التي يتكلم بها شيئًا فشيئًا صفة فعلية لأنه يتعلق بمشيئته .
الإلحاد :
الإلحاد لغة ً: الميل ، واصطلاحاً الميل عما يجب اعتقاده أو عمله ، ويكون في أسماء الله لقوله تعالى : ( وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسمائه )(الأعراف: الاية180)
ويكون في آيات الله لقوله تعالى : (إن الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا )(فصلت: الاية40) .
وأنواع الإلحاد في أسماء الله أربعة :
1- أن ينكر شيئا منها أو من ما تضمنته من الصفات كما فعل الجهمية .
2- أن يسمى الله بما لم يسم به نفسه ،كما سماه النصارى أبا .
3- أن يعتقد دلالتها على مماثلة الله لخلقه كما فعل المشبهة .
4- أن يشتق منها أسماء للأصنام كاشتقاق المشركين العُزى من العزيز .
وأما الإلحاد في آيات الله نوعان :
1- الإلحاد في الآيات الكونية التي هي المخلوقات ، وهو إنكار انفراد الله بها ، بأن يعتقد إن أحدا انفرد بها أو ببعضها دونه ، وأن معه مشاركاً في الخلق أو معيناً .
2- الإلحاد في الآيات الشرعية التي هي الوحي النازل على الأنبياء ، وهو تحريفها أو تكذيبها أو مخالفتها .
طريقة القرآن والسنة في صفات الله من حيث الإجمال والتفصيل :
طريقة القرآن والسنة هي الإجمال في النفي والتفصيل في الإثبات غالباً لأن الإجمال في النفي أكمل واعم من التنزيه من التفصيل ، والتفصيل في الإثبات أبلغ وأكثر في المدح من الإجمال ؛ ولذلك تجد الصفات الثبوتية كثيرة في الكتاب والسنة كالسميع البصير ، والعليم القدير ، والغفور الرحيم …. الخ .
أما الصفات السلبية فهي قليلة مثل : نفي الظلم ، والتعب والغفلة ، والولادة ، والمماثل والند والمكافئ .
سورة الإخلاص :
هيقُلْ هُوَ اللَّهُ أحد*اللَّهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أحد) (الاخلاص1-4) . وسميت به ؛ لأن الله أخلصها لنفسه ، فلم يذكر فيها إلا ما يتعلق بأسمائه وصفاته ، ولأنها تخلص قارئها من الشرك والتعطيل .
وسبب نزولها أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك من أي شيء هو . وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن ([3]) . وذلك لأن القرآن يتضمن الإخبار عن الله ، والإخبار عن مخلوقاته ، والإحكام وهي الأوامر والنواهي ، وسورة الإخلاص تضمنت النوع الأول وهو الإخبار عن الله ، وفيها من أسماء الله : (الله) (الأحد) (الصمد). فـ (الله) هو المألوه المعبود حبا وتعظيما و (الأحد )هو المنفرد عن كل شريك ومماثل و(الصمد ) الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته . وفيها من صفات الله ما تضمنته الأسماء السابقة :
1. الألوهية 2. الأحادية
3.الصمدية 4. نفي الولد منه ، لأنه غني عن الولد ولا مثيل له .
5. نفي أن يكون مولودا ، لأنه خالق كل شيء وهو الأول الذي ليس قبله شيء .
6. نفي المكافئ له وهو المماثل له في الصفات ؛ لأن الله ليس كمثله شيء لكمال صفاته .
آية الكرسي :
آية الكرسي هي قوله تعالى : (اللَّهُ لا الَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تأخذه سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأرض مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بإذنه يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أيديهم وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاواتِ وَالأرض وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255) .
وسميت آية الكرسي لذكر الكرسي فيها ، وهي أعظم آية في كتاب الله ، من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح،وتضمنت من أسماء الله: (الله) وتقدم معناه (الحي ) ( القيوم ) ( العلي ) ( العظيم ) .
فالحي : ذو الحياة الكاملة المتضمنة لأكمل الصفات التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال .
والقيوم : هو القائم بنفسه القائم على غيره ، فهو غني عن كل شيء وكل شيء محتاج إليه .
والعلي : هو العالي بذاته فوق كل شيء ، العالي بصفاته كمالا فلا يلحقه عيب ولا نقص .
والعظيم : ذو العظمة وهي الجلال والكبرياء .
وتضمنت من صفات الله خمس صفات تضمنتها الأسماء السابقة :
6. انفراد الله بالألوهية .
7. نفي النوم والسنة وهي النعاس عنه لكمال حياته وقيوميته .
8. انفراده بالملك الشامل لكل شيء : ( لَهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض ) .
9. كمال عظمته وسلطانه حيث لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه .
10. كمال علمه وشموله لكل شيءيَعْلَمُ مَا بَيْنَ ايْدِيهِمْ).وهو الحاضر والمستقبل (وَمَا خَلْفَهُم) وهو الماضي .
11. المشيئة .
12. كمال قدرته بعظم مخلوقاته (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاواتِ وَالأرض) .
13. كمال علمه وقدرته وحفظه ورحمته من قوله وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا) أي لا يثقله ولا يعجزه .



جزاكي الله خيرا مواضيعكي دائما قيمة واحتار ايها اثبت



بارك الله فيكى

خليجية[/IMG]




ههههههههه بارك الله فيك يا سلفية و الله حتى لو ثبتي اي واحد رح كووون اسعد وحدة لانوووووو عندي حسنات كثيرة من هالمواضيع



شششششكرا نورتي ام حبيبة



التصنيفات
منتدى اسلامي

فوائد صلاة الجماعة

شرع الله سبحانه وتعالى صلاة الجماعة لحِكم عظيمة , وفوائد جسيمة منها ما يلي :

1 ـ أختبار العباد وامتحانهم ؛ ليعلم الله منيمتثل أوامره ممن يعرض عنها ويتكبر .

2ـ التعارف والتآلف والترابط بينالمسلمين ؛ ليكونوا كالجسد الواحد , وكالبنيان يشد بعضه بعضا . والذي لا يصلي فيالمسجد لا يعرفه أهل الحي إلا من كان بينه وبين أحدهم مصلحة دنيوية .

3ـتعليم الجاهل .. وتذكير الغافل ، فالجاهل يرى العالم فيقتدي به ،والغافل يسمعالموعظة فينتفع بها ..

4ـ ما يشعر به المصلي في الجماعة من الخشوع والتدبيروالإنتفاع بالصلاة ، بخلاف من يصلي في بيته فإنه قد لا يشعر بشيء من ذلك ، بل إنالصلاة تثقل عليه في الغالب فينقرها نقر الديك فلا ينتفع منها بشيء ..

5ـإغاظة أعداء الله وإرهابهم وعلى رأسهم إبليس ـ لعنه الله ـ وجنوده من شياطين الإنسوالجن ، الذين يؤرقهم أن يعود المسلمون إلى المساجد وخاصة الشباب.

6ـ ما فيالخروج إلى المسجد من النشاط والحركة ورياضة البدن بكثرة المشي ذهابا وإيابا لاسيماإن كان المسجد بعيدا ، بخلاف الصلاة في البيت وما يصاحبها في الغالب من الكسلوالخمول .. وهذا مجرب .

هذه بعض فوائد الصلاة مع الجماعة في المساجد ، ولاشك أن هناك فوائد أخرى كثيرة ، دينية ودنيوية , فاحرص ـ يا أخي المسلم ـ على حضورصلاة الجماعة في المسجد حتى تكتب لك البراءة من النفاق ..

عن أنس بن مالك ـرضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صلى لله أربعينيوما في جماعة ، يدرك التكبيرة الأولى ، كتب له براءتان : براءة من النار وبراءة منالنفاق )). رواه الترمذي . (1)

والله أعلم , وصلى الله على نبينا محمد .




باااااااااااااااااارك الله فيكي يالغالية



الله يجزاك خير عالافاده



يسعدني انكم تردون على موضوعي



التصنيفات
منوعات

المهدى عند اهل السنة والجماعة حقيقة أم خرافة

(( عقيدة أهل السنة والاثر في المهدي المنتظر ))

للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله

أخبر الرسول(صلى الله عليه وآله) امته عن الامم الماضية بأخبار لابد من التصديق بها ، وأنها وقعت وفق خبره(صلى الله عليه وآله) ، كما أخبر عن أمور مستقبلة لابد من التصديق بها ، والاعتقاد أنها ستقع على وفق ما جاء عنه(صلى الله عليه وآله) وما من شيء يقرب إلى اللّه إلاّ وقد دلّ الامة عليه . ورغّبها فيه ، وما من شر إلاّ حذّرها منه .

إن من بين الامور المستقبلة التي تجري في آخر الزمان ، عند نزول عيسى بن مريم(عليه السلام) من السماء ، هو خروج رجل من أهل بيت النبوة من ولد علي بن أبي طالب ، يوافق اسمه اسم الرسول(صلى الله عليه وآله)ويقال له المهدي ، يتولى إمرة المسلمين ، ويصلي عيسى بن مريم(عليه السلام) خلفه ، وذلك لدلالة الاحاديث المستفيضة عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، التي تلقتها الامة بالقبول ، واعتقدت موجبها إلاّ من شذ .

وسيكون الكلام حول هذا الموضوع لامرين :

الاول : أن الاحاديث الواردة في المهدي لم ترد في الصحيحين على وجه التفصيل ، بل جاءت مجملة ، وقد وردت في غيرهما مفسرة لما فيهما ، فقد يظن ظان أن ذلك يقلل من شأنهما ، وذلك خطا واضح ، فالصحيح بل الحسن في غير الصحيحين مقبول معتمد عند اهل الحديث .

الثاني : أن بعض الكتّاب في هذا العصر أقدم على الطعن في الاحاديث الواردة في المهدي بغير علم ، بل جهلاً أو تقليداً لاحد لم يكن من أهل العناية بالحديث . وقد اطلعت على تعليق لعبد الرحمن محمد عثمان على كتاب تحفة الاحوذي ، الذي طبع أخيراً في مصر .

قال في الجزء السادس في باب ماجاء في الخلفاء في تعليقه : «يرى الكثيرون من العلماء أن كل ما ورد من أحاديث عن المهدي ، إنما هو موضع شك ، وأنها لا تصح عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، بل إنها من وضع الشيعة» .

وقال معلقاً بشأن المهدي في باب ماجاء في تقارب الزمن وقصر الامل في الجزء المذكور : «ويرى الكثيرون من العلماء الثقاة الاثبات أن ما ورد في أحاديث خاصة بالمهدي ليست إلاّ من وضع الباطنية والشيعة واضرابهم ، وأنها لا تصح نسبتها الى الرسول(صلى الله عليه وآله)» .

بل لقد تجرأ بعضهم إلى ما هو أكثر من ذلك ، فنجد محيي الدين عبد الحميد في تعليقته على الحاوي للفتاوي للسيوطي ، يقول في آخر جزء في العرف الوردي في أخبار المهدي (ص 166) من الجزء الثاني: «يرى بعض الباحثين أن كل ما ورد عن المهدي وعن الدجال من الاسرائيليات» .

لهذين الامرين ، ولكون الواجب على كل مسلم ناصح لنفسه ألاّ يتردد في تصديق الرسول(صلى الله عليه وآله) فيما يخبر به ، رأيت أن يكون الكلام حول هذا الامر كما قلت ، تحت عنوان عقيدة اهل السنة والاثر في المهدي المنتظر .

ولكي نكون على علم مقدماً بعناصر الموضوع ، أسوقها لكم فيما يلي :

الاول : ذكر أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) .

الثاني : ذكر أسماء الائمة الذين أخرجوا الاحاديث والاثار الواردة في المهدي في كتبهم .

الثالث : ذكر الذين أفردوا مسألة المهدي بالتأليف من العلماء .

الرابع : ذكر الذين حكوا تواتر أحاديث المهدي ، وحكاية كلامهم في ذلك .

الخامس : ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الاحاديث التي لها تعلق بشأن المهدي .
السادس : ذكر بعض الاحاديث في شأن المهدي الواردة في غير الصحيحين ، مع الكلام عن أسانيد بعضها .

السابع : ذكر بعض العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي ، واعتقدوا موجبها ، وحكاية كلامهم في ذلك .

الثامن : ذكر من وقفت عليه ممن حكي عنه إنكار أحاديث المهدي ، أو التردد فيها ، مع مناقشة كلامه باختصار .

التاسع : ذكر بعض ما يظن تعارضه مع الاحاديث الواردة في المهدي ، والجواب عن ذلك .

العاشر :كلمة ختامية .

الاول : أسماء الصحابة الذين رووا عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) أحاديث المهدي :
جملة ما وقفت عليه من أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ستة وعشرون ، وهم :

1 عثمان بن عفان .

2 علي بن أبي طالب .

3 طلحة بن عبيد اللّه .

4 عبد الرحمان بن عوف .

5 الحسين بن علي .

6 أم سلمة .

7 أم حبيبة .

8 عبد اللّه بن عباس .

9 عبد اللّه بن مسعود .

10 عبد اللّه بن عمر .

11 عبد اللّه بن عمرو .

12 أبو سعيد الخدري .

13 جابر بن عبد اللّه .

14 أبو هريرة .

15 أنس بن مالك .

16 عمار بن ياسر .

17 عوف بن مالك .

18 ثوبان مولى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) .

19 قرة بن إياس .

20 علي الهلالي .

21 حذيفة بن اليمان .

22 عبد اللّه بن الحارث بن جزء .

23 عوف بن مالك .

24 عمران بن حصين .

25 أبو الطفيل .

26 جابر الصدفي .

الثاني : أسماء الائمة الذين خرّجوا الاحاديث والاثار الواردة في المهدي في كتبهم :
وأحاديث المهدي خرّجها جماعة كثيرون من الائمة في الصحاح والسنن والمعاجم والمسانيد وغيرها ، وقد بلغ عدد الذين وقفت على كتبهم ، واطلعت على ذكر تخريجهم لها ، ثمانية وثلاثين ، وهم :

1 أبو داود في سننه .

2 الترمذي في جامعه .

3 ابن ماجة في سننه .

4 النسائي ، ذكره السفاريني في لوامع الانوار البهية ، والمناوي في فيض القدير ، وما رأيته في الصغرى ، ولعله في الكبرى .

5 احمد في مسنده .

6 ابن حبان في صحيحه .

7 الحاكم في المستدرك .

8 أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف .

9 نعيم بن حماد في كتاب الفتن .

10 الحافظ أبو نعيم في كتاب المهدي ، وفي الحلية .

11 الطبراني في الكبير والاوسط والصغير .

12 الدارقطني في الافراد .

13 البارودي في معرفة الصحابة .

14 أبو يعلى الموصلي في مسنده .

15 البزار في مسنده .

16 الحارث بن أبي أسامة في مسنده .

17 الخطيب في تلخيص المتشابه ، وفي المتفق والمتفرق .

18 ابن عساكر في تاريخه .

19 ابن منده في تاريخ أصبهان .

20 أبو الحسن الحربي في الاول من الحربيات .

21 تمام الرازي في فوائده .

22 ابن جرير في تهذيب الاثار .

23 أبو بكر بن المقري في معجمه .

24 أبو عمرو الداني في سننه .

25 أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن .

26 الديلمي في مسند الفردوس .

27 أبو بكر الاسكاف في فوائد الاخبار .

28 أبو حسين بن المناوي في كتاب الملاحم .

29 البيهقي في دلائل النبوة .

30 أبو عمرو المقري في سننه .

31 ابن الجوزي في تاريخه .

32 يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده .

33 الروياني في مسنده .

34 ابن سعد في الطبقات .

35 ابن خزيمة .

36 عمرو بن شبر .

37 الحسن بن سفيان .

38 أبو عوانه .

وهؤلاء الاربعة ذكر السيوطي في العرف الوردي كونهم ممن خرج أحاديث المهدي ، دون عزو التخريج إلى كتاب معين .

الثالث : ذكر لبعض الذين ألفوا كتباً في شأن المهدي :

وكما اعتنى علماء هذه الامة بجمع الاحاديث الواردة عن نبيهم(صلى الله عليه وآله)تأليفاً وشرحاً ، كان للاحاديث المتعلقة بأمر المهدي قسطها الكبير من هذه العناية ، فمنهم من أدرجها ضمن المؤلفات العامة كما في السنن والمسانيد وغيرها ، ومنهم من أفردها بالتأليف ، وكل ذلك حصل منهم حماية لهذا الدين ، وقياماً بما يجب من النصح للمسلمين ، فمن الذين أفردوها بالتأليف :

1 أبو بكر بن أبي خيثمة زهير بن حرب . قال ابن خلدون في مقدمة تاريخه : «ولقد توغل أبو بكر بن أبي خيثمة على ما نقل السهيلي عنه في جمعه للاحاديث الواردة في المهدي» .

2 الحافظ أبو نعيم ، ذكره السيوطي في الجامع الصغير ، وذكره في العرف الوردي ، بل قد لخص السيوطي الاحاديث التي جمعها أبو نعيم في المهدي ، وجعلها ضمن كتابه العرف الوردي ، وزاد عليها فيه أحاديث وآثاراً كثيرة جداً .

3 السيوطي ، فقد جمع فيه جزءاً سماه العرف الوردي في أخبار المهدي ، وهو مطبوع ضمن كتابه الحاوي للفتاوي في الجزء الثاني منه . قال في أوله : «الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى ، هذا جزء جمعت فيه الاحاديث والاثار الواردة في المهدي ، لخصت فيه الاربعين التي جمعها الحافظ أبو نعيم ، وزدت عليه مافات ، ورمزت عليه صورة (ك)» .

والاحاديث والاثار التي أوردها السيوطي في شأن المهدي تزيد على المئتين ، وفيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع ، وإذا أورد الحديث الواحد أضافه إلى كل من الذين خرّجوه ، فيقول مثلاً في أحدها : «أخرج أبو داود وابن ماجة والطبراني والحاكم عن أم سلمة : سمعت رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) يقول : المهدي من عترتي من ولد فاطمة» .

4 الحافظ عماد الدين بن كثيرة قال في كتابه الفتن والملاحم : «وقد أفردت في ذكر المهدي جزءاً على حدة ، وللّه الحمد والمنة» .

5 الفقيه ابن حجر المكي ، وقد سمى مؤلَّفه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ، ذكر ذلك البرزنجي في الاشاعة ، ونقل منه ، وكذلك السفاريني في لوامع الانوار البهية ، وغيرهما .

6 علي المتقي الهندي صاحب كنز العمال ، فقد ألف في شأن المهدي رسالة ذكرها البرزنجي في الاشاعة ، وذكر ذلك قبله أيضاً ملا علي القاري الحنفي ، في المرقاة شرح المشكاة .

7 ملا علي القاري ، وسمى مؤلَّفه المشرب الوردي في مذهب المهدي ، ذكره في الاشاعة ، ونقل جملة كبيرة منه .

8 مرعي بن يوسف الحنبلي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين بعد الالف ، وسمى مؤلَّفه فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر ، ذكره السفاريني في لوامع الانوار البهية ، وذكره الشيخ صديق حسن القنوجي في كتابه الاذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة ، وغيرها .

9 ومن الذين ألفوا في شأن المهدي ، بالاضافة إلى مسألتي نزول عيسى(عليه السلام) وخروج المسيح والدجال ، القاضي محمد بن علي الشوكاني ، وسمى مؤلَّفه التوضيح في تواتر ماجاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح ، ذكر ذلك صديق حسن في الاذاعة ، ونقل جملة منه ، والشوكاني ممن ألف بشأنه ، وحكى تواتر الاحاديث الواردة فيه .

10 الامير محمد بن إسماعيل الصنعاني صاحب سبل السلام ، المتوفى سنة 1182 ه . قال صديق حسن في الاذاعة : «وقد جمع السيد العلامة بدر الملة المنير ، محمد بن إسماعيل الامير اليماني ، الاحاديث القاضية بخروج المهدي ، وأنه من آل محمد(صلى الله عليه وآله) ، وأنه يظهر في آخر الزمان» ، ثم قال : «ولم يأت تعيين زمنه إلاّ أنه يخرج قبل خروج الدجال» .

الرابع : ذكر بعض الذين حكوا تواتر أحاديث المهدي ونقل كلامهم في ذلك :
1 الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسين الابري السجزي صاحب كتاب مناقب الشافعي ، المتوفى سنة ثلاث وستين وثلاثمئة من الهجرة . قال في محمد بن خالد الجندي راوي حديث : «لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم» : «محمد بن خالد هذا غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل ، وقد تواترت الاخبار واستفاضت عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) بذكر المهدي ، وأنه من أهل بيته ، وأنه يملك سبع سنين ، وأنه يملا الارض عدلاً ، وأن عيسى(عليه السلام) يخرج فيساعده على قتل الدجال ، وأنه يؤم هذه الامة ويصلى عيسى خلفه» .

نقل ذلك عنه ابن القيم في كتابه المنار ، وسكت عليه ، ونقله عنه أيضاً الحافظ بن حجر في تهذيب التهذيب ، في ترجمة محمد بن خالد الجندي ، وسكت عليه ، ونقل عنه ذلك وسكت عليه أيضاً فتح الباري ، في باب نزول عيسى بن مريم(عليه السلام) ، ونقل عنه ذلك أيضاً السيوطي في آخر جزء العرف الوردي في أخبار المهدي ، وسكت عليه ، ونقل ذلك عنه مرعي بن يوسف في كتابه فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر ، كما ذكر ذلك صديق حسن في كتابه الاذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة .

2 محمد البرزنجي المتوفى سنة ثلاث بعد المئة والالف في كتابه الاشاعة لاشراط الساعة . قال : «الباب الثالث في الاشراط العظام والامارات القريبة التي تعقبها الساعة ، وهي أيضاً كثيرة ، فمنها المهدي ، وهو أولها . واعلم أن الاحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر» إلى أن قال : «ثم الذي في الروايات الكثيرة الصحيحة الشهيرة أنه من ولد فاطمة» إلى أن قال : «قد علمت أن أحاديث وجود المهدي وخروجه آخر الزمان ، وأنه من عترة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) من ولد فاطمة ، بلغت حد التواتر المعنوي ، فلا معنى لانكارها».

وقال في ختام كتابه المذكور ، بعد الاشارة إلى بعض أمور تجري في آخر الزمان : «وغاية ما ثبت الاخبار الصحيحة الكثيرة الشهيرة ، التي بلغت التواتر المعنوي ، وجود الايات العظام التي فيها بل أولها خروج المهدي ، وأنه يأتي في آخر الزمان من ولد فاطمة يملا الارض عدلاً كما ملئت ظلماً» .

3 الشيخ محمد السفاريني المتوفى سنة ثمان وثمانين بعد المئة والالف ، في كتابه لوامع الانوار البهية . قال : «وقد كثرت بخروجه (يعني المهدي) الروايات ، حتى بلغت حد التواتر المعنوي» وأورد الاحاديث في خروج المهدي ، وأسماء بعض الصحابة الذين رووها ، ثم قال : «وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم رضي اللّه عنهم بروايات متعددة ، وعن التابعين من بعدهم ، ما يفيد مجموعه العلم القطعي ، فالايمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة» .

4 القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة خمسين بعد المئتين والالف ، وهو صاحب التفسير المشهور ، ومؤلف نيل الاوطار. قال في كتابه التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح : «فالاحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة ، بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الاصول ، وأما الاثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي ، فهي كثيرة جداً ، لها حكم الرفع ; إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك» .

وقال في مسألة نزول المسيح(عليه السلام) : «فتقرر أن الاحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة ، والاحاديث الواردة في الدجال متواترة ، والاحاديث الواردة في نزول عيسى(عليه السلام) متواترة» .

5 الشيخ صديق حسن القنوجي المتوفى سنة سبع بعد الثلاثمئة والالف . قال في كتابه الاذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة : «والاحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياتها كثيرة جداً ، تبلغ حد التواتر المعنوي ، وهي في السنن وغيرها من دواوين الاسلام من المعاجم والمسانيد» إلى أن قال : «لاشك أن المهدي يخرج في آخر الزمان من غير تعيين شهر ولا عام ، لما تواتر من الاخبار في الباب ، واتفق عليه جمهور الامة خلفاً عن سلف ، إلاّ من لا يعتد بخلافه» إلى أن قال : «فلا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود المنتظر ، المدلول عليه بالادلة ، بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة ، البالغة الى حد التواتر» .

6 الشيخ محمد بن جعفر الكتاني المتوفى سنة خمس وأربعين بعد الثلاثمئة والالف . قال في كتابه نظم المتناثر في الحديث المتواتر : «وقد ذكروا أن نزول سيدنا عيسى(عليه السلام) ثابت بالكتاب والسنة والاجماع» ثم قال : «والحاصل أن الاحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة ، وكذا الواردة في الدجال ، وفي نزول سيدنا عيسى ابن مريم(عليه السلام)».

الخامس : ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الاحاديث مما له تعلق بشأن المهدي :
1 روي البخاري في باب نزول عيسى بن مريم عن أبي هريرة قال : «قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم ، وإمامكم منكم؟ » .

2 وروى مسلم في كتاب الايمان من صحيحه عن أبي هريرة مثل حديثه عن البخاري ; ورواه أيضاً عن أبي هريرة بلفظ : «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم فأمكم منكم ؟» ، وفيه تفسير ابن أبي ذئب راوي الحديث لقوله : «وامكم منكم» ، بقوله : «فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم(صلى الله عليه وآله)» .

3 وروى مسلم في صحيحه عن جابر أنه سمع النبي(صلى الله عليه وآله) يقول : «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة .

قال : فينزل عيسى ابن مريم(عليه السلام) فيقول أميرهم : تعال صل لنا ، فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة اللّه هذه الامة» .

فهذه الاحاديث التي وردت في الصحيحين ، وإن لم يكن فيها التصريح بلفظ المهدي ، تدل على صفات رجل صالح يؤم المسلمين في ذلك الوقت . وقد جاءت الاحاديث في السنن والمسانيد وغيرها مفسرة لهذه الاحاديث التي في الصحيحين ، ودالة على أن ذلك الرجل الصالح اسمه محمد ، ويقال له المهدي . والسنة يفسر بعضها بعضاً .

خليجية




بارك الله فيك



بارك الله فيك



جزاكي الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك



التصنيفات
منوعات

حكم صلاة الجماعة

حكم صلاة الجماعة في المسجد

خليجية

ما حكم صلاة الجماعة في المسجد وما هو الدليل على ذلك ؟.

الحمد لله
صلاة الجماعة في المسجد واجبة على الرجال القادرين ، على الصحيح من قولي العلماء ؛ لأدلة كثيرة منها :
الدليل الأول :
قال الله تعالى : ( و إذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك و ليأخذوا أسلحتهم… ) سورة النساء أية 102
وجه الاستدلال :
أحدها : أمره سبحانه و تعالى لهم بالصلاة في الجماعة ، ثم أعاد هذا الأمر سبحانه مرة ثانية في حق الطائفة الثانية بقوله : ( و لتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك … )
و في هذا دليل على أن الجماعة فرض على الأعيان ، إذا لم يسقطها سبحانه عن الطائفة الثانية بفعل الأولى ، و لو كانت الجماعة سنة ، لكان أولى الأعذار بسقوطها عذر الخوف ، ولو كانت فرض كفاية لسقطت بفعل الطائفة الأولى .
ففي الآية دليل على و جوبها على الأعيان .
فهذه ثلاثة أوجه
· أمره بها أولاً .
· ثم أمره بها ثانياً .
· و أنه لم يرخص لهم في تركها حال الخوف .
الدليل الرابع :
1- ما ثبت في الصحيحين و هذا لفظ البخاري : عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " و الذي نفسي بيده ، لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجالاً فأحرق عليهم بيوتهم ، و الذي نفسي بيده لو يعلم أنه يجد عَرْقاً سميناً أو مِرْماتَيْن حسنتين لشهد العشاء "

2- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء و صلاة الفجر ، و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبواً ، و لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلاً يصلي بالناس ، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة ، فأحرق عليهم بيوتهم " متفق عليه .

3- و للإمام أحمد عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " لولا ما في البيوت من النساء و الذرية ، أقمت صلاة العشاء ، و أمرت فتياني يُحرقون ما في البيوت بالنار "

4- و لم يفعل النبي صلى الله عليه و سلم ما هم به للمانع الذي أخبر أنه منعه منه ، وهو اشتمال البيوت على ما لا تجب عليه الجماعة من النساء و الذرية ، فلو أحرقها عليهم لتعدت العقوبة إلى من لا يجب عليه .
الدليل الخامس :
· روى مسلم في صحيحه أن رجلاً أعمى قال : يا رسول الله عليه و سلم : ليس قائد يقودني إلى المسجد ، فسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أنْ يُرَخِص له ، فرخص له ، فلما ولى دعاه ، فقال : " هل تسمع النداء ؟ قال : نعم قال : " فأجب " . وهذا الرجل هو ابن أم مكتوم · و في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود عن عمرو ابن أم مكتوم قال : قلت : يا رسول الله ( أنا ضرير شاسع الدار ولي قائد لا يلائمني ، فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟ قال " تسمع النداء " قال : نعم . قال :" لا أجد لك رخصة " .

· الأمر المطلق للوجوب ، فكيف إذا صرَّح صاحب الشرع بأنه لا رخصة للعبد في التخلف عنه الضرير شاسع الدار لا يلائمه قائده ، فلو كان العبد مخيراً بين أن يصلي و حده أو جماعة ، لكان أولى الناس بهذا التخيير مثل هذا الأعمى .
الدليل السادس :
روى أبو داود و أبو حاتم ابن حبان في صحيحه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر " قالوا : و ما العذر ؟ قال : " خوف أو مرض ، لم تقبل منه الصلاة التي صلاها " .
الدليل السابع :
ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود قال : من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف " و في لفظ " و قال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى ، و إن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه .
وجه الدلالة :
أنه جعل التخلف عن الجماعة من علامات المنافقين المعلوم النفاق .

نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته والله تعالى أعلم .




جزاك الله خير وجعله بموازين اعمالك
الصالحاات…